عرض وقفة متشابه
- ﴿إِن تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَن سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا ﴿١٤٩﴾ ﴾ [النساء آية:١٤٩]
- ﴿إِن تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴿٥٤﴾ ﴾ [الأحزاب آية:٥٤]
{إِن تُبۡدُوا۟ "خَیۡرًا" أَوۡ تُخۡفُوهُ "أَوۡ تَعۡفُوا۟ عَن سُوۤءٍ" فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ "عَفُوًّا قَدِیرًا"}
[النساء: ١٤٩]
{إِن تُبۡدُوا۟ "شَیۡـًٔا" أَوۡ تُخۡفُوهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ "كَانَ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمًا"}
[الأحزاب: ٥٤]
موضع التشابه الأول : ( خَیۡرًا - شَیۡـًٔا )
الضابط : في [سورة النّساء] ذكرت الآية كلمة (خَیۡرًا)، وفي سورة الأحزاب ذُكرت كلمة (شَیۡـًٔا):
كلمة [(خَیۡرًا)] اختِريت [لسببين]: السّبب الأول [يخصّ السّورة] نفسها, فسورة النّساء تميل إلى جانب الصُّلح والودّ والإصلاح إلى الخير, فناسبها كلمة خير، والسّبب الآخر [يخصّ السّياق] فهذه الآية قبلها آية أخرى (لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ) [١٤٨] فذكرت الآية الأولى [السوء] وجاءت هذه الآية مقابلةً لها فذكرت [الخير] (إِن تُبْدُواْ خَيْرًا)، فالآية هنا تدعو إلى الخير.
[سورة الأحزاب] تتحدّث عن [مؤمنين وكفار]، وتبيّن أفعال وأقوال المنافقين في غزوة الأحزاب، وتبيّن كيف كانوا يدّعون (يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا) [١٣] (مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا) [١٢], وتحدثت أيضًا عن المؤمنين؛ فالآية [بيّنت] للطّرفين أنّ [أيّ شيء تبدونه] سواء كان هذا الشّيء خيرًا أم شرًا [فالله يعلمه] فجاءت كلمة (شيء) والشّيء تشمل المعنيين.
موضع التشابه الثاني : قال تعالى في سورة النساء (أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ) ولم تأت في سورة الأحزاب
الضابط : لأنّ سورة [النّساء] تدعو إلى جانب [العفو] والإصلاح والسّلام والإنصاف والمودّة وحسن العشرة فتأتي سياقات تدعم هذا الإتجاه.
موضع التشابه الثالث : اختلاف خواتيم الآيات
الضابط : ختام آية النساء (أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا)؛ الختام [يناسب العفو]، وكلمة [قديرًا] تدل على أنّ الله يعفو [عن مقدرةٍ] لا عن عجزٍ أو ضعفٍ أو احتياجٍ للنّاس، الله قدير على العفو وقدير على العقوبة لو أراد، فالآية تدعو المؤمنين إلى أن يتخلقوا بصفة من صفات الله عز وجل.
ختام آية الأحزاب (فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) هنا تنبيه للفريقين للمؤمنين والمنافقين وتنبيه لكل البشر حتى يرتدع الإنسان [فلا يُبدي] [إلا الخير].
فكل ختام يناسب ما جاء في صدر الآية.
( مختصر اللمسات البيانية )
* قاعدة : الضبط بالتأمل
=====القواعد=====
* قاعدة : الضبط بالتأمل للمعنى في الموضع المتشابه ..
وهذه من أمهات القواعد ومهمات الضوابط ، ولذا اعتنى بها السابقون أيما عناية ، وألّف فيها كثير من المؤلفات النافعة ، بل هي لب المتشابه ، والكثير الحاصل من التشابه إنما جاء [ لمعنى عظيم وحكمة بالغة ] ، قد تخفى على من قرأ القرآن هَذّاً ، ويدركها اللبيب الفطن ، ولذا من [ تدبر ] كثيراً من الآيات المتشابهة وجد أن الزيادة والنقصان ، والتقديم والتأخير ، والإبدال ، إلى غير ذلك إنما هو لمعنى مراد ينبغى الوقوف عنده ، والتأمل له ..
- ﴿إِن تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَن سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا ﴿١٤٩﴾ ﴾ [النساء آية:١٤٩]
- ﴿إِن تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴿٥٤﴾ ﴾ [الأحزاب آية:٥٤]