وقفات "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" سورة الإسراء آية:١




(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ❨١❩)
التدبر
رحلة الإسراء والمعراج تحدثت عنها سورتان: الإسراء عن رحلة الإسراء، والنجم عن المعراج، وكلتاهما مختتمة بسجدة لأن العبد أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد، والمعراج رحلة اقتراب ــــ ˮأحمد نوفل“ ☍...
﴿ سبحان الذي أسرى "بعبده"... ﴾ كلما تعمَّقْتَ بالتوحيد اقتربت من العبودية. ــــ ˮنايف الفيصل“ ☍...
(أسرى بعبده ليلاً) إذا دخل الليل سرت أرواح الصالحين (للملكوت الأعلى) لأن الروح المؤمنة بصرها في الليل أنفذ ــــ ˮعقيل الشمري“ ☍...
( المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ... ) الطيّب يطيب به من حوله ، هـل لـك أثـر على من حـولك ؟ ــــ ˮعايض المطيري“ ☍...
﴿أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى﴾ رباط وثيق بين المسجدين وصَلَه عُمَر وقطَعه أحفاد خونة ــــ ˮإبراهيم العقيل“ ☍...
وصف الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالعبودية في أشرف المقامات: الإسراء ﴿سبحان الذي أسرى بعبده﴾ الدعوة ﴿لما قام عبدالله يدعوه﴾ الوحي ﴿فأوحى إلى عبده﴾ ــــ ˮنايف الفيصل“ ☍...
﴿ سبحان الذي أسرىٰ "بعبده" .... ﴾ أعلى مرتبة ينالها الإنسان على وجه الأرض أن يكون عبداً لله.. وهل في الأرض كلها إنسان أعزه الله كمحمد صل الله عليه وسلم؟!! ــــ ˮنايف الفيصل“ ☍...
﴿ سبحان الذي أسرى "بعبده"... ﴾ كلما تعمَّقْتَ بالتوحيد اقتربت من العبودية ــــ ˮنايف الفيصل“ ☍...
( أَسرىٰ بعبدهِ ليِّلا ) في الليل تصعد المناجاة فتنزل الرحمات ، يرتفع الدعاء فتهبط الإجابة وتحلّ البركات ــــ ˮعايض المطيري“ ☍...
﴿ سبحان الذي أسرى بعبده "ليلا" ﴾ الليل وقت المنح الربانية ــــ ˮنايف الفيصل“ ☍...
رحلة الإسراء والمعراج تحدثت عنها سورتان: الإسراء عن رحلة الإسراء، والنجم عن المعراج، وكلتاهما مختتمة بسجدة لأن العبد أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد، والمعراج رحلة اقتراب.. ــــ ˮأحمد نوفل“ ☍...
من الحكم في التعبير بالتسبيح في قوله تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ) مع أن مقتضى الحال -حسب ما يظهر لعقولنا الضعيفة- أن يعبر بالحمد والثناء أنه أخبرهم صبيحة الإسراء بما حصل، ولو كان كذبًا، لما تركه الله، فإن الله ينـزه أن يترك شخصًا يكذب عليه مثل هذا الكذب من غير أن ينتقم منه، والله أعلم. ــــ ˮمحمد بن صالح ابن عثيمين“ ☍...
ذكر سبحانه رسوله بالعبودية في أشرف مقاماته: فقال في التحدي: (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ)، وفي مقام الإسراء: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ) ، وفي مقام الدعوة: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ) ، فأشرف صفات العبد صفة العبودية، وأحب أسمائه إلى الله اسم العبودية. ــــ ˮابن قيم الجوزية (ابن القيم)“ ☍...
من أساليب القرآن أنه قد يأتي بالشيء وهو معلوم بالبديهة اللغوية أوالحسابية أو العادية أو العقلية، فمن ذلك: قوله تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) فذكر الليل، ومن المعلوم أن الإسراء لا يكون إلا ليلًا؛ لزيادة استحضار صورة الإسراء في ذهن السامع، حتى يكون كأنه قد حضر تلك المعجزة، وهذا أشد في التأثير. ــــ ˮأحمد بن المنير“ ☍...
وجه الاقتصار على وصف المسجد الأقصى في هذه الآية بذكر بركته، وعدم ذكرها في حق المسجد الحرام: أن شهرة المسجد الحرام بالبركة وبكونه مقام إبراهيم معلومة للعرب، وأما المسجد الأقصى فقد تناسى الناس ذلك كله، فالعرب لا علم لهم به، والنصارى عفَّوا أثره من كراهيتهم لليهود، واليهود قد ابتعدوا عنه وأيسوا من عوده إليهم؛ فاحتيج إلى الإعلام ببركته. ــــ ˮابن عاشور“ ☍...
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ ﴾ .. كلما تحققت العبودية لله اقتربت الأرواح من المسير والمسرى. ــــ ˮ#عبدالله بلقاسم“ ☍...
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ ﴾.. كلما عظمت العبودية والخضوع في قلبك لربك سرت وروحك للأفق الأعلى. ــــ ˮ#عبدالله بلقاسم“ ☍...
﴿ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَا الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ﴾..المباركون تفيض بركتهم على من حولهم. ــــ ˮ#عبدالله بلقاسم“ ☍...
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَا﴾.. أبرك المشاوير تبدأ بالمسجد و تنتهي إليه. ــــ ˮ#عبدالله بلقاسم“ ☍...
"من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى "

هل عرفت من وإلى أين يتحرك الصالحون ؟!
من بيوت الله إلى بيوت الله
من طاعة إلى طاعة ــــ ˮابو حمزة الكناني“ ☍...
"أسرى بعبده" أحب ما تكون له .. أعبد ما تكون له ــــ ˮابو حمزة الكناني“ ☍...
"من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى "
المنطلقات والمحطّات في حضرة المآذن ومحاريب
السجود .. هناك معاقد الشرف والعزة والتمكين ! ــــ ˮابو حمزة الكناني“ ☍...
{سبحان الذي أسرى بعبده} يعلو شرفك على قدر عبوديتك لله، فمقام العبودية هو أشرف صفات المخلوقين وأجلّها وأعظمها. ــــ ˮمحمد الغرير“ ☍...
قال الله تعالى {سبحان الذي أسرىٰ بعبده} ولم يقل "أسرىٰ بنبيه" لأن "العبودية لله وحده لا شريك له" هي أعظم نعمة على العبد ــــ ˮمجالس التدبر“ ☍...
سلسلة ( ختمة تعارف)
سورة الإسراء
اية 1 ــــ ˮحازم شومان“ ☍...
حدثوا اهليكم اخوانكم طلابكم عن الاقصي أخشي يأتي زمن تنسي فيه القضية ولا يعرف المسجد الاقصي الا في سورة الاسراء ــــ ˮماجد الغامدي“ ☍...
( المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ... )
الطيّب يطيب به من حوله ، هل لك أثر على من حولك ؟ ــــ ˮماجد الغامدي“ ☍...
[ سبحان الذي أسرى بعبده .. ( لنريه من آياتنا ) .. ]
تربية قرآنية على وضوح الهدف من كل عمل ومشروع . ــــ ˮماجد الغامدي“ ☍...
العبودية جاءت : -

- في مقام الإيحاء : { فأوحى إلى عبده ما أوحى } .
- في مقام الإسراء : { سبحان الذي أسرى بعبده } .
- في مقام التنزيل : { الحمد لله الذي أنزل على عبده } .

وبقدر ما تكون عبوديتك لله ؛ يكون تحررك من رق الدنيا وشهواتها . ــــ ˮفوائد القرآن“ ☍...
افتتحت سورة الإسراء بالتسبيح تنزيها لله من تكذيب المشركين بخبر الإسراء ــــ ˮمجالس التدبر“ ☍...
"انظر إضافة النبي باسم العبودية إلى الله في قوله: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ)، (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ) (الإسراء:١)، (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ ) (الفرقان:١)، (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا) (البقرة:٢٣)؛ لأن كلُّ ما نُسب إلى المحبوب فهو محبوب؛
لما انتسبتُ إليك صرتُ معظمًا وعلوتُ قدرًا دون من لم يُنسب.
" ــــ ˮابن قيم الجوزية (ابن القيم)“ ☍...
سورة الإسراء تكرر فيها ذكر القرآن وسورة الكهف افتتحت بحمد الله على إنزال الكتاب وبين السورتين تناسق وموافقات عديدة فلنتأملها... ــــ ˮمجالس التدبر“ ☍...
(سُبْحَانَ الَّذِي
أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا)
قال "بعبده"
ولم يقل بمحمد
ولا برسوله مثلا..
ليدل على أن الإنسان
مهما عظم فإنه
لا يعدو إلا أن يكون
عبدا لله ــــ ˮفاضل السامرائي“ ☍...
في النهار يتقد البصر وفي الليل تتوقد البصيرة، وقد فازت بالأجر ليلة فكانت خيرا من ألف شهر . أم حسان الحلو . ــــ ˮبدون مصدر“ ☍...
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا)

(ليلاً): في النهار يتقد البصر وفي الليل تتوقد البصيرة ،
وقد فاقت ليلة بالأجر ألف شهر. ــــ ˮأم حسان الحلو“ ☍...
لاريب ــــ ˮبدون مصدر“ ☍...
تدبرت في سورة الإسراء فوجدتُ:
أولها:تسبيح الله:{سبحان الذي أسرى}.
ووسطها:توحيد الله:{ألا تعبدوا إلاّ إياه}+{لا تجعل مع الله إلهاً آخر}
ونهايتها:حمد الله:{وقل الحمد لله}.
وختامها:تكبير الله:{وكبِّره تكبيراً}.
فسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر=[الباقيات الصالحات] ــــ ˮمن لطائف القرآن / صالح التركي“ ☍...
سورة الإسراء آية (1) ــــ ˮالشيخ عويس“ ☍...
﴿سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا
من (المسجدِ الحرام... ﴾

لا تحزن لفراق الأماكن الجميلة؛
قد ترحل لمقاماتٍ أجمل ، ــــ ˮ#عبدالله بلقاسم“ ☍...
"...الأقصا الذي باركنا حوله"

بارك سبحانه التراب والحصى والشجر القريبة منه.

