وقفات "وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ" سورة الأنبياء آية:٩١




(وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ ❨٩١❩)
التدبر
"وَالَّتِي (أَحْصَنَتْ) فَرْجَهَا (فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا)" لقد كانت مريم صوامة قوامة عابدة قانتة لكن أعظم أسباب كرامتها: العفاف. ــــ ˮ#عبدالله بلقاسم“ ☍...
(أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا) (لا نسقي حتى يصدر الرعاء) عفَّت مريم فرُزقت بابنٍ نبي وعفَّت الفتاة فرُزقت بزوجٍ نبي! العفاف باب رزق. ــــ ˮماجد الغامدي“ ☍...
﴿ وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا ﴾.. علل منحها الشرف العظيم بعفافها. ــــ ˮ#عبدالله بلقاسم“ ☍...
(والتي (أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها (وابنها) آية للعالمين)

عفت مريم فجعلها الله (وابنها) آية
للعالمين. عفاف الأم يصنع مستقبل أبنائها. ــــ ˮ#عبدالله بلقاسم“ ☍...
(والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين)
العفاف والفضيلة مفتاح الخيرات والعطايا للمرأة تأمل كيف فرع (فنفخنا) على الوصف (أحصنت) والله ما ازدادت المرأة عفافا إلا زادها الله عطاء وولاية. ــــ ˮ#عبدالله بلقاسم“ ☍...
(وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ ❨٩١❩)
احكام وآداب
تفسير سورة الأنبياء من الآية 91 إلى الآية 94 من موقع الدرر السنية في موسوعته التفسيرية الرائعة التي تحتوي على : - غريب الكلمات - مُشكل الإعراب - المعنى الإجمالي - تفسير الآيات - الفوائد التربوية - الفوائد العلمية واللطائف - بلاغة الآيات ــــ ˮ11 تفسير موقع الدرر السنية“ ☍...
(وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ ❨٩١❩)
التساؤلات
س/ على من يعود الضمير في الآيتين التاليتين:
{فنفخنا فيه من روحنا}التحريم
{فنفخنا فيها من روحنا}الأنبياء

ج/ المقصود بالروح هنا جبريل عليه السلام.

س/أقصد هاء الضمير (فيه)-(فيها)
الأول مذكر والثاني مؤنث.

ج/ قوله: (فيه) المقصود به جيب الدرع، وقوله: (فيها) المقصود به مريم ذاتها، والمعنى فيهما واحد. ــــ ˮناصر محمد الماجد“ ☍...
س/ ما الإعجاز البياني بين اللفظين: ﴿فَنَفَخْنَا فِيهِ﴾ • ﴿فَنَفَخْنَا فِيهَا﴾ بسورتي التحريم والأنبياء؟

ج/ (فَنَفَخْنَا فِيهَا) الضمير لمريم، والآية في ذكر الأنبياء فناسب الإسناد إليها، (فَنَفَخْنَا فِيهِ) أي فرجها، وهو في سياق الابتلاء. ــــ ˮعبدالعزيز المطيري“ ☍...
س/ قال الله تعالى في الأنبياء: ﴿وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا﴾، وقال في التحريم: ﴿وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ﴾ لماذا قال في الأنبياء (فنفخنا فيها) وفي التحريم قال (فنفخنا فيه)؟

ج/ لاختلاف عود الضمير، فـ (فيه) يعود على عيسى، أي نفخ الله الروح في عيسى. ــــ ˮيحيى الزهراني“ ☍...
س/ ما الرابط أو العلاقة بين قوله: ﴿فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا﴾ ⋄ ﴿فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا﴾ ⋄ ﴿فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا﴾، وما الغرض من إرسال الملك في هيئة بشر؟

