| قوله {في الحياة الدنيا} وفي الآية الأخرى {في الدنيا} لأن الدنيا صفة الحياة في الآيتين فأثبت الموصوف والصفة في الأولى وحذف بذكره في الأولى وليس الآيتان مكررتين لأن الأولى في قوم والثانية في آخرين وقيل الأولى في اليهود والثانية في المنافقين وجواب آخر وهو أن المفعول في هذه الآية محذوف أي أن يزيد في نعمائهم بالأموال والأولاد ليعذبهم بها في الحياة الدنيا والآية الأخرى إخبار عن قوم ماتوا على الكفر فتعلقت الإرادة بنا هم فيه وهو العذاب .. ــــ ˮكتاب : أسرار التكرار للكرماني“ ☍... |
* دلالة تكرار (مِنْ قَبْلِكُمْ) : الخلاق أي النصيب الهيّن التافه، وكررها حتى يشدد على تفاهة هذا الشيء ويبغِّض فيه بأن هذه الأموال والأولاد خلقات. ممكن في غير القرآن أن يقول: هم استمتعوا بخلاقهم فاستمتعوا بخلاقكم كما استمتعوا بخلاقهم لكن سيكون التكرار قريباً، فرجع إلى عبارة بعيدة قليلاً فكرر الأول (كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ) حتى يخفف استعمال الضمائر - وهذا كان معروفًا عند العربي ويسميه إستراحة، يستريح من تكرار الضمائر بهذا الشكل - ثم مضى في هذا التجنب لحشد الضمائر ولم يقل خضتم كخوضهم أو كالذي خاضوه أو خاضوا فيه، لكن قال (وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا) (الذي) فيها شيء من التعريف ليبتعد عن تكرار الضمائر وتكرار العبارة بنصّها.
* وردت (كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً) في أكثر من موضع وبملاحظة السياق يتضح الفرق: في التوبة (كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلاَدًا) ماذا قال عنهم؟ ماذا فعل فيهم؟ قال (أُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الُّدنْيَا وَالآخِرَةِ) ما ذكر لهم عقوبة. في الروم (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٩)) ما ذكر شيئاً. في فاطر (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (٤٤))، ما ذكر لهم شيئاً، هذه الآيات الثلاث من دون (هم). في غافر التي فيها (هم) (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (٢١) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٢٢)) ذكر العقوبة قال (فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ) (وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ) ما ذكر ذلك في الآيات الأخرى، (مِنْ وَاقٍ) فيها توكيدين، (من) تفيد التوكيد واستغراقية، ثم كرر (فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ) للتوكيد ثم قال (إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ) أكّد، إذن توكيدات متعددة إضافة إلى الأخذ فاقتضى الموطن التوكيد بضمير الفصل فقال (كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً).
* استخدام صيغة المفرد والجمع في قوله تعالى (وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا): أي خضتم كخوضهم، كالذي خاضوه أي بالشيء الذي خاضوا فيه، و(الذي) عادت على الأمر المفرد وليس عليهم. ــــ ˮمختصر لمسات بيانية“ ☍... |
* ما دلالة تكرار (من قبلكم) في آية سورة التوبة (كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (69))؟(د.حسام النعيمى) الخلاق أي النصيب ولكن فيه شيء من التهوين (النصيب الهيّن التافه) حتى أحياناً تُستعمل في العامية فيقال الخلقات أي الملابس. يعني هذه الأموال والأولاد هي عند الله سبحانه وتعالى " لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء". (فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ) هم استمتعوا بخلاقهم فاستمتعوا بخلاقكم، ممكن في غير القرآن أن يقول: كما استمتعوا بخلاقهم لكن سيكون التكرار قريباً "فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتعوا بخلاقهم" كرر الشيء الأول (كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم) حتى يخفف استعمال الضمائر لأن استعمال الضمائر صار كثيراً. خف الاستعمال ثم مضى في هذا التجنب لحشد الضمائر وقال (وخضتم كالذي خاضوا) ولم يقل خضتم كخوضهم أو كالذي خاضوه، أو خاضوا فيه، لكن قال (خضتم كالذي خاضوا) (الذي) فيها شيء من التعريف فهذا الذي جعل الإبتعاد عن تكرار الضمائر وتكرار العبادة بنصّها. (فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم) كأنه كره " كما استمتعوا بخلاقهم" رجع إلى الأول فهو نوع من تجنب الضمائر، شيء من التخفيف. العربي كان يعرف هذا ويسميها إستراحة، يستريح من تكرار الضمائر بهذا الشكل ويمكن أن نتحسس ذلك فالذي درس العربية يمكن أن يتلمس ذلك عندما يضع المقترح والآية "كما استمتع الذين من قبلكم" هو يريد أن يكرر كلمة خلاقهم حتى يشدد على تفاهة هذا الشيء كما قال مالك بن الريب (ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة بجنب الغضى، فليت الغضى، وليت الغضى، وادي الغضى، لقد دنى الغضى، ولكن الغضى) هو يريد أن يقبِّل هذه الكلمة، يحبّها كذلك عندما يريد القرآن أن يبغِّض هذا الشيء أن هذه الأموال والأولاد خلقات (خلاقهم) يكررها. بدل ما يقول كما استمتعوا بخلاقهم ويكرر الضمائر وتثقل بَعُدَ قليلاً وقال: كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم ثم قال (وخضتم كالذي خاضوا فيه). تكرار الكلمات التي يريدها والاستراحة بالابتعاد عن تكرر العبارة كما هي لأنها قريبة مرتبطة بها فرجع إلى عبارة بعيدة قليلاً حتى يكون نوع من إستراحة السمع واستراحة النطق. هذا وكان العربي يدركه على وجه اليقين وهذا الذي جعلهم يقولون: ما هذا بكلام بشر! ــــ ˮحسام النعيمي“ ☍... |
