وقفات "وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ" سورة الأنبياء آية:٨٢




(وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ ❨٨٢❩)
احكام وآداب
تفسير سورة الأنبياء من الآية 81 إلى الآية 82 من موقع الدرر السنية في موسوعته التفسيرية الرائعة التي تحتوي على : - غريب الكلمات - مُشكل الإعراب - المعنى الإجمالي - تفسير الآيات - الفوائد التربوية - الفوائد العلمية واللطائف - بلاغة الآيات ــــ ˮ11 تفسير موقع الدرر السنية“ ☍...
(وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ ❨٨٢❩)
التساؤلات
س: أول الشياطين في قوله تعالى: وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلا دُونَ ذَلِكَ سورة الأنبياء وكذلك الشياطين في قوله ، تعالى: وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ سورة ص؛ بأن المراد بذلك الأجانب أو أشرار الناس؟

ج: أولاً: الشياطين كلمة عامة تشمل كل متمرد من شياطين الإنس والجن قال الله تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ولكن المراد بالشياطين التي سخرها الله لسليمان عليه السلام وأخبرنا الله عنها في آية (الأنبياء) و (ص) بأن منها من يغوص لسليمان ، ومنها من يبني له ومنها من يعملون له أعمالاً أخرى ومنها من هو مقرن في الأصفاد- شياطين من الجن بدليل قوله تعالى في سورة سبأ: وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12) يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلا دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ وذكر الله تعالى في سورة النمل حديث سليمان عليه السلام مع ملائه في إحضار عرش بلقيس أن عفاريت الجن كانت مسخرة لسليمان فقال: قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ .
ثانيًا: جعل الله تعالى تسخيره الشياطين لسليمان عليه السلام آية خارقة للعادة كإلانة الحديد لداود وإسالة عين القطر وتسخير الريح والطيور وتعليمه لغة الطير ونحو ذلك من خوارق العادات التي خص الله بها سليمان استجابة لدعائه: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لاَ يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35) فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (36) وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ
الآيات ولو كان المراد بهم في هذه الآيات الأجانب أو شرار الناس ما كان ذلك آية لسليمان عليه السلام ولا خاصًّا به لحصوله بغيره من البشر . ــــ ˮمجلة البحوث الإسلامية“ ☍...
من أسئلة في رحاب آية
سورة الانبياء آية 81 و82 ــــ ˮعثمان الخميس“ ☍...
س/ في الآية: ﴿وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ﴾ هل الشياطين تطيع الله؟

ج/ لا تطيع، ولكن هذا خاص لسليمان عليه الصلاة والسلام. ــــ ˮمحمد الطاسان“ ☍...
(وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ ❨٨٢❩)
تفسير و تدارس
سورة الأنبياء - دورة الأترجة
آية 82
من:00:21:11 إلى:00:21:42 ــــ ˮمحمد بن عبدالعزيز الخضيري“ ☍...
خواطر الشعراوي سورة الأنبياء
آية 82 ــــ ˮمحمد متولي الشعراوي“ ☍...
التعليق علي تفسير ابن كثير سورة الانبياء
اية 82
من:00:33:29 إلى:00:36:30 ــــ ˮعبدالرحمن العجلان“ ☍...
التعليق على تفسير القرطبي
تفسير آية 82
سورة الانبياء

من:00:11:56 إلى:00:22:16 ــــ ˮعبدالله محمد الأمين الشنقيطي“ ☍...
دورة بيان في تفسير القران
تفسير سورة الأنبياء
أية رقم 82