ج/ ذكر عدد من السلف أن جبريل نفخ في جيب درعها فكان الولد وهو عيسى عليه السلام، وذلك بقدرة الله تعالى. ــــ ˮمحسن المطيرى“ ☍...
(وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ ❨٩١❩)
تفسير و تدارس
سورة الأنبياء - دورة الأترجة
آية 91
من:00:36:28 إلى:00:37:27 ــــ ˮمحمد بن عبدالعزيز الخضيري“ ☍...
خواطر الشعراوي سورة الأنبياء
آية 91 ــــ ˮمحمد متولي الشعراوي“ ☍...
التعليق علي تفسير ابن كثير سورة الانبياء
اية 91
من:00:19:51 إلى:00:27:21 ــــ ˮعبدالرحمن العجلان“ ☍...
التعليق على تفسير القرطبي
تفسير آية 91
سورة الانبياء

من:00:23:12 إلى:00:29:18 ــــ ˮعبدالله محمد الأمين الشنقيطي“ ☍...
دورة بيان في تفسير القران
تفسير سورة الأنبياء
أية رقم 91

من:02:16:35 إلى:02:16:57 ــــ ˮنايف الزهراني“ ☍...
أيسر التفاسير
سورة الأنبياء ، آية 91
من:00:39:00 إلى:00:41:15 ــــ ˮأبو بكر الجزائري“ ☍...
شرح كتاب المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير
سورة الانبياء آية 91
من:06:53:52 إلى:07:03:30 ــــ ˮخالد السبت“ ☍...
التعليق علي تفسير القرطبي
سورة الأنبياء الأيه 91
من:00:23:15 إلى:00:29:18 ــــ ˮعبدالله محمد الأمين الشنقيطي“ ☍...
تفسير النابلسي
[الأنبياء آية:٩١]
من:52:8 إلى:55:37 ــــ ˮمحمد راتب النابلسى“ ☍...
(وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ ❨٩١❩)
أسرار بلاغية
مسألة: قوله تعالى: (فنفخنا فيها من روحنا) وفى التحريم: (فنفخنا فيه من روحنا) ؟ .


جوابه: أن لفظ التذكير عند العرب أخف من التأنيث، وها هنا لم يتكرر لفظ التأنيث كتكريره في التحريم فجاء فيها مؤنثا. وفى التحريم تكرر لفظ التأنيث بقوله تعالى: (ومريم) و (ابنت) و (أحصنت) و (فرجها) فناسب التذكببر تخفيفا من زيادة تكرر التأنيث ــــ ˮكتاب: كشف المعاني / لابن جماعة“ ☍...
التقديم والتأخير بين مريم وابنها عليهما السلام في قوله تعالى
(وجعلناها وابنها آية) و (وجعلنا ابن مريم وامه آية) ــــ ˮمن لطائف القرآن / صالح التركي“ ☍...
* الفرق بين قوله تعالى (فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا) و (فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا) في قصة مريم عليها السلام:

بين هاتين الآيتين أكثر من نقطة يجب الإلتفات إليها وهي كما يلي:
- ذكرها مع الأنبياء في سورة الأنبياء لا شك أنه أمدح لها من ذكرها مع النساء في سورة التحريم.
- ذكر اسم مريم لم يأت في سورة الأنبياء لأن السياق في ذكر الأنبياء، أما في سورة التحريم فذكر اسمها (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (١٢)) لأن السياق كان في ذكر النساء ومنهم (امرأة فرعون، امرأة لوط وامرأة نوح) ، والتصريح بالاسم يكون أمدح إذا كان في سياق المدح كما أنها من أعلى المذكورات في سياق النساء ولهذا ذكر اسمها من باب المدح. أما في سورة الأنبياء فهي أقلّ المذكورين منزلة أي الأنبياء فلم يذكر اسمها وهذا من باب المدح أيضًا.
- ذكر ابنها في سورة الأنبياء لأن السياق في ذكر الأنبياء، كما ورد ذكر ابني إبراهيم ويحيى ابن زكريا فناسب ذكر ابنها في الآية، ولم يذكره في التحريم لأن السياق في ذكر النساء.
- أنها من القانتين لم يذكر في الأنبياء وذكرها من القانتين في سورة التحريم بالتذكير والتغليب فهي تنحدر من سلالة قانتين فهو أمدح لها وكذلك أن الذين كملوا من الرجال كثير وأعلى أي هي مع الجماعة الذين هم أعلى.
- (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا) في سورة الأنبياء أعم من (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ) .
- (وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً) في سورة الأنبياء أعمّ من (وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا) وأمدح لأن أي كان ممكن أن يصدق بكلمات ربها لكن لا يكون أي كان آية
فسياق الآيات في سورة الأنبياء تدل على الأعمّ فجاء بـ(فَنَفَخْنَا فِيهَا) أعمّ وأمدح من (فَنَفَخْنَا فِيهِ) .