فكيف ببركة القلوب المؤمنة التي تحبه وتدافع عنه. ــــ ˮ#عبدالله بلقاسم“ ☍...
﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا﴾
حينمَا يخنقك حزنك ارتقِب لحظات الفرج واعلم بأن الليلة الحزينة قد يولد في جوفها نور يضِيء العمر كلّه. ــــ ˮتركي الجهني“ ☍...
﴿الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ﴾
من بركة المسجد الأقصى⁩ ‏بقاءُ أهل الإيمان والحق والجهاد حوله، ‏رغم شدة المكْر والمحن. ــــ ˮمحمد المهنا“ ☍...
﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا﴾:
عمق البيان ودقته؛ قال تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً) فالإسراء لا يكون إلا ليلاً. مما يغني عن كلمة الليل ليدل على أن في ذكر الليل غاية ومقصدا نقل الشوكاني رحمه الله تعالى: أنه قيل: أراد بيان تقليل مدة الإسراء. وأن وجه دلالة ليلا تفيد تقليل المدة. بأنه في بعض الليل إعجاز في البيان. وإعجاز في الزمن الذي أسري به (ﷺ) وإعجاز في الشأن والقدرة المذهلة وبيان لقدره ورفعته وعلو منزلته ومكانته (ﷺ). ــــ ˮخالد بن حامد الحازمي“ ☍...
﴿إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ﴾:
ومعنى (باركنا حوله) أنَّ الله أجرى حولَهُ الأنهارَ، وأنبتَ الثمارَ، وقيل: لأنه مَقَرُّ الأنبياء، ومهبط الملائكة. ــــ ˮابن الجوزي“ ☍...
﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ﴾:
في غمرة أحزانه، وشدة آلامه ورحيل أحبته أسرى الله به ﴿ﷺ﴾ ‏حينما تطحنك الآلام، وتخنقك الأحزان .. فارتقب لحظات الفرج. ــــ ˮ#عبدالله بلقاسم“ ☍...
تخيل أن أبواب السماء عند المساجد .. ــــ ˮبدون مصدر“ ☍...
﴿إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ﴾
- تدبر (باركنا حوله) إذا كانت البركة تحيط بخارجه، فما هي العظمة التي تسكن داخله؟!
- اللهم حرر المسجد الأقصى المبارك من دنس اليهود، وكن لإخواننا في غزة ناصراً ومؤيداً ومعيناً. ــــ ˮسمية بابقي“ ☍...
﴿سُبحان الذي أسرَى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله..﴾.

﴿الذي باركنا حوله﴾
• من بركة المسجد الأقصى: بقاءُ أهل الإيمان والحقّ، وجهاد أعداء الله فيه وحوله، رغم شدّة المكْر والمحن والخذلان.
ولا حول ولا قوّة إلا بالله. ــــ ˮ#دين الحق“ ☍...
‏﴿سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله..﴾.

‏• وجه الاقتصار على وصف المسجد الأقصى في هذه الآية بذكر بركته، وعدم ذكرها في حق المسجد الحرام أن شهرة المسجد الحرام بالبركة وبمقام إبراهيم معروفه للعرب، وأما المسجد الأقصى فقد تناسى الناس ذلك كله والعرب لا علم لهم به.
(ابن عاشور) ــــ ˮ#دين الحق“ ☍...
الإشارة إلى المسجد الأقصى أنه دخل في مقدسات المسلمين وأن النبي صلى الله عليه وسلم هو رسول للناس كافة لا كما يقول اليهود هو نبي للعرب فقط .
ولذلك كانت تسمى بسورة (بني إسرائيل)(في المطبوع 13/8335) ــــ ˮمحمد متولي الشعراوي“ ☍...
قال الله تعالى ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى )
قال ابن كثير رحمه الله الحق أنه * صلى الله عليه وسلم * أُسري به يقظةً لا مناماً ...
فالتسبيح إنما يكون عند الأمور العظام ، فلو كان مناما لم يكن فيه كبير شيء ، ولم يكن مستعظما .. ــــ ˮابن كثير“ ☍...
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ❨١❩)
تذكر واعتبار
قصص الأنبياء في أرض الإسراء
رحلة الإسراء والمعراج
سورة الإسراء
أية 1 ــــ ˮأيمن الشعبان“ ☍...
سلسلة عتبات العبودية ــــ ˮعقيل الشمري“ ☍...
هل بركة الأماكن المقدسة (كالحرمين والأقصى) تحدث عند لمس القدم لهذه الأرض ؟ ــــ ˮصالح آل الشيخ“ ☍...
وثيقة المكانة ــــ ˮأيمن الشعبان“ ☍...
وثيقة نهاية الصراع ــــ ˮأيمن الشعبان“ ☍...
تذكر ــــ ˮبدون مصدر“ ☍...
برنامج مع القرآن ١
سورة الإسراء
آية ١ ــــ ˮصالح المغامسي“ ☍...
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ❨١❩)
احكام وآداب
الاسراء والمعراج
سورة الاسراء
أية 1 ــــ ˮعبدالواحد المزروع“ ☍...
تفسير سورة الأسراء من الآية 1 إلى الآية 3
من موقع الدرر السنية
في موسوعته التفسيرية الرائعة التي تحتوي على :

- غريب الكلمات
- مُشكل الإعراب
- المعنى الإجمالي
- تفسير الآيات
- الفوائد التربوية
- الفوائد العلمية واللطائف
- بلاغة الآيات ــــ ˮ11 تفسير موقع الدرر السنية“ ☍...
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ❨١❩)
الدعاء والمناجاة
قل: «سبحان الله»، وكرر ذكرها؛ فهي تعظيم لله تعالى، وهي من أحب الكلام إلى الله تعالى، وهي تنزيه يختص بالله تعالى وحده، ﴿ مِ سُبْحَٰنَ ٱلَّذِىٓ أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِۦ ﴾ ــــ ˮالقرآن تدبر وعمل“ ☍...
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ❨١❩)
إقترحات أعمال بالآيات
اجتمع مع بعض إخوانك، أو زملائك، ثم اقرأوا حادثة الإسراء والمعراج من صحيح البخاري، أو من تفسير ابن كثير, ﴿ سُبْحَٰنَ ٱلَّذِىٓ أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِۦ لَيْلًا مِّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ إِلَى ٱلْمَسْجِدِ ٱلْأَقْصَا ٱلَّذِى بَٰرَكْنَا حَوْلَهُۥ ﴾ ــــ ˮالقرآن تدبر وعمل“ ☍...
لماذا الأقصى مكتوبة الف ممدودة ــــ ˮبدون مصدر“ ☍...
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ❨١❩)
التساؤلات
الإسراء والمعراج هل كان بجسده أم بروحه صلى الله عليه وسلم؟ ــــ ˮمحمد بن صالح ابن عثيمين“ ☍...
س/ سورة الإسراء أو بني إسرائيل،
أيهما أولى بموضوع السورة وأيهما الموجود في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.

ج/ قال ابن مسعود رضي الله عنه في بني إسرائيل والكهف إنهن من العتاق الأول وهن من تلادي ... ــــ ˮأحمد المالكي“ ☍...
س/ ذُكر أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالأنبياء في ليلة الإسراء والمعراج في المسجد الأقصى فكيف صلى بهم وهم قد ماتوا؟

ج/ الحياة البرزخية لا تجري عليها سنن الحياة الدنيوية فحياة الأنبياء في قبورهم ثابتة بالنص مفوضة الكيف فالمؤمن يؤمن بذلك دون ضرب الأمثال. وهل كان لقاؤه بهم بالجسد والروح أو بالروح دون الجسد قولان لأهل العلم ويحتمل بأن أرواحهم تشكلت بصور أجسادهم، أو أحضرت أجسادهم لملاقاته والله أعلم. ــــ ˮأحمد المالكي“ ☍...
س/ لماذا أشار الله تعالى للمسجد الذي أسرى إليه الرسول صلى الله عليه وسلم بـوصفه (المسجد الأقصى)؟

ج/ (الأقصى): الأبعد. والمسجد الذي في القدس بعيد عن المسجد الحرام، فذلك سمي (المسجد الأقصى). وتسميته لهذا الاسم فيه إشارة إلى معجزة الإسراء حيث أسري به إلى مكان بعيد لا يقطع عادة - في تلك الأزمان - في ليلة واحدة، والله أعلم. ــــ ˮعبدالرحمن الأهدل“ ☍...
س/ كم مرة ذُكر المسجد الأقصى في القرآن الكريم؟

ج/ ذكر مرة واحدة صراحة في أول سورة الإسراء: (مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى)، وذكر مرة أخرى في الآية السابعة من سورة الإسراء (وليدخلوا المسجد). ــــ ˮعبدالرحمن بن معاضة الشهري“ ☍...
س/ كلمة (أقصى) كتبت أحيانا (أقصا) وأحيانا أخرى (أقصى) فما الفرق؟