*قال تعالى (خضّتم كالذي خاضوا) فلماذا استخدمت صيغة المفرد والجمع؟(د.فاضل السامرائى) قال تعالى في سورة التوبة (كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلاَداً فَاسْتَمْتَعُواْ بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلاَقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ بِخَلاَقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُواْ أُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الُّدنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ {69})، ومعناها خضتم كخوضهم. وقد استخدمت صيغة الجمع (خضتم) والمفرد (كالذي) والجوع ثانية (خاضوا) والرأي السائد أن المعنى خضتم كالذي خاضوه أي بالشيء الذي خاضوا فيه، و(الذي) عادت على الأمر المفرد وليس على خاضوا. ــــ ˮفاضل السامرائي“ ☍... |
آية (44) : * (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً (9) الروم) وفي فاطر (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً (44)) وفي التوبة (كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً (69)) وفي غافر (أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً (21)) فماذا أفاد الضمير (هم)؟ وما هي اللمسة البيانية بين الآيات؟
(كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً) و (كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً) في أكثر من موضع وفي موضع في غافر (كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً). وبملاحظة السياق يتضح الجواب. لو قرأنا كل آية في سياقها الجواب سيكون واضحاً. في التوبة قال (وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ (68) كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلاَدًا فَاسْتَمْتَعُواْ بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلاَقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ بِخَلاَقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُواْ أُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الُّدنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (69)). في الروم (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴿٩﴾)، في فاطر (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا ﴿٤٤﴾)، هذه الآيات الثلاث من دون (هم). في غافر التي فيها (هم) (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ ﴿٢١﴾ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿٢٢﴾)، هذه الآيات. لو جئنا لها آية آية، آية التوبة (كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلاَدًا) ماذا قال عنهم؟ ماذا فعل فيهم؟ قال (أُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الُّدنْيَا وَالآخِرَةِ) ما ذكر لهم عقوبة. آية الروم (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) ما ذكر شيئاً. في فاطر (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا) ما ذكر لهم شيئاً. نأتي إلى غافر (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ) ذكر العذاب، (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ). لاحظ قال (فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ) ما قال هذا في الآيات الأخرى، قال (وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ) ما ذكر ذلك في الآيات الأخرى. ثم كرر (فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ) كرر المسألة، هذا تكرار للتوكيد ثم قال (إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ) قوي وأكّد أيضاً إذن هذه الأمور تقتضي التوكيد فقال (كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً) (هم) هنا تفيد التوكيد، ضمير الفصل يفيد التوكيد. (هم) ضمير الفصل الذي أفاد التوكيد. (كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً) التأكيد في (فَأَخَذَهُمُ) مرتين، التأكيد في (إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ)، العقوبةالتي ذكرها (وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ)، (مِنْ وَاقٍ) فيها توكيدين، (من) تفيد التوكيد واستغراقية. توكيدات متعددة إضافة إلى الأخذ فاقتضى الموطن موطن توكيد قال (كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً). *فاقتضى توكيدهم (هم)؟ بيانياً ليس لغة لا يصح أن يخلي هذه الآية من (هم) والباقي يضيف (هم) لها. *ولهذا أسأل كلغة يستقيم المعنى؟ كلغة نعم، لكن ليست كبيان. وأيضاً الآية مناسبة لأول السورة، لسياق السورة. *ما الرابط بينها وبين هؤلاء من حيث التوكيد؟ التوكيد والسياق. (غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴿٣﴾ مَا يُجَادِلُ فِي آَيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ ﴿٤﴾ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ ﴿٥﴾ غافر) لاحظ الأخذ، كما ذكر أخذهم في الأولى ذكر أخذهم في الثانية، (فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ)، (إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ). هي مناسبة لأول السورة ومناسبة بحد ذاتها لوضعها هي، فإذن هي من أكثر من وجه هي مناسبة. ــــ ˮفاضل السامرائي“ ☍... |
قوله تعالى: (أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ في الدُّنيا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ) أي المنافقون والمنافقاتُ حبطت أعمالهم في الدنياوالآخرة، أما حبطها في الدنيا، فمن حيثُ كيدهم ومكرُهم وخداعُهم، التي كانوا يقصدون بها إطفاء نور الله، ويأبى الله إلا أن يُتم نوره. وأما حبطُها في الآخرة، فمن حيثُ إن عباداتِهم وطاعاتِهم، أتوا بها رياءً وسمعةً ونفاقاً، فحبطت أعمالهم من الخبيثات المذكورات، حيث لم يحصُل بها غرضهم في الدنيا ولا في الآخرة وأمَّا عباداتُهم التي تجري بها أحكامُ المسلمين عليهم، كحقن دمائهم وأموالهم، فينفقون بها في الدنيا خالصةً ولا عبرة به. ــــ ˮكتاب فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن“ ☍... |