* دلالة ضمير التعظيم فى قوله (فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا) و الإفراد فى قوله (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي) :
إذا كان في مقام التعظيم يسنده إلى مقام التعظيم وإذا كان في مقام التوحيد يكون في مقام الإفراد، ويقال أنه إذا كان أمر الله بواسطة المَلَك يجمع مع إحتراز أنه ليس هنالك مقام تعظيم إلا وقبله أو بعده إفراد.
في سورة الأنبياء النافخ تمثل لها بشرًا سويًا بواسطة ملك.
في سورة ص (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (٧٢)) عن خلق آدم عليه السلام.

* في الأنبياء (وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ) بينما في المؤمنون (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً) :
في سورة الأنبياء قال قبلها (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا) السياق يتحدث عن مريم فقدّمها على ابنها لأن الحديث عنها مع أن ابنها أفضل منها لأنه نبي ورسول من أولي العزم.
في سورة المؤمنون السياق يتحدث عن الأنبياء والرسل (ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاء أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ (٤٤)) إلى أن يقول (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (٥٠) يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (٥١)) فالأَوْلَى أن يُقدّم عيسى على والدته فقدّم.

* (وَجَعَلْنَاهَا) ولم تكن من قبل (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً) ولادة عيسى ابن مريم ذات عجب تحير العالمين، فالله تعالى جعله وأبرزه آية ظاهرة جلية للعالمين هو وأمه العذاراء البتول الطاهرة، ففعل (جعل) يعني صيّره آية للعالمين فحمل معنى الإبداء ومعنى الجعل ومعنى التصيير والإظهار. ــــ ˮمختصر لمسات بيانية“ ☍...
* في الحديث عن السيدة مريم وسيدنا عيسى عليه السلام قال تعالى مرة (وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ (91) الأنبياء) ومرة (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (50) المؤمنون) فما دلالة التقديم والتأخير؟ ( د. محمد صافي المستغانمي)
القرآن لا بد أن يُقرأ في سياقه. عندما نقرأ الآية في سورة الأنبياء (وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ) قبلها بقليل قال (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا) السياق يتحدث عن مريم عليها السلام وعلى ابنها ونبينا أفضل الصلاة والسلام، هنا (وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ) قدّمها على ابنها لأن الحديث عنها مع أن ابنها أفضل منها لأنه نبي ورسول من أولي العزم ومريم امرأة صالحة اجتباها الله. لكن في سورة المؤمنون السياق يتحدث عن الأنبياء والرسل (ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاء أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُم بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِّقَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ (44) المؤمنون) إلى أن يقول (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (50)) إلى أن يقول (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51)) في الحديث عن الرسل، ففي الحديث عن الرسل الأَوْلَى أن يُقدّم عيسى على والدته فقدّم. الحديث عن الرسل (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا) فالأولى تقديم عيسى بن مريم على أمه (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً). بينما في سورة الأنبياء تحدثت عن فضل الله عز وجل على مريم عليها السلام وعلى ابنها والسياق عنها (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا) هنا الأوْلَى أن يقدّم الحديث عنها (وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ) وهذا من دراسة التناسق.
* الفعل (جعل) في اللغة يدل على التحول والتغير من حالة إلى حالة كما تقوم بعض المعاجم العربية، فما اللمسة البيانية في استخدام فعل (جعلنا) في الآيتين؟ ودلالة تكرار الفعل (جعل)؟ فهل لهذا فائدة بلاغية؟
من خلال الدراسة فعل (جعل) جعله ولم يكن من قبل كما يقول تعالى (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً (23) الجاثية) هنا (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً) مولد عيسى ابن مريم مولداً عجيباً في العالم كله، وولادته ذات عجب تحير العالمين أنجبته مريم من دوب أب، فالله تعالى جعله وأبرزه آية ظاهرة جلية للعالمين هو وأمه العذاراء البتول الطاهرة المطهرة، ففعل (جعل) يعني صيّره آية للعالمين فحمل معنى الإبداء ومعنى الجعل ومعنى التصيير والإظهار. ــــ ˮمحمد صافي المستغانمي“ ☍...
" { والتي أحصنت فرجها } - { ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها } سورة الأنبياء لم يذكر فيها نساء ، ومريم البتول ذكرت مع الأنبياء بالكناية { والتي } سورة التحريم لم يذكر فيها رجال ، وجاء ذكر مريم مصرّح باسمها { ومريم } وذكرها في سورة الأنبياء أمدح لها من سورة التحريم لأدلة منها : { فنفخنا فيها } { فيها } الضمير عائد لمريم { فنفخنا فيه } { فيه } الضمير عائد للكم الذي نفخ فيه الملك إعادة الضمير لمريم أعظم مدحًا من غيره ، وكل آية جاءت مناسبة لسياقها ومن الأدلة أيضا { وجعلناها وابنها آية للعالمين } ، { وكانت من القانتين } لا ريب أنها هي وابنها آية أعظم من كونها من جملة القانتين فذكرها في سورة الأنبياء أمدح لها من ما جاء في التحريم ، والله اعلم " . ــــ ˮمن لطائف القرآن / صالح التركي“ ☍...
برنامج لمسات بيانية
*ما الفرق من الناحية البيانية بين قوله تعالى (فنفخنا فيها) وقوله (فنفخنا فيه) في قصة مريم عليها السلام؟
قال تعالى في سورة الأنبياء (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ {91}) وقال في سورة التحريم (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ {12})

