١
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴿١﴾ ﴾
[الإسراء آية:١]
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا)
(ليلاً): في النهار يتقد البصر وفي الليل تتوقد البصيرة ،
وقد فاقت ليلة بالأجر ألف شهر.
٢
﴿ إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا ﴿٧﴾ ﴾
[الإسراء آية:٧]
(إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا)
أنت من تقطف ثمار غراسك إن خيرا فخير وإن شرا فشر ، ولن تهبط عليك باقات الرياحين بعد نثرك لبذور الأشواك.
٣
﴿ وَيَدْعُ الْإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا ﴿١١﴾ ﴾
[الإسراء آية:١١]
(وَيَدْعُ الْإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ )
وذلك لفرط جهله بما ينفعه ،والموفق من فوض لله أمره وتوكل عليه حق توكله .
٤
﴿ مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ﴿١٥﴾ ﴾
[الإسراء آية:١٥]
(مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ)
أنت أسعد الناس بمشعل هدايتك ، والأشقى بظلمة ضلالك.
٥
﴿ وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ﴿١٦﴾ ﴾
[الإسراء آية:١٦]
(وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا)
يبدو أن المترفين باطري النعم ،هم الأسرع لحمل رايات الدمار ، وكأن من يسعى لأجل رياش الحياة فقط ، تكثر زلاته ، وتبتعد خطواته عن المنهاج ،فيستمطر الدمار لقريته .
٦
﴿ وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا ﴿١٩﴾ ﴾
[الإسراء آية:١٩]
(وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ )
للسعي قيمة عظيمة في حياة المسلم ، فالإرادة الجبارة والسعي الحثيث قرينا نجاح ، كماأن التكاسل والتواكل قرينا فشل مع الحرص على حياة القيم الإيمانية .
٧
﴿ كُلًّا نُّمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ﴿٢٠﴾ ﴾
[الإسراء آية:٢٠]
(وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا)
كم تفتح هذه الآية من بوابات أمل ،وما أجمل قول الشاعر
وتشاء أنت من البشائر قطرةً
*** ويشاء ربك أن يغيثك بالمطر .
وتشاء أنت من الأماني نجمةً
*** ويشاء ربك أن يناولك القمر .
٨
﴿ انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا ﴿٢١﴾ ﴾
[الإسراء آية:٢١]
(انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ)
مهما تباعدت المستويات في الدنيا فهي محدودة الزمان والإمكانيات ، والإنسان يعجز عن إدراك هذا التفضيل المتقارب ، فهل لنا أن نتصور تفضيل الآخرة الباقية فنعمل لها ولها فقط .
٩
﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴿٢٣﴾ ﴾
[الإسراء آية:٢٣]
(فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ)
(أف)كلمةء تضجر قرآنية مذهلة الإعجاز ،مخرجي حرفيها من أبعد نقطتين ،وكأن كل ما بينهما من أفانين مخارج كلمات التضجر منهي عنه ، فلا يليق بالوالدين إلا أجمل الكلام وألطفه .
١٠
﴿ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ﴿٢٧﴾ ﴾
[الإسراء آية:٢٧]
(إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ)
فكر جيدا ورتب نفقاتك فلا تنثرها يمنة ويسرة كما تنثر البذور ، فلربما ترعرعت بذورك في حقول معاصٍ ، فاقتربت من مسالك الشياطين .