ج/ قيل في ذلك: إن الأقصا بالألف الممدودة هو الأبعد وقت الكلام عنه؛ مثل: المسجد الأقصى في زمن النبي عليه الصلاة والسلام كان الأبعد في ذلك الوقت. ــــ ˮحمزة عسيري“ ☍...
س/ أريد توضيح: "المَسْأَلَةُ الأُولى: أمّا الكَلامُ في حَقَائِقِ قَوْلِنا: (الحَمْدُ لِلَّهِ) فَقَدْ سَبَقَ، وَالَّذِي أَقُولُهُ هَهُنا: إِنَّ التَّسْبِيحَ أَيْنَمَا جَاءَ فَإِنَّمَا جَاءَ مُقَدَّمًا عَلَى التَّحْمِيدِ، ألا ترى أَنَّهُ يُقالُ: سُبْحانَ اللَّهِ والحَمْدُ لِلَّهِ إِذا عَرَفْتَ هَذا فَنَقُولُ: إِنَّهُ جَلَّ جَلالُهُ ذَكَرَ التَّسْبِيحَ عِنْدَمَا أَخْبَرَ أَنَّهُ أَسْرِى بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا)، وذَكَرَ التَّحْمِيدَ عِنْدَما ذَكَرَ أَنَّهُ أَنْزَلَ الكِتابَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: (الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الكِتابَ) وَفِيهِ فَوائِدُ: الفائِدَةُ الأُولى: أنَّ التَّسْبِيحَ أَوَّلُ الْأَمْرِ لِأَنَّهُ عِبارَةٌ عَنْ تَنْزِيهِ اللَّهِ عَمَّا لا يَنْبَغِي وهو إشارة إلى كَوْنِهِ كامِلًا في ذاتِهِ، وَالتَّحْمِيدُ عِبارَةٌ عَنْ كَوْنِهِ مُكَمّلًا لِغَيْرِهِ...)"؟

ج/ هو يعلل تقديم التسبيح على التحميد، ويرى أن التسبيح لله لأنه تنزيه له عما لا ينبغي وهذا دليل كماله. والتحميد فيه إشارة لكونه سبحانه مكملا لغيره من مخلوقاته بنعمه وفضله. ولذلك فضل التسبيح على الحمد. وضرب لذلك مثالا بأول سورة الإسراء وأول سورة الكهف، وهو اجتهاد واستنباط من الرازي. ــــ ˮعبدالرحمن بن معاضة الشهري“ ☍...
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ❨١❩)
تفسير و تدارس
بينات 1428
تاملات في سورة الاسراء القران الكريم
من:00:01:05 إلى:00:02:46 ــــ ˮبرنامج بينات“ ☍...
تفسير سورة الاسراء دورة الاترجة
تفسير الاية 1
من:00:12:39 إلى:00:23:15 ــــ ˮمحمد الربيعة“ ☍...
سلسلة من أعلام القران
سورة الاسراء
أية رقم 1

من:00:18:22 إلى:00:32:08 ــــ ˮصالح المغامسي“ ☍...
التعليق على تفسير ابن كثير
سورة الاسراء اية رقم 1
من:00:03:16 إلى:00:56:29 ــــ ˮعبدالرحمن العجلان“ ☍...
التعليق علي تفسير القرطبي سورة الإسراء
آية 1
من:00:13:17 إلى:00:49:33 ــــ ˮعبدالله محمد الأمين الشنقيطي“ ☍...
دورة بيان في تفسير القرآن
تفسير سورة الإسراء – آية 1
من:00:08:57 إلى:00:20:45 ــــ ˮعبدالله بن عبدالعزيز العواجي“ ☍...
أيسر التفاسير
سورة الإسراء – آيه 1
من:00:00:01 إلى:00:07:45 ــــ ˮأبو بكر الجزائري“ ☍...
شرح كتاب المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير
تفسير سورة الإسراء آية 1
من:00:04:05 إلى:01:47:27 ــــ ˮخالد السبت“ ☍...
التعليق علي تفسير القرطبي
سورة الإسراء الأيه 1
من:00:13:19 إلى:00:49:34 ــــ ˮعبدالله محمد الأمين الشنقيطي“ ☍...
التعليق علي تفسير القرطبي
مقدمه سورة الإسراء
من:00:06:01 إلى:00:13:18 ــــ ˮعبدالله محمد الأمين الشنقيطي“ ☍...
تفسير النابلسي
سورة الاسراء اية 1
من:00:01:01 إلى:00:40:09 ــــ ˮمحمد راتب النابلسى“ ☍...
خوطر الشيخ محمد الشعراوى- سورة الاسراء
أية 1-المقطع الثانى
من:00:00:31 إلى:00:22:57 ــــ ˮمحمد متولي الشعراوي“ ☍...
خوطر الشيخ محمد الشعراوى- سورة الاسراء
آية 1 - المقطع الأول
من:00:03:51 إلى:00:46:13 ــــ ˮمحمد متولي الشعراوي“ ☍...
برنامج نور من القرآن
سورة الاسراء الايه 1
من:00:00:06 إلى:00:04:02 ــــ ˮبرنامج نور من القرآن“ ☍...
المختصر في التفسير - سورة الإسراء
آية ١
من:00:00:34 إلى:00:01:28 ــــ ˮ#المختصر في التفسير“ ☍...
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ❨١❩)
أسرار بلاغية
* آية (١) : (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)
* بدأت السورة بقوله (سُبْحَانَ) يعني ننزهك يا رب عن كل نقص:
- بدأ بالمصدر لأن المصدر هو حدث مجرد غير مقيد بفاعل ولا بزمن ليشمل كل أحوال وأزمان التسبيح لغرض الإطلاق يعني هو يستحق التسبيح قبل الخلق وبعد الخلق سواء كان هنالك من يسبحه أو لم يكن.
- افتتاح السورة بالتسبيح طبع السورة بالتسبيح فشاع فيها إلى حد كبير وليست هنالك سورة تدانيها في كثرة التسبيح - ولعل هذا إشارة في نقله صلى الله عليه وسلم إلى عالم التسبيح - : (سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا (٤٣)) (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ (٤٤)) هذا أعظم إطلاق في التسبيح ملائكة وعاقل وغيرعاقل (سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً (٩٣)) (وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا (١٠٨)) .
- جاء ربنا تعالى بضمير الغائب (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ) مع أنه تكلم بضمير المتكلم بعدها (الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ) لأنه لو بدأها بصيغة المتكلم ماذا يقول سبحاني؟!

* الإسم الموصول قسمان، قسم مختص (الذي) للمفرد المذكر، (التي) للمفرد المؤنث، (اللذان) مثنى مذكر، وهكذا..، وقسم مشترك مثل (من) تأتي للمفرد المذكر والمؤنث والمثنى والجمع من حضر، من حضرت، من حضروا. والقاعدة أن المختص أعرف من المشترك فجاء ربنا بالإسم الأعرف (الذي)، كما أن (من) قد تكون نكرة مثل: هل من يساعدني؟

* قال (بِعَبْدِهِ) لم يقل بمحمد ولم يقل بالرسول فالإنسان مهما عظم لا يعدو أن يكون عبداً لله، ولئلا يعظم محمد على غير ما ينبغي فهو عبد لله ومقام العبودية أعلى وسام للخلق وهذا مقام تشريف، ربنا تعالى لما أثنى على نوح قال (إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا) وعلى أيوب (نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ).

* دلالة قوله تعالى (لَيْلاً) مع أن السُرى هو المشي ليلاً: هذا ظرف للتوكيد وأيضاً أراد ربنا أن يعلمنا أن الرحلة الطويلة ذهاباً وإياباً كانت كلها في جزء من الليل ، فلو قال أسرى قد يكون استغرق الليل كله فلما تقول حدثته الليل يعني كل الليل لكن حدثته ليلاً يعني جزء من الليل.

* قال (مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ) للدلالة على قدرته أن الإسراء من عين المكان إلى المسجد الأقصى. أكثر العلماء يقولون أن الإسراء لم يتم من المسجد الحرام وإنما من بيت أم هانئ وفي هذا التفاتة إلى أن مكة كلها حرم.

* قال (إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى) لم يكن هنالك مسجد بعد ولكن كان هناك بيت المقدس وهم كانوا يعرفون أنه المقصود لأنه بُني للعبادة بعد الكعبة ، وهذا دلالة على أنه سيكون هناك مسجد.

* الترتيب بدأ بما هو أهمّ: بدأ بالزمان (لَيْلاً) ثم المكان (مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ) فليس مستغرباً أن تذهب من هذا المكان إلى ذلك المكان لكن المستغرب والمستبعد أن يتم ذلك في جزء من الليل.
* قال (الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ) :
- التفت إلى ضميرالمتكلم بعد أن جاء بضمير الغائب (الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ) ليدل على أن المتكلم هو الله وليس نقلاً عنه .
- أسند تعالى المباركة لنفسه للدلالة على التعظيم والنون للعظمة ولم يقل بورك حوله.
- أطلق المباركة ولم يقل باركناه بكذا. مباركة مطلقة عامة روحانية ومعنوية ومادية.
- قال (حَوْلَهُ) لتشمل المسجد وما حوله تعظيماً للمسجد فالمباركة حوله جاءت بسببه ولو قال باركناه لانحصرت المباركة بالمسجد فقط ، وربنا تعالى ينسب المساجد إليه (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ (١٨) الجن) (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ (١٨) التوبة).
- قال (بَارَكْنَا حَوْلَهُ) ولم يقل (باركنا ما حوله) حتى تبقى المباركة دائمة ولا تخص الأشياء المعينة التي حوله فإذا زالت تزول المباركة.

