التدبر

٧١ ﴿ ورضوان من الله أكبر ﴾ من وصل إلى رضوان الله ﷻ فهو أسعد إنسان على وجه الأرض... #يارب ارض عنا. الوقفة كاملة
٧٢ "ورضوان من الله أكبر" أرأيت الجنة التي عرضها السماوات والأرض .. هناك ما هو أكبر منها وأعظم وأوسع : رضوان الله عن عبده المؤمن. الوقفة كاملة
٧٣ (ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر..) الفوز برضا الله فوزٌ أكبر من الجنة.. . الوقفة كاملة
٧٤ ( فأسرها يوسف في نفسه) وتسرها أنت، وأسرها أنا، وبهذا تستقيم الحياة، ولو أن كل إنسان أخبر بما يصله من قول سيء لتنغصت حياته وتكدر . الوقفة كاملة
٧٥ ﴿ ولا تيأسوا من رَوْح الله ﴾ رغم كل أنواع البلاء ، ورغم اختفاء السعادة من حياته ، إلا أن سعادة ( اليقين ) في قلبه ما زالت تغمره وتحدوه ." الوقفة كاملة
٧٦ ابتلي يوسف عليه السلام في حياته بلاء جعل الله عاقبته التمكين،وقد أوجز يوسف سبب هذه العاقبة(إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين). الوقفة كاملة
٧٧ ( إن ربي لطيف لما يشاء ) ختم بها يوسف قصته ليقرر أن اللطف الإلهي اكتنفه في فصول حياته { حكايا ظاهرها عذاب بيد أن باطنها رحمة هذا الإسم يتنزل على القلب برداوسلاما اللطيف : الذي يوصل العبد للأمور الرفيعة من أمور يكرهها لعلمه بعواقب الأمور الله لطيف بعباده. الوقفة كاملة
٧٨ ﴿ ولا تنازعوا فتفشلوا ﴾ ؛ لا تقدّم مصالحك الشخصية على مصالح العامة ، أفشوا السلام وابتسموا وأحبّوا الخير لغيركم. الوقفة كاملة
٧٩ (وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ) تذكرت هذه الآية، وأنا أنظر إلى المسلمين، كيف تغير دولاب حياتهم من حين دخل رمضان، لقد انصهروا من جديد، فما أسهل صياغة الحياة عبر نظام الإسلام إذا صدقت النوايا، وخلي بين الناس وبين الخير. الوقفة كاملة
٨٠ (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ) كلهم سيذوقونه: المحسن والمسيء، الغني والفقير، المتواضع والمتكبر.. فإذا كانت هذه نهاية الجميع، فطوبى لمن لقي ربَّه وقد أمضى حياته فيما يستطيعه من تعبُّد، ودعوة إلى الله، ونفع للخلق الوقفة كاملة

تذكر واعتبار

٧١ القرآن الكريم للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة أولئك أصحاب | الآية 26 من سورة يونس الآية 26 من سورة يونس مكتوبة بالتشكيل ﴿ ۞ لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ ۖ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [ يونس: 26] سورة : يونس - Yūnus - الجزء : ( 11 ) - الصفحة: ( 212 ) For those who have done good is the best (reward, i.e. Paradise) and even more (i.e. having the honour of glancing at the Countenance of Allah) Neither darkness nor dust nor any humiliating disgrace shall cover their faces. They are the dwellers of Paradise, they will abide therein forever. الآية السابقة آية رقم 26 الآية التالية الحسنى : المنزلة الحُسنى (الجنّة) زيادة : النّظر إلى وجه الله الكريم فيها لا يرهق وجوههم : لا يغشى وجوههم و لا يعلوها قتر : غُبار ما فيه سواد ذلّة : أثر هوان ما التفسير: للمؤمنين الذين أحسنوا عبادة الله فأطاعوه فيما أمر ونهى، الجنةُ، وزيادة عليها، وهي النظر إلى وجه الله تعالى في الجنة، والمغفرةُ والرضوان، ولا يغشى وجوههم غبار ولا ذلة، كما يلحق أهل النار. هؤلاء المتصفون بهذه الصفات هم أصحاب الجنة ماكثون فيها أبدًا. للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة أولئك أصحاب - تفسير السعدي ولما دعا إلى دار السلام، كأن النفوس تشوقت إلى الأعمال الموجبة لها الموصلة إليها، فأخبر عنها بقوله‏:‏ ‏{‏لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ‏}‏ أي‏:‏ للذين أحسنوا في عبادة الخالق، بأن عبدوه على وجه المراقبة والنصيحة في عبوديته، وقاموا بما قدروا عليه منها، وأحسنوا إلى عباد الله بما يقدرون عليه من الإحسان القولي والفعلي، من بذل الإحسان المالي، والإحسان البدني، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعليم الجاهلين، ونصيحة المعرضين، وغير ذلك من وجوه البر والإحسان‏.‏فهؤلاء الذين أحسنوا، لهم ‏"‏الحسنى‏"‏ وهي الجنة الكاملة في حسنها و ‏"‏زيادة‏"‏ وهي النظر إلى وجه الله الكريم، وسماع كلامه، والفوز برضاه والبهجة بقربه، فبهذا حصل لهم أعلى ما يتمناه المتمنون، ويسأله السائلون‏.‏ثم ذكر اندفاع المحذور عنهم فقال‏:‏ ‏{‏وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ‏}‏ أي‏:‏ لا ينالهم مكروه، بوجه من الوجوه، لأن المكروه، إذا وقع بالإنسان، تبين ذلك في وجهه، وتغير وتكدر‏.‏وأما هؤلاء ـ فهم كما قال الله عنهم ـ ‏{‏تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيم‏}‏ ‏{‏أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ‏}‏ الملازمون لها ‏{‏هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ‏}‏ لا يحولون ولا يزولون، ولا يتغيرون‏.‏ الوقفة كاملة
٧٢ الإسلام دين تجمع وألفة ،لأنه دين الفطرة ،والإنسان بطبعه مدني ،وبفطرته اجتماعي ،لا يستطيع أن يعيش بمعزل عن الآخرين ،وهو أضعف من أن يستقل بنفسه عن بنى جنسه قال الله تعالى :(وخلق الإنسان ضعيفا ) سورة النساء يعني عن الصبر عما هو إليه مفتقر ،واحتمال ما هو عنه عاجز وإن من نعمة الله على الإنسان ولطفه به أن خصه بكثرة الحاجة إلى غيره ،لأن شعوره بالاستغناء عن غيره يصل به إلى الطغيان ،والبغي والعدوان.إن إنشاء الصلات وتكوين الصداقات أمر مرغوب وعمل محمود ،ولكن ضمن ضوابط وقيود ومن هنا حث الإسلام على حسن اختيار الصديق وانتقائه ،ضمانا لصفاء الحب ونقائه واستمراره وبقائه ،وقد قيل :"قل لي من صديقك ؟أقل لك من أنت"وقد جاء الأمر بحسن اختيار الأصدقاء لأن طبع الإنسان يجعله يتأثر بطبع صديقه وجليسه ،ومن ثم كان من الواجب على المرء أن ينتقي أصدقاءه ويبلوا حقائقهم قبل أن ينخرط معهم ويغشى مجتمعهم ،فإن أثر الصديق في صديقه عميق ،فالصديق حقا هو الذي يأخذ بيد صديقه إلى طريق الخير والسداد ،والهدى والرشاد ورب صديق جلس مع صديقه ساعة أنجاه ،لأنه سلك به طريق النجاة ورب آخر أهلكه وأراده ففي الصنف الأول يقول المولى :(الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ،يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون ) سورة الزخرف أي الأصدقاء المتحابون على معصية الله فى الدنيا يتبرأ بعضهم من بعض يوم الحساب ،لكن إذا تصادقوا وتحابوا على طاعة الله بقيت هذه المحبة ونفعتهم فى الدنيا والآخرة فيقال لهؤلاء المتقين المتحابين فى الله يا عبادي لا تخافوا من عذابي ولا تحزنوا على ما ذهب منكم من متاع الدنيا ،فلا خوف من المستقبل ولا حزن على الماضي .وفى الصنف الثاني يقول الله تعالى :(ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتنى اتخذت مع الرسول سبيلا ،يا ويلتى ليتنى لم أتخذ فلانا خليلا ،لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا ) سورة الفرقان وتذكر يوم يعض الكافر الذي ظلم نفسه بالشرك على يديه ندما وتأسفا وغبنا وتحسرا وهو يقول :يا ليتنى اتبعت الرسول صلى الله عليه وسلم واهتديت بهداه وآمنت بما جاء به ولزمت طريقه .ويقول الكافر متحسرا : يا ليتنى لم أتخذ فلانا الكافر صاحبا لي أخلص له الود لقد أغواني هذا الصديق الكافر عن القرآن بعد أن بلغني عن الرسول عليه الصلاة والسلام ،ومن عادة الشيطان وصفته أن يخذل الإنسان في كل حال ،وفى هذا التحذير من مصاحبة الأشرار ومصادقة الفجار ،لأنهم قد يوردون صاحبهم النار وغضب الجبار .وبعد كل هذا يوضح الله لنا جزاء الصحبة الطيبه أو المتقين قال تعالى :(وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين )سورة الزمر إي وسيق الأتقياء الأبرار الذين عملوا الصالحات واجتنبوا المحرمات إلى جنات النعيم ،وهم جماعات ،فوجدوا أبوابها مفتحة من قبل احتفاء بقدومهم وإكراما لهم،وحياهم الملائكة بالبشر والسرور والتهنئة قد طابوا وطاب عملهم ومثواهم لطهارتهم من الآثام فلهم السلامة من كل أذى ،والأمن من كل مخوف ،ولهم الخلود الدائم فى مقعد الصدق ودار الفوز .ولذا أوصانا رسول الله بالنظر والفحص والتدقيق في اختيار الخليل والصديق ،يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"المرء على دين خليله ،فلينظر أحدكم من يخلل"فمن أحسن اختيار صديقه كأنما أحسن اختيار حياته فالعاقل سيحسن الاختيار من حيث ثراء روح صديقه وحسن خصاله لا على أساس المظهر والثراء والمال ،فالصديق مرآة صديقه "إن رأى فيه خيرا أبقاه ،وإن رأى به عيبا أماطه عنه وألقاه .ولذا ينهانا المولى عن طاعة أصحاب الغفلة .يقول تعالى :(ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا )سورة الكهف إي لا تطاوع من جعل الله قلبه غافلا عن ذكره وشكره لاهيا عن عبادته مصروفا عن طاعته وآثر الهوى على الهدى وأصبحت كل شؤون حياته ضياعا وباطلا .إن صحبة الأخيار تورث الخير ،كالريح إذا مرت على طيب حملت طيبا فالأخلاق الحسنة والعادات الطيبه تنتقل من الصديق إلى صديقه والخليل إلى خليله والجليس إلى جليسه ،ومن هنا جاء أمر رسول الله بتخير الصديق والجليس فقال صلى الله عليه وسلم :"مثل الجليس الصالح كمثل صاحب المسك ،إن لم يصبك منه شيء أصابك من ريحه ،ومثل الجليس السوء كمثل صاحب الكير ،إن لم يصبك من سواده أصابك من دخانه "ولنضرب أروع مثال للصحبة الطيبة بين صحبة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق حيث أختاره صلى الله عليه وسلم صديقا وصاحبا ورفيقا في الهجرة إلى المدينة المنورة .وعندما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب الناس إليك قال من الرجال أبو بكر ومن النساء أبنته عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ،وأيضا أبو أبكر أول من صدق الرسول بخبر السماء لذلك أطلق عليه المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه الصديق فهنيئا لك يا أبا بكر صحبتك لرسولنا الكريم دنيا وآخرى .ولنضرب مثال على صحبة السوء بين عقبة بن معيط وأمية بن خلف الجمحي وكيف أثر عليه ولم يدخل في الإسلام عقبة بن معيط كان من وجهاء قريش وكان هو وأمية بن خلف الجمحي خليلين وكان عقبة يجالس الرسول محمد بمكة لا يؤذيه كان رجلا حليما وكان بقية قريش إذا جلسوا مع رسول الله آذوه وكان عقبة قد صنع وليمة لقريش ودعا لها رسول الله فأبى أن يأتيه إلا أن يسلم وكره عقبة أن يتأخر عن أشراف قريش فأسلم ونطق الشهادتين فأتاه رسول الله وأكل من طعامه أتدرون ماذا حصل بعد ذلك كان خليله إي خليل عقبة أمية غائب عنه بالشام فلما علم بإسلامه بات غضبان وعندما جاء عقبة ليحيه رفض الرد عليه فقال عقبة لماذا لا ترد علي التحية فقال كيف أرد عليك التحية وقد صبوت إي (أسلمت) قال عقبة نعم ثم قال رأيت عظيما ألا يحضر طعامي رجل من أشراف قريش فقال أمية لعقبة وجهي من وجهك حرام إن لقيت محمدا قال أبو معيط فما يبريء صدرك إن أنا فعلته ؟