عرض وقفة تذكر واعتبار

  • ﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ ﴿٤٠﴾    [النور   آية:٤٠]
فيليب غرينيه طبيب وسياسي فرنسي دخل في الإسلام، ويعد أول برلماني فرنسي مسلم في التاريخ وقال عن سبب إسلامه عندما سُئل: «لقد كنتُ في أيام شبابي طبيباً بحرياً أُلازم البحر، وأعيش فيه بين السماء والماء، واِطلعتُ ذات مرة على نسخة من القرآن مترجمة للفرنسية بقلم السيد سافاري، فقرأت فيها آية من سورة النور تتضمن صفة الجاحد وتخبطه في جحوده كما يتخبط الغريق بين ظلمات الأمواج في يوم شاتٍ كثير السحاب، وهي قوله تعالى: Ra bracket.png أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ Aya-40.png La bracket.png، وكنت لما قرأت هذه الآية لَم أتشرف بعدُ بهداية الإسلام، ولا أعلم شيئاً عن المرشد الأعظم صلى الله عليه وسلم، فخُيّل إليَّ أن محمداً صلى الله عليه وسلم رجل عاش في البحار طول أيام حياته، ومع ذلك كنت أعجب كيف يتسنى لرجل أن يصف تخبط الضالين بمثل هذا الوصف الموجز الذي جُمع بكلمات قلائل أهوال البحار وحالتها الطبيعية، حتى يكاد الإنسان يشهد الحقيقة بحواسه كلها بأسلوب لا يستطيعه أبلغ مُمارس لأهوال البحار، فلما علمتُ بعد ذلك أن محمداً صلى الله عليه وسلم لَم يركب البحر قط، وأنه فوق ذلك كان أمياً، رجعت إلى القرآن فأطلت النظر في سورة النور، وفي سائر آيات هذا الكتاب الحكيم، فأيقنت أنه ليس من كلام البشر، وإنما من وحي الله، فأسلمت ولا أزال مغتبطاً بإسلامي الذي أراه دين الفطرة المعقول البعيد عن كل ما في الديانات الأخرى من بقايا الوثنية».[6