* قال (لنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا) :
- (لنُرِيَهُ) تعليل، لماذا أسرى؟ (لنُرِيَهُ) تدل على أن أفعاله سبحانه معللة لحكمة قد يذكرها وقد يخفيها سبحانه، والنون للعظمة.
- لم يقل ليَرى ولم يقل ليُرى. وإنما ذكر الفاعل وهو الله سبحانه وتعالى الذي يريه بإرادته وهذا تعظيم لله وإكرام وتشريف آخر من الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم ، لو قال (ليَرى) لكان من تلقاء نفسه ، ولو قال (ليُرى) لا نعلم من الذي أراه.
- (مِنْ آيَاتِنَا) وليس من الآيات، إسناد الفعل لله تعالى للتعظيم ومن باب الإحتفاء بالرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الرحلة.
- قال (مِنْ آيَاتِنَا) وليس آياتنا (من للتبعيض) يعني هناك أمور محددة ، يرى بعض الآيات وليس كلها.

* (إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) :
- رجع للإفراد بعد أن قال (من آياتنا، لنريه، باركنا) ليدل على أنه واحد لا شريك له منزه عن الشرك وهذا أسلوب مضطرد في القرآن الكريم أنه حيث يذكر ضمير التعظيم لابد أن يسبقه أو يليه ما يدل على أنه واحد لا شريك له.
- لم يقل (إنه سميع بصير) (هو) ضمير الفصل للتأكيد ولقصر الصفات له سبحانه ، أي له الكمال في ذلك وأنه مختص به.
- لم يقل (على كل شيء قدير) وكان السياق يوحي بأنه سيأتي بما يدل على القدرة ، لأنه لما ذكر الإسراء دل على قدرته فهو معلوم مما سبق ولكنه أراد أن يذكر ملحظاً آخر أنه أسرى به ليرى ويسمع وليدل على أن ما يراه ويسمعه يراه ربه ويسمعه.
- لم يقل السميع العليم فالذي يسمعك ويبصرك هو عليم بك، لكن الذي يعلم ليس بالضرورة أن يبصرك فالعليم قد يكون غائباً عنك إذن هنا السميع البصير أقرب وأظهر في العلم حيث شمل العلم والرؤية والسمع. وقال المفسرون أنها وعيد للكفار وتكذيبهم أن الله يسمع ما يقولون ويبصر ما يفعلون.
- قدم السمع على البصر :
١- لأن من يسمعك أقرب ممن يراك وهذا يُشعر بالطمأنينة والأمن والقرب ففيها تطمين للرسول صلى الله عليه وسلم.
٢- السمع أهمّ من البصر في مجال الدعوة ففاقد البصر يمكن أن يبلّغ في مجال الدعوة أما فاقد السمع فيصعب تبليغه.
٣- الإسراء في الليل والليل آيته السمع، وفي القرآن يذكر مع الليل السمع ومع النهار الإبصار.
٤- هذه متعلقة بسياق السورة وبخاتمتها ، ففي الخواتيم قال (إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا (١٠٧) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (١٠٨)) هذه بحاجة إلى بصر و سمع، (قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ (١١٠)) الذي يدعو يحتاج إلى أن تسمعه، (وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا (١١٠)) الصلاة حركات وأقوال، (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ (١١١)) الذي يقول يسمعه ربه، فإذن هذا كله يتعلق بالسمع والبصر، وما ذكر في أول السورة من إفساد بني إسرائيل (لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (٤) فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا .. (٥)) هذا يحتاج إلى سمع وإلى بصر ماذا يفعل هؤلاء.
لفتة: وردت كلمة سميع والسميع في القرآن الكريم ٤٦ مرة ووردت كذلك كلمة بصير والبصير ٤٦ مرة.

* ذكر في هذه الآية جملة من صفات الله سبحانه :
- ذكر الحياة (السَّمِيعُ البَصِيرُ ، أَسْرَى بِعَبْدِهِ) معناه أنه حيّ.
- ذكر القدرة في الإسراء ولا شك أن السميع البصير القدير يكون حيّ.
- ذكر الحكمة (لنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا) من يفعل العلّة فهو حكيم.
- ذكر صفة الخلق تضمناً (لنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا).