فقال له خليله لا أرضي حتى ترجع وتأتيه في مجلسه فتبزق في وجهه وتشتمه بأخبث ما تعلم من الشتم وتطأ عنقه وتقول كيت وكيت ففعل عدو الله ذلك إرضاء لخليله ولما بصق عدو الله فى وجه رسولنا الكريم رجع بصاقه فى وجهه وشوى وجهه وشفتيه حتى أثر فى وجهه وأحرق خديه ،فلم يزل أثر ذلك فى وجهه حتى قتل فنذر النبي قتله فلما كان يوم بدر أنهزم المشركين وكان ضمن الأسرى فأخذه رسول الله أسيرا فى سبعين من قريش وقدم إليه أبو معيط :فقال أتقتلنى من بين هؤلاء قال نعم بما بصقت في وجهي فأنزل الله الآيات في أبي معيط قال تعالي(ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتنى اتخذت مع الرسول سبيلا )فقتله رسول الله يوم بدر وقتل أيضا خليله أمية في المعركة ،فلنتظر أثر صديق السوء أبو معيط نطق الشهادتين ثم أرتد بعد ذلك ومات على الكفر والشرك ويخلد في النار بسبب صديق السوء أمية وهذا الفعل يشبه الإنسان الذي يكره صديقه في الصالحين فيترك دينه ويتبعه والرسول يقول "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ولذلك يتضح لنا أضرار جليس السوء فجليس السوء مضرة على صاحبه من كل وجه وشؤم عليه في الدنيا والآخرة 1- قد يشكك في معتقداتك الصحيحة ويصرفك عنها 2- يدعو جليسه إلى مماثلته في الوقوع في المحرمات والمنكرات 3- إن المرء بطبيعته يتأثر بعادات جليسه وأخلاقه وأعماله فقد قال صلى الله عليه وسلم :"المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل"رواه أبو دواد وقد قيل إياك ومجالسة الشرير فإن طبعك يسرق من طبعه وأنت لا تدري " 4- رؤيته تذكر بالمعصية سواء كانت ظاهرة عليه أو خفية وكنت تعرف ذلك منه فتخطر المعصية في بال المرء بعد أن كان غافلا أو متشاغلا عنها . 5- أنه يصلك بأناس سيئين يضرك الارتباط بهم وقد يكونون أشد انحرافا وفسادا. 6- أنه يخفى عنك عيوبك ويسترها عنك ويحسن لك خطاياك ويخفف وقع المعصية في قلبك ويهون عليك التقصير في الطاعة وغيرها من الأضرار الكثيرة التى لا يسع الوقت لسردها حتى نكون رفقة في الجنة قبل ذلك لابد أن نكون هنا رفقة في الدنيا على طاعة الله والبعد عن معصية الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتواصى بالحق والصبر بعد ذلك فى يوم القيامة نرى بعضنا بعضا لاجتماعنا على طاعة الله والبعد عن معصيته فنسأل الله أن يحسن خواتيمنا وأن يجمعنا بالصالحين والمقربين في جنات النعيم . الوقفة كاملة
٧٣ الغزو الشيوعي الإلحادي: تمكّن هذا النوع من الغزو الفكري من السيطرة على ذوي النفوس الضعيفة وأصحاب الإيمان الضعيف أيضاً وذلك نتيجة سوء التربية والجهل المتفشي. يلجأ الغزاة إلى التعمّق في أمة ما يستهدفونها، ودراسة تاريخهم وحاضرهم واكتشاف نقاط الضعف واستغلالها ومواطن القوة والعمل على إضعافها وزعزعتها بالاعتماد على وسائل غير مباشرة في ذلك، بتلبية شهوات الإنسان، واستباحة كل ما هو ممنوع ومحرّم، وإقناعه بالتدريج بالتخلّي عن أخلاقه وعاداته وتقاليده تحت بند الحضارة والحرية الشخصية. تمجيد اللغات اللاتينية وإضعاف اللغة العربية، الرغبة بإرجاع الشعوب المسلمة إلى زمن الجاهلية، إجبار غير مباشر لدور التعليم على وضع كتب المستشرقين بيدي الطلبة، القضاء على تاريخ الإسلام وعظماءها، تهميش جهود العلماء المسلمين العرب. الوقفة كاملة
٧٤ إرهابيًّا أو مُؤَدِّيًا للإرهاب ؛ لأنّه – العمل العام الذي يقوم به المسلمون – في >أيدٍ غير مأمونة< ؛ لأنها هي الأيدي المسلمة ! بينما يفرض الحظر على ذلك ، يسمح للجمعيات الخيرية غير الإسلامية . المسيحية واليهودية والعلمانية لتعمل في البلاد الإسلامية وغير الإسلامية في حريّة تامة ؛ حتى تتمكن – وفعلاً تتمكن – من التبشير بالمسيحية والدعوة للهيودية بكل حيلة ممكنة ؛ فكم من جمعيات مسيحية وغير مسيحية تعمل في كل من أفغانستان والعراق . وقد تواتر الأنباء الموثقة بتحركات الجمعيَّات والمنظمات الصهيونية في العراق بصفة خاصّة ، وعملها على تقتيل العلماء والمهندسين ، والأطباء والفنيين ، وعلماء الدين من السنة ، بغيةَ تفريغ العراق من النخبة المثقفة التي قد تتحرك فيما بعد انسحاب كابوس الاحتلال الأمريكي الصليبي الصهيوني من أجل النهوض به – العراق – نهضة ثقافية شاملة . 9- يُحَرِّضُ ويقوم بالإساءة الشديدة إلى كل من نبيّ الإسلام محمد ﷺ ، وكتابه وأحكامه وشريعته ، تستّرًا بمبدإ الحرية : حرية الرأي والتفكير . وكلما احتجّ المسلمون ضدّ ذلك وصفوه بضيق الأفق والهمجية والبداوة وعدم تحمّل الرأي المخالف وعدم التحضّر وما إلى ذلك من نعوت سيئة . ولكي يستاؤوا بصفة أكثر وأشدّ، يعيدون الإساءة والسخريّة ؛ حتى يستنفدوا قواهم الفكرية وكثيرًا من أوقاتهم وأموالهم في أمور جانبية ، ويتشاغلوا بها عن شؤونهم المصيرية الكثيرة . 10- يدعو إلى تحرير المرأة . وتحريرُها معناه عند الغرب : السفور والاختلاط والتمرد على الرجال ، وعدم الطاعة للزوج ، ورفض تعدد الزوج للزوجات ، ومساواتها مع الرجل في كل من الإرث والشهادة ؛ بل تفضيلها على الرجال في كثير من المجالات ، ثم اجترارها تدريجيًّا إلى الزنا وممارسة العلاقة الجنسية مع غير زوجها، بحجة الحرية الشخصية المزعومة التي يجب – كما يزعم الغرب – أن تكون مصونة ومكفولة!. فاذا رفض المجتمعُ الإسلاميُّ ذلك كله منطلقًا من مقتضى دينه ، يسارع الغرب إلى وصفه بأنه يظلم المرأة حقَّها ، وأنه يسلبها حريتَها، وأن الحقوق الإنسانية لها غير مكفولة لديه ، وأنها تعاني اللاعدل وهضم الحقوق والحالةَ التي تدعو للرثاء . 11- بجج واهية لاتستند إلى أساس يشنّ الغرب – وتقوده أمريكا – هجومًا عسكريًّا على الدول الإسلامية إحدى بعد الأخرى ؛ فلا يكتفي بتقتيل شعوبها المسلمة وإبادتها الجماعيّة، وإنما يزرعها بالويل والدمار ، ويغتصب نساءها، ويعتقل البقية الباقية من شبابها ، فيعذّبه في السجون السرّيّة وغير السريّة تعذيبًا تقشعر لهوله الجلود ، ولم يعرفه الإنسان في رحلته التأريخية الطويلة . والعذابُ يشمل كلاًّ من أساليب العقاب الجسدي والنفسي والعقدي . وما حديث >أبي غريب< و >غوانتانامو< ببعيد ، فتعذيباتهما لاتزال حديث المجالس والنوادي . ولايزال المطلقو السراح من غوانتانامو يروون فظائع لايكاد الإنسان يسمعها حتى يُغْشَى عليه من تصوّر الهول؛ حيث يتناول الجنود الأمريكان الموكلون بتعذيب المسجونين المسلمين المصاحفَ بالتبوّل والتمزيق . ويشتمون الإسلام ، ويسبّون النبيّ ﷺ، وعند حلق لحى الشباب المسلم يقولون له : إنّه يلتذّ بحلقها التذاذاً لا يلتذه بأيّ شيء ، ويطلقون إليهم بعض النساء العاريات المدمنات للفاحشة ، لكي يحرضنهم على ممارسة الفواحش، ويُنْصَبون على رؤوسهم ، وتُضَاء الأنوار الباهرة ليلاً ونهارًا في زنزاناتهم حتى لايناموا ويتأذّوا كثيرًا ، وتطلق عليهم الكلاب المروّضة المخيفة ، ويُرْغَمون على ممارسة الشذوذ الجنسيّ فيما بينهم كما يُمَارِس الجنود الأمريكان أنواعًا من الفواحش معهم ، وفي هذه الحالة تُلْتَقَطُ صورٌ لهم، ويزفها الجنودُ الأمريكانُ إلى أصدقائهم في أمريكا لكي يُسَرُّوا >بشجاعتهم< على تعذيب المسلمين >الإرهابيينمن الثروة إلى القوة< الفصل الأوّل) . وأكّدت مصادر عليمة عديدة أن التفجيرات كان من ورائها الصهاينة الذين خلّوا المبنى يوم الحادث قبل وقوعه؛ لأنهم كانوا على علم بذلك؛ حيث هم الذين نفّذوه . والدليلُ على ذلك كثير ومتنوع ، وأجلى الدلائل أن الدولة الصهيونية أمرت قواتها بعد ذلك فورًا بالقيام بمجزرة واسعة النطاق ضد الفلسطينيين ، وفي يوم التفجير وفي الرياض يوم 12 مايو 2003م ، وسارعت في اليوم الثاني بمجزرة ، وعزّزتها في اليوم التالي . 14- وكلُّ شيء يفسد على المسلمين دينَهم، أو ثقافتَهم ، أوحضارتَهم ، أو يشوّه سمعتَهم ، أو يُقَبِّح تاريخَهم ، يسرّ الغربَ وأمريكا . وكلُّ شيء يسرّ المسلمين يؤذيهم ويجعلهم يتقلبون على أحرّ من الجمر. ولكي يفسدوا على المسلمين مقومات دينهم ومقدرات حياتهم يسلكون كلَّ سبيل يرونه ينفعهم. ولا يكتفون بالقول أو بالفعل ، وإنما يجمعون دائمًا بينهما؛ حتى تأتي الضربة قاصمةً وتأتي الرمية مميتةً. وقد صدق ربّنا تعالى إذ قال في كتابه الخالد: >وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنْكَ الْيَهُوْدُ ولاَ النَّصَارَىٰ حَتّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ< (البقرة/120) . وهكذا الباطل دائمًا يظلّ في صراع مع الحق بصور شتى وأساليب كثيرة ، حتى ينتصر الحق انتصارًا نهائيًّا . والمطلوبُ من أتباعه أن لايُعَالَ صبرُهم ، ولايستسلموا وينهزموا؛ فإنّ النصر لقادم صور شتى وأساليب كثيرة اتر الأب. ألا وإن النصر مع الصبر ، فيما يرويه عبدُ الله بن عباس – رضي الله عنهما – عن النبي ﷺ . الوقفة كاملة
٧٥ ملتقى الخطباء الكل كلمات البحث ملتقى الخطباء English English تسجيل دخول تسجيل دخول إنشاء حساب إنشاء حساب الرئيسية الرئيسية ركن الخطب ركن الخطب الملتقيات الحوارية الملتقيات الحوارية المقالات الخطابية المقالات الخطابية الكتب والمقالات المكتبة الخطابية الملفات العلمية الملفات العلمية portal.scientific_discoveries الكشاف العلمي مشاريعنا مشاريعنا الأسئلة الشائعة الأسئلة الشائعة الحرية للمرأة في الغرب هي من عبودية الديمقراطية فريق النشر - ملتقى الخطباء تاريخ النشر : 2022-10-11 - 1444/03/15 التصنيفات: مقالات الملفات العلمية Noto Arabic Naskh Aa نسخ المادة طباعة اقتباس الحرية للمرأة في الغرب هي من عبودية الديمقراطية دكتور حازم بدر - فلسطين لا يشك عاقل أن الغرب الديمقراطي ينقم على المرأة المسلمة في ظل ما أعطاها الإسلام من منـزلة رفيعة, ويريد أن يفسدها حتى يفسد حياة المسلمين ويوهنها لأن المرأة هي أساس في هذه الحياة, فهي الأم الحنون, والزوجة الصالحة, والأخت الفاضلة, ومن مدرستها الحقيقية يتخرج الأبطال, وتتربى الأجيال، ومن هنا كانت برامج وخطط المفسدين موجهة إلى هذا الكيان القوي الطاهر لزعزعته وتحطيمه, حتى يرسخ في المجتمع المسلم الأنموذج الغربي عن المرأة, وحتى يستطيع الغرب ترويج بضاعته الهابطة عندنا, وحتى تكرس المفاهيم المغلوطة في حياة المسلمين. ولا شك أن كل الضجة والإثارة اليوم حول المرأة المسلمة بالذات, وكل المؤتمرات والدعم المالي والبرامج للمطالبة بحقوق المرأة, ليس لأن المرأة في الإسلام مسلوبة الحقوق في الحقيقة, لكن القضية هي أن المناداة بحقوق المرأة ليس إلا جزء من حملات فكرية ثقافية وسياسية مدروسة ومبرمجة, يقودها الغرب في بلاد المسلمين منذ أن هدمت دولة الخلافة حتى يحرفهم عن دينهم وعن وعيهم على قضاياهم, ما يسهم في استمرار ترديهم وعدم نهضتهم. إن المرأة المسلمة باتت تحسد اليوم على كثرة الاهتمام بها, لكن المؤسف أنها اليوم تطحن ظلماً بين من يزعمون إنصافها بإبعادها عن موقعها الذي رسمه الإسلام لها وذلك خدمة للغرب, وبين أدعياء الإسلام الذين يستشهدون بالآيات والأحاديث ويكررونها جهلاً في غير سياقاتها وبعيداً عن معناها؛ فيظلمون المرأة باسم الدين مثل (الرجال قوامون على النساء), و(النساء ناقصات عقل ودين) و(ليس الذكر كالأنثى), وآيات الميراث والشهادة وغيرها. وهكذا تضيع المرأة, في غياب الوعي الصحيح عن وضع المرأة في المجتمع في نظام الإسلام وعن علاقتها بالرجل, تضيع بين من يظن جهلاً أن قوامة الرجل على المرأة تعني أن الرجل أفضل, وأن المرأة إنسان من الدرجة الثانية, وأن المرأة وجدت للإنجاب فقط, وبين من يطالب من المتفيقهين والعلمانيين والمضبوعين بالثقافة الغربية, من أدعياء العلم من أبناء جلدتنا, بإعادة تشكيل العقل المسلم, وحتى مراجعة نصوص الإسلام بحجة موافقة العصر والتجديد والتحديث, لإنصاف المرأة وإلغاء التمييز والعنف, وغيرها من الاتهامات الغبية الزائفة التي تلصق عن خبث بالإسلام. إن المنادين والمتباكين على ما يسمى حقوق المرأة عندنا, إما جهلة بما يقوله الإسلام عن دور المرأة العظيم, وإما مجرمون خبيثون, وأصحاب أجندة فكرية وسياسية هدفها ترسيخ أنموذج أسيادهم من الغربيين عن المرأة حتى يظل المسلمون تائهين. لقد مللنا من الكتابات العلمانية الخبيثة, ومن الإعلام المضلل المأجور في بلاد المسلمين الذي ينادي بتحرير المرأة وإعطائها ما يسمى حقوقها, ويتهم مجتمعات المسلمين بالتقصير في حق المرأة. إن المطالبة بحقوق المرأة على الطريقة الغربية مؤامرة مكشوفة هدفها إفساد المرأة المسلمة, وجعلها تقترب من نموذج المرأة الغربي المنحط. أما من يسير في هذه المؤامرة فهو يحاول تضليلاً أن يظهر نفسه أنه يريد النهضة والحرية للمرأة -حسب زعمه- من رجعية ديننا, وعقد تقاليدنا, وتسلط آبائنا وأزواجنا, ودكتاتورية مجتمعاتنا. وهؤلاء انتفضوا, دجلاً, للاهتمام بشؤون المرأة, مدعين خوفهم على حالتها النفسية والصحية, وأنهم يخشون عليها الكبت الديني والعرفي, وأنهم يريدون لها أن تثق بنفسها, والتمتع بشبابها, والتعبير الحر عن رأيها, وإبداء مفاتنها, لإبعادها عن طهرها وعفتها, تحت شعاري الحرية والمساواة الخبيثين, حتى إنهم تجرؤوا على جزئيات الدين, بمساعدة حكام السوء وتشريعاتهم, حيث أصبح الزنا ليس بجريمة في بعض البلدان الإسلامية كتركيا, وحظر الحجاب في تونس, وصار من حق المرأة المسلمة أن تتزوج بكافر في ضوء القوانين المدنية, وغير ذلك من الجرائم. ومن أجل أن يتم اختراق حصن المرأة المسلمة, تتدفق الأموال من الغرب وبسخاء, وتنشأ الجمعيات النسوية التي توزع وسائل منع الحمل, ليس فقط على المتزوجات ولكن على الفتيات المراهقات، وتيسر لهن الإجهاض وبالمجان, وتعقد الندوات والمحاضرات, التي تدعوهن إلى عدم التفكير في مشروع الزواج لأنه يقف في طريق طموحهن وأحلامهن في العيش بحرية على طريقة نساء لوس أنجلوس ولندن وباريس, وتقدم لهن البعثات الدراسية إلى دول الغرب قبل الرجال, وتصاغ المناهج الدراسية والندوات والبرامج الإعلامية لتخرج فتيات مهيئات ومقتنعات بالفكر الحر والاختلاط الذي يفضي إلى الفاحشة, ومساواة المرأة مع الرجل في كل شيء, واحترام إباحية الحضارة الغربية, والتمرد على العائلة والمجتمع, والتبرج, وكشف العورة في الحياة العامة, وتحدي الأحكام الشرعية المتعلقة بالطلاق والميراث, وتعدد الزوجات, ولباس المرأة, والعمل في مهن تحط بهن كعرض الأزياء والدعايات الإعلامية الفاضحة, كل هذا وأكثر يحصل في بلاد المسلمين بدعم من المنظمات الدولية, وتحت أعين الحكام المجرمين على أساس أنه جزء من الحضارة والديمقراطية وحرية المرأة!؟ وهكذا تصدر الكافر المستعمر وأذنابه, من أبناء جلدتنا, هذه الحملة الشرسة, ونادوا بحقوق المرأة وكأنها في الإسلام بلا حقوق وأقل درجة من الرجل, هؤلاء أرادوا المرأة المسلمة كالمرأة الغربية. فهل حقاً إن المرأة الغربية محترمة الحقوق حتى تسعى نساؤنا سعيها؟ أم أن المطلوب هو النفاذ إلى حياة المسلمين, وتدمير الأسرة المسلمة, بإفساد نسائها, وبالتالي إفساد الجيل المسلم بأكمله؟ والجواب ببساطة: إن حال المرأة في الغرب حال كارثي أحط بها, وجعلها سلعة تستخدم ببشاعة من قبل المجتمع الديمقراطي العفن, ولا وجه للمقارنة بين منـزلة المرأة الراقية في الإسلام, وبين حالها المتردي في ظل الحضارة الغربية. ولكن قبل الحديث عن حال المرأة المزري في ظل حضارة الغرب الفاسدة, لابد من الانتباه إلى القضايا التالية: 1- إن الحرية في الغرب معناها إباحية المجتمع, وتحرره وتحلله من كل القيم التي ترفع من شأن الإنسان. إن الحرية والحقوق التي ينادى لها للمرأة المسلمة هي أن تصبح كشأن المرأة في الغرب منفلتة من أية ضوابط أخلاقية, وسلعة يستغلها المجتمع أبشع استغلال. إن أبرز ما يسميه الغرب حرية المرأة هو انقيادها وراء ادعاءات جوفاء, وشعارات ساذجة أزالت ما تبقى لديها من الحياء, ونزعته منها, محاولة في كل ذلك إعطاءها (حقوقها.) هذه الشعارات التي سعت جاهدة إلى تشويه صورة المرأة, ودورها الحقيقي في الحياة. ولا شك أن الهجمة الفكرية الغربية من خلال الإعلام والمناهج في بلاد المسلمين سهلت الصعب, وهيأت الأمر في استغلال المرأة, لهدم أفكار وأحكام الإسلام. يقول المبشر (زويمر) "ليس الغرض من التبشير التنصير فقط, ولكن تفريغ قلب المسلم من الإيمان, وإن أقصر طريق لذلك هو اجتذاب الفتاة المسلمة بكل الوسائل الممكنة, لأنها هي التي تتولى عنا تحويل المجتمع الإسلامي, وسلخه عن مقومات دينه". ويكشف د. هنري ماكو, وهو استاذ جامعي, وباحث متخصص في الشؤون النسوية زيف ادعاءات تحرير المرأة, ويصفها بالخدعة إذ يقول "تحرير المرأة خدعة من خدع النظام العالمي الجديد, خدعة قاسية أغوت النساء الأميركيات, وخربت الحضارة الغربية." 2- إن التشويه المتعمد والانحراف الحاصل عن الإسلام في كل مفاصل الحياة اليوم, ومنه علاقة الرجل بالمرأة, يجعل المضبوعين بالثقافة الغربية ومن يحاربون الإسلام خدمة للغرب في بلاد المسلمين يحاكمون نظام الإسلام الصحيح ويلصقون التهم به, ولا يعون أن إساءة التطبيق للإسلام اليوم لا يجوز أن يكون حكماً على مبادىء الإسلام الخالدة, التي وضعت المرأة في أرقى مكانة, وأعطتها أسمى دور. وإن أية مقارنة بين حال المرأة المسلمة بالمرأة الغربية اليوم, في ظل غياب الفهم الصحيح, والنظام الصحيح عن الإسلام ليس عادلاً, لأن المرأة المسلمة (كما الرجل) مظلومة اليوم بسبب فرض قيم الحضارة الغربية عليهما, وتقصيرهما في الأخذ بأحكام الإسلام, وليسوا مظلومين لأنهم لم يلحقوا بالحضارة الغربية. كما أن كثيراً من أبناء المسلمين اليوم, وللأسف, يجهلون مفاهيم الإسلام الراقية عن المرأة والرجل, لأن الإسلام الصحيح ببساطة لا يطبق في مجتمعنا. ولأن الغرب, ومن أمامه أنظمة الحكم في العالم الإسلامي, يفرضون ويكرسون النمط الغربي في النظرة والسلوك, من خلال البرامج الثقافية والإعلام, فإنه يراد أن يظهر أن حال المرأة في الغرب هو الصحيح والرائد والرائع, مع أن هذا غير صحيح. إن المرأة في الإسلام - كما الرجل- لا نظام ولا دولة لهم, ترعاهم, وتدافع عنهم, وتظهر عظمتهم, وعظمة تمسكهم بدينهم. إن نساء ورجال المسلمين مطالبون أن يعرفوا أكثر عن حالهم في ظل أحكام الإسلام, حتى يعو أن دينهم رفعهم, وجعلهم في أسمى منـزلة, كما أن دراسة ومناقشة دور المرأة المسلمة يعتبر أمراً مهماً لكل مسلم, لأنه أولاً: يوضح ويصحح العديد من الأفكار التي يحملها غير المسلمين عنا, وثانياً: لأن بعض المسلمين يعاملون نساءهم معاملة خاطئة جاهلة باسم الدين, في حين أن واقع أعمالهم هو نتيجة لعادات ثقافية وقبلية بالية, لا علاقة لها بالإسلام. 3- إن الإعلام المضلل, في الغرب والشرق على السواء, يدأب ويحرص على إظهار صورة نمطية سيئة عن المرأة في الإسلام, عن طريق إظهار أنها مضطهدة ومقموعة من الأب أو الزوج, كما أن أغلب النقاشات حول المرأة المسلمة تتصف بسلبية مقصودة, تصور المرأة على أنها مختنقة من حجابها, ومجبرة على الزواج, وأن حريتها لا تتعدى مطبخها, وذلك لإلقاء اللوم على نصوص الشريعة, وإلصاق التهم بالإسلام, وبالتالي يسهل عليه المناداة كذباً بشعارات من مثل (أصلحوا أوضاع المرأة,) و(حرروا المرأة من تسلط الرجل,) و(إلى متى تظل المرأة حبيسة المنـزل.) مثال ذلك ما تحرص الـ(CNN) على بثه بين الفينة والأخرى, من ضرب أحد الرجال لزوجته المنقبة في أحد شوارع كابول. وكأن هذا المشهد الذي يراد زرعه في أذهان الناس هو ما ينادي به الإسلام ويمثله في الحقيقة. إن هذا الإعلام المجرم, وفي غياب إعلام إسلامي حقيقي ومبدئي, يفعل فعله في تشويه صورة الإسلام وأحكام الإسلام العظيمة. وبالمقابل فإن الإعلام الغربي والشرقي التابع له لا يظهر شيئاً من الجرائم الكثيرة والبشعة في حق المرأة في الغرب, لأنه ببساطة مهيمن ومضلل. كما أن ما يصلنا من إعلام غربي عن المرأة في بلاد الغرب, لا يعبر عن الواقع عندهم, وما يظهر فقط بهرجة زائفة تظهر قطاعاً بسيطاً من حسناوات السينما المتحررات, رمز الجنس والإثارة, أما حال غالبية النساء هناك, وما يعشن فيه من شقاء, وما يكابدنه من أحوال, فلا يظهر منه شيئاً. 4- إن البون شاسع شاسع بين أحكام الإسلام وما تحققه من رفعة للمرأة, وبين ما تفرزه الحضارة الغربية من شقاء وتعاسة وضنك للمرأة, ولا مجال للمقارنة بين أحكام الله وأحكام البشر التي أحطت بالمرأة. أما عن حال المرأة المزري في ظل الحضارة الغربية, فهاكم نماذج من حياتها المتردية الكارثية: 1- الحضارة الغربية لم تحرر المرأة لأهداف إنسانية, وإنما لاستغلالها في تطوير المنتجات وتسويقها, ولقد استغل في ذلك جسد المرأة, وحولت المرأة نفسها إلى سلعة جنسية تساهم في الترويج للسلع بإغراء المستهلكين, بالإضافة إلى تطوير المنتجات التي تتعلق بالمرأة, أو بالعلاقة بين الرجل والمرأة, ابتداء من العطور ومواد التجميل والأزياء حتى المنشطات الجنسية. والحضارة الغربية تعتبر أن إظهار مفاتن المرأة يعني الحرية, ولذلك أصبحت صناعة التسلية الغربية تعتمد بشكل أساسي على جسد المرأة العاري, ولا غرابة في ذلك, فقد أوضحت دراسة لجامعة هارفارد قدمتها للكونجرس أن 90% من الصور الموجودة على الإنترنت إباحية. إن هذه الحضارة قد حررت جسد المرأة, ولم تحرر عقل المرأة, أو روحها, ولم تتعامل معها كإنسان كرمه الله. وهكذا فإن الغرب ينظر للمرأة على أنها سلعة للانتفاع, فهو لا يرى فيها إنسانيتها, بل يرى أنوثتها فقط, ويسعى لاستغلال هذه الأنوثة عبر استثمارها في أعمال تمتهن كرامتها, كعارضة للأزياء أو راقصة, أو كصورة مخزية فاضحة على منتج تجاري, ولذلك فإن أكثر ما يهم المرأة, في ظل هذه الحضارة المتهالكة, هو أن تكون مثيرة جنسياً, من أجل إغواء الرجال. وهذه الصورة عن المرأة في الغرب, تكرست مع تزايد نفوذ الصهيونية عندهم, حيث استخدمت الصهيونية المرأة في التجسس والإغراء وصنع الفضائح وإجبار الكثير على الخضوع لها, وقد ساهم هذا في فرض نموذج المرأة المثيرة جنسياً, وغير الملتزمة بالأعراف والتقاليد المجتمعية, وذلك للتقليل من تمسك المجتمعات بثوابتها الحضارية والأخلاقية. إن استخدام الحضارة الغربية المرأة كسلعة جنسية لا يمكن أن يوصف بأنه حرية, بل امتهان لكرامة المرأة, وعرضها وشرفها, ويشيع الفاحشة, ويحط من قدر المرأة. 2- إن أكثر ما يقلق المرأة في الغرب هو شكلها, لذلك لا ترضى النساء ولا المجتمع بمن كان حظهن من الجمال قليلاً, ولذلك تفرط المرأة هناك في استخدام منتجات التجميل, وتلجأ إلى الكثير من عمليات التجميل التي حولتها إلى مسخ, يدفعها إلى ذلك نظرة المجتمع لها وشركات التجميل والأزياء, ومن أجل أن تظهر المرأة مثيرة ومرغوبة من الرجال فإن الكثيرات من فتيات الغرب يمنعن أنفسهن عن الأكل وباستمرار حتى يضعفن, ما يسبب لهن هزالاً دائماً يؤدي في أحيان كثيرة إلى الموت, حيث باتت هذه ظاهرة مرضية عندهم تسمى أنوريكسيا ((Anorexia، لكن الذي يحصل هو أنها مع تقدم العمر, تفقد أنوثتها, ولا يهتم المجتمع بها, لأنها عندئذ تثير عنده النفور ويلفظها بعد أن استخدمها في زمن الصبا, فينعكس ذلك على نفسيتها فتصاب بكثير من الأمراض النفسية؛ لأن دورها ببساطة انتهى. وعندما تكبر المرأة في الغرب, فإنها تترك وحيدة لا يهتم بها أحد, حتى لو أنجبت أولاداً, تنتظر بطاقة تهنئة في عيد الأم إن جاءت. لقد أصبحت دور المسنين في بريطانيا أكثر من المدارس. 