عرض وقفة تذكر واعتبار

  • ﴿فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى ﴿٣٩﴾    [النازعات   آية:٣٩]
  • ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ﴿٤٠﴾    [النازعات   آية:٤٠]
قال تعالى : ﴿وَأَمَّا مَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ وَنَهَى ٱلنَّفۡسَ عَنِ ٱلۡهَوَىٰ﴾ [النازعات ٤٠] قال ابن الجوزي رحمه الله: « وفِي قُوَّةِ قَهرِ الهَوَى لَذَّةٌ تَزِيدُ عَلَى كُلِّ لَذَّةٍ ، ألا تَرَى إلَى كُلِّ مَغلُوبٍ بالهَوَى كَيفَ يَكُونُ ذَلِيلًا ؛ لِأنَّهُ قُهِرَ ، بخَِلافِ غَالِبِ الهَوَى ؛ فَإنَّهُ يَكُونُ قَوِيَّ القَلبِ عَزِيزًا ؛ لِأنَّهُ قَهَرَ ؟! فَالحَذَرُ الحَذَرُ مِن رُؤيَةِ المُشتَهَى بِعَينِ الحُسنِ ، كَمَا يَرَى اللِّصُّ لَذَّةَ أخذِ المَالِ مِن الحِرزِ ، ولا يَرَى بِعَينِ فِكْرِهِ القَطعَ ! وليَفتَح عَينَ البَصِيرَةِ ، لِتَأمُّلِ العَوَاقِبِ ، واستِحَالَةِ اللَّذَّةِ نَغصَةً ، وانقِلابِهَا عَن كَونِهَا لَذَّة ؛ إمَا لِمَلَلٍ ، أو لِغَيرِهِ مِنَ الآفَاتِ ، أو لانقِطَاعِهَا بامتِنَاعِ الحَبِيبِ ، فَتَكُونُ المَعصِيَةُ الأُولَى كَلُقمَةٍ تَنَاوَلَهَا جَائِعٌ ، فَمَا رَدَّت كَلَبَ الجُوعِ ، بَل شَهَّت الطَّعَامَ. وليَتَذَكَّر الإنسَانُ لَذَّةَ قَهرِ الهَوَى مَعَ تَأمُّلِ فَوَائِدِ الصَّبرِ عَنهُ ، فَمَن وُفِّقَ لِذَلِكَ = كَانَت سَلَامَتُهُ قَرِيبَةً مِنهُ ».