عرض وقفة تذكر واعتبار

  • ﴿لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿١٧﴾    [الفتح   آية:١٧]
هذه عزائم القوم / يقول تعالى : {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج } الآية أصل في سقوط التكليف عن العاجز ؛ فكل من عجز عن شيء سقط عنه . ونظير هذه الآية قوله تعالى :: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ}. قال العلماء : فعذر الحق سبحانه أصحاب الأعذار ، وما صبرت القلوب .. فخرج ابن أم مكتوم إلى أحد وطلب أن يعطي اللواء ، فأخذه مصعب بن عمير ، فجاء رجل من الكفار فضرب يده التي فيها اللواء فقطعها ، فأمسكه باليد الأخرى فضرب اليد الأخرى فأمسكه بصدره ، وقرأ {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [آل عمران : 144]. هذه عزائم القوم. والحق يقول : {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ} [النور : 61] وعمرو بن الجموح من نقباء الأنصار (أعرج ) وهو في أول الجيش. قال له الرسول عليه السلام : 'إن الله قد عذرك' فقال : والله لأحفرن بعرجتي هذه في الجنة ؛ والحق يقول :{وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ} [النور : 61] وقال عبدالله بن مسعود : ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف. والحق يقول : 'ولا على المريض حرج' بتصرف من ( الجامع لأحكام القرآن / القرطبي )