3- إن الحضارة الغربية حضارة إباحية بامتياز يتفشى فيها الزنا كالنار في الهشيم, حضارة يستطيع فيها الرجل أن يعاشر الكثير من النساء, حتى لو كان متزوجاً, ما أدى إلى انتشار الأمراض الخطيرة المهلكة, واختلاط الأنساب حين تحمل النساء سفاحاً من عابري الطريق, وفي أحدث إحصائية في بريطانيا, وأميركا, فإن حوالى ثلث المواليد هناك هم أبناء زنى, وفي فرنسا فإن الرقم تجاوز الـ40%. وفي إحصاء تم في 1994م وجد أن المرأة الفرنسية تنتقل في حياتها بالمعدل بين أحضان 17 رجلاً بين زوج وعشيق. كما تتفشى في دول الغرب ظاهرة زنا المحارم والعياذ بالله, وبمعدلات تفوق الخيال, وفي غياب أية ضوابط وقيم وأخلاق، يساعد في هذا مستوى التعري في المجتمع, الذي يشجع ويدفع الجميع للزنا وفي كل مكان ووقت. 4- وبسبب هذه الإباحية الجنسية, فلا قيمة لفكرة الزواج هناك, وفكرة الزواج ليست ملحة, ولماذا يتزوجون, وهم يتزوجون كل يوم امرأة في الملهى والمدرسة والنادي والشركة وغيرها, ثم يرمونها كعلبة الكوكاكولا الفارغة ؟ وحتى إن حصل زواج, فكثير منه نهايته الطلاق, كيف لا والرجل يمكن أن يخون زوجته مع من يشاء كل يوم, فترد له الزوجة الصاع صاعين, وتخونه وبالجملة في غياب القيم والأخلاق عندها وعنده. إن المجتمع الغربي غابة رذيلة لا قانون فيها. والأنكى من ذلك أن المرأة التي لم تعد تثق بالزواج, وتعيش فراغاً بسبب عيشها لوحدها, أصبح بإمكانها أن تكون أسرة تقوم عليها, وعلى نطفة رجل يمكن أن تشتريها من بنك الحيوانات المنوية, دون الحاجة إلى رجل في الأصل؟! كما بات للمرأة أن تتزوج من المرأة في غير دولة غربية وبمباركة القانون والكنيسة الذي يسمح بالشذوذ ويسمح بعقد مهرجانات له. إن الحضارة الغربية تبيح تعدد الخليلات, تحقيقاً للمتعة الجسدية خارج إطار الزوجية, ما جعل الرجل غير ملتزم بأية واجبات نحو المرأة, فهو يستطيع أن يرحل ويتركها لتواجه مصيرها المؤلم حتى لو حملت منه, ولذلك انتشرت ظاهرة النساء اللواتي يجهضن, أو يقمن بتربية الأبناء وحدهن دون أب. 5- والغرب بشكل عام تخلى عن شكل الأسرة الطبيعية التي تحن إليها كل امرأة, ما شكل مشكلة سكانية حقيقية في المجتمعات هناك وتحولها إلى الشيخوخة. إن كثيرات من نساء الغرب يعشن اليوم لوحدهن, فلا والد يتكفل بالرعاية والإنفاق, ولا زوج حنون يحميها وينفق عليها ويحافظ على عرضها وشرفها, ما أدى إلى تفشي ظاهرة العيش مع الحيوانات الأليفة التي تؤكد كثير من النساء أنهن بديل أفضل من العيش مع الرجال. إن الغالبية الساحقة من البنات المراهقات في دول الغرب يتركن بيوتهن للعيش في الحرام مع أصدقائهن, ومع رجال من سن آبائهن متى شئن, ولا يستطيع آباؤهن أن يفعلوا شيئاً, لأن القانون يحميهن. 6- تؤكد الدراسات في الغرب أن المرأة عندهم يبدأ استخدامها جنسياً ويعتدى عليها جنسياً وبمعدلات مخيفة منذ سن صغيرة, كيف لا وكثير من المدارس في أميركا وأوروبا توزع حبوب منع الحمل والعوازل الجنسية على الطلبة. في فرنسا وحسب الإحصاءات فإن ثلث الذكور ارتكبوا فاحشة الزنا منذ سن 14. 7- إن التعري والإغراء, وكشف الأجساد, يعتبر قضية مصيرية في فكر العلاقة بين الرجل والمرأة في الغرب الديمقراطي, فإذا أرادت شركة أن تروج لسيارة مثلاً, تجد المرأة المتعرية التي تقف إلى جانبها جزءاً من التسويق, ويمكن أن تكون جزءاً من الصفقة, وإذا أرادت شركة اتخاذ سكرتيرة, فلا بد أن تكون شقراء ومثيرة, وهكذا. كل هذا تعكسه سينما هوليود تجسيداً للصورة التي يراد أن تكون عن المرأة. ومن دواعي السخرية فإن صناعة التسلية (الرذيلة) في هوليود تطلق على الشقراء المثيرة (الشقراء الغبية) لأنه لا يهم فكرها ووعيها. 8- المرأة الممتهنة في الغرب لها سعرها, ولهذا أصبحت المرأة يتاجر بها بين الدول, من أجل استغلالها أبشع استغلال, والإحصاءات حول تجارة النساء بين أوروبا وأميركا مخيفة, وتقشعر لها الأبدان. كما أن هناك شركات متخصصة في توفير النساء لمن يرغب. وقد أشارت دراسة حديثة إلى أن كثيرات من طالبات الجامعات في فرنسا يوفرن أقساطهن الجامعية من خلال عملهن كمرافقات للرجال الذين يدفعون, ناهيك عن امتهان أعداد كبيرة من النساء للدعارة في غير بلد غربي, ففي أميركا مثلاً, فإن أكثر من مليون امرأة تمارس ذلك رسمياً. 9- تؤكد الدراسات الغربية أن المرأة عندهم لا تعطى أجراً مساوياً للرجل, وأنها تستغل جنسياً في أحوال كثيرة أثناء العمل. والحاصل هو أن المرأة في الغرب يجب عليها أن تعمل إن أرادت الحياة, وليس مطلوباً من أي رجل -والد أو أخ أو زوج- الإنفاق عليها, كما في نظام الإسلام, ما يجعلها تمتهن وتستغل في أحيان كثيرة حين تعمل من أجل قوت يومها. فالمرأة هناك تعاني من عدم قدرتها على إنشاء أسرة تلعب فيها دور الأم الحقيقي, فالحضارة الغربية تعمل على تهيئة المرأة للعمل والخروج من بيتها, لا لتكون ربة بيت. يقول ألكس كاريل, وهو أحد رجال الفكر في الغرب, الحائز على جائزة نوبل, "أليس من الغريب أن برامج تعليم البنات لا تشتمل, بصفة عامة, على أية دراسة مستفيضة للصغار والأطفال وصفاتهم الفسيولوجية والعقلية؟! يجب أن تعاد للمرأة وظيفتها الطبيعية, التي لا تشتمل على الحمل فقط, بل أيضا على رعاية صغارها". 10- المرأة في الغرب تتعرض للعنف من قبل الرجل بشكل يندى له الجبين, كيف لا ولا توجد قيم ولا أخلاق, فمن تحرش عنيف, إلى اغتصاب كامل, إلى ضرب يفضي إلى الموت, على يد الصديق العشيق أو الزوج المخمور. وتؤكد الإحصاءات أن معدلات قتل النساء في الغرب أصبحت أكثر من ظاهرة مخيفة ومرعبة. الوقفة كاملة
٧٦ تحميل آخر عدد الصحيفة ماستر كلاس التلفزيون بريميوم الكلام الجارح! كتاب وآراء ٢٦ ديسمبر ٢٠١٨ 0 تعليق كثير من الناس لا يبالي بكلمات يتفوه بها - بقصد أو عن غير قصد - تسبب الألم للآخرين، وتمسُّ كرامتهم وكبرياءهم، من دون أن يدرك من اطلق هذه الكلمات أن لها أبعاداً كبيرة في نفوس الغير، ربما تنال من سمعتهم وتؤثر في مسيرة حياتهم. فيجب على أي انسان ان يحافظ على هدوئه قبل أن ينطق بكلمات لا يقصدها فعلاً، ويمكن أن تكون جارحة للبعض. فهناك أشخاص فقدوا الثقة بانفسهم عند سماعهم كلاماً فيه ألم، فهو سلاح ذو حدين، مرة يشكل وسيلة ايجابية، واخرى يتحول الى سلاح فتاك، ويدمر العلاقات مع الآخرين.. ويجب أن نتوخى الحذر ونعي أن هناك كلمات ننساها بمجرد أن نتلفظ بها، لكنها تترك الأثر الكبير عند الآخرين. العالم ممتلئ بأناس يحاولون رفع مقامهم بالحطِّ من قدر الآخرين، وهم دائماً يطلقون إهاناتهم في وجه أيٍّ كان، وكم من خلافات حصلت بين الأهل والاصدقاء والأقارب بسبب كلام يجرح مشاعرهم ويؤدي الى الفرقة حتى بين الشعوب.. وكم من آية أو حديث نهانا عن الكراهية بسبب كلمة جارحة تنشأ منها العداوة والبغضاء، والله سبحانه وتعالى أمر بالمودة، والله عز وجل أمرنا أن نختار كلماتنا، بحيث لا نؤذي بها الآخرين، وأن نؤثر إيجابياً فيهم، وهذه الآيات تدل على ذلك، يقول عز وجل: «قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ» [البقرة]. الكلام الجارح هو تعنيف لفظي يؤدي إلى تحطيم شخصية الآخر مثل التهديد او الشتم او الابتزاز، سواء بصوتٍ عالٍ او خافتٍ، فشخصية الانسان لها حدود وحقوق تجب مراعاتها واحترامها. ورد في الحديث عن رسول الله أنه قال في تعريف المسلم: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده».. المسلم مطالب أن يلين بقوله مع أصدقائه أو أعدائه ليزيد المودة ويعمق الألفة والمحبة، ويقطع كيد الشيطان، كما أوصانا نبينا محمد عليه أفضل الصلاة السلام. باختصار: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله - عز وجل - يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي». وكم من كلمة قيلت فرقت بين اخت واختها الى الان وفي شهر المبارك لم يطيب القلب من تلك الكلمة لو لو عدت لاختي لم تعود العلاقة كما كانت في السابق لماذا فضل مني لانها عرضت جسدها لانسان حقير وانا ملتزمة ومحتشمة وهذا درس لك ولغيرك الوقفة كاملة
٧٧ الإضرار عن طريق الإغفال والتضليل ذكرنا فيما سبق: ان الغرب خطط للاضرار بالمسلمين في كل مجالات الحياة، في العلم والصنعة، وفي العدد والعدة، وفي الدين والعقيدة، ولأجل مواصلة الإضرار بهم، زرع في قلب بلادهم، ووسط منطقتهم، اسرائيل الغاصبة لتخلق لهم البلابل والمشاكل باستمرار، وتسبب تضررهم دائماً وأبداً. ولكنه لم يكتف الغرب بذلك كله حتى خطط لاغفال المسلمين والنوم عن مصالحهم، فان من مصلحة كل شعب وأمة ان توفر لنفسها وبيدها ضرورياتها وأوليات حياتها، حتى لا تحتاج فيها إلى غيرها، فإن الاحتياج إلى الغير يولد التبعية، ويفقد الاستقلالية وذلك كما قال الامام أمير المؤمنين (عليه السلام): «احتج إلى من شئت تكن أسيره، واستغن عمن شئت تكن نظيره» بعد ان قال (عليه السلام): «افضل على من شئت تكون أميره»(1). بينما أشاع الغرب في المسلمين ثقافة الكسل والضجر والتقاعس عن العمل، وروج بينهم هذا المنطق الكاذب، الذي يقول: (انا نحن المسلمين والعرب سادة وأشراف، والغرب عبيد واماء، فهم يعملون ويكدحون ويخترعون وينتجون، ونحن نستورد ونستهلك وبفضل أموالنا وثرواتنا فهم عمال ونحن تجار، وهم مستعطون ونحن متفضلون). وبهذا المنطق الخادع أضروا بالمسلمين ضرراً بالغاً، مما أدى إلى تبعيتهم للغرب في كل شيء، بحيث لو اغلق الغرب عليهم أبواب منتجاتهم الزراعية يوماً اختلت حياتهم، وماتوا جوعاً، وهل هناك ضرر يمكن للغرب ان يضر العرب والمسلمين به أكبر من هذا؟ نعم، ان المسلمين على أثر هذه التبعية وعدم استقلاليتهم الناتجة عن اشاعة الغرب في أوساط المسلمين ثقافة الترهل والتقاعس، وترويج المنطق الكاذب: (انهم الغربيون عمال ونحن تجار، وهم عبيد ونحن سادة وأرباب) تراجعوا في كل شيء، وتقهقروا من كل الجهات، واليك مثلاً على ذلك: تضرر البلاد العربية ذكرت المنظمات العالمية تقريراً عن العلماء المعنيين بالبيئة يقول: ان البلاد العربية صالحة من حيث المناخ والمساحة والتربة والماء لأن تستوعب خمسة مليارات انسان، على ان يعيش كل واحد منهم برغد ورخاء، وعائد سنوي كبير، ودخل يومي رفيع، يوفر عليه السكن المريح، والوسيلة الفارهة، والعيش الهنيئ، والرزق الوافر. بينما اليوم على أثر التضليل الغربي، والدعايات المضللة التي أشاعها الغرب في الأوساط العربية، لم يتجاوز نفوس العرب في البلاد العربية عن الثلاثمائة مليون نسمة، وكلهم سوى الطبقة الحاكمة وعشرة بالمائة من الناس، يعيشون عيشة مزرية، ويعانون من سوء التغذية، وعدم السكن، وقلة الرزق، ووعورة الحياة، وانخفاض مستوى الدخل، وغير ذلك من ضنك العيش وصعوباته. خسارة دائمة ومستمرة هذا مع ان هناك تقريرات رسمية أخرى تقول: بان في مصر أياد عاملة كثيرة لكنها عاطلة عن العمل، وفي السودان أراض واسعة وتربة خصبة ومياه كثيرة، حيث النيل الفضفاض يسقي تلك الربوع المستعدة للزرع والضرع، ولكنها متروكة ومهجورة فإذا شغلنا تلك الأيادي العاملة العاطلة في مصر، على زراعة الأرض الخصبة والمستعدة التي بقيت متروكة ومهجورة في السودان، استطعنا ان نوفر من القمح فقط ما يكفي طعاماً لكل البلاد العربية على رمتها. لكن تغافل العرب بل المسلمين كلهم ونومهم عن مصالحهم المخطط لهم هذا التنويم من الغربيين، وترك الأيادي العاملة عاطلة عن العمل، والأراضي الخصبة مهجورة عن الزراعة، وكانت النتيجة: ان أصبحت الشعوب العربية فقراء معدمين، تعساء محرومين، لا رزق لهم ولا طعام، ولا سكن ولا مقام، ولا سعادة ولا هناء. كان هذا بعض ما وصلنا من التقارير الرسمية في خصوص البلاد العربية، وفي مجال طاقاته البشرية المعطلة، وأراضيها الخصبة المهجورة، ومياهها الكثيرة المهدورة، وفي مجال اعتدال مناخها، وسعة مساحتها، وقدرتها على استيعاب خمسة مليارات من البشر، المقصورة بدل ذلك على ثلاثمائة مليون نسمة فقط. وما لم يصلنا من التقارير الرسمية في بقية المجالات الحيوية والهامة، بالنسبة إلى خصوص البلاد العربية، وكذلك بالنسبة إلى عموم البلاد الإسلامية، فهي أكثر بكثير مما وصلنا واطلعنا عليه، وان كان في الذي وصلنا لكفاية في قيام الحجة علينا، وانقطاع العذر منا أمام الله والناس، والتاريخ والأجيال، وذلك كما قال تعالى: (قل فلله الحجة البالغة) (2) فإنه يقال للعاصي يوم القيامة لم عصيت؟ فإذا قال: ما كنت أعلم، يقال له: لم لم تتعلم؟ من وسائل إضرار الغرب بالمسلمين لم يقنع الغرب بالأضرار التي ألحقها بالمسلمين عرباً وغير عرب في مختلف مجالات الحياة، كما لم يكتف بزرع اسرائيل في قلب منطقتهم، ووسط بلادهم، لتشغلهم بالمشاكل التي تخلقها لهم دائماً وباستمرار، حتى أشاع في الأوساط الإسلامية وبتخطيط مدروس وماكر، ثقافة الانحلال والابتذال، والميوعة والفساد، يعني: على عكس ما يدعو الإسلام المسلمين إليه من ثقافة العفة والسداد والصلاح والرشاد، فان الإسلام يدعو باصرار إلى هذه الثقافة الانسانية والتقدمية، ويحذّر وبتأكيد من الثقافة الحيوانية والارتجاعية التي يروجها الغرب، ويسد كل الأبواب والمنافذ المؤدية اليها. ان الإسلام بتعاليمه الحكيمة، وقوانينه الراقية، يفرض الحجاب على النساء ويوجب غض البصر على الرجال، كخطوة أولى في الحفاظ على شخصية المرأة وعفتها، وصيانة اصلاح المجتمع وسداده، ثم يحرم المخالطة والمراودة، والمفاكهة والمصادقة، والنظر بخيانة على كل من المرأة والرجل الأجنبيين، كخطوة ثانية في حراسة حقوق المرأة وتقوية شخصيتها، ورعاية سلامة نظام الأسرة وتحكيم روابطها، فان نظام الأسرة الذي رسمه الإسلام وأطّره بإطار النزاهة والقداسة، لهو خير نظام عرفه التاريخ، وتوصل إليه البشر، واكتشفه العلم الحديث فان العلم الحديث أثبت بالأرقام: بأن أفضل طريقة، وأجمل نظام، استطاع ان يسعد كلاً من المرأة والرجل من حيث الروابط الجنسية والاستمتاعات الجسدية، والعلائق الودية والعاطفية، ومن حيث اشباع الرغبات النفسية والغرائز الجسمية وإرواء الروح والقلب بالحب والمودة، ومن حيث سلامة النسل وطيب الولادة، وإنجاب أولاد سالمين وموفقين، وناجحين وفائزين هو النظام الذي رسمه الإسلام للأسرة والاطار الذي أطرها به، حيث ان هذا النظام يجمع سلامة المجتمع وصلاحه وعفته وسداده، إلى جانب ارضاء كل فرد من أفراد المجتمع رجلاً وامرأة في عواطفه وأحاسيسه، واشباع غرائزه ورغباته، وارواء عطشه الجنسي والنفسي، والروحي والمعنوي إرضاءاً واملاءاً وكذلك إشباعاً وإرواءاً لا يتحقق مثله في أي نظام آخر. إضرارالغرب بنظام الأسرة لكن الغرب رغم اعترافه بهذه الحقيقة الانسانية، وتأييده لهذه التجربة العلمية التي أثبتت صلاحية نظام الأسرة في الإسلام لهذا العصر وأفضليته لكل العصور والأمصار المتحضـــرة، والبشرية المتقدمة، فإنه رغم كل ذلك، أشاع في أوساط المسلمين، وروج بينهم ـ للإضرار بهم ـ ثقافة الميوعة والانحلال، والفساد والابتذال، وذلك بشتى الوسائل، ولطائف الحيل، فحاربوا الحجاب، وشجعوا المرأة على التبرج، وحرضوا الرجل على محاربة الغيرة وتخليه عنها كخطوة أولى لإشاعة ثقافة الانحلال والابتذال. ثم شجعوا كلاً من المرأة والرجل على المصادقة والمفاكهة، وروّجوا بينهم التراود والاختلاط، وحملوهم على تبادل النظرات المريبة والاستمتاعات المحرمة، كخطوة ثانية لتحطيم كيان الأسرة، وتضييع حق المرأة وإفساد النسل، وإهلاك الحرث، وقد تمكنوا من تحقيق أهدافهم الشريرة وتنفيذ مخططاتهم الشيطانية في المسلمين. نعم لقد نجح الغرب من تنفيذ مخططه هذا، والحق أضراراً فادحة بالمسلمين، حيث ضعف أساس الأسرة، ووهن أركانها، عند المسلمين، فارتفع فيهم نسبة الطلاق(3)، وتقلص بينهم نسبة الزواج، وفشى بينهم الروابط غير المشروعة، وانتشر في أوساطهم الأمراض التناسلية والإيدز وما أشبه ذلك، وشقوا في حياتهم، وخسروا دنياهم حيث تقهقروا في كل شيء وتقدم الغرب عليهم، وفاتتهم آخرتهم، لأن (من لا معاش له لا معاد له). الوقفة كاملة
٧٨ يقول أبو إسحاق الشيرازي الفقيه الشافعي المتوفىٰ سنة 393 هجري رحمه الله : كنت مسجون انا وابي وصلينا انا وابي والمساجين نيام ، فقلت : لم يقم من هؤلاء من يصلي ركعتين ! فقال : يا بني لو نمتَ لكان خيراً لك من وقوعك في الخلق . إستِقَامتك لا تُعطيك الحَقّ في السُخريَة مِنْ ضَلال غَيرك ، فلا تنظر إلى العاصي نظرة إستعلاء ، فالقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلّبها كما يشاء ، فحين اختارك اللهُ لطريق هدايته ، ليس لأنك مميز أو لطاعةٍ منك ، بل هي رحمةٌ منهُ شملتك ، قد ينزعها منك في أي لحظة ، لذلك لا تغتر بعملك ولا بعبادتك ، ولا تنظر بإستصغار لمن ضل عن سبيله ، فلولا رحمةُ الله بك لكنت مكانه . وإياك أن تظن أن الثبات على الإستقامة أحد إنجازاتك الشخصية ؛ فاللهُ قال لنبيه خير البشر (وَلَوْﻵَ أَنْ ثَبَتْنَآكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئَاً قَلِيْلا) فكيف بك ؟! يقول عمر بن عبد العزيز : أدركنا السلف وهم لايرون العبادة في الصوم ولا في الصلاة ولكن في الكف عن أعراض الناس ، فقائم الليل وصائم النهار إن لم يحفظ لسانه أفلس يوم القيامة ... تحتاج هذا الوقفة إلى تأمل عميق الوقفة كاملة
٧٩ إلى القامات الوطنية والدعوية والفكرية ، جميل أن نمد يد العون إلى أبناء هذا الوطن وبناته ، والأجمل وجود بصمتكم الراقية مثلكم على الدوام ... اللباس الشرعي عنوان هذا الأسبوع في التواصي بالحق والتذكير به: قدموا أدواتكم الدعوية من خاطرة أو فيديو أو رسمة أو أنشودة أو مداخلة إذاعية أو تلفزيونية أو مسابقة مدروسة وهادفة أو غير ذلك... مستعينين بالمحاور الآتية: 1- التذكير بالأصل الأول الذي يقوم عليه الالتزام باللباس الشرعي، وهو أنه طاعة لله تعالى، وعلامة من علامات اصطفاء الله تعالى للمرء وباب من أبواب العبودية الصادقة. قال الله تعالى: "يا أَيُّهَا النَّبِيُّ ‌قُلْ ‌لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ" الآية. وقال الله تعالى: " ‌وَلا ‌يُبْدِينَ ‌زِينَتَهُنَّ إِلَاّ مَا ظَهَرَ مِنْها وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ"، وقال سبحانه: "‌وَالْقَواعِدُ ‌مِنَ النِّساءِ اللَاّتِي لا يَرْجُونَ نِكاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُناحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ". ومن أعجب الآيات في ذلك وصيته للصحابة في حق نساء النبي عليه الصلاة والسلام: " وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ ‌مِنْ ‌وَراءِ ‌حِجابٍ ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ". والأحاديث في ذلك كثيرة. والتذكير بأن مخالفة أمر الله تعالى في اللباس الشرعي كبيرة من الكبائر التي جاء في حق مرتكبها وعيد شديد، كما في حديث صحيح مسلم: «‌صِنْفَانِ ‌مِنْ ‌أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا، قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ، رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا». 2- بيان الأصل الثاني الذي يقوم عليه اللباس الشرعي، وهو أنه حفظ للمرأة من الإيذاء. فالنبي صلى الله عليه وسلم حارب بني قينقاع لأنهم كشفوا عورة امرأة مسلمة. وقد ارتبط اسم الحجاب في الشرع بالطهر والعفة والستر وعدم الإيذاء والغيرة. ويمكن هنا إثارة ما تبحث عنه المرأة بإظهار مفاتنها، وهو الجمال، والتركيز على مفهوم الجمال الحقيق وفلسفته وأن الجمال كله في طاعة أوامر الله تعالى. 3- أما الأصل الثالث فهو أن اللباس الشرعي فيه حفظ للرجال من الزنا ومقدماته، وفيه إعانة لهم على غض البصر وحفظ العقل. ومن المعلوم أن أحد أهم مقاصد النظام الاجتماعي الإسلامي هو صون الأعراض وكبح جماح الشهوات، وترويضها وضبطها وتقييدها بضوابط أخلاقي، ولا يخفى أن اللباس الشرعي في الإسلام بشروطه، إنما شرع لذلك. 4- ومن المعلوم أن الغرب في أيامنا نظر إلى الحجاب والنقاب بعين المقت والازدراء، وصَوَّره أقبح تصوير، وعده من أبرز عيوب الإسلام. ويظهر أن ما يفعلونه جزء من المؤامرة على المرأة المسلمة، الذي هو جزء من مشروع استعماري شامل لتغيير وجه الحياة في العالم الإسلامي. 5- التنبيه على أن الشرائع جميعها فرضت حجاب المرأة، وقد بقيت لها في كتبها بقية تشير إلى ذلك. ومن الدليل البين لباس الراهبات ودخول المرأة الكنيسة وقد غطت رأسها بساتر. ويمكن الاستدلال على ذلك بعدد من النصوص في كتبهم ومقالات مفكريهم وعلمائهم. 6- مما يجدر التذكير به أن آثار عدم الالتزام بالحجاب في المجتمعات عموما، وعند المسلمين خصوصا، آثار عظيمة منها : الإعراض عن الزواج، وشيوع الفواحش، وسيطرة الشهوات، وكذا انعدام الغيرة واضمحلال الحياء، فضلا عن فساد أخلاق الرجال؛ خاصة الشباب، وكذلك كثرة الجرائم، وتحطيم الروابط الأسرية لانعدام الثقة بينها، وتصبح المرأة وسيلة دعاية وترفيه ومتاجرة، ولا يخفى تسهيل معصية الزنا بالعين؛ وبالتالي استحقاق نزول العقوبات العامة، كما أخرج الحاكم في المستدرك بإسناد حسن لغيره، حديث ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله". 7- لم يعرف كشف الحجاب في الأمة الإسلامية عبر قرابة ثلاثة عشر قرنا، حتى استطاع الاستعمار وأعوانه من أبناء جلدتنا الوصول إلى نساء الأمة، وإقناعهن بضرورة التخلص من اللباس الشرعي تحت شعارات: التحرر والمساواة وحقوق المرأة والتمكين لها، وغير ذلك من الكلمات المعسولة . وكان رفاعة الطهطاوي من أول من أثار هذه المسألة في مصر، في القرن التاسع عشر الميلادي ، فقد جاء في كتابه "تخليص الإبريز في أخبار باريز"الذي كتبه بعد رجوعه من فرنسا، إلى مصر " السفور والاختلاط بين الجنسين ليس داعيا إلى الفساد" ص305. وتبعه في ذلك مرقص فهمي في كتابه "المرأة في الشرق"، وكذا قاسم أمين في كتابيه "تحرير المرأة"و"المرأة الجديدة" وغيرهم ممن سار على طريقتهم حتى كانوا سببا في أن تعيش الأمة مرحلة خطيرة في جانب عفتها وحيائها. 8- المناصحة بيننا وبين حكوماتنا وقادتنا لترسيخ مفهوم الحجاب في نفوس أبناء هذه الأمة عن طريق وسائل الإعلام ومؤسسات التربية والتعليم والمساجد، مع ضرورة فرض النظام العام في ذلك. ولا ننسى دور العلماء وطلاب العلم والدعاة، فهؤلاء أحد شقي عزة هذه الأمة، ونوصيهم بالنصح وبذل المستطاع والثبات على المبادىء. ولا نغفل عن دور الآباء والأبناء والأزواج، ونذكرهم جميعا بأن نساءنا أمانة في أعناقنا، وقد جعل الإسلام حسن تربيتهم سببا للعتق من النار. ثم إطلاق يد الداعيات القابضات على دينهن في الدعوة إلى اللباس الشرعي، وبيان فضله ومكانته وجماله في حياة المرأة المسلمة. 