بين هاتين الآيتين أكثر من نقطة يجب الإلتفات إليها وهي كما يلي:
1. في سورة الأنبياء لم يذكر اسم مريم عليها السلام بينما ذكره في سورة التحريم. والسبب في ذلك هو أنه أولاً في سورة الأنبياء كان السياق في ذكر الأنبياء (ابراهيم، لوط، موسى، وزكريا ويحيى) ثم قال (والتي أحصنت فرجها) ولم يُصرّح القرآن باسمها لأن السياق في ذكر الأنبياء وهي ليست نبيّة أما في سورة التحريم فذكر اسمها لأن السياق كان في ذكر النساء ومنهم (امرأة فرعون، امرأة لوط وامرأة نوح) فناسب ذكر اسمها حيث ذكر النساء. والتصريح بالإسم يكون أمدح إذا كان في المدح وأذمّ إذا كان في الذّم. ونلاحظ في سورة التحريم أنها من أعلى المذكورات في سياق النساء ولهذا ذكر اسمها من باب المدح. أما في سورة الأنبياء فهي أقلّ المذكورين في السورة منزلة أي الأنبياء فلم يذكر اسمها وهذا من باب المدح أيضاً.
2. ذكر ابنها في سورة الأنبياء ولم يذكره في سورة التحريم. وهذا لأن سياق سورة الأنبياء في ذكر الأنبياء وابنها (عيسى ) نبيّ أيضاً فناسب ذكره وفيها ورد ذكر ابني ابراهيم وويحيى ابن زكريا فناسب ذكر ابنها أيضاً في الآية ولم يذكره في التحريم لأن السياق في ذكر النساء ولا يناسب أن يذكر اسم ابنها مع ذكر النساء.
3. لم يذكر أنها من القانتين في الأنبياء وذكرها من القانتين في سورة التحريم. ونسأل لماذا لم تأتي (القانتات) القانتات بدل القانتين؟ لأنه في القاعدة العامة عند العرب أنهم يغلّبون الذكور على الإناث وكذلك في القرآن الكريم عندما يذكر المؤمنون والمسلمون يغلّب الذكور إلا إذا احتاج السياق ذكر النساء ومخاطبتهن. وكذلك عندما يذكر جماعة الذكور يقصد بها العموم. وإضافة إلى التغليب وجماعة الذكور فهناك سبب آخر أنه ذكرها من القانتين وهو أن آباءها كانوا قانتين فهي إذن تنحدر من سلالة قانتين فكان هذا أمدح لها وكذلك أن الذين كملوا من الرجال كثير وأعلى أي هي مع الجماعة الذين هم أعلى فمدحها أيضاً بأنها من القانتين ومدحها بآبائها وجماعة الذكور والتغليب أيضاً.
ونعود إلى الآيتين ونقول لماذا جاء لفظ (فيه) مرة و(فيها) مرة أخرى؟ فنقول أن الآية في سورة الأنبياء (فنفخنا فيها من روحنا) أعمّ وأمدح:
دليل أنها أعمّ: ونسأل أيهما أخصّ في التعبير؟ فنقول أن قوله تعالى (ونفخنا فيها من روحنا) أعمّ من (نفخنا فيه) وأمدح. إذن (مريم ابنت عمران) أخصّ من (التي أحصنت فرجها) فذكر الأخصّ مع الأخصّ وجعل العام مع العام . وكذلك في قوله تعالى (وجعلناها وابنها) في سورة الأنبياء أعمّ فجاء بـ (فيها) ليجعل الأعمّ مع الأعمّ. وسياق الآيات في سورة الأنبياء تدل على الأعمّ.
لماذا هي أمدح؟ أيهما أمدح الآية (وجعلناها وابنها آية) أو(صدّقت بكلمات ربها)؟ الآية الأولى أمدح لأن أي كان ممكن أن يصدق بكلمات ربها لكن لا يكون أي كان آية، والأمر الثاني أن ذكرها مع الأنبياء في سورة الأنبياء لا شك أنه أمدح من ذكرها مع النساء في سورة التحريم فالآية في سورة الأنبياء إذن هي أمدح لها.
ومن الملاحظ في قصة مريم عليها السلام وعيسى أن الله تعالى جاء بضمير التعظيم في قوله تعالى (فنفخنا فيها) أي عن طريق جبريل وهذا الضمير للتعظيم يأتي دائماً مع ذكر قصة مريم وعيسى عليهما السلام أما في قصة آدم يأتي الخطاب (فنفخت فيه من روحي) لأن الله تعالى قد نفخ في آدم الروح بعد خلقه مباشرة أما في مريم فالنفخ عن طريق جبريل .

* ما دلالة ضمير التعظيم في قوله تعالى (فنفخنا فيها من روحنا)و الإفراد فى قوله تعالى (ونفخت فيه من روحى) ؟

إذا كان في مقام التعظيم يسنده إلى مقام التعظيم وإذا كان في مقام التوحيد يكون في مقام الإفراد، يقول تعالى (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) طه) إذا كان في مقام التوحيد يُفرِد وإذا كان في مقام التعظيم يجمع. (وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا (9) مريم). وقسم أيضاً يقول أنه إذا كان أمر الله بواسطة المَلَك يلقيه يأتي بضمير الجمع وإذا لم يكن كذلك يُفرِد. على سبيل المثال: (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ (91) الأنبياء) لأن النافخ تمثل لها بشراً سوياً بواسطة ملك أما عن آدم فقال تعالى (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) ص). إذا كان الأمر بواسطة الملك يجمع (قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ (40) هود) الملك يبلِّغ هذا. هذا أمر عام، لكن هناك أمر آخر نذكره وهو أنه في كل مقام تعظيم لا بد أن يسبقه أو يأتي بعده ما يدل على الإفراد في القرآن كله. لا تجد مكاناً للتعظيم إلا وسبقه أو جاء بعده ما يدل على الإفراد (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1)) هذه تعظيم ثم يقول بعدها (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ) رب واحد إفراد ما قال بأمرنا. لو قرأنا في سورة النبأ (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا، وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا، وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا، وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا) ثم قال (جَزَاء مِّن رَّبِّكَ عَطَاء حِسَابًا (36)) بعد كل جمع تعظيم إفراد. ليس هناك في القرآن موطن تعظيم إلا سبقه أو جاء بعده ما يدل على المفرد (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) الكوثر) لم يقل فصلِّ لنا. هذا لم يتخلّف في جميع القرآن مطلقاً. إذن عندنا مقام تعظيم ومقام توحيد، يجمع في مقام التعظيم ويفرد في مقام التوحيد ويقال أنه إذا كان بواسطة المَلَك يجمع مع إحتراز أنه ليس هنالك مقام تعظيم إلا وقبله أو بعده إفراد. ــــ ˮفاضل السامرائي“ ☍...
ورد في سورة الأنبياء (فنفخنا فيها من روحنا) بينما في التحريم (فنفخنا فيه)، ما الحكمة؟ ــــ ˮعدنان عبدالقادر“ ☍...
في سورة التحريم(ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها)بينما لم يذكر اسمها في الأنبياءما الحكمة؟ ــــ ˮعدنان عبدالقادر“ ☍...
قوله تعالى: (فَنَفَخْنَا فِيهَا. .) . أي في جَيْبِ درعها، بحذف مضافين، ولهذا ذكَّر الضمير في " التحريم " فقال: " فنفخنا فيه " (1) . ــــ ˮكتاب فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن“ ☍...
• ﴿ وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء :٩١] مع ﴿ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ﴾ [التحريم :١٢]
• ما وجه التعبير بالتأنيث، بقوله : ( فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا ) بموضع الأنبياء، وبالتذكير، بقوله : ( فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا ) بموضع التحريم ؟
• قال الكرماني : " لأن المقصود في هذه السورة : ذكرها وما آل إليه أمرها حتى ظهر فيها ابنها، وصارت هي وابنها آية؛ وذلك لا يكون إلا بالنفخ في حملها، وتحملها والاستمرار على ذلك إلى ولادتها؛ فلهذا اختصت بالتأنيث، وما في التحريم : مقصور على ذكر إحصانها، وتصديقها بكلمات ربها، وكأن النفخ أصاب فرجها وهو مذكر، والمراد به: فرج الجيب أو غيره؛ فخصت بالتذكير ". ــــ ˮكتاب : ﴿ الارتياق فـي توجيـه المتشابـه اللفظـي ﴾“ ☍...
• ﴿ وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء :٩١] مع ﴿ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ﴾ [التحريم :١٢]
• ما وجه التعبير، بقوله : ( وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ ) بموضع الأنبياء، وبقوله : ( وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ) بموضع التحريم ؟
• قال الغرناطي : لــ " أن آية الأنبياء : وردت منسوقة على آيات تضمنت ذكر جملة من الرسل، موصوفين بخصائص علية، وآيات نبوية، أولهم إبراهيم (عليه السلام)، ثم ابنه إسحاق، ثم ابنه يعقوب، ثم نوح ولوط وداود وسليمان وأيوب وإسماعيل وإدريس وذو الكفل وذو النون وزكرياء، فلما ذكر هؤلاء العلية (عليهم السلام) بخصائص ومِنَح؛ ناسب ذلك ذكر مريم وابنها بما مُنحا (عليهما السلام)، وأما آية التحريم : فمقصود فيها ذكر عظيمتين جليلتين، يُبيِّن بهما حكم سبقية القدر بالإيمان والكفر، وهما قضية امرأتي نوح ولوط، وإن انضواءهما إلى هذين النبيين الكريمين (عليهما السلام) انضواء الزوجية التي لا أقرب منها، ومع ذلك لم يغنيا عنهما من الله شيئاً، وقصة امرأة فرعون، وقد انضوت إلى أكفر كافر، فلم يضرها كفره، ثم ذكرت مريم (عليها السلام) للالتقاء في الاختصاص، وسبقية السعادة، ولم يدِّع داعٍ إلى ذكر ابنها، فلا وجه لذكره هنا، وأما آية الأنبياء : فلذكره هناك أوضح حامل، فجاء كل على ما يجب، ولا يمكن فيه عكس الوارد، والله أعلم ". ــــ ˮكتاب : ﴿ الارتياق فـي توجيـه المتشابـه اللفظـي ﴾“ ☍...
{وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ (91)}
إن مناسبة هذه الآية لما قبلها ظاهرة، ذلك أنه ذكر قبل الآية ولادة يحيى من أبوين لا يولد لهما في العادة، فأبوه زكريا عليه السلام شيخ كبير واهن العظم، وأمه عاقر.
وذكر في هذه الآية ما هو أعجب وأغرب وهو ولادة عيسى من أم بلا أب.
لقد ورد نحو هذا المعنى في سورة التحريم وذلك قوله تعالى: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12)}.
ومن الملاحظ أن هناك تشابها واختلافا بين التعبيرين.
من ذلك:
أنه ذكر اسم مريم في آية التحريم، ولم يذكره في آية الأنبياء.
وقال في آية الأنبياء: {فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا} بتأنيث الضمير في (فيها).
وقال في آية التحريم: {فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا} بتذكير الضمير في (فيه). وذكر ابنها في آية الأنبياء، ولم يذكره في آية التحريم.
وقد ذكرنا جانبا من الملاحظ البيانية في ذلك في كتابنا (من أسرار البيان القرآني) في موضع (التشابه والاختلاف) (1) فلا نعيد القول فيه.
قد تقول: لقد قال في آية الأنبياء هذه: {وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ} فقدم ضمير الأم على الابن.
وقال في سورة (المؤمنون): {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آَيَةً وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (50)}
فقدم الابن على أمه، فلم ذاك؟
فنقول: إن كل تعبير هو المناسب في سياقه.
فإن الكلام في آية الأنبياء على مريم فقال: {وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا} فناسب تقديمها.
وأما آية (المؤمنون) فقد وردت في سياق إرسال الرسل إلى أممهم، فقال: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (44)}
ثم ذكر إرسال موسى وأخيه هرون (٤٥).
ثم ذكر قبل الآية إيتاء موسى الكتاب فقال: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (49)}.
فناسب تقديم ابنها الذي هو رسول من رسل الله.
ثم خاطب بعد الآية الرسل فقال: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا (51)}
فناسب هذا أيضًا تقديم ابن مريم الذي هو رسول فدخل في المخاطبين.
هذا إضافة إلى أنه لم يذكر أمه التي أحصنت فرجها فنفخ فيها من روحه فلم يقدم ضمير أمه.
قد تقول: إن آية الأنبياء وردت أيضًا في سياق الرسل فما الفرق؟
فنقول: ليس الأمر كذلك، فإن سياق آيات الأنبياء في إجابة من دعا من الرسل والأنبياء وما تفضل به عليهم وليس في سياق إرسال الرسل إلى أقوامهم، بخلاف السياق في آيات سورة (المؤمنون)، فإنه في الكلام على الرسل وتبليغ دعوة الله إلى أقوامهم وموقف أقوامهم منهم.
وهذا واضح من النظر في كل من السياقين.
فإن قصة نوح في الأنبياء وردت في آيتين، ووردت في سورة (المؤمنون) في سبع آيات، من الآية الثالثة والعشرين إلى الآية التاسعة والعشرين.
ثم ذكر رسولاً بعد ذلك وتبليغه دعوة ربه وموقف قومه منه في إحدى عشرة آية، من الآية الثانية والثلاثين إلى الآية الثانية والأربعين. ثم ذكر رسلا آخرين على العموم، وذكر بعد ذلك موسى وهارون وإرسالهما إلى فرعون وملئه.
ثم ذكر بعد ذلك ابن مريم. فناسب تقديمه مناسبة للسياق الذي وردت فيه الآية.
ومن المناسب هنا أن نذكر مناسبة ما ختم به آية (المؤمنون) وهو قوله: {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آَيَةً وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (50)} لما جاء بعدها وهو قوله: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51)} فقوله: {ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} مناسب لما بعدها وهو قوله: « {كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ}.
فقوله: (ذات قرار) يعني ذات ثمار وزروع وماء جار.
والمعين: الماء الظاهر الجاري (2).
ومناسبتها ظاهرة لقوله بعدها: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ }
** من كتاب: على طريق التفسير البياني للدكتور فاضل السامرائي الجزء الرابع من ص 213 إلى ص 216.
(1) من أسرار البيان القرآني 181 – 184.
(2) انظر الكشاف 2/363، روح المعاني 18/38 – 39. ــــ ˮفاضل السامرائي“ ☍...
(وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ ❨٩١❩)
متشابه
تشابه في قوله تعالى﴿ فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا﴾ ــــ ˮموقع حصاد“ ☍...
ضبط الاية (فنفخنا قيها)و(فنفخنا فيه) ــــ ˮدريد ابراهيم الموصلي“ ☍...
من المعهود أن موضع المذكر سابق المؤنث في كثير من المتشابهات ، وقد يأتي خلاف ذلك كما في سورة الأنبياء مع التحريم كما في قوله تعالى:﴿ وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ الأنبياء:٩١.
مع قوله تعالى:﴿ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ﴾ التحريم:١٢.