من:02:00:04 إلى:02:02:29 ــــ ˮنايف الزهراني“ ☍...
تفسير عبد الله بلقاسم
سورة الأنبياء آيه 82
من:03:54 إلى:12:26 ــــ ˮ#عبدالله بلقاسم“ ☍...
أيسر التفاسير
سورة الأنبياء ، آية 82
من:01:28:16 إلى:01:32:15 ــــ ˮأبو بكر الجزائري“ ☍...
شرح كتاب المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير
سورة الانبياء آية 82
من:05:38:36 إلى:05:41:26 ــــ ˮخالد السبت“ ☍...
التعليق علي تفسير القرطبي
سورة الأنبياء الأيه 82
من:00:13:27 إلى:00:22:15 ــــ ˮعبدالله محمد الأمين الشنقيطي“ ☍...
تفسير النابلسي
[الأنبياء آية:٨٢]
من:24:46 إلى:26:40 ــــ ˮمحمد راتب النابلسى“ ☍...
(وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ ❨٨٢❩)
أسرار بلاغية
قال تعالى (ومن الشياطين من يغوصون له). لم يقل سبحانه كما في اللغة المشهورة (من يغوص له). ما الحكمة؟ ــــ ˮعدنان عبدالقادر“ ☍...
{وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ (82)}
جمع الفعل (يغوصون) حملاً على معنى (من) في هذه الآية.
وقال في (سبأ): {وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ} بإفراد الفعل (يعمل).
ذلك - والله أعلم - أنه ذكر في الأنبياء أنهم يغوصون ويعملون عملاً دون ذلك، فذكر الغوص والعمل.
وذكر في سبأ العمل ولم يذكر الغوص، وقد ذكر أنواعًا من العمل.
والغوص والعمل أكثر من العمل وحده، فناسب الجمع في آية الأنبياء، والذي يبدو - والله أعلم - أنهم صنفان: غواص وعامل كما قال سبحانه: {وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (37)}
جاء في (فتح القدير): {كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ} أي كل بناء منهم وغواص منهم يبنون له ما يشاء من المباني، ويغوصون في البحر فيستخرجون له الدرر منه" (1).
وإذا كان الأمر كذلك فقد ناسب الجمع في الأنبياء من جهة أخرى ذلك لأنهم أكثر فمنهم غواصون ومنهم عاملون.
وأما في سبأ فقد ذكر الذين يعملون ولم يذكر الذين يغوصون.
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أنه ذكر في سبأ أن من الجن من يعمل بين يديه، فذكر مكان العمل، وأطلقه في الأنبياء فقد يكون منهم من يعمل بين يديه، ومنهم من يعمل في أمكنة أخرى يحددها لهم. فهم أكثر.
فناسب جمع الفعل في الأنبياء وإفراده في سبأ من ناحية أخرى.
وقد تقول: ولم ذكر الشياطين في الأنبياء، وذكر الجن في سبأ؟
فنقول: لقد قال في سياق القصة في سبأ: {فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14)}
فذكر الجن وعدم علمهم بالغيب، والجن أعم من الشياطين وأكثر.
فإن الجن يعم الكافر والمؤمن منهم، وأما الشياطين فهم كفرة الجن، فناسب نفي علم الغيب عمن هم أكثر وأعم.
وقال في سبأ أيضًا: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ (40) قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ (41)}.
فذكر الجن على العموم من دون تخصيص الشياطين بالعبادة.
فناسب ذكر الجن في سبأ. وليس في الأنبياء نحو ذلك.
فناسب كل تعبير موضعه الذي ورد فيه.
{وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ}
أي حافظين من أن يزيغوا عن أمره أو يبدلوا أو يغيروا أو يوجد منهم فساد في الجملة فيما هم مسخرون فيه (2).
وقيل: (حافظين) حتى لا يهربوا (3) أو ما نعينهم من الناس (4).
** من كتاب: على طريق التفسير البياني للدكتور فاضل السامرائي الجزء الرابع من ص 188 إلى ص 190.
(1) فتح القدير 4/45.
(2) الكشاف 2/334.
(3) البحر المحيط 6/333.
(4) التحرير والتنوير 17/125. ــــ ˮفاضل السامرائي“ ☍...
(وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ ❨٨٢❩)
متشابه
{وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ "وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ"}
[الأنبياء: 78]
{فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ "وَكُنَّا فَاعِلِينَ"}
[الأنبياء: 79]
{وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ "فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ"}
[الأنبياء: 80]
{وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا "وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ"}
[الأنبياء: 81]
{وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ "وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ"}
[اﻷنبياء: 82]
موضع التشابه : خواتيم الآيات
الضابط :
- الأنبياء 78: ذُكِرَت كلمة (يَحْكُمَانِ) في الآية، ثمّ خُتِمت الآية بخاتمةٍ فيها لفظ الحُكم (وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ).
- الأنبياء 79: نُلاحظ ذِكْر أكثر من فعلٍ في الآية (فَفَهَّمْنَاهَا) (آتَيْنَا) (وَسَخَّرْنَا)، ثُمَّ خُتِمت الآية بخاتمةٍ فيها لفظ الفعْل (وَكُنَّا فَاعِلِينَ)
- الأنبياء 80: ذِكْرَ النِّعم يستلزم الشُّكر، وهُنا ذُكِرَت نعمة الدُّروع، ثمّ خُتِمت الآية بــ (فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ).
- الأنبياء 81: ذُكِرَ في الآية تسخير الرّيح لِسُليمان عليه السّلام وكيف أنّها خاضعة ومنقادة لأمر سُليمان وإرادته، ثُمَّ خُتِمت الآية بــ (وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ) أي: لعلمنا بالأشياء صحّ منّا أن ندبِّر هذا التدبير في رسلنا وفي خلقنا، وأن نفعل هذه المعجزات القاهرة.
- اﻷنبياء 82: ذُكِرَ في الآية تسخير الشّياطين لِسُليمان عليه السّلام، ثُمَّ خُتِمت الآية بــ (وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ) ذَكَرَ ابن عبّاس لذلك ثلاثة أوجه:
أحدها: أنّه تعالى كان يحفظهم عليه لئلّا يذهبوا ويتركوه.
وثانيها: كان يحفظهم من أن يهيجوا أحدًا في زمانه.
وثالثها: كان يحفظهم من أن يفسدوا ما عملوا فكان دأبهم أنهمّ يعملون بالنّهار ثُمَّ يفسدونه في الليل.
تمّ الرُّجوع للتّفسير الكبير لضبط خاتمة الآيتان (81 - 82)
* القاعدة : قاعدة الضبط بالتأمل.
* القاعدة : قاعدة الضبط بالمجاورة والموافقة.

====القواعد====
* قاعدة الضبط بالتأمل للمعنى في الموضع المتشابه ..
وهذه من أمهات القواعد ومهمّات الضوابط، ولذا اعتنى بها السابقون أيّما عناية، وأُلّف فيها كثير من المؤلّفات النافعة، بل هي لُبّ المتشابه، والكثير الحاصل من التشابه إنما جاء [لمعنى عظيم وحكمة بالغة]، قد تخفى على من قرأ القرآن هَذًّا، ويدركها اللبيب الفطن، ولذا من [تدبر] كثيرًا من الآيات المتشابهة وجد أنّ الزيادة والنقصان، والتقديم والتأخير، والإبدال، إلى غير ذلك إنّما هو لمعنى مراد ينبغي الوقوف عنده، والتأمل له ..

* قاعدة الضبط بالمجاورة والموافقة ..
نقصد بهذه القاعدة أنّه إذا ورد عندنا موضع مشكل، فإننا ننظر [قبل وبعد] في [الآية] أو [الكلمة] أو [السّورة] المجاورة، فنربط بينهما، إمّا بحرف مشترك أو كلمة متشابهة أو غير ذلك ــــ ˮ#قناة إتقان المتشابه“ ☍...