9- التذكير بشروط اللباس الشرعي للمرأة، والتي لا ينبغي التساهل بها والتهاون، وذلك كشرط أن يكون اللباس فضفاضا وواسعا، يعني: لا يصف حجم شيء من جسد المرأة، وكذلك لا يشف عما تحته ولا يكشفه، وكذلك أن لا يكون زينة بذاته، وألا يكون في اللباس تقليد للفاسقات والفاجرات، وغير ذلك من الشروط. وهنا يمكن أن نرسل همسة واقعية نعيشها فيما يتعلق بالجلباب الذي يباع في أيامنا، وهذه الهمسة تقوم على أن نسبة من هذه الجلابيب ليست منضبطة بضوابط الشرع، وأنه يُخشى أن يكون المقبلون عليها من صنف الكاسيات العاريات الذي تمت الإشارة إليه في الحديث. 10- ويمكن الإشارة إلى أن عددا من الرجال يتساهلون كذلك في لباسهم، ويلبسون الضيق من الثياب والبناطيل، ويكشفون أفخاذهم في الأماكن العامة، وهذا مما لا يليق بهم. 11- لا حرج بالتعريج على بعض الحجج والمعوقات الموهومة في كلام من يسعون في إسقاط الحجاب واللباس الشرعي من حياة نسائنا: ومن أمثلة ما يقولون: غير مقتنعة .... الحجاب تشدد والدين يسر ... وسيلة لإخفاء الشخصية .. عفة المرأة في ذاتها لا في حجابها ( الحجاب في القلب ) ... تعطيل لنصف المجتمع ... كبت للطاقة الجنسية ... رجعية وتخلف للمرأة ... الحجاب أنزل للتفريق بين الحرائر والإماء .. ما زلت صغيرة ... أهلي أو زوجي يرفضون ... أخشى من السخرية ... لازم أكون قده ... هيك كل من حولي ... وغير ذلك ١٢- مواقع التواصل الاجتماعي تحتاج إلى مزيد حيطة وحذر، وتساهل نساء المسلمين في نشر صورهن فيها يجب التحذير منه. أخيراااا: مسألة اللباس الشرعي تحتاج إلى إحيائها في العالمين لئلا يصبح المنكر معروفا ... ولا تنسوا: اسألوا الله أن يبارك في أجيالنا ويردنا ويردهم إلى دين الله ردا جميلااا ... نرجوكم: الحكمة الحكمة في العرض والبيان، فنحن لا نقصد الهدم بقصد ما ننوي البناء .. وكلنا في الغيرة على ديننا وأوطاننا وأمتنا سواء . الوقفة كاملة
٨٠ فى جسم الانسان؟ كل هذا الألم تتحمله الأم، ورغم ذلك بمجرد أن ترى وليدها تنسى كل آلالم الحمل والولادة وتضمّه إليها، وتعطيه من الحب والحنان في هذه الحظة ما يكفيه عمره . مَن في الدنيا سوف يتحمل كل هذا غير الأم؟ ونحن لا ننكر دور الأب فى المجتمع على الاطلاق بينما نوضح مدى عظمة وأهمية دور الأم في المجتمع، ولهذا فعلينا تذكّر كلمات الله تعالى عز وجل عن الوالدين قوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) . كما أوصانا الحبيب عليه أفضل الصلاة والسلام بالأم؛ فهو خصّها في الحديث الكريم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (جاء رجلٌ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال : يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أبوك)) . مهما تحدثنا عن الأم وردوها العظيم في المجمتع لن نوفيها حقها، يكفيك أن تنظر إلى عائلة بلا أُم لترى حالهم وكيف كان قبل رحيل هذه الأم عن الدنيا، فنحمد الله على نعمة الأم ولنعمل على برّها وإرضاءها . الأم العظيمة الأم لها دور أساسي في تربية ونشأة أطفالها، حيث إن العبء كله يقع على أكتافها منذ أن حملت وليدها في بطنها ما يقارب من تسعة أشهر، وهي مدة طويلة تنهكها وتشعرها بالتعب والإرهاق الشديدين، وكل هذا في سبيل خروج مولودها إلى الحياة، ثم يأتي دورها بعد ذلك برعاية كل ما يخص طفلها من مأكل، ومشرب، وملبس، حتى النظافة الشخصية لطفلها تقوم بها له دون أن تشعر بالاشمئزاز، فهو قطعة من جسدها فلن تنفر منه أبداً . ثم تتوالي السنين ويكبر طفلها أمام عينيها الحنونة، تفرح لفرحه وتحزن إذا أصابه أي مكروه، تعلم كل شيء عنه دون أن يدري، حتى وإن حدثت له مشكلة خارجاً وعاد إلى البيت، فإن أول مَن يسأله عما يضايقه هي أمه، لا يغمض جفنها إلا بعد أن تطمئنّ أن أبناءها ينعمون بالنوم العميق، تسهر الليالي في حالة مرض أحد أطفالها، وتتمنى ألف مرّة أن يصيبها ذلك المرض بدلاً من أطفالها، تدعو بكل نفس يتردد في صدرها بالسعادة والصحة لأبنائها، وتتمنى لهم الخير حيثما كان، فهي الوحيدة التي تتمنى أن ترى أطفالها أفضل حالاً حتى من نفسها . تربّي أبناءها تربية فاضلة، وتقوم بتوعيتهم وتربيتهم بطريقة صحيحة، تعاتبهم على أخطائهم وترجوهم ألا يكرّروها، فهي أسمى درجات الحب والحنان والعطف، ومهما كتبنا من سطور أو أصدرنا كتباً فلن نقدر ان نوصف الأم وأهمية دورها العظيم . تقدير الأم رد الجميل للأم أمرٌ صعب لا يمكن إتمامه على أكمل وجه، مهما قُدِّم لها لن يصلها حقها بما قدمته هي، ولكن لا بأس من تقديرها بتقديم هدية في عيد ميلادها، أو دعوتها للخروج والتنزه، وزيارتها والاستماع لكلامها وأحاديثها، وتجنّب أي كلمةٍ أو فعلٍ يؤذيها أو يؤذي مشاعرها، وطاعتها وعدم جدالها، ومساعدتها عند الكِبَر والشيخوخة؛ فتجاعيد يدها تدلّ على عملها لإنشاء وتقديم ما يحبّ أبناؤها من طعامٍ وترتيبهم وتعليمهم، وتجاعيد وجهها تدلّ على سهرها في مرضهم ووقت اختباراتهم، وألم ظهرها وقدميها يدلّ على وقوفها بجانبهم وتمريرهم بالحياة وإزالة العقبات والمشاكل عنهم قبل أن يعرفوها، وصوتها المتعب يدلّ على شدّة دعائها لهم خوفاً عليهم ورفقا ًبهم . لن نصل إلى ما تستحقّه الأم، فبسبب عظمتها أوصى بها الله ورسوله، ففضلها لا يمكن أن يُنسى لقوّته وتأثيره في الحياة، مهما ابتعدنا تكون هي سبب الوصول إلى المراد . أشكال البرّ بالأم توجد الكثير من الطرق لبر الأم وطاعتها وإرضائها وردّ شيءٍ بسيطٍ مما قدمت لأبنائها، مع أنّ الأبناء مهما قدّموا لآبائهم وأمهاتهم تحديداً فلن يجزوهم شيئاً مما فعلوا لأجلهم، ومن تلك الطرق: الإحسان إلى الأم والوالدين عموماً وعدم رفع الصوت بحضورها، وذلك لقوله عزَّ وجل: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) . الإنفاق على الأم وسد حاجتها حتى إن كانت غنية : حيث إنّ ذلك مما يجعل السعادة تغمر قلبها؛ إذ تنعم برزق ابنها وتشعر بقيمتها لديه، وتجب النفقة على الأبناء لأمهاتهم سواءً كنَّ بحاجة أم لا، وإن الأم تفرح بإنفاق ابنها عليها، حيث يقول المصطفى – صلى الله عليه وسلم – قال: (إنَّ أطيبَ ما أكلَ الرَّجلُ من كسبِهِ وإنَّ ولدَهُ من كسبِهِ) . طاعة الأم في كل حالٍ ما لم يكن فيه شرك أو معصية: فإن بر الأم يقتضي إطاعتها بالمعروف، فإذا أمرت ابنها بأمرٍ معين مشروع، وجب عليه السعي لإنفاذ ما طلبت فوراً، دون تمهل أو تأفف، ولكن تلك الطّاعة مَقرونة بما يُرضي الله سبحانه وتعالى، فلا تجوز طاعة مخلوقٍ أياً كان إن كان يأمر بما فيه معصية أو شرك أو حرام أو ترك فريضة، قال عز وجل: (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا) . ومع أنّ الله سُبحانه وتعالى قد أمر الأولاد بعدم طاعة الأمهات إن طلبن منهم شيئاً فيه إثمٌ أو شرك فإنه يجب على الأبناء احترام أمهاتهم ولا يجوز عقوقهن بحال، بل عليهم أن لا يخرجوا عن إطاعتهنّ والإساءة إليهن، وفي هذه الحالة أمر الله الأبناء بأن يُصحبوا أمهاتهم ويعينوهن على الخير . الدعاء للأم في حياتها وبعد وفاتها، حيث قال تعالى: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) . قال ابن جرير الطبري في تفسير هذه الآية: ادع الله لوالديك بالرحمة والمغفرة، وقل رب ارحمهما وتعطف عليهما كما تعطفا عليك عندما كنت طفلاً، فرحماك وربياك وتعبا في ذلك حتى استغنيت عنهما لما كبرت . الوقفة كاملة

أسرار بلاغية

٧١ *تناسب خواتيم مريم مع فواتح طه* قال في خواتيم سورة مريم (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا (97)) هذا القرآن . وقال في بداية طه (مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (2)) أنزلناه لتبشر به المتقين لا لتشقى. الكلام في القرآن وكأن الرسول  كان يحمِّل نفسه الكثير. قال في خواتيم سورة مريم (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93)) وفي طه قال (لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6)) فما فيهما ومن فيهما له سبحانه، ما في السموات ومما في الأرض له ومن فيهما عباده ولهذا قال (إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا) الكل سوف يأتي الله سبحانه وتعالى له ما في السموات والأرض يعني ملكية ومن في السموات عباده. في ختام مريم قال (وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا (98)) وفي بداية طه ذكر قصة فرعون إلى أن قال (فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ (78)) كم أهلكنا، خذوا مثلاً فرعون. السورة وحدة واحدة كل سورة تسلم لما بعدها. **هدف سورة طه : الإسلام سعادة لا شقاء** سورة طه مكية أيضاً ومحور السورة يتمثل في الآية الأولى من السورة (طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ) آية 1 و 2 وكأنما سبحانه يريد أن يطمئن رسوله  وأمته من بعده أن هذا المنهج لم يأت حتى يشقى الناس به إنما هو منهج يضمن السعادة لمن تبعه وطبّقه وإنما هو تذكرة وهوسبب السعادة في الدنيا والآخرة فلا يعقل أن يكون المؤمن شقياً كئيباً مغتمّاً قانطاً من رحمة الله مهما واجهته من مصاعب ومحن في حياته وخلال تطبيقه لهذا المنهج الربّاني فلا بد أن يجد السعادة الأبدية بتطبيقه. وهذا هو هدف سورة طه. وهذا المنهج الذي أنزله الله تعالى لنا إنما جاء من عند (الرحمن) فكيف يعقل أن يكون فيه شقاؤنا. وكلنا يعلم معنى كلمة الرحمن. وقد تكررت في السورة كثيراً فهو رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما يرحم خلقه أجمعين. وهذه الآية تؤكد وجود مصاعب في الحياة ومحن وتذكر لنا قصة موسى  وتعرض لنا ما واجهه لكن دائماً تأتي الآيات فيها رحمة الله تعالى بين آيات الصعوبات والمحن (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) آية 39 آية فالمؤمن والقائم على منهج الله تعالى في سعادة ولو كان في وسط المحن فالسعادة والشقاء مصدرها القلب وقد يعتقد البعض أن من سيلتزم بهذا المنهج والدين سيكون شقياً لا يخرج من بيته ولا يضحك ولا يخالط الناس وهذا هو السائد في أيامنا هذه وقد يكون هذا السبب الوحيد الذي يمنع الكثير من المسلمين من تطبيق المنهج لأن عندهم فكرة مغلوطة عن حقيقة السعادة والشقاء في تطبيق منهج الله. سيدنا موسى  عرف هذا المعنى فكان دائماً يدعو ربه ليشرح له صدره مهما كانت الصعوبات التي سيواجهها (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي) آية 25، حتى سحرة فرعون لمّا آمنوا بالله ورغم أنهم تعرضوا للأذى من فرعون إلا أنهم علموا أنهم سيحصلون على السعادة الحقيقية بتطبيق المنهج في الدنيا والآخرة (قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) آية 72 و(وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى) آية 75 مع أن الموقف كان شديداً في مواجهة فرعون لكنهم أحسوا بالسعادة التي تغمرهم باتباع الدين. أما فرعون فكان في شقاء حياً وميتاً وعندما تقوم الساعة أدخوا آل فرعون أشد العذاب. إذن موسى والسحرة كانوا سعداء وفرعون هو الشقي وذلك لأنهم استشعروا السعادة في قربهم من الله تعالى وتطبيق منهجه الذي فرضه. التعقيب على القصة: (مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا * خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاء لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا ) آية 100 و101: تعلّق الآيات على مفهوم السعادة وتعطي نموذج لمن لا يطبق منهج الله تعالى كيف سيكون في شقاء (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا * وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا ) آية 111-112 قصة آدم وحواء : السعادة في المنهج: تعرض الآيات نموذج آدم  وكيف أن السعادة الحقيقية هي في طاعة الله تعالى فلا شقاء (فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى) آية 117. الشقاء بترك المنهج: (قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى) الآيات 123 إلى (قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى) آية 126. ونلاحظ تكرار كلمة يشقى في السورة كثيراً. فالله تعالى يقول أن (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى) وهذا كلام الله أفلا نصدقه؟ يجب أن نصدقه لأنه القول الحق وأنه من يَعرض عن ذكر ربه سيكون شقياً في الدنيا والآخرة. فعلينا أن نتبع هدى الله تعالى لنحظى بسعادة الدارين فالمؤمن في سعادة في الدنيا وسعادة في الآخرة. التعقيب الأخير: رضى الله تعالى هو أعلى درجات السعادة التي علينا أن ندركهها (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى) آية 130. سميّت السورة (سورة طه) وهو اسم من أسماء المصطفى الشريفة على بعض الأقوال تطييباً لقلبه وتسلية لفؤاده عما يلقاه من صدود وعناد ولهذا ابتدأت السورة بملاطفته بالنداء (طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى). الوقفة كاملة
