ما الحكمة في التنصيص على الأنعام في هذه الآية؟ يقول القاسمي: «والسر في إفراده هذه النعمة، والتذكير بها دون غيرها من نعمه وأياديه، أن بها حياة العرب وقوام معاشهم؛ إذ منها طعامهم وشرابهم ولباسهم وأثاثهم وخباؤهم وركوبهم وجمالهم، فلولا تفضله تعالى عليهم بتذليلها لهم، لما قامت لهم قائمة».
فيه استحباب تفقُّد الملك أحوالَ رعيَّته، وأخذ منه بعضهم تفقُّد الإخوان، فأنشد:
تفقُّد الإخوانِ مُستحسن
سـنَّ سُليمـان لنا سـنــةً
تفقَّــد الطير على ملكـه فمن بـداه فنعمَّــا بــدا
وكان فيما سنَّه مقتـــدى
فقال: مالي لا أر الهدهدا
"ينزل الملائكة بالروح"
الروح فيها معنى الحياة.. وبيان ذلك أن الحياة الحقيقية في هذا الروح المنزل..
وإذا كان فيه الحياة الحقيقة كان من لوازمه السعادة الدنيوية والأخروية..
رزقنا الله وإياكم تلك الحياة الحقيقية..
"فإذا هو خصيم مبين"
بيان لنعمة عظيمة وهي أن الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يستطيع أن يتكلم ويبين عن ما في نفسه من سائر المخلوقات المحسوسة على وجه الأرض..
(خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين)
لفتة للعقل البشري ليفكر في بعدين بينهما بعد كبير..
من نطفة مهينة قذرة.... إلى عاقل متكلم مجادل مخاصم..
(((من نطفة فإذا هو خصيم مبين..)))