عرض وقفة تذكر واعتبار

  • ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴿٧٥﴾    [الواقعة   آية:٧٥]
  • ﴿لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٥٧﴾    [غافر   آية:٥٧]
  • ﴿أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا ﴿٢٧﴾    [النازعات   آية:٢٧]
  • ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴿١﴾    [المجادلة   آية:١]
  • ﴿وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﴿٤٧﴾    [الذاريات   آية:٤٧]
  • ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴿١٣٣﴾    [آل عمران   آية:١٣٣]
  • ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴿١٩١﴾    [آل عمران   آية:١٩١]
هل أدركت يومًا حجم ما أنت موعود به؟؟ المكالمة الأخيرة الصادرة عن جوالك سارت بسرعة الضوء (300 ألف كم في الثانية) لتصل للجوال المقصود، بمعنى أن سرعة نقل مكالمتك ‏عبر الجوال يمكن أن تدور حول العالم 7.4 مرة في الثانية الواحدة!!! وعليه عندما تتحدث مع صديق ـ على سبيل المثال - في جزر هاواي في النصف الآخر من الأرض سيصل كلامك إليه بأقل من ثانية، بينما ـجدلاًـ مكالمتك مع رائد فضاء على القمر ستستغرق 1.3 ثانية لتصل إلى مسمعه.‏ وحديثك ـ جدلاً ـ مع آخر في كوكب المريخ سيستغرق 4 دقائق وصولاً!! (يتغير حسب موقعه من الأرض) يعني تقول "السلام عليكم" وتنتظر 8 ‏دقائق حتى تسمع "وعليكم السلام"!!.‏ وفرضاً عندما تتحدث مع أحد في سفينة فضائية تدور حول كوكب المشتري وتقول له: "كيف حالك" سيأتيك الجواب بعد 64 دقيقة تقريباً. (يتغير ‏حسب موقعه من الأرض) حتى تسمع الرد "بخير"!!.‏ بينما لو كان رائد الفضاء ـ جدلاً ـ قريباً من كوكب بلوتو وقلت له "السلام عليكم" سيأتيك الجواب "وعليكم السلام" بعد 11 ساعة تقريباً (خمس ‏ساعات ونصف ذهاباً وأخرى إياباً) ‏(يتغير حسب موقعه من الأرض) ‏.‏ وفرضاً عندما تتحدث مع سفينة فضائية حول نجم الشعرى اليمانية وتقول له "صباح الخير" سيأتيك الرد "صباح النور" بعد حوالي ‌‎17‌‏ سنة!!، ‏علماً أن موجات مكالمتك سافرت في الفضاء بسرعة الضوء (300 ألف كم في الثانية).‏ ولو كانت مكالمتك تستهدف رائد فضاء قريباً من نجم قلب العقرب ـ على سبيل المثال ـ لجاء الرد بعد 1100 سنة!!، ولو كانت مهاتفتك لمخلوقات عاقلة ـ إن وجدت ـ في أقرب مجرة لنا (مجرة المرأة المسلسلة) لجاء الرد بعد 4 مليون سنة تقريباً!!.‏ لاحظ أن سرعة المكالمة تسير بسرعة الضوء (300 ألف كم في الثانية، يعني يقطع الضوء في السنة 9.5 تريليون كم) ومع ذلك تأمل، وتدبر كم ‏من الوقت تستغرق رحلة المكالمة عبر الموجات الكهرومغناطيسية!‏ وهنا تدرك بحق جانباً من سعة الكون!! ومن ثم عظمة الرب عز وجل {فِلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجومِ وإنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعلَمونَ عَظيم}. عظيم/عظيم/عظيم.‏ ولو كنت تستهدف باتصالك طرف الكون (المكتشف فقط) لجاء الرد على مكالمتك ـ إن كان فيه أحد في طرف الكون ـ بعد 312 مليار سنة تقريباً، ‏علماً أن المكالمة تسير بأسرع سرعة عرفها البشر {لَخَلْقُ السّمَاواتِ وَالأرضِ أكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النّاسِ وَلَكِنَّ أكْثَرَ الناسِ لا يَعلَمون}.‏ تخيل كل هذا في السماء المعروفة والمكتشفة من قبل العلماء، ولا نعلم إلى حد الآن عن حدود السماء الدنيا؟ فضلاً عن السماء الثانية؟ فكيف بالسابعة!!؟ {أأنْتُمْ أشَدُّ خَلْقاً أمِ السّماءُ بَناها} والله سبحانه وتعالى سمع خولة بنت ثعلبة مباشرة وهي تجادل النبي صلى الله عليه وسلم من فوق 7 سماوات وهو مستوٍ على عرشه سبحانه وتعالى.‏ ‏{قَد سَمِعَ اللهُ قولَ التي تُجادِلُكَ في زَوْجِها} قالت عائشة رضي الله عنها وعن أبيها: "تبارك الذي أوعى سمعه كل شيء، إني لأسمع كلام خولة، ‏ويخفى علي بعضه، وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.‏" ومع كل هذه العظمة في سعة الكون الذي لا تستطيع العقول إدراكه، فإن الخالق المالك المدبر يقول: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ}.‏ من هنا فقط تدرك جانباً يسيراً من البعد المكاني للجنة التي أنت موعود بها. {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض ‏أعدت للمتقين}. دمتم متدبرين، متفكرين، متأملين، مأجورين. *{ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار}