وقفات "وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ" سورة فاطر آية:٤




(وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ❨٤❩)
التدبر
﴿ وإلى الله تُرجع الأمور ﴾ لا تلجأ لغير الله ، فمن أنزل حاجته بالله قُضيت ، ومن أنزل حاجته بغير الله وُكل إليه. ــــ ˮروائع القرآن“ ☍...
(وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ❨٤❩)
احكام وآداب
تفسير سورة فاطر من الآية 1 إلى الآية 4 من موقع الدرر السنية في موسوعته التفسيرية الرائعة التي تحتوي على : - غريب الكلمات - المعنى الإجمالي - تفسير الآيات - الفوائد التربوية - الفوائد العلمية واللطائف - بلاغة الآيات. ــــ ˮ11 تفسير موقع الدرر السنية“ ☍...
(وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ❨٤❩)
التساؤلات
س: يسأل عن تفسير بعض الآيات، يقول الحق تبارك وتعالى، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ ؟

ج: الرب جل وعلا يسلي نبيه صلى الله عليه وسلم، ويصبره حتى لا يجزع من تكذيب قومه له ، فقد كذبت أقوام كثيرة، لرسلها عليهم الصلاة والسلام ، فيقول له: وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ يعني لك فيهم أسوة، فلا تجزع وعليك بالصبر، ولهذا قال في الآية الأخرى: فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ وقال: وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا الله يأمر نبيه بالصبر والتأسي برسل عظام ، فقد كذبوا وأوذوا فصبروا، فهو كذلك عليه أن يصبر كما صبروا، وأن يتحمل كما تحملوا، وله عند الله الأجر العظيم، والخير الكثير وهو سبحانه الذي يهدي من يشاء، قال تعالى: لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وقال سبحانه: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ
فلا بد من التحمل والصبر، والله جل وعلا هو الحكيم العليم، فيما يأمر به وفيما ينهى عنه، وفي توفيق هذا للإسلام والطاعة، وفي إضلال آخر حتى لا يسلم، ويقبل الحق، فهو الحكيم العليم جل وعلا ، فعلى العبد أن يسأل الله التوفيق، وأن يستعين به على الخير، وأن يحذر الشر وأسبابه وأن يصبر كما صبر، وهكذا الرسل عليهم الصلاة والسلام ، عليهم أن يصبروا وعلى نبينا أن يصبر كما صبر من قبله، وأمَّا الآية الآخرى ففيها التحذير من الاغترار بالدنيا، والاغترار بالشيطان وهو غرور، أي يجب على المؤمن أن يحذر الدنيا، وشهواتها الفاتنة، ولهذا قال جل وعلا : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ، وعده لكم بالحساب والجزاء وبالجنة والنار، وقيام الساعة، كله حق، لابد من قيام القيامة ولا بد من الجزاء على الأعمال، ولا بد من الجنة لأهل الإيمان والتقوى، والنار لأهل الكفر والنفاق، كله حق ولهذا قال: فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا في زينتها وأموالها وشهواتها، ومآكلها ومشاربها وغير ذلك، مما فيها فهي دار الزوال، دار الفناء كما قال تعالى: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وقال سبحانه: وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ . فلا يليق بالعاقل المؤمن، أن يغتر بها وزينتها وأهلها وما أعطوا من الدنيا، بل يحذر ويستعد للآخرة، ويستعين بنعم الله على طاعة الله، ولا يغتر بالشيطان، فهو يزين للناس الباطل، ويغرهم ويدعوهم إلى الركون إلى الدنيا، ويدعوهم إلى التكذيب بالآخرة، ويزين لهم هذه العاجلة وربما يزين الإصرار على المعاصي، ويقول: التوبة بعد ذلك، إذا لم يجد حيلة بتكذيبهم وإنكارهم للآخرة، زين لهم أنهم يتساهلون بالمعاصي، وقال: في إمكانكم التوبة بعد ذلك، والله غفور رحيم، ونحو هذا مما يغرهم به، فالواجب الحذر من طاعة الغرور، الشيطان، والحذر من المعاصي كلها، والبدار بالتوبة عند وجود المعصية، ولهذا قال بعده: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا 3 أي عاملوه معاملة الأعداء، فهو عدو مبين كما قال سبحانه: إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ يعني أتباعه: لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ هذه مهمته وهذه دعوته، وهذا سبيله، الدعوة إلى النار، فالواجب على العاقل أن يحذر هذا العدو المبين وألاَّ يطيعه فيما يدعو إليه من الباطل ويحذر وساوسه، وما يزينه من المعاصي لعله ينجو . ــــ ˮفتاوى نور على الدرب“ ☍...
س/ ورد في القرآن لفظ (كُذِب) مخاطبا به الرسول ﴿ﷺ﴾ مرة بالتذكير ومرة بالتأنيث فهل من حكمة، وهل هناك قاعدة للحافظ ليميز بينهما؛ (فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ) آل عمران، (وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ) الأنعام، (فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ) فاطر؟

ج/ التذكير (كُذِّب رسلٌ) المقصود: كذب الأقوام رُسُلهم. التأنيث (كُذِّبت رسلٌ) يمكن أن يكون التقدير: كُذِّبت جماعة الرسل، أو كُذِّبت الآيات والبراهين التي أتى بها الرسل. ــــ ˮمحمد العزب“ ☍...
(وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ❨٤❩)
تفسير و تدارس
تفسير سورة فاطر
آية 4
من:00:09:32 إلى:00:10:20 ــــ ˮصالح عبدالرحمن الخضيري“ ☍...
تفسير محمد العثيمين سورة فاطر
تفسير ومناقشة وفوائد الآية 4
من:01:15:55 إلى:01:23:16 ــــ ˮمحمد بن صالح ابن عثيمين“ ☍...
أيسر التفاسير
سورة فاطر آية 4
من:0:35:16 إلى:0:44:54 ــــ ˮأبو بكر الجزائري“ ☍...
شرح كتاب المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير
سورة فاطر آية 4
من:00:27:15 إلى:00:29:00 ــــ ˮخالد السبت“ ☍...
تفسير النابلسي
سورة فاطر ، آية 4 جزء أول
من:00:36:36 إلى:00:41:57 ــــ ˮمحمد راتب النابلسى“ ☍...
دورة بيان في تفسير القرآن
سورة فاطر
آية 4

من:18:9 إلى:18:59 ــــ ˮصالح الخضيري“ ☍...
تفسير العثيمين
سورة فاطر آية (4)
من:00:00:00 إلى:00:16:07 ــــ ˮمحمد بن صالح ابن عثيمين“ ☍...
خواطر الشيخ محمد الشعراوي سورة فاطر
الاية 4
من:00:50:28 إلى:00:52:21 ــــ ˮمحمد متولي الشعراوي“ ☍...
التعليق على تفسير القرطبي
آية ٤
من:00:22:05 إلى:00:23:01 ــــ ˮعبدالكريم الخضير“ ☍...
مختصر في التفسير سورة فاطر
اية4
من:00:03:14 إلى:00:03:46 ــــ ˮ#المختصر في التفسير“ ☍...
(وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ❨٤❩)
أسرار بلاغية
آية (4):
*ما دلالة تكرار الباء وعدمه فى قوله تعالى (فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (184) آل عمران) وقوله(وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (4) فاطر)؟