فقد سبق الضمير المؤنث في (فيها) الضمير المذكر في (فيه)، وهذا يأتي بصورة أقل. ــــ ˮ“ ☍...
في الأنبياء (فنفخنا فيها من روحنا)
في التحريم (فنفخنا فيه من روحنا) ــــ ˮ“ ☍...
تتشابه جملة أحصنت فرجها فنفخنا فيه أو فيها
في سورة الأنبياء وسورة التحريم فيقال (فيها)
في الأنبياء وتذكر التوافق في الختام بين ألف فيها وألف الأنبياء. ــــ ˮ“ ☍...
{وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا "فَنَفَخْنَا فِيهَا" مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ}
[الأنبيـاء: 91]
{وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا "فَنَفَخْنَا فِيهِ" مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ}
[التحريم: 12]
موضع التشابه : ( فَنَفَخْنَا فِيهَا - فَنَفَخْنَا فِيهِ )
الضابط :
- السُّورة التي في ختام اسمها حرف ألف وَرَدَت فيها كلمة مختومة بحرف الألف (الأنبياء - فِيهَا).
- السُّورة التي اسمها ليس مختومًا بحرف الألف وَرَدَت فيها كلمة ليست مختومة بحرف الألف (التّحريم - فيه).
* القاعدة : قاعدة ربط الموضع المتشابه باسم السُّورة.
ضابط آخر/
الآية التي [لم يُذكر] فيها اسم مریم صراحةً [أشار الضمير إليها] وعاد عليها (فِيهَا)، أمّا التي [ذُكِر] فيها اسمها صريحًا [لم] يشر الضمير إليها وإنّما إلى فرجها (فيه)......
(الآيات المتشابهات - د/ عبدالله الطيّار)
* القاعدة : قاعدة الضبط بالتأمل

====القواعد====
* قاعدة الضبط بالتأمل للمعنى في الموضع المتشابه ..
وهذه من أمهات القواعد ومهمّات الضوابط، ولذا اعتنى بها السابقون أيّما عناية، وأُلّف فيها كثير من المؤلّفات النافعة، بل هي لُبّ المتشابه، والكثير الحاصل من التشابه إنما جاء [لمعنى عظيم وحكمة بالغة]، قد تخفى على من قرأ القرآن هَذًّا، ويدركها اللبيب الفطن، ولذا من [تدبر] كثيرًا من الآيات المتشابهة وجد أنّ الزيادة والنقصان، والتقديم والتأخير، والإبدال، إلى غير ذلك إنّما هو لمعنى مراد ينبغي الوقوف عنده، والتأمل له ..

* قاعدة الرّبط بين الموضع المتشابه واسم السّورة ..
مضمون القاعدة: أنّ هناك [علاقة] في الغالب بين الموضع المتشابه واسم السّورة، إمّا [بحرف مشترك أو معنى ظاهر] أو غير ذلك، فالعناية بهذه العلاقة يعين -بإذن الله- على الضبط .. ــــ ˮ#قناة إتقان المتشابه“ ☍...