وقفات "يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" سورة الحديد آية:١٢




(يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ❨١٢❩)
التدبر
" من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له " " مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع " فقلة الجود سوء ظنٍّ بالمعبود. ــــ ˮابو حمزة الكناني“ ☍...
القرآن يملأ حياتنا بالأمل والبشرى،
﴿بشراكم اليوم جنات﴾
﴿جاء البشير﴾
﴿يبشرهم ربهم﴾
﴿وبشرى للمؤمنين﴾
﴿وبشر الذين آمنوا﴾
ثق بربك. ــــ ˮمحاسن التاويل“ ☍...
﴿ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِم ﴾

سعوا وراء النور في الدنيا ،
فسعى بين أيديهم في الآخرة . ــــ ˮمحاسن التاويل“ ☍...
يوماً ما سيَموت الموت،
ونحيا في الجنة مُخَلَّدِين...
عش على هذا الأمل
إن شئت أن تعيش.

( ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ ) ــــ ˮفواز اللعبون“ ☍...
" من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة" مالك ووقتك ومهارتك إن أقرضتها الله ردها الله لك أضعافا مضاعفة

بقدر حظ العبد من العمل الصالح في الدنيا بقدر حظه من النور على الصراط، وفي كتاب الله" يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات” ــــ ˮنوال العيد“ ☍...
الإيمان القوي مثل المصباح يضيء لك طريق الخير في الدنيا والأخرى (يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم). ــــ ˮسلمان العودة“ ☍...
دروس ليدبروا آياته – سورة الحديد آية 12 ــــ ˮناصر العمر“ ☍...
سورة الحديد آية (12) ــــ ˮ#عبدالله بلقاسم“ ☍...
تدبرات في سورة الحديد ــــ ˮحازم شومان“ ☍...
الفوز بجنات النعيم ( ذلك هو الفوز العظيم ) منهج قرآني عليه يتربى الجيل وبه يتطلع لرضى ربه وبه يتسابق للخيرات وبه يتسامى عن الملهيات ــــ ˮسلمان السنيدي“ ☍...
﴿يَوْمَ تَرَى ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَٰتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَٰنِهِم﴾

يعطى العبد من النور يوم القيامة بحسب عمله. ــــ ˮهذا بصائر للناس“ ☍...
(بشراكم اليوم جنات تجرى من تحتهاالأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم)من صبروجاهدوكافح في سيره إلى الله كان له نصيب من هذه البشرى ــــ ˮمجالس التدبر“ ☍...
"يوم ترى المؤمنين والمؤمنات" أي احتفاء بالمرأة فوق هذا وقد كان صالحا أن يقول:"المؤمنين" وحسب! ــــ ˮمجالس التدبر“ ☍...
"بشراكم اليوم جنات" فلله ماأحلى هذه البشارة بقلوبهم وألذها لنفوسهم!حيث حصل لهم كل مطلوب محبوب ــــ ˮمجالس التدبر“ ☍...
"يسعى نورهم بين أيديهم" ألا ماأكرم الله وأجله! تأمل نسبة النور إليهم! هداهم للإيمان ثم جزاهم عليه نورا مدحهم به! ــــ ˮمجالس التدبر“ ☍...
(نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم) تدل :
١_ ظلمة يوم القيامة ؛ فما عدا نور المؤمن ظلام
٢_ ذوات المؤمنين يخرج منها نور (نورهم)
٣_ يركضون ليتجاوزوا الأهوال بسرعة ؛ لقوله (يسعى) فما أخف مراحل القيامة عليهم. ــــ ˮعقيل الشمري“ ☍...
﴿ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم ﴾

تعبك اليوم وكدحك وعملك هو نورك غداً يسعى بين يديك
كرامة لك قريب منك خاص بك
و على قدر عملك يزيد نورك
فاليوم عمل وغداً نور يقودك إلى منازل مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
فبادر بالعمل في وقت المهلة . ــــ ˮحمد الحريقي“ ☍...
{ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم}. الحديد
يُعطى العبد من النور يوم القيامة بحسب عمله. ــــ ˮتفسير السعدي“ ☍...
﴿يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم﴾
‏(تعبك اليوم وكدحك وعملك) .. هو (نورك) غدا (يسعى) بين يديك .. ‏وعلى قدر إيمانك وعملك يزداد نورك. ــــ ˮرسائل مشروع تدبر“ ☍...
﴿يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم﴾:
عملك اليوم وتعبك، هو نورك غداً يسعى بين يديك. ــــ ˮسمية بابقي“ ☍...
﴿يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ﴾:
هناك وعند الجسر على جهنم تكون الظلمة الشديدة، ولكن نور إيمانك هو مصباحك، زد من نورك. ــــ ˮسلطان عبدالله العمري“ ☍...
﴿بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾:
أعظم بشرى تتلقاها في حياتك .. هنيئا لك أيها المؤمن الثابت على دين الله. ــــ ˮفُصّلَت آياته“ ☍...
﴿يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم﴾
أنوار الآخرة تصنعها أعمال الدنيا، فأضئ طريق آخرتك بمصابيح الأعمال الصالحة. ــــ ˮتدبر المفصل“ ☍...
(يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ❨١٢❩)
احكام وآداب
تفسير سورة الحديد من الآية 12 إلى الآية 15 من موقع الدرر السنية في موسوعته التفسيرية الرائعة التي تحتوي على : - غريب الكلمات - المعنى الإجمالي - تفسير الآيات - الفوائد التربوية - الفوائد العلمية واللطائف - بلاغة الآيات. ــــ ˮ11 تفسير موقع الدرر السنية“ ☍...
(يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ❨١٢❩)
الدعاء والمناجاة
يقول أحدهم ما مررت بهذه الآية الا أدعوا أن أكون منهم : اللهم اجعلنا ممن يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم ــــ ˮبدون مصدر“ ☍...
﴿بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ﴾
يا رب بشرى غير متوقعة تعيد لنا بهجة الحياة ــــ ˮتركي الجهني“ ☍...
﴿بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ﴾
اسأل الله إن يبُشركم بما تحبون وتتمنون. ــــ ˮتركي الجهني“ ☍...
(يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ❨١٢❩)
تفسير و تدارس
تفسير ابن عثيمين سورة "الحديد"
تفسير آية (12) ــــ ˮمحمد بن صالح ابن عثيمين“ ☍...
تفسير سورة الحديد دورة الاترجة
آية 12
من:00:30:21 إلى:00:32:00 ــــ ˮمحمد بن عبدالعزيز الخضيري“ ☍...
اشراقات قرانية
سورة الحديد اية 12
من:00:00:31 إلى:00:05:01 ــــ ˮسلمان العودة“ ☍...
المجالس في تفسير المفصل
اية 12 - سورة الحديد
من:00:03:52 إلى:00:11:05 ــــ ˮصالح الفوزان“ ☍...
تفسير محمد العثيمين سورة الحديد
آيه 12 ــــ ˮمحمد بن صالح ابن عثيمين“ ☍...
التعليق علي تفسير ابن كثير
تفسير سوره الحديد الآية
12

من:2:28 إلى:17:16 ــــ ˮعبدالرحمن العجلان“ ☍...
التعليق على تفسير الطبرى سورة الحديد
اية 12
من:03:35:16 إلى:04:03:28 ــــ ˮمساعد بن سليمان الطيار“ ☍...
أيسر التفاسير
سورة الحديد آية 12
من:01:04:01 إلى:01:11:01 ــــ ˮأبو بكر الجزائري“ ☍...
شرح كتاب المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير
سورة الحديد آية 12
من:00:52:20 إلى:00:57:46 ــــ ˮخالد السبت“ ☍...
التعليق على تفسير الطبري الدكتور مساعد الطيار
سورة الحديد
آية 12

من:19:24 إلى:47:54 ــــ ˮمساعد بن سليمان الطيار“ ☍...
دروس تفسير القرآن الكريم
سورة الحديد
أية 12

من:00.09:42 إلى:00.38:12 ــــ ˮصالح آل الشيخ“ ☍...
تفسير النابلسي
[الحديد آية:١٢]
من:29:11 إلى:36:31 ــــ ˮمحمد راتب النابلسى“ ☍...
التعليق علي تفسير القرطبي
سورة الحديد اية 12
من:44:30 إلى:50:15 ــــ ˮعبدالله محمد الأمين الشنقيطي“ ☍...
التعليق علي تفسير القرطبي
سورة الحديد اية 12
من:7:23 إلى:14:24 ــــ ˮعبدالله محمد الأمين الشنقيطي“ ☍...
خواطر الشيخ الشعراوي سورة الحديد
آية 12
من:00:09:44 إلى:00:12:51 ــــ ˮمحمد متولي الشعراوي“ ☍...
برنامج نور من القرآن
سورة الحديد آية 12
من:00:05:03 إلى:00:05:38 ــــ ˮبرنامج نور من القرآن“ ☍...
برنامج نور من القرآن
سورة الحديد آية 11 و 12
من:00:04:08 إلى:00:05:38 ــــ ˮبرنامج نور من القرآن“ ☍...
برنامج نور من القرآن
سورة الحديد آية 13
من:00:00:04 إلى:00:03:18 ــــ ˮبرنامج نور من القرآن“ ☍...
التعليق على تفسير القرطبي
سورة الحديد ، آية 12
من:01:16:17 إلى:01:29:32 ــــ ˮعبدالكريم الخضير“ ☍...
المختصر في التفسير سورة الحديد
آية ١٢
من:00:07:54 إلى:00:08:56 ــــ ˮ#المختصر في التفسير“ ☍...
(يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ❨١٢❩)
أسرار بلاغية
قوله {ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم} هذه الكلمات تقع على وجهين أحدهما {ذلك الفوز} بغير {هو} وهو في القرآن في ستة مواضع في براءة موضعان وفي يونس والمؤمن والدخان والحديد وما في براءة أحدهما بزيادة الواو وهو قوله {فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم} وكذلك ما في المؤمن بزيادة الواو والجملة إذا جاءت بعد جملة من غير تراخ بنزول جاءت مربوطة بما قبلها إما بواو العطف وإما بكناية تعود من الثانية إلى الأولى وإما بإشارة فيها إليها وربما يجمع بين الإثنين منها والثلاثة للدلالة على مبالغة فيها ففي براءة {خالدين فيها ذلك الفوز} {خالدين فيها أبدا ذلك الفوز} وفيها أيضا {ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز} فجمع بين اثنين وبعدها {فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم} فجمع بين الثلاثة تنبيها على أن الاستبشار من الله تعالى يتضمن رضوانه والرضوان يتضمن الخلود في الجنان قلت ويحتمل أن ذلك لما تقدمه
من قوله {وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن} ويكون كل واحد منها في مقابلة واحد وكذلك في المؤمن تقدمه {فاغفر} {وقهم} {وأدخلهم} فوقعت في مقابلة الثلاثة. ــــ ˮكتاب : أسرار التكرار للكرماني“ ☍...