رب العالمين سبحانه وتعالى لماذا أول مرة قال (فَإِنْ كَذَّبُوكَ) ومرة قال (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ)؟ واحدة في الماضي والأخرى في المستقبل هذا ما فيه إشكال.
(كُذِّبَ رُسُلٌ) و (كُذِّبَتْ رُسُلٌ) كُذّب رسل رب العالمين يقول لمحمد صلى الله عليه وسلم إن كانوا كذبوك فأنت لست بدعاً ما قبلك كُذبوا. ولما قال كُذِّب رسل كُذبوا مرة واحدة-بدون التاء- جميع الرسل كلهم واحداً واحداً واحداً كُذبوا. لما قال في آية أخرى (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ) مجموعة رسل كُذبوا مرة واحد يعني يأتيك واحد لا يؤمن بالرسل نهائياً هناك رسل كل واحد في زمانه كذب ثم يأتي واحد في الأخير يكذب بهم جميعاً هذا (كُذِّبَتْ رُسُلٌ). ثم (جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ) البينات المعجزات والزبر الكتب المكتوبة والكتاب المنير التوراة والإنجيل والفرقان هذه هي الكتب المنزلة. ــــ ˮأحمد الكبيسي“ ☍...
(وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ❨٤❩)
متشابه
التشابه في {التكذيب} ــــ ˮموقع حصاد“ ☍...
(كذبت رسل)
(كذب رسل) ــــ ˮ“ ☍...
"فإن كذبوك"موضعين فقط آل عمران الأنعام
"وإن كذبوك " موضع وحيد يونس
باقي المواضع "وإن يكذبوك" كلها بعد سورة يونس. ــــ ˮروائع القرآن“ ☍...
{... وَإِلَى ٱللَّهِ "تُرۡجَعُ" ٱلۡأُمُورُ}
[البـقرة: ٢١٠] + [آل عمران: ١٠٩]
[الأنفال: ٤٤] + [الـــــــحـجّ: ٧٦]
[فاطـــــر: ٤] + [الحـــــــديد: ٥]
{.. وَإِلَى ٱللَّهِ "عَـٰقِبَةُ" ٱلۡأُمُورِ}
[لقمان: ٢٢]
موضع التشابه : ( تُرۡجَعُ - عَـٰقِبَةُ )
الضابط : في سورة لقمان خصّ [العاقبة]
لأنّهم [مُقِرُّون بالبادئة]. في قوله ( فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ )
(نظم الدرر - للبقاعي)
* قاعدة : الضبط بالتأمل

=====القواعد=====
* قاعدة : الضبط بالتأمل للمعنى في الموضع المتشابه ..
وهذه من أمهات القواعد ومهمات الضوابط ، ولذا اعتنى بها السابقون أيما عناية ، وألّف فيها كثير من المؤلفات النافعة ، بل هي لب المتشابه ، والكثير الحاصل من التشابه إنما جاء [ لمعنى عظيم وحكمة بالغة ] ، قد تخفى على من قرأ القرآن هَذّاً ، ويدركها اللبيب الفطن ، ولذا من [ تدبر ] كثيراً من الآيات المتشابهة وجد أن الزيادة والنقصان ، والتقديم والتأخير ، والإبدال ، إلى غير ذلك إنما هو لمعنى مراد ينبغى الوقوف عنده ، والتأمل له .. ــــ ˮ#قناة إتقان المتشابه“ ☍...
{"وَإِن يُكَذِّبُوكَ" "فَقَدْ كَذَّبَتْ" قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ}
[الحـــــــــجّ: 42]
{"فَإِن كَذَّبُوكَ" "فَقَدْ كُذِّبَ" رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ}
[آل عمران: 184]
{"وَإِن يُكَذِّبُوكَ" "فَقَدْ كُذِّبَتْ" رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ}
[فاطـــــــــــــر: 4]
{"وَإِن يُكَذِّبُوكَ" "فَقَدْ كَذَّبَ" الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ}
[فاطــــــــــر: 25]
موضع التشابه الأوّل : ( وَإِن يُكَذِّبُوكَ - فَإِن كَذَّبُوكَ )
الضابط : آية آل عمران الوحيدة بــ (فَإِن كَذَّبُوكَ)، وبقيّة المواضع وَرَدَت فيها (وَإِن يُكَذِّبُوكَ).
* القاعدة : قاعدة الضبط بالحصر.
* القاعدة : قاعدة العناية بالآية الوحيدة.

