عرض وقفة متشابه
- ﴿قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ ﴿٤٣﴾ ﴾ [هود آية:٤٣]
- ﴿إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿١١٩﴾ ﴾ [هود آية:١١٩]
- ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٥٣﴾ ﴾ [يوسف آية:٥٣]
- ﴿إِلَّا مَن رَّحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴿٤٢﴾ ﴾ [الدخان آية:٤٢]
{..قَالَ لَا عَاصِمَ ٱلۡیَوۡمَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِ "إِلَّا مَن رَّحِمَۚ" وَحَالَ بَیۡنَهُمَا ٱلۡمَوۡجُ..}
[هُـــــــود: 43]
{"إِلَّا مَن رَّحِمَ" "رَبُّكَۚ" وَلِذَ ٰلِكَ خَلَقَهُمۡۗ وَتَمَّتۡ كَلِمَةُ رَبِّكَ..}
[هُـــــود: 119]
{وَمَاۤ أُبَرِّئُ نَفۡسِیۤ إِنَّ ٱلنَّفۡسَ لَأَمَّارَةٌ بِٱلسُّوۤءِ "إِلَّا مَا رَحِمَ" "رَبِّیۤ"..}
[يُوسُــــف: 53]
{"إِلَّا مَن رَّحِمَ" "ٱللَّهُۚ" إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلرَّحِیمُ}
[الدُّخــــان: 42]
موضع التشابه الأوّل : ( إِلَّا مَن رَّحِمَ - إِلَّا مَا رَحِمَ )
الضابط : موضع يُوسُف وحيد بــ (مَا)، ومما ذَكَرَهُ ابن عاشور في تفسير هذه الآية:
- الاستثناء في (إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّیۤ) [استثناء من عموم الأزمان]، أي أزمان وقوع السُّوء، بناءً على أنّ أمر النّفس يبعث على ارتكاب السُّوء في كُلّ الأوقات [إلاّ] وقت رحمة الله عبده، أي رحمته بأن يقيّض له [ما] يصرفه عن فعل السُّوء، أو يقيّض حائلًا بينه وبين فعل السُّوء، كما جعل إباية يوسف عليه السّلام من إجابتها إلى ما دعتْه إليه حائلًا بينها وبين التّورط في هذا الإثم، وذلك لطف من الله بهما .
(التّحرير والتّنوير - بتصرُّف يسير)
القاعدة : قاعدة الضبط بالتأمل.
موضع التشابه الثّاني : ما بعد (رَّحِمَ)
في آية هُود الأُولى لم يذكر لفظ الجلالة، ولا الرُّبوبية.
في آية هُود الثّانية ذَكَرَ الرُّبوبية
في آية يُوسُف ذَكَرَ الرُّبوبية
في آية الدُّخان ذَكَرَ لفظ الجلالة
الضابط :
- [هُـــــــود: 43]: قال (إِلَّا مَن رَّحِمَ)؛ [لِقُرب] لفظ الجلالة قبلها مباشرةً في قوله (لَا عَاصِمَ ٱلۡیَوۡمَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِ)؛ فلم يحتجّ لإعادته.
- [هُـــــود: 119]: قال (إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ)؛ لأنَّ الحديث [موجّه للنّبيّ ﷺ] فقد قال قبلها (وَلَوۡ شَاۤءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةً وَ ٰحِدَةً..)[118].
- [يُوسُــــف: 53]: قال (إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّیۤ)؛ لأنّه من [قول يُوسُف] عليه السّلام...
- [الدُّخــــان: 42]: قال (إِلَّا مَن رَّحِمَ ٱللَّهُ)؛ لأنَّ السّياق في [عذاب ٱلۡكُفَّار]؛ فناسب استعمال لفظ الجلالة ولم يكُن ليُناسب لفظ الرُّبوبية.
(ربط المتشابهات بمعاني الآيات - بتصرُّف)
القاعدة : قاعدة الضبط بالتأمل.
===== القواعد =====
قاعدة الضبط بالتأمل للمعنى في الموضع المتشابه ..
وهذه من أمهات القواعد ومهمات الضوابط ، ولذا اعتنى بها السابقون أيما عناية ، وألّف فيها كثير من المؤلفات النافعة ، بل هي لُبّ المتشابه ، والكثير الحاصل من التشابه إنما جاء [ لمعنى عظيم وحكمة بالغة ] ، قد تخفى على من قرأ القرآن هَذًّا ، ويدركها اللبيب الفطن ، ولذا من [ تدبر ] كثيرًا من الآيات المتشابهة وجد أن الزيادة والنقصان ، والتقديم والتأخير ، والإبدال ، إلى غير ذلك إنّما هو لمعنى مراد ينبغى الوقوف عنده ، والتأمل له ..
- ﴿قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ ﴿٤٣﴾ ﴾ [هود آية:٤٣]
- ﴿إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿١١٩﴾ ﴾ [هود آية:١١٩]
- ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٥٣﴾ ﴾ [يوسف آية:٥٣]
- ﴿إِلَّا مَن رَّحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴿٤٢﴾ ﴾ [الدخان آية:٤٢]