قوله {ذلك هو الفوز العظيم} بزيادة {هو} لأن {بشراكم} مبتدأ وجنات خبره {تجري من تحتها} صفة لها {خالدين فيها} حال {ذلك} إشارة إلى ما قبله و {هو} تنبيه على عظم شأن المذكور {الفوز العظيم} خبره ــــ ˮكتاب : أسرار التكرار للكرماني“ ☍...
الدلالة البيانية للجملة الفعلية والإسمية (يسعى نورهم)(نورهم يسعى) ــــ ˮمن لطائف القرآن / صالح التركي“ ☍...
(يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12))
*نظرة عامة على الآية :
ربنا سبحانه وتعالى ذكر المؤمنين والمؤمنات في عرصات يوم القيامة وذكر أموراً فيها. قال عنهم أنهم يسعى نورهم ولم يقل يمشي نورهم وهذا يدل على إسراعهم أو الإسراع بهم إلى الجنة لأن السعي أسرع من المشي، ليس الجريان وإنما قال يسعى نورهم أي يُسرع بهم ولم يقل يمشي لأنه يحتمل أن المشي فيه إبطاء فأراد إما إسراعهم أو الإسراع بهم يُركب بهم على محافّ كما يقال أو على مطايا خاصة تسرع بهم إلى الجنة. لاحظ لو لم يكن يُسعى بهم أو لو كان النور يسعى وهم يمشون هذا يدل على الإسراع بهم ذكر يسعى نورهم ولم يذكرهم هم لو كان النور يسعى وحده كان سبقهم وتركهم في ظلمة. المقصود بنورهم (نورهم) لأن كل مؤمن يؤتى نوراً على قدر عمله يمشي به ويسعى به إلى الجنة على قدر عمله والنور محدد (بين أيديهم وبأيمانهم). قال يسعى لأن السعي فيه إسراع وقال يسعى نورهم ليس معناه أن النور يُسرع وهم مبطئون وإذا كان النور يسعى وهم يمشون لسبقهم وتركهم في ظلمة فلما قال يسعى نورهم دل على إسراعهم أو الإسراع بهم ولم يقل إلى أين يسعة بهم لأنه سيأتي التبشير لاحقاً.
ذكر السعي للنور لماذا لم يقل يسعون؟ لأنه لو قال يسعون احتمال هذا يفضي إلى الجهد والتعب إذا هم سعوا لأن السعي يفضي إلى التعب والجهد فقال يسعى نورهم إذن نفهم من هذا أنه يُسعى بهم هم يُركب بهم على محافّ أو مطايا يُسرع بهم فيسرع نورهم معهم. إذن هو أسند السعي إلى النور ولم يقل يسعون لأن هذا يفضي بهم إلى الجهد والتعب وأسنده إلى النور وأسند النور إليهم لأن كل واحد يعطى له نوراً خاصاً يستضيء هو به ولم يقل يسعى النور. وهذا النور بين أيديهم وبأيمانهم. (بين أيديهم) أمامهم ولو قال أمامهم يحتمل القريب والبعيد، تقول القرية أمامك وقد يكون أمامك نور بعيد لكن لا تستضيء به ولا يكون نافعاً. بين أيديهم أي قريب وهم يسعون في هذا النور وجهة السير أمامهم.
ولم يقل يسعون بنورهم لأن هذا يفضي بهم إلى تعب فكل كلمة مرسومة.
*يسعى نورهم هل فيه دلالة على أن المؤمنين يسعون؟
لا وإنما يُسعى بهم ولا يركبون عليه وإنما النور يسعى بين أيديهم أي أنهم يبصرون الطريق وهذا الطريق نور لهم ولو لم يكن هكذا لضلوا كالمنافقين الذين ذكرهم في الآية التي بعدها. (بين أيديهم) جهة السير بين أيديهم لم يقل أمامهم لأن ذلك احتمال أن يكون بعيداً فلا ينتفعون به.
(بأيمانهم) جمع يمين، يكون النور باليد اليمنى لأنها جهة كُتُب السعداء (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (19) الحاقة). ونلاحظ أنه لم يقل عن أيمانهم وإنما (بأيمانهم) الباء هنا للإلصاق كأنه مصباح تحمله في يدك، وكأنهم يحملون نورهم والله أعلم بالحال يوم القيامة. لذلك ما قال عن أيمانهم وقد وردت آيات أخرى فيها (ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ (17) الأعراف) وإنما قال (بأيمانهم) كما قال (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) طه) لأنه ملتصق بأيمانهم. (عن) تستعمل للمجاوزة لما يقال جلس عن يمينه أي متراخياً عن يمينه ليس ملتصقاً أما بيمينك أي ملتصق. (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى) هو يحملها في يده.