خلاصة:
ذكر عزّ وجلّ أبرز صفات الألوهية الحياة والخلق والملك والقدرة والحكمة والسمع والبصر، وفي ذلك تعريض بآلهة الكفار التي لا تسمع ولا تبصر ولا تعقل. ثم ذكر الكمال في هذه الصفات بكلمة واحدة هي (سُبْحَانَ) فالفرد قد يكون سميعا وبصيراً وذا قدرة ولكن قد يكون أحمقا فتكون هذه الصفات عيباً فيه، أما كلمة (سُبْحَانَ) فجاءت نفياً وتنزيهاً لله تعالى عن صفات النقص وما لا يليق، وعمّا يصفه أهل الجاهلية (سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا (٤٣)). ــــ ˮمختصر لمسات بيانية“ ☍...
آية (1):
*انظر ↑↑↑.
*لمسات بيانية في الإسراء والمعراج للأستاذ الدكتور فاضل صالح السامرائي *
جاء ذكر حادثة الإسراء صريحاً في الآية الأولى من سوة الإسراء أما المعراج فجاء ذكر أحداثه في سورة النجم في آيات متتالية من الآية 1 إلى الآية 18.
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ
حُفّت السورة كلها بالتسبيح والتحميد قبلها وبعدها ولعلّ في هذا إشارة إلى أنه  سينُقل إلى مكان وعالَم كله تسبيح: سورتي النحل (أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) وسورة الكهف (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا )، وآياتها حُفّت بالتسبيح والتحميد في بدايتها بالآية 1 وفي آخرها (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ) آية 111. وقد سُبقت السورة بالمعيّة في أواخر سورة النحل (إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ ) آية 128 ومن أعلى أنواع المعيّة أن يُعرج به  إلى حيث من يُحبه بعدما لاقى من الأذى ما لاقاه من قومه وهذه أعلى معيّة للرسول  وكأنه هو أعلى من الذين اتقوا والذين هم محسنون.
بداية السورة: سبحان: كما هو معروف لغوياً سبحان هي إما إسم مصدر أو عَلَمٌ على التسبيح. ولقد ورد التسبيح في القرآن الكريم في سور شتّى فورد بصيغة الفعل الماضي (سبّح لله ) وفعل مضارع (يُسبح لله) أو فعل أمر (فسبّح باسم ربك) وورد بتعدية الفعل نفسه (سبّح اسم ربك الأعلى) (وتسبّحوه بكرة وأصيلا) وبالباء (فسبّح باسم ربك) وورد بلفظ تسبيح وتسبيح اسمه (سبّح اسم ربك) فنحن نسبّحه ونسبّح له ونسبّح باسمه ونسبّح بحمده (فسبّح بحمد ربك ولستغفره) وباللام.
سبحان الذي أسرى: المجيء بالمصدر يفيد الإطلاق بدون تقيّد بزمن أو بفعل أو بفاعل تسبيح مطلق قبل تسبيح أحد لا بفاعل معين ولا بزمن معين قبل خَلق المسبّحين أصلاّ. والإفتتاح بسبحان طبع السورة بجو التسبيح وشاع فيه ذكر التسبيح (سبحانه وتعالى عمّا يقولون علواً كبيرا) (تسبح له السموات السبع والأرض) (وإن من شيء إلا يسبح بحمده) وهي أوسع وأشمل توسيع على الإطلاق.
الفعل عادة مقيّد بزمن ومقيّد بفاعل فعندما قال تعالى (سبحان الذي أسرى) كان مطلقاً قبل وبعد تسبيح المسبّحين لا بفاعل معين وزمن معيّن إنما له التسبيح المطلق قبل أن يخلق المسبحين أصلاً. فالإطلاق في التسبيح في السورة متناسب جداً مع ما جاء في أول السورة (سبحان الذي) وهو التسبيح المطلق. وليس هناك في القرآن كله سورة شاع فيها التسبيح كما شاع في سورة الإسراء ولا توجد سورة تضاهيها في التسبيح ولعلها إشارة إلى أن الرسول  سينتقل إلى عالم وجو مليء بالتسبيح (الذين يسبحون الليل والنهار لا يفترون) فالسورة إذن مشحونة بالتسبيح. وأسرى تفيد المشي ليلاً وقد يكون من معانيها التسرية عن الرسول  بعدما لاقاه في عام الحزن وما حصل له في الطائف فأراد الله تعالى أن يُسرّي عن رسوله ويريه كيف تكون حفاوته في السماء بعد أن هان على الكفّار في قريش والطائف فآذوه ولم ينصروه هذا والله أعلم.
بعبده: لم يقل برسوله ولا بمحمد وإنما قال بعبده. الإختيار لكلمة (بعبده) له جملة معاني أولها: أن الإنسان مهما عظُم لا يعدو أن يكون عبداً لله تعالى لا ينبغي لأحد أن يدّعي مقاماً ليس للآخرين وحتى لا يًعظّم أكثر مما ينبغي (كما فعل النصارى بعيسى ) فاختيار كلمة عبد حتى لا يُدعى له مقام غير مقام العبودية. فمقام العبودية لله هو أعلى مقام للخلق وأعلى وسام يُنعم الله تعالى به على عباده الصالحين تماماً كما وصفت الآيات نوح  (إنه كان عبداً شكورا) وأيوب (نعم العبد إنه أوّاب) والرسول  (وإنه لمّا قام عبد الله يدعوه). والعبودية نوعان: قسرية واختيارية، فالعبودية القسرية تتحقق شاء أم أبى (إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا) سورة مريم أما العبودية الإختيارية فهي أعلى مقام العبودية ولمّا ذُكر موسى  ذكره الله تعالى باسمه وأعلى مقام لموسى كان في المناجاة (ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه) إلى قوله (خرّموسى صعقا) لم يكن ليقل خرّ عبدنا موسى أو جاء عبدنا موسى فلا يجوز أن ينسب العبودية له ثم يخرّ صعقاً هذا لا يحدث ولا يجوز أصلاً، أما الرسول  عندما ذكر بصورة العبودية أعقبها أنه عُرِج به إلى السماء وإلى سدرة المنتهى وخاطبه ربه بمقام لم يصل إليه أحد إلاّ هو  فلذا كان استعمال كلمة (بعبده) دلالة على زيادة التشريف له  والباء أيضاً إضافة تشريف وهي تدلّ على الرعاية والحفظ مثل قوله تعالى (فأوحى إلى عبده).
ليلاً: كلمة أسرى معناها ليلاً لأن الإسراء لا يكون إلا ليلاً (ظرف مركّب) حتى نفهم أن الرحلة الطويلة من البيت الحرام إلى المسجد الأقصى والعروج إلى السماء كانت كلها في جزء من الليل وقد جاءت كلمة (ليلاً) بدل الليل لأن الليل تدل على الليل كله أما الإسراء فقد تم في جزء من الليل فقط وليس الليل كله.
من المسجد الحرام: أي من عين المكان ويكفي تسمية المسجد الحرام يعني أن لا يحدث فيه سوء. أكثر العلماء يقولون أن الإسراء لم يتم من المسجد الحرام وإنما من بيت أم هانئ وفي هذا التفاتة إلى أن مكة كلها حرم.
المسجد الأقصى: لم يكن آنذاك مسجداً لكن هذا إشارة إلى أنه سيكون مسجداً.
باركنا حوله: أسند تعالى المباركة لنفسه للدلالة على التعظيم ولم يقل بورك حوله والنون للعظمة لم يقل باركناه بل قال باركنا حوله لآنه لو قال باركناه لانحصرت المباركة بالمسجد فقط أما باركنا حوله فهو يشمل كل ما حوله وهو تعظيم للمسجد نفسه ولكنه إشارة أن المباركة حول المسجد أيضاً. ولم يقل باركنا ما حوله لأنها عندئذ تعني الأشياء فإذا زادت الأشياء زادت المباركة وإذا ذهبت ذهبت المباركة لكن المباركة كانت مطلقة تشمل أشياء معنوية وماديّة وروحانية بما أودع الله تعالى من رزق وخير وإرسال الرسل ولا تختص المباركة بشيء معين واحد وإنما تشمل كل هذه الأشياء.
لنريه: إلتفات لأسلوب المتكلم بعد أن ابتدأ بالغائب (سبحان الذي أسرى) إلتفت سبحانه للمتكلم ليدلّ على أن المتكلّم هو الله تعالى وليس شخصاً يُخبر عنه إنما كان من الله تعالى مباشرة. وكلمة (لنُريه) تدلّ على أن أفعاله سبحانه معلّلة ولغرض معيّن ولحكمة قد يذكرها وقد يخفيها عنّا سبحانه وكأن هذه الرحلة معدّ لها.
من آياتنا: أي مقرر ومُعدّ أن يرى بعض الآيات وليس كلها ولنريه: إسناد الفعل لله تعالى وشدة احتفائه برسوله  ولم يقل ليرى أو ليُرى إنما جاءت (لنُريه) وهذا إكرام وتشريف آخر من الله تعالى لرسوله  في هذا الرحلة. وإضافة الآيات إلى نفسه تعالى تأتي من باب الإحتفاء بالرسول  .
إنه هو السميع البصير: عودة إلى الإفراد والوحدانية. ضمير التعظيم يأتي بعد أو قبل ضمير الوحدة في القرآن الكريم وهذا حتى لا يلتبس على السامع ويُشرك مع الله أحدا والأمثلة على ذاك كثيرة في القرآن الكريم تماما كما في سورة الكوثر (إنا أعطيناك الكوثر* فصلّ لربك وانحر) إنا تفيد التعظيم والكاف تفيد الوحدانية لأن الربّ واحد لا شريك له. وهي تدل على أنه سبحانه في الحقيقة هو المتفرّد بهذه الصفات ولقصر الصفات له سبحانه جاء بالضمير (هو) .
لماذا خُتمت الآية بـ (السميع البصير)؟ ما دلالة السمع والبصر هنا؟ سياق الآيات تقتضي ذكر قدرة الله تعالى الحقيقة أنه لو قال إنه هو القدير أو إنه على كل شيء قدير لا يزيد شيئاً على معنى الآية لأن ما في الآيات اثبات لقدرة الله تعالى والرسول  أُسري به ليسمع ويرى أشياء لم يسمعها ولم يرها من قبل لذلك ناسب سياق الآيات أنه ما يراه الرسول  يراه ربّه وما يسمعه يسمعه ربّه لذلك إنه هو السميع البصير.
فلماذا لم تأتي الآيات (السميع العليم) مثلاً كما وردت في آيات أخرى في القرآن؟ الذي يسمع ويرى هو عليم ولكن إذا قيل عليم قد يكون غائب عنك فالعليم ليس فيه حضور أما السميع البصير ففيه حضور. ولقد وردت (السميع العليم) في آيات أخرى لأن المقام في تلك الآيات اقتضى ذلك (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) سورة الأعراف آية 200 عندما ذكر نزغات الشيطان، والشيطان لا يُرى ووساوسه لا تُرى كذلك لذلك جاءت الآية (سميع عليم). أما عند ذكر البشر في آية أخرى تأتي ختام الآية بـ (السميع البصير) (إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) سورة غافر آية 56.
لماذا قدم السمع على البصر؟
1. لأن من يسمعك أقرب ممن يراك فالشخص الذي تسمعه أنت أقرب إليك من الذي تراه وهذا يُشعر بالطمأنينة والأمن والقرب.
2. السمع هو أهمّ من البصر في مجال الدعوة فاقد البصر يمكن أن يبلّغ في مجال الدعوة أما فاقد السمع فيصعب تبليغه.
3. الإسراء في الليل والليل آيته السمع. وفي القرآن عندما يأتي ذكر الليل تأتي الآيات بـ (أفلا يسمعون) وعند ذكر النهار تأتي (أفلا تبصرون) فكلّ آية تناسب وقتها فالليل للسمع والنهار للإبصار.
4. قُدّم السمع على البصر في القرآن إلا في مواطن قليلة منها في سورة الكهف (أبصر به وأسمع) لأن السياق يقتضي ذلك، فقد خرج أهل الكهف فارّين حتى لا يراهم أحد لكن الله تعالى يراهم في ظلمة الكهف وفي تقلبهم ذات اليمين وذات الشمال. وفي سورة السجدة (ربنا أبصرنا وسمعنا) قدّم البصر هنا لأنهم كانوا يسمعون في الدنيا ويكذبون في الآخرة وأبصروا العذاب والحقيقة وقولهم يعني انهم موقنون واليقين لا يتأتى إلا بالإبصار وليس بالسمع (عين اليقين) لأنهم رأوا العذاب عين اليقين.
لفتة: وردت كلمة سميع والسميع في القرآن الكريم 46 مرة ووردت كذلك كلمة بصير والبصير 46 مرة.
خلاصة:
1. أن الحياة والقدرة والسمع والبصر والحكمة وصفة الخلق كلها صفات وردت في هذه الآية ثم ذكر الكمال في هذه الصفات بكلمة واحدة هي (سبحانك) فالفرد قد يكون سميعا وبصيرا وذا قدرة ولكن قد يكون أحمقا أما كلمة سبحانك فجاءت نفياً وتنزيهاً لله تعالى عمّا يصفه أهل الجاهلية.
2. ارتباط أوّل السورة بآخرها فقد بدأت بالتسبيح وختمت بالتحميد. نعمة الإسراء نعمة عظيمة جليلة فجاء في ختام السورة قوله تعالى (وقل الحمد لله) حمداً لله على نعمة الإسراء.
3. ختمت السورة بالباقيات الصالحات (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ) وبعد هذه الآية تبدأ سورة الكهف استجابة لهذا القول (قل الحمد لله فافتتحت سورة الكهف بالآية (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا) وفي قوله في سورة الكهف في آية 4 (وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا) رد على آخر سورة الإسراء أنه سبحانه ليس له شريك في الملك.

