عرض وقفة تذكر واعتبار

  • ﴿وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَّاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا ﴿٧٣﴾    [الإسراء   آية:٧٣]
  • ﴿وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ﴿٧٤﴾    [الإسراء   آية:٧٤]
  • ﴿إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا ﴿٧٥﴾    [الإسراء   آية:٧٥]
ثلاث آيات لأصحاب الفتاوي الشاذة كنتُ في ضيق وغمٍّ وأنا أقرأ وأسمع بين آنٍ وآخرَ فتاوي شاذة ؛ تُحِلُّ حرامًا مما استقر علي حرمته الواقع في بلاد المسلمين , فتتلقفُها وتبتدرها وسائل الإعلام المُغرِضَةُ فتنشرها , وتفرح بأصحابها فتُمجدهم وتنافح عنهم , وتمسي صورهم وكلماتهم مِلْءَ الشاشاتِ والصحف , وكنت إذا حزبني أمر أو غمني سوءٌ مِلْتُ إلي واحةِ القرآن أستظِل بأفيائها وأتنسم عبيرها , وذات يوم كنت أقرأ سورة الإسراء فتسمّرَتْ عينايَ علي آياتٍ ثلاثٍ عجزتُ أن أجاوزهن : " وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75) " وصِرتُ أعيد قراءتهن وأتفكر في معانيهن , واقول في نفسي : هل قرأهن فلان الذي أفتي بجواز الربا ؟ وهل قرأهن فلان الذي أفتي بجواز الاختلاط ؟ سبحان الله ! لقد اتخذ الإعلامُ السيئُ كلَّ واحدٍ من هؤلاء خليلا !! نسأل الله الثبات علي الحق حتي الممات ؛ فرسول الله صلي الله عليه وسلم المؤيد بالوحي والعصمةِ كادوا يفتنونه عما أوحي الله إليه ليفتري علي الله غيره , وسيتخذونه حينئذ خليلا , ولولا أن ثبته الله لقد كاد يركن إليهم شيئًا قليلا ! لكن ذلك الإنسان الضعيف غير المؤيَّدَ لا بوحيٍ ولا عِصمةٍ ؛ افترى على الله – عند أول إغراء – ما ليس فى شرعه ؛ فاتخذوه خليلا فركن إليهم كثيرا وليس شيئا قليلا ! لكن هل تدبر هذا الضعيفُ الذي أفتي بغير شرع الله العاقبة التي يخشي عليه منها ؟ ليقرأ عقابَ خيرِ البشرِ أولهم وآخرهم رسول الله صلي الله عليه وسلم لو ركن إليهم شيئًا قليلا " إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75) " وَاحَرَّ قلباه : " ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ " , ثم لا يجد له علي الله نصيرا , كل هذا لو ركن إليهم شيئًا قليلا , وهو صَفِيُّ الله من خلقه وخليله ! إذًا ما حال العبد المسكين الذي استخفه أصحاب الشهوات والشبهات فركن إليهم شيئًا كثيرًا , وافتري علي الله غير وحيه وشرعه ؟ وإنه لن يكون أكرم علي الله من رسوله صلي الله عليه وسلم . نسأل الله الثبات علي الحق حتي الممات .