(وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ)
ما أجمل هذه الصورة ؛فالسطح المنبسط لا يحفظ ما على الحواف فيتساقط،وما يسقط في وسطه يتساوى ارتفاعه ، فإذا وقع المال على اليد المنبسطة ،فاعلم أنه لا ادخار ولا استثمار ولا إدارة أولويات .
(وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا )
هذه سنة من سنن الله العظيمة ، فمن يشعل الشرر في طريق غيره يتساقط على رأسه ، ولن يفرح شرير في وقيعة قام بها، إلا قليلا ثم يتلاشى الشر وصانعوه.
(إن قرآن الفجر كان مشهودا )
في اللحظات التي يتفجر فيها الخير الكوني فيأتي النور بعد الظلام ليكسو الأرض وينير القلوب ، تجتمع ملائكة الليل والنهار وتشهد مواكب فرح أهل القرآن ، فمن يسعد بقرآن الفجر فلن يزوره شقاء بإذن الله .
( إن الباطل كان زهوقا )
الباطل يلوح بفشله لمجرد ذكره ، فكل باطل إلى زوال مؤكّد وإن طال زمانه وتطاول بنيانه ، إنما للباطل جولات قد تطول أو تقصر حسب قوة أهل الحق وقدرتهم على ردعه .
( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين )
شفاءا وليس علاجا ، فالشفاء هو العلاج التام ،علاج القلب والجسم من كل الأمراض ، شفاء القلب يدرك بالبصيرة و شفاء الجسد تتلمسه اليد وتراه العين وتبتهج له الجوارح .
(ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك )
واهم أشدّ الوهم من ظنّ أن قدراته تحت تصرفه ، وهو يعلم أن أقدار اللطيف أقرب إليه من طرفة عين .فكم أذهبت بعض الحوادث عقولا وأبقت أجساما ....
(ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا )
يقيناً لواجتمعت كل القوى الأرضية ،وتعاونت كل التخصصات ما استطاعت أن تأتي بما يقترب من جمال وجلال سورة كريمةواحدة ، فمهما تماسك أهل الباطل فهم في النهاية عاجزون عن نسف الحق أو حتى المساس به