*يسعى نورهم أسند السعي للنور فمسافة السعي بين أيديهم وبأيمانهم يُسعى بهم إلى الأمام هل هذا التركيب يُفهم منه أنه خاص بالمؤمنين والمؤمنات في حال سعيهم يوم القيامة؟
هو يتكلم عن المؤمنين والمؤمنات يوم القيامة (بشراكم اليوم). والخطاب موجه لكل من يصلح أن يُخاطَب، (يوم ترى) لكل من يصلح أن يخاطب والرسول  أولاً لكن كل من يصلُح أن يخاطب إما أن ينتفع بهذا الخطاب فهو مؤمن ويكون من هؤلاء والآخر فيكون حجة عليه من باب التأكيد. لأن أحياناً يكون الخطاب قد يكون لكل من يصلح له الخطاب. (يوم ترى) والرؤية هنا في الآية بالعين.
*لماذا قال تحديداً المؤمنين والمؤمنات ولم يقل المسلمين والمسلمات؟
أولاً لأنه بعدها سيتكلم عن المنافقين والمنافقات مباشرة بعدها (يوم يقول المنافقون والمنافقات) والمنافقون أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8) البقرة) (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ (14) الحجرات) الإسلام هو الظاهر وهو بالقول وما يُرى من أفعاله الظاهرة والإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل. لذلك لما ذكر المنافقين والمنافقات يقابلهم المؤمنين والمؤمنات وليس المسلمين والمسلمات لأن المنافقين يقولون نحن مسلمين. (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ) أي إلى الآن ما دخل وهو متوقع الدخول. (لمّا) معناها لم يحدث إلى الآن ولكن متوقع الحدوث. نقول لمّا يحضر أي لم يحضر إلى الآن ولكنه متوقع الحضور. (لمّا) نفي لـ (قد) لما نقول قد فعل نفيه لمّا يفعل ولما تقول فعل نفيه لم يفعل، حضر تنفيها لم يحضر وقد حضر نفيه لمّا يحضر.
*عدّد الله تعالى في آية أخرى بعض الصفات مثل القانتين والقانتات والصابرين والصابرات وغيرها وهنا اكتفى بالمؤمنين والمؤمنات تحديداً؟
هذا مقابل المنافقين والمنافقات تحديداً وهذا يسمى المقابلة.
(بشراكم اليوم): البشرى ما يُبشّر به تقول أبشّرك بهذا. وأصل البشرى للمحمود فإذا قيلت في الذم تكون من باب التهكم (فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (7) لقمان). البشرى في الأمور الحسنة هذا في اللغة فإذا استعملتها في آخر تُخرجها عن ظاهرها من باب التهكم كما تقول لأحدهم أنت أشعر من البحتري وهو لا يُحسن أن يقول بيتاً.
(بشراكم اليوم) أي يوم القيامة. ثم حذف القول ما قال يقال لهم بشراكم اليوم (بشراكم اليوم) هذا قول يبشرون به. لم يقل يقال لهم بشراكم اليوم ولكن قال بشراكم اليوم لأنه أراد أن الأمر مُشاهَد مرئي مسموع وليس إخباراً وإنما هو مشهد أمامك تسمع وترى ولو قال يقال لهم يصير إخباراً. (يوم ترى) هذا مُشاهَد ترى وتسمع من دون إخبار فلما قال (يوم ترى) أراد أن المشهد مسموع مرئي وليس إخباراً وإنما المشهد هذا أمامك. (بشراكم اليوم) ليس إخباراً عن غائب. وقال بشراكم أي كل واحد يدخل في البشرى وما قال البشرى جنات.
*في خارج القرآن قد يقول بشراهم لكن في الآية تحول من ضمير الغائب إلى ضمير المخاطب فما دلالة هذا.التحول؟
الآن الكلام موجه للمؤمنين وقبل كان الكلام موجه للآخرين لو قال بشراهم يكون إخباراً عن أمر غائب. (يوم ترى المؤمنين) أنت تشاهد هم أمامك لما أقول يوم ترى المؤمنين أنت جهة أخرى غيرهم وأنت تشاهدهم، المشهد أمامك والآن يتوجه الكلام للمؤمنين، (بشراكم اليوم) الكلام ليس لك وإنما أصبح خطاباً للمشاهَد وليس للمشاهِد، هذا يسمى تحولاً في الخطاب غرضه البياني أنه يجعل المشهد حاضراً أمامك وليس إخباراً عن أمور غائبة وإنما عن أمر مشاهد هذا يكلم هذا وهذا يقال له وأنت تنظر.
*(بشراكم اليوم جنات): ما الذي أفادته كلمة اليوم وقال في أول الآية (يوم ترى المؤمنين)؟
يوم ترى المؤمنين غير اليوم في (بشراكم اليوم) يخاطب المؤمنين في الأولى يخبرك يوم ترى كذا وكذا، (بشراكم اليوم) هذا اليوم حاصل وهو ليس إخباراً عن أمر مستقبل والبشرى كلما كانت قريبة كانت أدعى للمسرّة. اليوم وليس بعد سنين طويلة لا، اليوم، فهذا أدعى للمسرة لأن البشرى قريبة. يسعى بهم الآن هم ذاهبين إلى الجنة (بشراكم اليوم) اليوم يعني هذا الأمر كائن في هذا اليوم.
وقال جنات ولم يقل جنة وكـأنه لكل واحد أكثر من جنة (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) الرحمن) (وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62) الرحمن) إذن البشرى أن لكل واحد أكثر من جنة.
