عرض وقفة متشابه
- ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ﴿٧٣﴾ ﴾ [الأنبياء آية:٧٣]
- ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ ﴿٤١﴾ ﴾ [القصص آية:٤١]
- ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴿٢٤﴾ ﴾ [السجدة آية:٢٤]
{"وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً" يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا "وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ" فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ}
[الأنبيـاء: 73]
{"وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً" "يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ" وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ}
[القصص: 41]
{"وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً" يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا "لَمَّا صَبَرُوا" وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}
[السجـدة: 24]
موضع التشابه الأوّل : ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً - وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً - وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً )
الضابط : في الموضع الأول والثاني -الأنبياء والقصص- وَرَدَت (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً)، وفي الموضع الأخير -السّجدة- وَرَدَت (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً) بزيادة (مِنْهُمْ)؛ أي أنّ الزيادة وَرَدَت في الموضع المتأخّر.
* القاعدة : قاعدة الزيادة في الموضع المتأخّر.
ضابط آخر/
- في الأنبياء: المقصودون بالآية هم إبراهيم وإسماعيل وإسحاق عليهم السّلام لذلك قال (وَجَعَلْنَاهُمْ) أي [كُلّهم].
- في القصص: السياق عن فرعون وجنوده لذلك قال (يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ).
- في السّجدة: المقصودون بالآية هم بنو إسرائيل [ولم يكونوا كُلّهم] أئمةً بل بعضهم لذلك قال (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ).
(ربط المتشابهات بمعاني الآيات - د/ دُعاء الزّبيدي)
* القاعدة : قاعدة الضبط بالتأمل.
موضع التشابه الثّاني : ما بعد (يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا)
موضع التشابه هذا خاصٌّ بآية الأنبياء والسّجدة، فلم يرد (يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا) في القصص لأنّ السِّياق عن فرعون وجنوده لذلك قال (يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ).
الضابط :
- في الأنبياء قال (وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ) [لأنّهُم أنبياء].
في السّجدة قال (لَمَّا صَبَرُوا) لأنَّهم عبادٌ مكلّفون بالصبر واليقين و[ليسُوا أنبياء] يُوحى إليهم.
(ربط المتشابهات بمعاني الآيات - د/ دُعاء الزّبيدي)
* القاعدة : قاعدة الضبط بالتأمل.
====القواعد====
* قاعدة الضبط بالزّيادة للموضع المتأخر ..
كثير من الآيات المتشابهة يكون [الموضع المتأخّر منها فيه زيادة] على المتقدّم وقد يأتي خلاف ذلك، ولكننا كما أشرنا سابقًا نضبط الأكثر ونترك المستثنى الأقلّ على ماسبق بيانه (ولا نعني بالزّيادة والنّقصان في الآيات ظاهر مايتبادر من الألفاظ الزّائدة والنّاقصة، وإلّا فإنّ القرآن في الحقيقة محروس من الزّيادة والنّقصان، ولولا أنّ هذا الاصطلاح (الزّيادة والنّقصان) استعمله الأوائل المصنفون في هذا الفنّ مثل: الكرماني، وابن الجوزي، لما استعملناه تحاشيًا لما فيه من الإيهام غير المقصود..
* قاعدة الضبط بالتأمل للمعنى في الموضع المتشابه ..
وهذه من أمهات القواعد ومهمّات الضوابط، ولذا اعتنى بها السابقون أيّما عناية، وأُلّف فيها كثير من المؤلّفات النافعة، بل هي لُبّ المتشابه، والكثير الحاصل من التشابه إنما جاء [لمعنى عظيم وحكمة بالغة]، قد تخفى على من قرأ القرآن هَذًّا، ويدركها اللبيب الفطن، ولذا من [تدبر] كثيرًا من الآيات المتشابهة وجد أنّ الزيادة والنقصان، والتقديم والتأخير، والإبدال، إلى غير ذلك إنّما هو لمعنى مراد ينبغي الوقوف عنده، والتأمل له ..
- ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ﴿٧٣﴾ ﴾ [الأنبياء آية:٧٣]
- ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ ﴿٤١﴾ ﴾ [القصص آية:٤١]
- ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴿٢٤﴾ ﴾ [السجدة آية:٢٤]