موضع التشابه الثّاني : ( فَقَدْ كَذَّبَتْ - فَقَدْ كُذِّبَ - فَقَدْ كُذِّبَتْ - فَقَدْ كَذَّبَ )
الضابط :
---١--- موضع آل عمران وموضع فاطر الأوّل وَرَدَت فيهما الكلمة بالكَاف المضمومة؛ ولضبط ذلك نُلاحظ تكرُر الكاف المضمومة في الآية التي تسبق كلّ منهما:
- آل عمران:
(الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (183) فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ.. (184))
- فاطر الموضع الأوّل:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (3) وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ.. (4))

---٢--- موضع الحجّ وموضع فاطر الثّاني وَرَدَت فيهما الكلمة بالكَاف المفتوحة؛ ولضبط ذلك نُلاحظ تكرُر الكاف المفتوحة في الآية التي تسبق كلّ منهما:
- الحـــــــــجّ:
(الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41) وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ.. (42))
- فاطر الموضع الثّاني:
(إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24) وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ.. (25))

---٣--- موضع آل عمران وموضع فاطر الثّاني وَرَدَت فيهما الكلمة بدون تاء التأنيث (كُذِّبَ) (كَذَّبَ)، وموضع الحجّ وموضع فاطر الأوّل وَرَدَت فيهما الكلمة بتاء التأنيث (كَذَّبَتْ) (كُذِّبَتْ)؛ ولضبط ذلك نُلاحظ أنّ الموضعين اللذان ذُكِرَت فيهما الكلمة بدون تاء التأنيث يشتركان في أنّ الآية التي قبلهما ذُكِرَ فيهما النبيّ ﷺ:
- آل عمران:
(الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (183) فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ.. (184))
فاطر الموضع الثّاني:
(إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24) وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ.. (25))
وٱلرَّسُول ﷺ وكُل الأنبياء كانوا رجالًا؛ فاستأنس بذلك في الضبط؛ بحيث أنّه إذا ذُكِرَ الرَّسُول قبل الآية فلا تقرأ كلمة الكذب بتاء التأنيث.
* القاعدة : قاعدة الضبط بالمجاورة والموافقة.

====القواعد====
* قاعدة العناية بالآية الوحيدة ..
كثير من الآيات المتشابهة يكون بينها [تماثل تامّ عدا آية واحدة تنفرد] عنها في جزء من الآية ، فعناية الحافظ بهذه الآية الوحيدة ومعرفته لها يريحه فيما عداها، مع التنبيه على أنّه في الغالب تكون الآية الوحيدة هي الآية الأولى في المواضع المتشابهة ..

* قاعدة الضبط بالمجاورة والموافقة ..
نقصد بهذه القاعدة أنّه إذا ورد عندنا موضع مشكل، فإننا ننظر [قبل وبعد] في [الآية] أو [الكلمة] أو [السّورة] المجاورة، فنربط بينهما، إمّا بحرف مشترك أو كلمة متشابهة أو غير ذلك ..

* قاعدة الضبط بالجملة الإنشائية ..
من القواعد النيّرة والضوابط النافعة [وضع جملة مفيدة] تجمع شتاتك
-بإذن الله- للآيات المتشابهة أو لأسماء السّور التي فيها هذه الآيات..

* قاعدة الضبط بالحصر ..
المقصود من القاعدة [جمع] الآيات المتشابهة ومعرفة [مواضعها] .. ــــ ˮ#قناة إتقان المتشابه“ ☍...
• ﴿فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ﴾ [آل عمران آية: ١٨٤]
• ﴿فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل﴾ [الأنعام آية: ١٤٧]
• ﴿وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل﴾ [يونس آية: ٤١]
• ﴿وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل﴾ [الحج آية: ٤٢]
• ﴿وَإِن تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ﴾ [العنكبوت آية: ١٨]
• ﴿وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ﴾ [فاطر آية: ٤]
• ﴿وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ﴾ [فاطر آية: ٢٥]

▪ (الضابط): قاعدة (الحصر): جاءت أول سورتين (آل عمران والأنعام) بقوله: (فإن) الفاء، وجاءت باقي السور بقوله (وإن) - جاء نصف القرآن الأول بقوله (كذبوك)، وجاء نصف القرآن الثاني بقوله (يكذبوك)، وانفردت العنكبوت بقوله (تكذبوا)، اربطها بحرف التاء. جاء الفعل مبني للمجهول (كُذب / كُذبت) في آل عمران والموضع الأول من فاطر. ــــ ˮالايقاظ للحفاظ“ ☍...