(تجري من تحتها الأنهار) في آية واحدة فقط في القرآن قال (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) التوبة). أولاً (من تحتها) أعلى من (تحتها) لأن بداية الجريان من تحتها، العيون تنبع من تحتها فيصير مشهد الجري مع مشهد بدايته من تحتها. (تحتها) ليس بالضرورة أن يكون المنبع تحتها. لكن (من تحتها) أي بداية الجريان من تحتها يتمتع بمشهد الجري وبداية الجري.
أما لماذا قال في آية واحدة فقط (تجري تحتها)؟ كل آية فيها (تجري من تحتها الأنهار) معهم الأنبياء، المؤمنين والمؤمنات معهم أنبياء. أما في آية سورة التوبة فليس معهم أنبياء (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ) ليس معهم نبيّ. كل الآيات الأخرى على الإطلاق معهم الأنبياء وهذه ليس معهم الأنبياء. تجري من تحتها أي منبع الأنهار من تحتها.
*لم يقل تسعى هنا بدل تجري؟
لأن الأنهار تجري ولا يقال تسعى والجري هو الركض من الإسراع. وتحت الجنة الواحدة عدة أنهار (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ (15) محمد). ونلاحظ أنه لما قال (تجري) معناها الأنهار غير راكدة، فيها تجدد للمياه لأن عدم الجري مظنّة الركود والأسن. إذا كان الماء لا يجري فهو مظنة الأسون. لاحظ لما لم يذكر الجري (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ) ما قال تجري ولكن قال (من ماء غير آسن) حدّد لأنه لما لم يذكر تجري حتى يرفع مظنة الأسون والركود قال (من ماء غير آسن) آسن أي متغيّر متعفن من عدم الجريان. لما يقول تجري لا يقول غير آسن ولما لا يقول تجري يقول غير آسن. الأنهار غير الآسنة تضاهي تجري من تحتها الأنهار من حيث التعبير البياني.
* مرة يذكر في القرآن (خالدين فيها أبداً) ومرة (خالدين فيها) لماذا؟ وما نعنى أبداً
(أبداً) أي ليس له نهاية. وخالدين الخلود عام وأحياناً العرب تقول خالدين لا يعنون فيها الأبد وإنما محدودة بفترة طويلة (ما دامت السموات والأرض). الأبد يعني بلا انقطاع لا ينتهي. وقد أثير هذا السؤال سابقاً وأجبنا عنه مطولاً وذكرنا جملة أمثلة من القرآن الكريم. إذا كان من باب تعظيم الأجور والكلام الطويل في وصفها يقول أبداً إذا كان تفصيل في الجنات ونعيمها يذكر أبداً وإذا كان إيجازاً لا يذكر أبداً.
* بالرغم من أن المؤمنين والمؤمنات مذكورين لم يقل خالدين لماذا؟
لأنه لم يذكر نعيم الجنة وليس فيها تفصيل، ما ذكر شيئاً من النعيم وما فصّل في الجنة.
*ختم الله تعالى هذه الآية بقوله (ذلك هو الفوز العظيم) وفي آية أخرى يقول (ذلك الفوز العظيم) فما دلالة الاختلاف؟
هو عرّف الفوز وجاء بضمير الفصل (هو) (وضمير الفصل يقع بين المبتدأ والخبر أو ما أصله مبتدأ وخبر أي إسم أن وخبرها وإسم كان وخبرها بين المفعولين حتى يفصل بين الخبر والنعت أو الصفة)، هذا هو ضمير الفصل وفائدته التوكيد والحصر. فلما قال (ذلك هو الفوز العظيم) يعني ليس هناك فوز آخر وما عداه هو الخسران. ما قال ذلك فوز عظيم لأن معناه قد يكون هناك فوز آخر محتمل. هذا ربح وليس معناه أنه ليس هناك ربح آخر، هذا نجاح وليس معناه أنه ليس هناك نجاح آخر. فلما قال (ذلك هو الفوز العظيم) تحديداً أي ليس هناك فوز آخر وما عداه خسران. وجاء بـ (هو) زيادة في التوكيد والحصر. ويقول في آيات أخرى (ذلك الفوز العظيم) هذه فيها حصر وأحياناً تأتي بؤكد واحد أو مؤكدين تكون أقوى. في نفس السؤال نضرب مثلاً في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) الصفّ) ما قال (هو)، قال (تؤمنون بالله ورسوله، وتجاهدون في سبيل الله)، ثم ذكر يغفر لكم ذنوبكم ويدخلهم جنات، طلب منهم الإيمان بالله والجهاد في سبيل الله يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات. وقال تعالى في آية أخرى (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111) التوبة) في الآية الأولى قال تؤمنون بالله، يعني طلب منهم الإيمان بالله والاستمرار عليه وهنا قال اشترى من المؤمنين فوصفهم بالإيمان. هناك طلب منهم أن يجاهدوا في سبيل الله (تجاهدون في سبيل الله) عندهم الأموال والأنفس يجاهدون فيها لكن في الثانية باع واشترى ولم يبقى عندهم مال ولا أنفس (فاستبشروا ببيعكم).هناك جهاد وهنا يقاتلون والجهاد ليس بالضرورة من القتال فالدعوة جهاد (وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52) الفرقان) أما القتال حرب (فيقتلون ويُقتلون) وهذا أقوى الجهاد. أي تضحية أكبر من أن يدفع الواحد نفسه فلا يبقى عنده مال ولا نفس؟ هذه أكبر ولذلك في الآية الأولى قال (ويدخلكم جنات) لما أدخلهم جنات هل بالضرورة أنها صارت مُلكهم؟ في الثانية قال (بأن لهم الجنة) كأنهم اشتروا الجنة فصارت تمليكاً لهم كأن الله تعالى اشترى منهم أنفسهم وأموالهم بالجنة، هذا تمليك أما في الآية الأولى فليس فيها تمليك فالإدخال ليس بالضرورة أن يكون تمليكاً، الثانية بيع وشراء هذا هو الفوز الأعظم ولذلك قال فيها (ذلك هو الفوز العظيم).