*المتوقع أن تختم الآية لأن فيها قوة وقدرة وإظهار لعظمة وغلبة الله سبحانه وتعالى لكن ربنا ختم الآية بشيء يحتاج منا إلى وقفة فقال (إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) ولم يقل على كل شيء قدير مثلاً؟ (إضافة للدكتور فاضل)
أولاً لما قال (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً) هذا يدل على القدرة، لو قال إنه على كل شيء قدير لم يزد على المعنى المفهوم في الآية، يعني لو قال إنه على كل شيء قدير هذا مفهوم مما مضى لكنه أفادنا معنى آخر استدعى السؤال. لو قال إنه على كل شيء قدير لم تضف شيئاً إلا التأكيد أو التبيين لكن هنا أضاف شيئاً.
أولاً قال (لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا) إذن ربنا سبحانه وتعالى أسرى بعبده ليرى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ويسمع أشياء لم يكن يراها ويسمعها فربنا يريه ما يرى ويسمعه ما يسمع. سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يرى ما يراه ربه ويسمع ما يسمعه ربه. الأمر الآخر أن هذه متعلقة بخاتمة السورة وبسياق السورة، مرة ذكرنا أن بداية السورة لها علاقة بخاتمة السورة، كل السور مفتتحها له علاقة بأواخرها. في خواتيم السورة قال (إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (108)) (يخرون للأذقان سجداً) هذه بحاجة إلى بصر و (يقولون) محتاجة إلى سمع، هذه مستلزمات السميع البصير. قال (قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى (110)) هذه محتاجة إلى سمع فالذي يدعو يحتاج إلى أن تسمعه. (وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا (110)) الصلاة حركات وأقوال، فإذن هذا كله يتعلق بالسمع والبصر. (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ (111)) الذي ينبغي أن يقول يسمعه ربه، فإذن هذه متعلقة بخاتمة السورة أيضاً وما ذكر في أول السورة من إفساد بني إسرائيل (لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا (5)) هذا يحتاج إلى سمع وإلى بصر ماذا يفعل هؤلاء ويبعث عليهم عباداً يرى ويسمع ما يفعل هؤلاء، إذن هي متعلقة بها. أما السميع العليم، السميع لا يقتضي الإبصار قد يعلم واحد عن طريق آخر أما البصر فهو يبصر ويرى. المسؤول يعلم عن الموظفين كثير لكن قد لا يعرفهم أصلاً ولا يبصرهم. لكن السميع البصير أقرب وأظهر في العلم.
*لكن هل هنالك مسألة توأمة لغوية أو دلالية بيانية بين خواتيم الآيات أو فواصل الآيات وصدر الآيات؟ ما الرابط هنا الرسول يُسرى به ليُرى من آيات الله ثم يقول إنه هو السميع البصير؟
نعم. (لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا) إذن تحتاج إلى رؤية، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يرى ما يراه ربه، ربنا يرى الآيات حتى يراها النبي. نلاحظ ماذا ذكر في الآية، ذكر جملة من الصفات: الحياة (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ) معناها حيّ، القدرة، الحكمة (لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا) هذه لعلِّة، والسمع والبصر، ذكر كل هذه الأشياء الحياة والقدرة والسمع والبصر، هذه متعلقات الألوهية وهذه أصلاً تعريض بما يعبده هؤلاء الذين ليس لهم قدرة ولا معرفة ولا سمع ولا بصر، ذكر متطلبات الألوهية كلها القدرة والحكمة والسمع والبصر أما آلهتهم فلا تسمع ولا تبصر. الإسراء كان في الليل وأداة الليل هي السمع فقدّم السمع ، السمع هو المناسب. قدّم السمع على البصر لأن من يسمعك أقرب ممن يبصرك ففيها تطمين للرسول.
*هل الذي يسمع أقرب أم الذي يبصر أقرب؟ قد تسمع الإنسان على بعد لكن لا تبصره.
لا، الذي يسمع أقرب. أنت تبصر النجوم لكن لا تسمع حركاتها، أنت تبصر من بعيد لكن لا تسمع ماذا يقول. السمع أقرب (إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) طه) إشعار بالطمأنينة والحفظ لأن قد تبصر أناساً بعيدين لكن لا تسمع أصواتهم لأن مدى السمع أقل من مدى البصر.
*أو أن الله سبحانه وتعالى سميع بصير بما يصنع المشركين برسول الله صلى الله عليه وسلم وإيذائهم له؟
قالوا هذا أيضاً قالوا وعيد للكفار وتكذيبهم أن الله يسمع ما يقولون ويبصر ما يفعلون، ذكر هذا المفسرون. هي جملة أمور لو قال على كل شيء قدير لا تؤدي هذه المعاني.أضافت معنى جديد، معنى آخر.

*ما معنى كلمة التسبيح؟ وهل له أنواع؟(د.فاضل السامرائى)
التسبيح هو التنزيه عما لا يليق، أصل التسبيح هو التنزيه (سبّح لله) أي نزّهه هؤلاء كلهم بما نفقه وبما لا نفقه من تسبيحهم (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44) الإسراء) الطير تسبّح والأشجار تسبّح وكل شيء يسبح (وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (15) الرعد) لا نفقه تسبيحها. التسبيح هو التنزيه عن كل ما لا يليق، عن كل نقص، أن تقول لله ولد أو تشبهه بخلقه أو أي شيء لا يليق بذاته. التسبيح ورد في صور شتّى: ورد التسبيح بالفعل الماضي (سبّح) وورد بالفعل المضارع (يسبح) وورد بفعل الأمر (فسبِّح) (سبِّح اسم ربك) وورد بإسم المصدر (سبحان الذي أسرى بعبده) كل هذا ورد فيه، لماذا؟ سبّح للزمن الماضي، يسبح مضارع للحال والاستقبال (المضارع للاستقبال كما في قوله تعالى (إن الله يفصل بينهم) هذا في يوم القيامة) حتى أن بعض النحاة قالوا هو للإستقبال أولاً ثم للحال. (سبِّح) الأمر وهو يدل على أن تبدأ به وتستمر، سبحان إسم مصدر. إسم المصدر قريب من المصدر، سبحان معناه علمٌ على التنزيه.نلاحظ أن الفعل مرتبط بزمن وبفاعل حتى يكون فعلاً، المصدر هو الحدث المجرّد الذي ليس له زمن ولا فاعل. إذن صار التنزيه إستغراق الزمن الماضي (سبح) والحال والمستقبل (يسبح) والأمر بالتسبيح ومداومته (سبّح) وسبحان التسبيح وإن لم يكن هناك من لم يسبح في السموات والأرض قبل الزمان وبعد الزمان إن كان أحد أو لم يكن فهو يستحق التنزيه سبحانه سواء كان هناك من يسبح بفاعل أو بدون فاعل فاستغرق جميع الأزمنة وقبل الأزمنة وبعد الأزمنة واستغرق الخلق وما قبل الخلق وما بعد الخلق.
ليس هذا فقط إنما لاحظ كيف ورد التسبيح؟ ورد التسبيح (سبِّح اسم ربك الأعلى) ذكر الإسم، و(سبّحوه بكرة وأصيلا) لم يذكر الإسم وذكر المفعول به مباشرة، (سبّحه) (سبِّح اسم ربك الأعلى) متعدي وسبّح بإسمه متعدي بالباء، متعدي بنفسه والتعدية بالإسم وبالحمد (فسبح بحمد ربك)، (سبّح) هو في الأصل فعل متعدي. الفعل اللازم هو الذي يكتفي بفاعله ولا يأخذ مفعول به مثل ذهب ومشى ونام، الفعل المتعدي يتعدى إلى مفعول به مثل أعطى، وأحياناً يستعمل المتعدي كاللازم بحسب الحاجة مثلاً أحياناً يكون متعدياً إلى مفعوليم أو يذكر مفعولاً واحداً مثلاً (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) الضحى) ماذا يعطيك؟ أطلق العطاء ولم يقيّده بأمر معيّن. وقالوا يستعمل إستعمال اللازم كما في قوله تعالى (حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29) التوبة) وأحياناً لا يذكر المفعول به أصلاً (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (67) يونس) (يفقهون) فعل سمع متعدي (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52) النمل) علم تأخذ مفعولين ما ذكرها لأنه أراد الفعل بالذات ولم يُرِد المتعلق. قد نستعمل المتعدي كاللازم نريد الفعل وليس مرتبطاً بالمفعول به كما تقول مثلاً: فلان يعطي ويمنع، ماذا يعطي؟ وماذا يمنع؟ (قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) طه) هو يسمع ويرى ولا يقيّد بشيء معين.

* بخصوص اللغة ما الفرق بين قوله تعالى (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً (1) الإسراء) وقول سبحان من أسرى بعبده ليلاً؟ مع أن (الذي) و(من) إسم موصول؟(د.فاضل السامرائى)
الإسم الموصول قسمان، قسم نسميه مختص ويسمونه أيضاً نصّ، وقسم يسموه مشترك.
مختص يعني الذي للمفرد المذكر، التي للمفرد المؤنث، اللذان مثنى مذكر، اللتان مثنى مؤنث، والمشترك مثل (من) للمفرد المذكر والمؤنث والمثنى والجمع كلها، من حضر، من حضرت، من حضرا، من حضرتا، من حضروا، مذكر ومؤنث ومفرد ومثنى وجمع. وعندهم قاعدة المختص هو أعرف من المشترك فجاء ربنا بالإسم الأعرف (الذي) هذا واحد. (من) قد تكون نكرة أصلاً، (من) قد تأتي نكرة من النكرات مثلاً: هل من يساعدني؟ هل من يعينني؟
*لا نقول أين الذي يساعدني؟
هذا محدد. رب من تساعده لا يعرف لك الفضل، هذه نكرة، (من) تأتي نكرة و(الذي) لا تأتي نكرة.
*هنالك خلاف إذن، ليس لأن كلاهما إسم موصول هذا يعتور مكان هذا؟
لا، أولاً إذا كان إسم موصول هذا مختص وهذا مشترك وهذا أعرف و(من) تخرج أصلاً تأتي نكرة (مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ (75) آل عمران) هذه عامة.
*خارج القرآن نقول عزّ مَن قائل أو عزّ مِن قائل؟
نقول عزّ مِن قائل. يعني عزّ قائلاً، هذه على التمييز أصلها التمييز عزّ قائلاً. لأن التمييز إسم بمعنى (من) مبين نكرة، يعني خاتم من ذهب وخاتم ذهباً، لله درّه من فارس، لله دره فارساً.

