عرض وقفة تذكر واعتبار
- ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴿١٥﴾ ﴾ [فاطر آية:١٥]
"أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ"
في لفتة بديعة من ابن القيم إلى نوعي إضافة الفقر إلى الله والرب وهو الخاص والعام،
قال: وتأمل قوله: {أنتم الفقراء إلى الله} فعلق الفقر إليه باسمه "الله" دون اسم الربوبية ليؤذن بنوعي الفقر، فإنه كما تقدم نوعان: فقر إلى ربوبيته، وهو فقر المخلوقات بأسرها؛ وفقر إلى إلاهيته، وهو فقر أنبيائه ورسله وعباده الصالحين وهذا هو الفقر النافع. والذي يشير إليه القوم، ويتكلمون عليه، ويشمرون إليه، هو الفقر الخاص لا العام. وقد اختلفت عباراتهم عنه ووصفهم له، وكل أخبر عنه بقدر ذوقه وقدرته على التعبير).