في آية الحديد ما ذكر شيئاً من البيع والشراء لأن الفوز قد يكون في أمور أخرى. (والسابقون الأولون) ليس كلها على نمط واحد لكن هو شيء أعظم من شيء. لو رجعنا إلى الآية (والسابقون الأولون الفوز العظيم) وفي آية أخرى في سورة التوبة (وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)) أولاً ما قال مساكن طيبة في جنات عدن وقال ورضوان من الله أكبر ورضوان من الله أكبر من الجنات. الرضوان هو الرضى (الرضوان مصدر) ولم يستعمل في القرآن كلمة الرضوان إلا رضى من الله تعالى أما المرضاة فتأتي من الله ومن غيره والرضوان هو أعظم الرضى وأكبره فخصّه بالله سبحانه وتعالى أما مرضاة فليست مختصة بالله تعالى وإنما تأتي لله تعالى ولغيره (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ (207) البقرة) (تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ (1) التحريم) أما الرضوان فهو لله تعالى فقط، خاص بالله تعالى. والرضوان أعلى من الجنة وفي الأثر أنكم لتحتاجون إلى علمائكم في الجنة كما تحتاجون إليهم في الدنيا، فقالوا كيف يا رسول الله؟ قال يطُلّ الله تعالى على عباده أصحاب الجنة فيقول سلوني، فيحارون ماذا يسألونه وكل شيء موجود فينظر بعضهم إلى بعض فيذهبون إلى علمائهم يقولون ما نسأل ربنا؟ فيقول العلماء سلوه الرضى. ولذلك قال (ورضوان من الله أكبر) ولما ذكرها قال (ذلك هو الفوز العظيم) فخي حسب السياق الذي يأتي. هنا في الآية بشرى ونور والله تعالى في آية سمى البشرى فوزاً (لهم البشرى في الحياة الدنيا). وفي هذه الآية نور وبشرى وما إلى ذلك فهو فوز عظيم. ــــ ˮموقع إسلاميات“ ☍...
(يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
(يَوْمَ تَرَى) : يجوز أن يكون (يَوْمَ تَرَى) ظرفاً لقوله تعالى(وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ) أي له أجر كريم في ذلك اليوم، أو على تقدير (اذكر يوم ترى المؤمنين) تعظيماً لذلك اليوم (1).
وذكر المؤمنين والمؤمنات كما ذكر بعد ذلك المنافقين والمنافقات والمصدقين والصدقات لتنال البشري جميع من آمن وينال التبكيت جميع من نافق.
(يَسْعَىٰ نُورُهُمْ)
قال (يَسْعَىٰ) ولم يقل (يمشي) للدلالة على إسراعهم أو الإسراع بهم للدخول إلى الجنة وإلا لو كان النور يسعى وهم يمشون لسبقهم النور وتركهم في الظلمة.
وأسند السعي إلى النور ولم يقل (يسعون) لأن السعي قد يفضي بهم إلى الجهد والتعب فأسند السعي إلى النور للدلالة على أنه يسعى بهم في مراكب أو محاف أو مطايا أو بغير ذلك وذلك على الصراط يوم القيامة وهو دليلهم إلى الجنة (2).
وأضاف النور إليهم فقال (نُورُهُمْ) ولم يقل (يسعى النور) للدلالة على أنه نور أعمالهم فيعطى لكل مؤمن نورٌ على قدر عمله.
(بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ)
ذكر هاتين الجهتين لأن ما بين أيديهم هو الأمام وهي جهة السير والسعي.
والأيمان هي جهة إيتاء كتب السعداء ولم يذكر الشمائل لأنها جهة كتب الأشقياء، جاء في (الكشاف): وإنما قال (بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ) لأن السعداء يؤتون صحائف أعمالهم من هاتين الجهتين كما أن الأشقياء يؤتونها من شمائلهم ومن وراء ظهورهم (3).
قال تعالى: (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا) الانشقاق (10، 11).
وقال (بِأَيْمَانِهِمْ) ولم يقل (عن أيمانهم) للدلالة على أن النور ملاصق للأيمان وليس مبتعداً أو منحرفاً عنها.
وقال (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) ولم يقل (المسلمين والمسلمات) لإخراج المنافقين والمنافقات الذين لم يدخل الإيمان قلوبهم وقد أسلموا ظاهراً كما قال تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ) - البقرة (8) وقال (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ ) - الحجرات (14).
(بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ)
حذف القول أي مقولاً لهم أو يقال لهم لإرادة أن الأمر مشاهد مرئي مسموع وليس إخباراً عن غائب فأنت ترى المؤمنين وتسمع القول من دون أن تخبر بذاك. والدليل على ذلك قوله (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ) فذكر الرؤية مما يدل على أن الأمر مشاهد لا منقول سماعاً. والمراد بالبشرى ما يبشَر به أي ما تبشّرون به جنات (4).
وذكر (الْيَوْمَ) لأن ذلك كائن في ذلك اليوم وليس بعده فهو قريب واقع. وقوله (ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) واقع على جميع ما مر ذكره في الآية وآخره الجنة. فالنور الذي يسعى بين أيديهم وبإيمانهم فوز عظيم، والبشري فوز عظيم والجنات فوز عظيم والخلود فيها فوز عظيم، والذي يدل على أن البشري فوز عظيم قوله تعالى (الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۚ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) - يونس (63، 64). وعرف الفوز وجاء بضمير الفصل للدلالة على القصر وعلى أن ذلك وحده هو الفوز العظيم وليس ثمة فوز غيره وأن ما عداه هو الخسران المبين.

**من كتاب: على طريق التفسير البياني للدكتور فاضل السامرائي الجزء الأول من ص 255 إلى ص 257.
(1) أنظر الكشاف 4/ 63. تفسير الرازي 29/ 223.
(2) فتح القدير 5/ 240.
(3) الكشاف 4/ 63.
(4) أنظر روح المعاني 27/ 268 – 269. ــــ ˮفاضل السامرائي“ ☍...
• ﴿ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [الحديد :١٢] مع ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [التحريم :٨]
• ما وجه التعبير، بقوله : ( يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم ) في تقديم الفعل بموضع الحديد، ثم تأخيره، بقوله : ( نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ ) بموضع التحريم؟
• قال الغرناطي : لــ " أن قوله في سورة التحريم : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ )؛ يفهم من حيث المعية، قرب المنزلة، وعلو الحال؛ فتقدم ثبوته؛ فناسب ذلك ورود الجملة الاسمية هنا لما تقتضيه من الثبات وتقدمه واستحكامه، أما قوله في سورة الحديد : ( يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم )؛ فبشارة للمؤمنين، ولم يأتِ هنا كونهم مع نبيهم، فلم يتحصل مما يفهم تمكُّن المنزلة وثبوتها ما تحصل في آية التحريم، إنما هذه بشارة؛ فناسبها التجدد والحدوث؛ فناسب ذلك الفعل بما يعطيه من المعنى، فقيل : ( يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم )؛ ليفهم التكرر وحدوث الشيء بعد الشيء، فورد كل على ما يجب ويناسب ". ــــ ˮكتاب : ﴿ الارتياق فـي توجيـه المتشابـه اللفظـي ﴾“ ☍...
• ﴿ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [النساء :١٣] ، ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة :٧٢] ، ﴿ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [الحديد :١٢] ، ﴿ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [المجادلة :٢٢] ، ﴿ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا ﴾ [الطلاق :١١]
• ما وجه تخصيص آية المجادلة بالرضا فقط دون التأبيد؟
• قال الغرناطي : لـ " أن المذكورين في هذه الآية؛ قد وصفوا بما يلحقهم بأعلى نمط وذلك قوله : ﴿ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ﴾ ثم قال : ﴿ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ﴾ ثم قال : ﴿ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ والفلاح : الفوز والظفر ببغية الراغب، وحيث يذكر الفوز؛ فهو مُغْنٍ عن ذكر التأبيد، إلا أن يقصد الإطناب؛ ولذلك لم يقع ذكر التأبيد في آية النساء، والأولى من براءة، وسورة الحديد، والمجادلة؛ إذ الفلاح فوز، فذكر الفوز أو الفلاح مغن عن ذكر التأبيد؛ فلم يجمع بينهما، ولما لم يذكر في آية الطلاق الفوز، ولا ما يرادفه؛ لم يكن بُدٌ من ذكر التأبيد.
فإن قلت : فإن مقصود آية المجادلة؛ الإطناب؛ فلم لم يجمع فيها بين التأبيد والرضا ؟
قلت : عدل إلى أوصاف حصل منها خصوص وإطناب؛ فوقع الاكتفاء بها، والله أعلم ". ــــ ˮكتاب : ﴿ الارتياق فـي توجيـه المتشابـه اللفظـي ﴾“ ☍...
{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)}
{يَوْمَ تَرَى}: يجوز أن يكون {يَوْمَ تَرَى} ظرفًا لقوله تعالى: {وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ} أي له أجر كريم في ذلك اليوم، أو على تقدير (اذكر يوم ترى المؤمنين) تعظيمًا لذلك اليوم (1).
وذكر المؤمنين والمؤمنات كما ذكر بعد ذلك المنافقين والمنافقات والمصَّدقين والمصّدقات لتنال البشري جميع من آمن وينال التبكيت جميع من نافق.
{يَسْعَى نُورُهُمْ}
قال: (يسعى) ولم يقل: (يمشي) للدلالة على إسراعهم أو الإسراع بهم للدخول إلى الجنة، وإلا لو كان النور يسعى وهم يمشون لسبقهم النور وتركهم في الظلمة.
وأسند السعي إلى النور ولم يقل (يسعون) لأن السعي قد يفضي بهم إلى الجهد والتعب، فأسند السعي إلى النور للدلالة على أنه يسعى بهم في مراكب أو محاف أو مطايا أو بغير ذلك، "وذلك على الصراط يوم القيامة وهو دليلهم إلى الجنة" (2).