*ما دلاله وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بالعبد فى قوله تعالى(بعبده)؟(د.فاضل السامرائى)
اختار كلمة عبد وأضافه إلى ضميره الإنسان لما يقول عن نفسه أنا عبد الله هذا تواضع والله تعالى لما يقولها عن عبد يكون تكريماً وهذا فيه تكريمان: الأول إختيار كلمة (عبد) لأن الله تعالى في القرآن الكريم لما يذكر (عبد) يذكره في مقام التكريم لأن العبودية نوعان في القرآن الكريم: العبودية الإختيارية والعبودية القسرية. العبودية الإختيارية هي أن الإنسان يختار أن يكون عبداً لله مطيعاً له وبهذا يتفاضل المؤمنون. ففي مقام مدح نوح  قال تعالى (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (3) الإسراء) أثنى على نوح وصفه بالعبودية. وقال تعالى (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً (1) الإسراء) وصفه بالعبودية (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (19) الجن). أما العبودية القسرية فليس فيها فضل لأنه رغم عن الإنسان نحن كلنا عباد الله شئنا أم أبينا (إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) مريم) عبادة قسرية رغماً عنا، الله تعالى يرزقنا ويختار لنا المكان الذي نولد فيه ويختار الأبوين ويعطينا إمكانيات ونعيش في السنن التي وضعها لا نتجاوزها هذه عبادة قسرية شئنا أم أبينا ليس فيها فضل وكل الناس هكذا (أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاء أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17) الفرقان) هذه عبودية قسرية ليس فيها فضل وقمة العبودية هي العبودية الإختيارية وحتى الأنبياء يتفاضلون في عبوديتهم لله سبحانه وتعالى (نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30) ص). فكلمة عبد وسام للشخص من الله تعالى فإذا أضافها إلى ضميره (عبده) نسبه إليه إذن فيها تكريمان لأنه لما ينتسب العبد إلى الله تعالى يكون في حمايته. ولذلك لاحظ يقولون لما قال (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً) لما ذكر كلمة عبد عرج به إلى السموات العلى وإلى سدرة المنتهى ولما ذكر موسى بإسمه قال (وَخَرَّ موسَى صَعِقًا (143) الأعراف) إذن وكأن مقام العبودية عند الله سبحانه وتعالى مقام عظيم.

*السُرى هو السفر ليلاً فما دلالة ذكر (ليلاً) في آية الإسراء (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً (1))؟(د.فاضل السامرائى)
في الحلقة الماضية تعرضنا إلى أن هناك ظرف مؤكد وظرف مؤسس. الظرف المؤسس يعطيك معلومة جديدة لم تستفدها من الجملة السابقة للظرف كأن تقول سافرت يوم الجمعة، يوم الجمعة لم تستفدها إلا بعد أن ذكرت الظرف. أولاً (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً) ليلاً: ظرف مؤكد لأن الإسراء لا يكون إلا بالليل. والتوكيد في الظروف وغير الظروف أسلوب عربي وجائز. في الصفات كقوله تعالى (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13) الحاقة) هي نفخة واحدة وقال تعالى (وَقَالَ اللّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلـهَيْنِ اثْنَيْنِ (51) النحل) الإلهين يعني اثنين. إذن عندنا تأسيس وتأكيد في الحال والصفات والظروف. إذن ليلاً هو ظرف مؤكد، هذا أمر. والأمر الآخر أن كلمة ليلاً أفادت معنى آخر غير كونها ظرف مؤكد وهو أن الإسراء تم في جزء من الليل. لما تقول سافرت ليلاً أي سافرت في هذا الوقت لا يعني أنك قضيت الليل كله لكن لما تقول سافرت الليل أي قضيت كل الليل سفراً. عندما تأتي بالألف واللام سافرت الليل أو الليل والنهار أو مشيت الليل والنهار أي كله لأن هذا جواب (كم؟). لما تقول سافرت ليلاً فهو توقيت وجواب عن متى؟ قد تكون سافرت في جزء منه، أما لما تقول سافرت الليل تكون قد استغرقته كله كما في قوله تعالى (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (20) الأنبياء) هذا يستغرق استغراقاً لا يفترون. (ليلاً) أفاد أن هذه الحادثة كلها، الإسراء تم في جزء من الليل وهذا دليل على قدرة الله سبحانه وتعالى أن تستغرق الرحلة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى التي تستغرق شهوراً والمعراج وما فيه كل هذا في جزء من الليل. إذن كلمة ليلاً أفادت معنيين الأول أنها ظرف مؤكد للإسراء والأمر الآخر أن هذه الحادثة استغرقت جزءاً من الليل. (أسرى بعبده) كم استغرق؟ لا نعلم. كلمة أسرى وحدها لا تدل على جزء محدد من الليل، الإسراء هو المشي بالليل فقط ولو لم يقل ليلاً لما دل على أن هذا تم في جزء من الليل. فكلمة ليلاً إذن أفادت أمرين الظرف المؤكد وأن هذه الحادثة لم تستغرق إلا جزءاً من الليل.
لا توجد كلمة زائدة في القرآن أو حشو وإنما كل كلمة لها دلالة. في القرآن يقولون حرف جر زائد وهذا مصطلح لا يعنون به الزيادة التي ليس لها فائدة وإنما وقوعها بين العامل والمعمول لغرض وهو الزيادة للتوكيد كما في قوله (وما ربك بظلام للعبيد)، هو من حيث وقوعها بين العامل والمعمول تسمى زيادة فهذا مصطلح والمعنى العام هو باقٍ لكن وقعت بين العامل والمعمول وأكّدت والتأكيد أمر موجود في اللغة وقد يستدعي السياق التأكيد فكلمة زائدة عند النُحاة لا تعني أنه ليس لها فائدة، هذا قطعاً ليس هو المقصود وإنما في الغالب تفيد التوكيد وأقول في الغالب لأنه قد تفيد الزيادة شيئاً آخر غير التوكيد.
سؤال: الإسراء من – إلى، ألا يقتضي المنطق أن الظرف يأتي بعد (من – إلى) يعني أسرى بعبده من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ليلاً؟
العامل هو أصلاً متقدم (أسرى) وبعبده وليلاً متعلقة بهذا العامل وهي معمولات لهذا العامل. يبقى الترتيب لما هو أهمّ: بدأ بالزمان (ليلاً) ثم المكان (من المسجد الحرام) كلها حصلت في جزء من الليل وهذا أمر مستغرب أنه من هذا المكان إلى ذلك المكان أن يكون في جزء من الليل، ليس مستغرباً أن تذهب من هذا المكان إلى ذلك المكان لكن المستغرب والمستبعد أن يتم ذلك في جزء من الليل لذلك هم قالوا نضرب إليها أكباد الإبل ستة أشهر ذهاباً ومجيئاً. هم لم يستغربوا من الذهاب والإياب لأنهم يذهبون ويأوبون ولكن استغربوا من الاستغراق للوقت فقط. لو لم يقل ليلاً لما فهمنا أنه تم في جزء من الليل.
سؤال: هل نقول المعراج أو العروج؟ المعراج هو الآلة والعروج هو المصدر، هو الحدث. نقول الإسراء والمعراج.

* ما دلالة كلمة (ليلا )؟(د.فاضل السامرائى)
قال تعالى(سبحان الذي أسرى بعبده ليلا ًمن المسجد الحلاام الى المسجد الأقصى )والتوكيد باب كبير في اللغة وليس هناك باب لا يدخل فيه التوكيد مثلاً التوكيد بالجار والمجرور كما في قوله تعالى (ولا طائر يطير بجناحيه) المعلوم أن الطائر يطير بجناحيه ومع هذا جاءت كلمة بجناحيه للتوكيد, والظرف المؤكّد كما في قوله تعالى (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً) الإسراء يكون ليلاً .

