عرض وقفة تذكر واعتبار

  • ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴿٣٢﴾    [الحج   آية:٣٢]
حكى الدكتور جعفر شيخ إدريس _حفظه الله ومتّعَهُ بالصحة والعافية_ قصة تدبر آية، فقال : زرتُ في كندا مركزاً إسلاميّاً ، فرأيتُ شاباً مسلماً حديثَ الدخولِ في الإسلامِ لا تفوتُهُ صلاةٌ مفروضةٌ في المركز ، ويأتي على درّاجةٍ ناريّةٍ من مكانٍ بعيدٍ يستغرقُ مسيرُهُ إليه حوالي نصف ساعة ، وكان في جماعة المركز مَنْ يُشفقُ عليه من أنْ يشقَّ على نفسه بشهودِ كلِّ الصلوات في المركز ( الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء ) ، وأخبروني أنّهم عجزوا عن إقناعه بأنْ لا يشقَّ على نفسه ، وطلبوا منّي أنْ أنصحَهُ بذلك ... يقول الدكتور جعفر : فلمّا كلّمتُهُ في ذلك ، قال لي : أليسَ اللهُ ﷻ يقول : ( ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ) ؟ قلتُ له : بلى . قال الشابُّ : أنا أريدُ أنْ أكونَ ممّنْ يُعظّمُ شعائرَ اللهِ ؛ لعلّ اللهَ أنْ يُثبّتَ التقوى في قلبي . يقول الدكتور جعفر : فواللهِ ما عرفتُ ما أقولُ له بعد أنْ سمعتُ قولَهُ هذا ؛ فقد نبّهني إلى معنًى في هذه الآية لم أتنبّهْ له من قبلُ ، ولم يخطرْ يوماً من الأيام ببالي وأنا أذهبُ إلى المسجد خمسَ مرّاتٍ في اليوم والليلة أنْ أحتسبَ ذهابي إلى المسجد تعظيماً لهذه الشعيرة العظيمة من شعائر الله طلباً لتثبيت التقوى في القلب . وحينما سمعتُ كلامه سألتُ اللهَ له التثبيتَ ، وطلبتُ من جماعة المسجد أن يتركوه ورغبتَهُ العظيمةَ وأنْ يدعوا له .