وأضاف النور إليهم فقال: (نورهم) ولم يقل: (يسعى النور)، للدلالة على أنه نور أعمالهم، فيعطى لكل مؤمن نور على قدر عمله.
{بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ}
ذكر هاتين الجهتين لأن ما بين أيديهم هو الأمام وهي جهة السير والسعي، والأيمان هي جهة إيتاء كتب السعداء، ولم يذكر الشمائل لأنها جهـة كتب الأشقياء، جاء في (الكشاف): "وإنما قال: {بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ} لأن السعداء يؤتون صحائف أعمالهم من هاتين الجهتين، كما أن الأشقياء يؤتونها من شمائلهم ومن وراء ظهورهم" (3).
قال تعالى: {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا} [الانشقاق: 10 – 11].
وقال (بأيمانهم): ولم يقل: (عن أيمانهم) للدلالة على أن النور ملاصق للأيمان وليس مبتعدًا أو منحرفًا عنها.
وقـال: {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} ولـم يقـل: (المسلميـن والمسلمات) لإخراج المنافقين والمنافقات الذين لم يدخل الإيمان قلوبهم وقد أسلموا ظاهرًا، كما قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} [البقرة: 8]، وقال: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الحجرات: 14].
** من كتاب: على طريق التفسير البياني للدكتور فاضل السامرائي الجزء الأول من ص 357 إلى ص 358.
(1) انظر الكشاف 4/63، تفسير الرازي 29/223.
(2) فتح القدير 5/240.
(3) الكشاف 4/63.
{بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)}
حذف القول، أي مقولًا لهم أو يقال لهم، لإرادة أن الأمر مشاهد مرئي مسموع وليس إخبارًا عن غائب، فأنت ترى المؤمنين وتسمع القول من دون أن تخبر بذاك، والدليل على ذلك قوله: {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ} فذكر الرؤية مما يدل على أن الأمر مشاهد لا منقول سماعًا. والمراد بالبشرى ما يبشر به، أي ما تبشرون به جنات (1).
وذكر (اليوم) لأن ذلك كائن في ذلك اليوم وليس بعده، فهو قريب واقع، وقوله: {ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} واقع على جميع ما مر ذكره في الآية وآخره الجنة، فالنور الذي يسعى بين أيديهم وبأيمانهم فوز عظيم، والبشرى فوز عظيم، والجنات فوز عظيم، والخلود فيها فوز عظيم. والذي يدل على أن البشري فوز عظيم قوله تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [يونس: 63 - 64]. وعرف الفوز وجاء بضمير الفصل للدلالة على القصر وعلى أن ذلك وحده هو الفوز العظيم وليس ثمة فوز غيره، وأن ما عداه هو الخسران المبين.
** من كتاب: على طريق التفسير البياني للدكتور فاضل السامرائي الجزء الأول من ص 359 إلى ص 359.
(1) انظر روح المعاني 27/174. ــــ ˮفاضل السامرائي“ ☍...
• { يسعى نورهم } الحديد
{ نورهم يسعى } التحريم
- الجملة الفعلية تدل على التجدد ، الجملة الاسمية تدل على الدوام .
- في الحديد جملة فعلية مبدوءة بـ { يسعى } في شأن المؤمنين .
- في التحريم جملة اسمية مبدوءة بـ { نورهم } في شأن النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه .
- والجملة الاسمية أشرف ؛ لأنه جاء في النبي عليه الصلاة والسلام . ــــ ˮمن لطائف القرآن / صالح التركي“ ☍...
(يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ❨١٢❩)
متشابه
قوله تعالي {وذلك الفوز العظيم}
و{وذلك هو الفوز العظيم } ــــ ˮموقع حصاد“ ☍...
(يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم) ــــ ˮ“ ☍...
مواضع لفظة {.. جَنَّـٰتٌ..} مرفوعة
في النصف الأول من القرآن
[آل عمران: ١٥ - ١٣٦ - ١٩٨]
[الـمائدة: ١١٩]
[الـــــــرّعد: ٤]
في النصف الثاني من القرآن
[الحـــديد: 12]
[البــــروج: ١١]

* قاعدة : الضبط بالحصر:المقصود من القاعدة [ جمع ] الآيات المتشابهة ومعرفة [ مواضعها ] .. ــــ ˮ#قناة إتقان المتشابه“ ☍...
١. ﴿يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم﴾ [الحديد؛ آية: ١٢].
٢. ﴿نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ﴾ [التحريم؛ آية: ٨].

• (الضّابط): جملة: (يسعى الحديد). ــــ ˮ#كتاب 100 فائدة في ضبط المتشابهات“ ☍...
• ﴿ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة؛ آية: ٧٢].
• ﴿وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة؛ آية: ١١١].
• ﴿ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [يونس؛ آية: ٦٤].
• ﴿وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [غافر؛ آية: ٩].
• ﴿ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [الدخان؛ آية: ٥٧].
• ﴿ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [الحديد؛ آية: ١٢].

▪ (الضابط): وردت (ذلك هو الفوز العظيم) في يسار المصحف ما عدا: موضع الحديد. ــــ ˮالايقاظ للحفاظ“ ☍...