*ما دلالة كلمة (لنريه) في سورة الإسراء؟(د.فاضل السامرائى)
قد يحتمل المعنى أن الرسول  أُعطي الرؤية الإلهية وتعطلت الرؤية البشرية وربما يكون سبحانه وتعالى قد أعطاه رؤية قوية أكثر من قدرة البشر بدليل أنه رأى القافلة ورأى موسى وهو يصلي في قبره ورأى جبريل عليه السلام. والله أعلم.
كلمة عبد في اللغة تعني إنساناً سواء كان مملوكاً أو حُرّاً. فلما يقول في القرآن (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً) ما قال بشراً أو إنساناً لأنه يريد أن يربطه بالعبودية لله تعالى وهي أسمى المراتب للبشر ففى أروع المواطن سمّاه عبداً. كلمة عبد لها أكثر من عشرين جمعاً ونظمها أكثر من واحد. ــــ ˮفاضل السامرائي“ ☍...
(سُبْحَانَ)
اسم يدل على الثبوت والدوام ، وهي تفيد التنزيه ، أي أن الله تعالى منزه حتى قبل أن يخلق الخلق الذين ينزهونه .فتنزيهه سابقٌ على خلقه لهم .(في المطبوع 13/8311) ــــ ˮمحمد متولي الشعراوي“ ☍...
( سُبْحَانَ)
جاءت هنا بالاستهلال ، وقد جاءت في مواضع أخرى في أوساط السور {فَسُبْحَانَ اللَّـهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} ﴿١٧﴾ سورة الروم ، وقوله {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ} ﴿٣٦﴾ سورة يس ، وهي تأتي للأشياء التي يقف العقل أمامها عاجزاً ، وهنا استهل بها لأنه سيأتي بشيء يخرق جميع النواميس الكونية، وهي حادثة الإسراء .(في المطبوع 13/8310-8311) ــــ ˮمحمد متولي الشعراوي“ ☍...
ذكر الله عزوجل الإسراء صريحاً هنا، ولم يذكر المعراج معه، مع أنهما وقعا في نفس الليلة، وهو تعالى قد ذكر المعراج التزاماً لا تصريحاً في سورة النجم في قوله ({وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ} ﴿١٣﴾ سورة النجم.
وسبب عدم ذكر المعراج صريحاً : أن الإسراء آية أرضية، يستطيع النبي صلى الله عليه وسلم أن يدلل لقومه عليها حين لم يصدقوه، فوصف لهم المسجد الأقصى الذي رأوه من قبل ، وذكر لهم عيرهم القادمة من الشأن وحدد لهم مكانها ، أما المعراج فهو آية سماوية ، ولم يذهب أحد منهم إلى السماء ،فكيف يصف النبي صلى الله عليه وسلم لهم شيئاً لم يروه من قبل .(في المطبوع 13/8326-8327) ــــ ˮمحمد متولي الشعراوي“ ☍...
(لَيْلًا)
الإسراء معلوم أن يقع ليلاً ، فلماذا جاء بكلمة (ليلاً) هنا ؟
والجواب حتى يؤكد الإيمان بغيبيته ، لأن الحدث لو وقع نهاراً لكان مشاهداً للناس ، أما وقد وقع ليلاً فليؤمن به المؤمنون كما وقع، فيصدقوا بخبر الرسول صلى الله عليه وسلم .(في المطبوع 13/8316) ــــ ˮمحمد متولي الشعراوي“ ☍...
ذكر الله عز وجل الإسراء فقط، دون أن يذكر تفاصيل الإسراء، وما وقع فيه ،لأنه إذا ثبت هذا في النفوس، فإنها ستؤمن بكل ما سيذكره النبي صلى الله عليه وسلم من الحوادث التي رآها في الإسراء .(في المطبوع 13/8325) ــــ ˮمحمد متولي الشعراوي“ ☍...
(إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى )
المسجد الأقصى هو البعيد عن المسجد الحرام ، وأقصى تدل على وجود قصي ، ولم يكن هناك مسجد قصي حينها ، وفي هذا إشارة إلى أنه سيكون هناك مسجد قصي، بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى ، وهو مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة .(في المطبوع 13/8322) ــــ ˮمحمد متولي الشعراوي“ ☍...
وقفات مع كتاب النظم القرآني في آيات الجهاد
سورة الإسراء آية 1 ــــ ˮناصر الخنين“ ☍...
برنامج لمسات بيانية
سورة الإسراء
أية 1 ــــ ˮفاضل السامرائي“ ☍...
برنامج لمسات بيانية
سورة الإسراء
أية 1 ــــ ˮفاضل السامرائي“ ☍...
برنامج لمسات بيانية
سورة الإسراء
اية 1 ــــ ˮفاضل السامرائي“ ☍...
قوله تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ المَسْجدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَا. .) .
قال " بعبده " دون نبيِّه أوحبيبه، لئلا تضِلَّ به أمَّتُه،
كما ضلَّت أمَّةُ المسيح، حيث دعته إلهاً.
أو لأن وصفه بالعبودية، المضافةِ إلى الله تعالى أشرف المقامات، وقال " ليلاً " مُنَكَّراً، ليدلَّ على قِصَر زمن الِإسراء، مع أنَّ بين مكة وبيت المقدس، مسيرة أربعين ليلةً، لأن التنكيرَ يدلُّ على البعضيَّة.
والحكمةُ في إسرائه - صلى الله عليه وسلم - من بيت المقدس، دون مكة، لأنه محشرُ الخلائق، فيطؤه بقدمه ليسهل على أمته يوم القيامة، وقوفهم ببركة أثر قدمه.
أو لأنه مجمعُ أرواح الأنبياء، فأراد الله أن يُشرِّفهم بزيارته - صلى الله عليه وسلم -.
أو أُسريَ به منه، ليشاهد من أحواله وصفاته، ما يُخبر به كفار مكة، صبيحة تلك الليلة، فيكون إخباره بذلك مطابقاً لما رأوْا، وشاهداً ودليلاً على صدقه في الإِسراء. ــــ ˮكتاب فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن“ ☍...
قوله تعالى: (الَّذِي بَارَكنَا حَوْلَهُ. .) .
هو أعمُّ من أن يُقال: باركنا عليه، أو فيه، لإِفادته شمول البركة، لما أحاط بالمسجد من أرض الشام بالمنطوق، وللمسجد بمفهوم الأولى. ــــ ˮكتاب فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن“ ☍...
س : ما دلالة التعريف في قوله تعالى ( يسبحون الليل والنهار لا يفترون ) ؟
جـ : التعريف في لفظي الليل والنهار لاستغراق الظرف كلهّ الملائكة الكرام لا يفترون لحظة في تسبيح الله جلّ شأنه ، وهذا يدل على كمال العبودية ! وحتى نرى الفرق واضحًا في الإسراء ( أسرى بعبده ليلًا )
لم يقل الليل ؛ لأن رحلة الإسراء والمعراج لم تستغرق إلا جزءاً من الليل لذا قال ( ليلًا ) . ــــ ˮمن لطائف القرآن / صالح التركي“ ☍...
﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ﴾
لمّا كان الحديث عن الليل ونعمته، جاءت فاصلة الآية بقوله: {يسمعون}.
إذا تكلم القرآن عن الليل ختمت الآية بالسمع وذلك في سبع آيات لأن السمع في الليل أقوى منه في النهار. ــــ ˮمن لطائف القرآن / صالح التركي“ ☍...
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ❨١❩)
متشابه
{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ "السَّمِيعُ الْبَصِيرُ"}
[اﻹســـراء: 1]
{وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ "السَّمِيعُ الْبَصِيرُ"}
[غافـــــر: 20]
{إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ "السَّمِيعُ الْبَصِيرُ"}
[غافـــــر: 56]
{فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ "السَّمِيعُ الْبَصِيرُ"}
[الشورى: 11]
موضع التشابه : (السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)
الضابط : تكرر (السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) أربع مرات، وفي بقيّة المواضع وَرَدَ (ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ)، حيث تكرر خمس عَشَرَةَ مرة.
* القاعدة : قاعدة الضبط بالحصر.

ضابط آخر/
- ختام الآيات بــ (السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) مناسبٌ لمضمون الآية وماقبلها:
"- [في الإسراء]: قال (لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا) إذن ربّنا سُبحانهُ وتعالى أسرى بعبده [ليَرى] سيّدنا محمّد عليه الصّلاة والسّلام [ويسمع] أشياء لم يكن يراها ويسمعها؛ فربُّنا يُريه مايرى ويُسمعه ما يسمع, سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم يرى ما يراه ربّه ويسمع ما يسمعه ربّه...
- [غافر20]: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [تقرير] لقوله (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19)) ووعيدٌ لهم بأنّه يسمع ما يقولون ويُبصر ما يعملون وأنّه يعاقبهم عليه, [وتعريض] بما يدعون من دون الله وأنّها لا تسمع ولا تُبصر.
- [غافر56]: خَتَمَ الآية بالسّمع والبصر؛ لأنّ ما يُؤذون به النّبي إمّا قولٌ فيُدرك, أو فعلٌ فيدرك بالبصر؛ يعني إن آذوك بالقول فنحن [نسمع]، بالفعل فنحن [نُبصر]، وهذا فيه من تطمين الرسول ﷺ.
- [الشورى]: ينفي الله عزّ وجلّ عن نفسه المثل, ويُثبت لنفسه الصّفات التي تليق به عزّ وجلّ ومنها [(السّمع) و(البصر)]."
(لوامع البيّنات لما في ختم الآيات بأسماء الله الحُسنى من دلالات - أ/ دلَال عبد الجليل صفحة [66 - 70])
* القاعدة : قاعدة الضبط بالتأمّل.

====القواعد===
* قاعدة الضبط بالحصر ..
المقصود من القاعدة [جمع] الآيات المتشابهة ومعرفة [مواضعها]

* قاعدة الضبط بالتأمل للمعنى في الموضع المتشابه ..
وهذه من أمهات القواعد ومهمّات الضوابط، ولذا اعتنى بها السابقون أيّما عناية، وأُلّف فيها كثير من المؤلّفات النافعة، بل هي لُبّ المتشابه، والكثير الحاصل من التشابه إنما جاء [لمعنى عظيم وحكمة بالغة]، قد تخفى على من قرأ القرآن هَذًّا، ويدركها اللبيب الفطن، ولذا من [تدبر] كثيرًا من الآيات المتشابهة وجد أنّ الزيادة والنقصان، والتقديم والتأخير، والإبدال، إلى غير ذلك إنّما هو لمعنى مراد ينبغي الوقوف عنده، والتأمل له .. ــــ ˮ#قناة إتقان المتشابه“ ☍...