٧٢ *ما الفرق بين الرضوان والمرضاة؟ الرضوان هو الرضى (الرضوان مصدر) ولم يستعمل في القرآن كلمة الرضوان إلا رضى من الله تعالى أما المرضاة فتأتي من الله ومن غيره والرضوان هو أعظم الرضى وأكبره فخصّه بالله سبحانه وتعالى أما مرضاة فليست مختصة بالله تعالى وإنما تأتي لله تعالى ولغيره (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ (207) البقرة) (تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ (1) التحريم) أما الرضوان فهو لله تعالى فقط، خاص بالله تعالى. والرضوان أعلى من الجنة وفي الأثر أنكم لتحتاجون إلى علمائكم في الجنة كما تحتاجون إليهم في الدنيا، فقالوا كيف يا رسول الله؟ قال يطُلّ الله تعالى على عباده أصحاب الجنة فيقول سلوني، فيحارون ماذا يسألونه وكل شيء موجود فينظر بعضهم إلى بعض فيذهبون إلى علمائهم يقولون ما نسأل ربنا؟ فيقول العلماء سلوه الرضى. الوقفة كاملة
٧٣ *ما الفرق بين الآيات الكريمة:(أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴿159﴾ البقرة) – (لَعَنَهُمُ اللَّهُ (52) النساء) - (أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ ﴿87﴾ آل عمران) - (أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ﴿25﴾ الرعد) -(وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ﴿78﴾ ص) ؟(من برنامج أخر متشابهات) قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴿159﴾البقرة) اللعنة هذه كما تعرفون اللعنة هي الطرد فلان ملعون لعناه الخ كل كلمة لعن ويلعن يعني طردته من حضرتك أنت ملك فصلت وزيراً يقال لعنه طردته من رحمتك من عطفك من ثقتك طرد، هكذا معنى اللعن. في القرآن مرة قال (أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) فعل مضارع ومرة قال (لَعَنَهُمُ اللَّهُ (52) النساء) فعل ماضي ومرة قال (أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ ﴿87﴾آل عمران) تعبير آخر ومرة قال (أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ﴿25﴾ الرعد) تعبير رابع ومرة قال (وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ﴿78﴾ ص) مرة واحدة مرة واحدة قالها لإبليس لما رفض أن يسجد طرده ولعنه (وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ) هكذا، من أجل هذا عليك أن تعرف أن كل تعبير من هذه التعابير تعني أسلوباً في اللعن واللعن هذا أخطر ما يمكن أن يصادفه المخلوق سواء كان إنساً أو جناً أو ملكاً أو بشراً حتى الحيوان إذا لعنت نعجة لا تؤكل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا لعنت بعيراً لا يُركب إذا لعنت سيارة لا تُركب وإذا لعنت إنساناً فإذا كان يستحق اللعن لأنه ارتكب شيئاً يستحق عليه اللعن مما جاء في الكتاب والسنة خلاص هو ملعون وإذا كان لم يكن يستحق اللعنة تدور اللعنة في السموات والأرض فلا تجد أحد تصيبه فتعود إلى من لعن ولهذا (ليس المؤمن لعّاناً) المؤمن لا يلعن لأنها مصيبة إذا لعنت أحداً أو شيئاً أي شيء وكان لا يستحق اللعن عادت اللعنة إليك إذا لعنت حيواناً لم يؤذيك وسيارة ماشية لماذا لعنتها؟ ترجع عليك اللعنة وعندما تقع عليك اللعنة لا بركة ولا توفيق ونحن نقول هذه أرض ملعونة سيدنا علي وصل إلى بابل وكان وقت العصر سأل نحن أين الآن قالوا في بابل قال أعوذ بالله إنها أرضٌ ملعونة فانطلقوا ولم يصلوا العصر حتى يهربوا من هذا المكان الملعون ونفس الشيء أيضاً في ديار قوم لوط أرض ملعونة إذا مر بها شخص بسرعة يهرب لأنها أرض ملعونة إذا مر بها واحد بسرعة يهرب لأنها أرض ملعونة وطبعاً الذي يدخل عليها يكون مطأطأ ومغطي رأسه لكي لا تصيبه اللعنة. فاللعن هذا قضية من اللامعقول ترى الشيء بيت ملعون ما فيه توفيق وغير مريح، سيارة كل يوم متعطلة رغم أنها جديدة، زوجة نعوذ بالله مشاكسة أي شيء إذا أصابته اللعنة أي طرد من رحمة الله لأمر ما رب العالمين يعلمه ولهذا إياك أن تتدخل في شغل الله عز وجل فقط رب العالمين يلعن. قد يأمرك أنت أن تلعن أما أنت أن تلعن متبرعاً لا، تعود اللعنة إليك وهذه اللعنة هي سر ما قد نعانيه جميعاً من بعض المظاهر والظواهر مما يضايقنا دون معرفة السبب أنا أصلي سنة ورزقي واقف لا يوجد رزق صار لي سنة سيارتي خربانة لا تعمر صار لي سنة عندي ابن مريض لا يشفى الحق لا أدري ما مشكلته بالوظيفة أنا غير موفق الخ عدم التوفيق والشعور بالنكد شعور بالحزن شعور بالهمّ شعور بعدم البهجة هذا نوع من اللعنة فيك شيء فإياك أن تلعن أحداً لا يستحق اللعن. لا ينبغي أن تلعن إلا من لعنه الله ورسوله فإذا اجتهدت في لعن أحد لا يستحق اللعن تلف هذه اللعنة كل السموات والأرض فلا تجد أحداً تصيبه فتعود إليك وإذا عادت اللعنة إليك ابتليت بعدم التوفيق في كل شيء. نعود إلى هذه الصيغ عندما قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) قال يلعنهم فالقضية مستمرة إذاً، لماذا؟ في كل عصر هناك من يكتم الآيات البينات ويكتم الحق (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) في كل أدوار التاريخ ما من نبي جاء من آدم إلى محمد عليهم الصلاة والسلام جميعاً إلا وابتلي ذلك الدين بواحد مفتي كاهن أو قس أو شيخ أو عالم أو مُلا أو مطوّع يعرف الحق تماماً هذه الآية واضحة وهذا الحديث واضح يلويه يغطيه لكي يصل إلى نتيجة دنيوية سيئة فينحرف بمجموعة. هذه المجموعة تبقى طيلة حياتها وطيلة عمر الدنيا تكيد لذلك الدين ولأهله تمزقه تنخر فيه وهذا في كل الأديان. وما عانت الأديان أكثر مما عانت من هؤلاء الذين ينحرفون عن الرسالة السماوية وما انحرفوا من اختيارهم هناك من أفتاهم، هؤلاء الذين يسمون رجال الدين العلماء الأحبار (إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴿34﴾ التوبة) وهكذا علماء المسلمين وهكذا كل رجال الدين حتى رجال الدين الوثنيين هناك تحريفيون ولو أن ذاك التحريف فاضل. إذاً هذا الكتمان وهذا الانحراف موجود في التاريخ قال يلعنهم فعل مضارع والمضارع في الحال والمستقبل (يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) حينئذٍ هذا الفعل المضارع كلما وجدته على ملعونين إعلم أن هذه القضية مستمرة ما انقطعت. إذا قال (لَعَنَهُمُ) شيء راح وانتهى ناس ارتدوا كفروا (لَعَنَهُمُ اللَّهُ) حينئذٍ شيء يتكرر هكذا لعنهم. وحينئذٍ كلمة يلعنهم مضارع مستمرة كل من وما يستحق اللعن إذا هو مستمر يقول (يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) إذا كان شيء انتهى أو كان في الماضي يقول (لَعَنَهُمُ) إذا كان قضية خطيرة واحد عمل مبدأ انحراف ونشأت عليه جماعة أو طائفة وكل الأديان الموجودة نحن عندنا ناس انسلخوا من الإسلام يعبدون الشيطان وناس تعبد قبراً وناس تعبد نعل النبي وأشكال اقرأ التاريخ سبعين فرقة عند المسيحيين سبعين فرقة وعند اليهود سبعين فرقة وعند المسلمين سبعين فرقة واحد أضلهم واحد! وهذا الواحد يقتل كل من انحرف بفتوى، هو سيدنا عمر سيدنا عثمان سيدنا علي سيدنا الحسين قُتِلوا بفتوى واحد قال هؤلاء مشركين اقتلوهم، تصور! وهؤلاء أنشأوا طائفة وإلى اليوم القتل مستحر في أيامنا نحن في هذا الزمان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم الهرج القتل القتل القتل) نشأنا أمة واحدة فعلاً عرب مسلمون طيبون توجد مذاهب إسلامية متعايشة عيشاً سلمياً رائعة وهذا من عظمة الإسلام المسألة الواحدة في الإسلام لها أربع خمس حلول حدّان حد أعلى وحد أدنى وأنت حرٌ بينهما (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا﴿187﴾ البقرة) هذه خمسين في المائة (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا﴿229﴾ البقرة) هذه بالمائة مائة وأنت حرٌ فيما بينها تأخذ ستين سبعين مقبول جيد جيد جداً أنت حر. إلى أن جاء واحد باعتقاده أن الذي لا يصل إلى المائة مائة فهو كافر واقتلوا اقتلوا وهكذا في زماننا كانت الأمة متجانسة يعني في الأربعينات الثلاثينات التي نحن وعيناها أمة واحدة حيثما ذهبت في العالم مهما كان مذهبك أو اختلافك اختلافات فقهية صحيحة كلها واردة عن رسول الله. النبي صلى الله عليه وسلم طبّق تطبيقات عديدة وكل واحد أخذ له رأي وهذا شيء جميل واتفق عليه المسلمون بأن هذا يجوز وهذا يجوز وهذا يجوز. وعينا على ناس قالوا نحن فقط صح وكلكم أنتم رجعيين يعني يُطلِق على من عداه رجعيون ويقتلهم وقد قتلوا وسحلوا وعلقوا ثلاثين عاماً. نعود إذاً إلى ما كنا نقول إن التعبير بـ (يلعنون) بالفعل المضارع لأمر أو جريمة أو دمٍ سيستمر مدى الدهر كما قلنا (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) طيلة التاريخ كان هناك من يكتم الحق مع وضوحه هنا النقطة (مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ) بيان ظاهر قضية لا تقبل الخطأ. وحينئذٍ هذا الذي يخالف هذا ثم يُضل الناس ويكتم الحق عليهم هذا سوف يستمر وجوده إلى يوم القيامة (يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) كما قلنا في زماننا كثير عناوين سياسية تقتل الآخر بحجة أنك رجعي جاءت ثلاثين عاماً بعدهم ثلاثين عاماً جاء من يقتل الآخر بحجة أنك أنت خائن وعميل إلى سنة الألفين ألفين وثلاثة أربعة من الآن فصاعداً هناك من يقتل الآخر لأن الآخر مشرك وكافر وهذا مستمرٍ إلى يوم القيامة. ما أن مات النبي صلى الله عليه وسلم حتى جاءت هذه الفرقة الخوارج كفّروا كل من عداهم واستحلوا دمائهم بأبشع صورة يعني لا يقتلون قتلاً عادياً لا، قتل مع التمثيل هذا مستمر ولم ينقطع من زمن موت النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليوم وإلى يوم القيامة (لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم الهرج القتل القتل القتل حتى يقتل الرجل أخاه وجاره وابن عمه حتى لا يدري القاتل لما قتل ولا المقتول فيما قتل) نسمع الآن أن فلان قتل أخوه فلان قتل أبوه باعتباره مشرك هذا (يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) لماذا؟ لأن هذا خالف قضية واضحة (أمرت أن أمر الناس حتى يقول لا إله إلا الله فإذا قالوه عصموا مني دماءهم) وهذا الذي يقتل الآن يصلي خمس أوقات وفي المسجد ويصوم رمضان وهو مسلم ابن مسلم يُذبَح لأنه مشرك حينئذٍ هذا مستمر الله قال (يَلْعَنُهُمُ) فعل مضارع. الشيء الآخر (كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿86﴾ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿87﴾ آل عمران) هذا قضية أصبحت يعني حُكم بها هؤلاء الذين ارتدوا بعد الإسلام بعد أن آمنوا بالله وقالوا محمد رسول الله ثم ارتد وهكذا فعلوا مع سيدنا موسى وهكذا فعلوا مع سيدنا عيسى على هؤلاء جميعاً (أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) وهذه من باب التهديد يعني هذا التعبير بالإسمين (إن واسمها وخبرها) فيه رائحة تهديد وفعلاً كيف يمكن أن تتعامل مع مرتد والارتداد مستمر منذ أن جاءت الرسل وإلى يوم القيامة. عندنا تعبير آخر (أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) هذا أيضاً تعبير جديد يقول (وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ﴿25﴾ الرعد) مجموعة ذنوب كبيرة بعضها أكبر من بعض فاجتمعت فقال (لهم) هذه اللام للاختصاص وكأنه لا يلعن أحدٌ كما يلعن هؤلاء فرق بين أن أقول هذه لك وهذه عليك. هذه لك اختصاص (أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ) كأن اللعن ما خُلِق إلا لهؤلاء ينقضون عهد الله بالتوحيد ويقطعون ما أمر الله به طبعاً بعد ميثاقه فرب العالمين قال (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى﴿172﴾ الأعراف) أخذ علينا العهد (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ﴿172﴾ الأعراف) هذا نقض عهد الله هذا واحد، (وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) يقطع الرحم وقد أمره بها أن توصل ويقطع النعمة ويقطع الخ يعني ما ترك شيئاً رب العالمين يريد أن يصله إلا قطعه (وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ) قتل وإبادة وتكفير وما إلى ذلك هؤلاء (أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ). فرق بين (يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ) وبين (أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ) وبين (أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ (25) الرعد) يعني كأنها ما من أحد يُلعَن كما يلعن هؤلاء. أقوى هذه التعبيرات الرهيبة جاءت مرة واحدة في القرآن كل هذا جاء مرات ، مرة واحدة في القرآن الكريم رب العالمين لعن بها إبليس لما قال له (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴿77﴾ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ﴿78﴾ ص) أنا رب العالمين وتعرف رب العالمين إذا اختص وحده باللعنة هناك لعنة الله والملائكة والناس يعني لكن أنت إبليس عليك لعنتي وأنت تعرف وقد لا تعرف ماذا يعني أن أختص أنا وحدي ألعنك (وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ) هذا الفرق بين عدة التعبيرات لكلمة اللعن. الوقفة كاملة
٧٤ *تناسب خواتيم ص مع فواتح الزمر* قال في أواخر ص (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (87) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88)) وقال في الزمر (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1)). سؤال: هل نهايات السور أيضاً توقيفية؟ أي أن السورة انتهت عند هذا الحد أمر توقيفي؟ لا شك، يعرفون ما بين السورتين بالبسملة تبدأ السورة بالبسملة إلا سورة براءة وجبريل  أطلع الرسول  على السور وأسماء السور توقيفية أيضاً كما ورد في الحديث " افتتح بآل عمران" وقد تكون السورة لها أكثر من إسم "من قرأ سورة الإخلاص" كل ما وصل إلينا من المصحف هو توقيفي لم يتدخل المصطفى  ولا الصحابة في شيء وإنما هكذا لقنه إياه جبريل  وحتى القراءات لما أراد الرسول  أن يخفف على عباده أُنزل القرآن على سبعة أحرف كما في الحديث "سألت التخفيف" طلب الاستزادة فقال "نظرت إلى ميكائيل فقال انتهت العدة" ليس للرسول  دخل فيها وليس لنا أن نشكك في القراءات. في بعض القراءات يخفف فيقرأها بلغاتهم أحياناً وكلها بإذن الله تعالى وما وردنا من صحيح القراءات المتواترة من صحيح الروايات هذه أقرها الرسول  بإذن من ربه وقرأها جبريل  عليه، هذه القراءات المتواترة عن الرسول . **هدف سورة الزمر : الإخلاص لله تعالى** هذه السورة مكّية وتدور حول محور الإخلاص لله تعالى في كل الأمور وتبدأ بدعوة الرسول الكريم  باخلاص الدين له وتنزيهه عن مشابهة المخلوقين. كما ذكرت الآيات البراهين على وحدانية الله في ابداعه في الخلق. وشددت على أهمية الإخلاص لله حتى يوصلنا هذا الإخلاص للجنة مع زمرة المؤمنين. وهي سورة رقيقة تذكرنا بأهمية الإخلاص لله تعالى وترك الرياء. والإخلاص يكون في عدة أمور: إخلاص العبادة لله وإخلاص النيّة والإخلاص في كل أمور الدنيا والحرص على أن يكون كل ما نعمله في هذا الدنيا خالصاً لله رب العالمين حتى ننال خير الجزاء ونسعد بالجنة ونعيمها. وقد وردت كلمة الإخلاص ومشتقاتها في هذه السورة 4 مرّات للدلالة على أهميته. تبدأ السورة (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ * أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ) آية 2 و3 بالدعوة لإخلاص العبادة لله وأن الدين لله وحده. وكما جاء سابقاً في القرآن (وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبناً خالصاً سائغاً للشاربين) سورة النحل، آية 66، من بين الفرث والدم يخرج لنا اللبن الخالص من الشوائب النقي، كذلك العبادة لله يجب أن تكون خالصة لله مهما أحاطها من زيف الدنيا. و(قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ * وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ * قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي ) الآيات من 11 إلى 14 كلها تدعو لإخلاص الدين لله . ثم تنتقل الآيات لبيان من أولى بالإخلاص له: الله تعالى ام غيره؟ (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) آية 29 فالحمد لله أنه إله واحد لا شريك له إياه نعبد مخلصين له الدين. إخلاص العبادة: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) آية 9. إخلاص التوبة: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ) آية 53 و54، استخدام كلمة (أنيبوا) للدلالة على سرعة العودة لله. وذكر الصحابة رضوان الله عليهم أن هذه الآية هي من أرجى آيات القرآن الكريم لما فيها من سعة رحمة الله ومغفرته لذنوب عباده ودعوتهم لحسن الظنّ به وبعفوه عنهم مهما تعاظمت ذنوبهم فهي لا شيء أمام سعة رحمة الله تعالى فله الحمد وله الشكر. تحذير من الإشراك بالله: (قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ * وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ) 64 إلى 66. عظمة الله في الخلق تدفعنا للإخلاص له (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) آية 67. وهذه أساس عدم الإخلاص لأنه لو علم العبد قدر الله تعالى لما أشرك معه أحدا من مخلوقاته. وصف المخلصين في يوم القيامة ومقارنتهم بالكفار. الكلّ يساق زمراً الكفار يساقون الى النّار: (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ) آية 71، والمخلصون يساقون إلى الجنة زمراً (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ) آية 73 لأن الله تعالى يأبى أن يدخل المؤمن وحيداً إلى الجنة وإنما يدخل قي صحبته الصالحة في الدنيا وكأن هذا الجمع والدخول الجماعي هو ثمرة الإخلاص في الدنيا فالصحبة الصالحة أساسية في الدنيا لأنها تعين على إخلاص العبادة لله وفي الآخرة تدخل أفرادها زمراً لجنة الخلد. فكلّ زمرة تحابوا في الله في الدنيا يدخلون الجنّة سوياً إن شاء الله. وسميّت السورة بـ (الزمر) لأن الله تعالى ذكر فيها زمرة السعداء من أهل الجنة وزمرة الأشقياء من أهل النار وفي هذا دلالة على أهمية الصحبة في الدنيا فلنحسن صحبتنا في الدنيا عسى الله أن يحشرنا معهم زمراً إلى الجنة اللهم آمين. الوقفة كاملة
٧٥ آية (32): *ما الفرق بين(أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (20) الأنفال) - (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ (32) آل عمران) - (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا (92) المائدة) - (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (59) النساء) - (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56) النور) ؟ أساليب الأمر القرآني بطاعة الله ورسوله جاءت بعدة صيغ وكل صيغة تعني معنىًً يختلف عن المعنى الآخر : الأسلوب الأول: صيغة الأنفال طاعة واحدة لله ورسوله الرسول الكريم هنا معرّف بالإضافة إلى إسم الجلالة. (أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ) لاحظ أن الرسول أضيف إلى الضمير يعني أطيعوا الله ورسوله الذي أرسله الله عز وجل بالكتاب هذا الأمر بالطاعة طاعة الرسول هنا هي طاعة الله بالضبط لماذا؟ لأن الرسول جاءك مبلغاً ينقل لكم هذا الكتاب فأطيعوه ولهذا قال وأنتم تسمعون (أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ) (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (21) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) الأنفال) يعني قضية سماع (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ (67) المائدة) فلما جاءت هذه الصيغة وهي الصيغة الأولى التي ينبغي أن نفهم بأنها أول الصيغ أنت أول عمل تعمله أن تسمع القرآن الكريم، من الذي جاءك به؟ محمد صلى الله عليه وسلم. فلما محمد صلى الله عليه وسلم يقول لك هذه آية في سورة كذا هذا القرآن من عند الله هذا كلام الله إنما أنا رسول مبلِّغ عليك أن تطيع (أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ) فيما بلغكم به عن ربه ولهذا أضاف الرسول إليه (أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ) لأن طاعة الرسول هنا هي بالضبط طاعة الله. فحيثما رأيت في كتاب الله أطيعوا الله ورسوله إعلم أن الكلام يتحدث عن القرآن الكريم. هذا الأسلوب الأول. الأسلوب الثاني: في آل عمران أطيعوا الله والرسول هذا أسلوب جديد. يقول (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ) ما أضاف الرسول إلى نفسه بل عرّفه بالألف واللام هذا الرسول له صلاحيات أن يفسر لكم القرآن ويبين مجمله ويفصِّل ما خفي منه والخ حينئذٍ أنتم أطيعوا الله في القرآن الكريم ثم أطيعوا الرسول في تصرفاته في هذا القرآن الكريم. وقال صلى الله عليه وسلم (إنما أوتيت القرآن ومثله معه) الذي هو هذا الذي بلغنا هو من أين يعرف النبي أن الصلاة خمس اوقات والصبح اثنين والظهر أربعة من أين يعرف؟ كما نزل القرآن الكريم بلفظه للمصطفى جاء بيانه (لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) القيامة) هذا الرسول (أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ) فقط مبلّغ يا مسلمون هذا أوحي إلي ، (أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ) لا الآن النبي صلى الله عليه وسلم هو يؤدي دوره كرسول له علم وله كلام موحى بمعناه لا بلفظه وله صلاحية الفهم (وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113) النساء) ورب العالمين علّم كل الأنبياء كما قال عن سيدنا عيسى (وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (110) المائدة) وهكذا. الأسلوب الثالث: في المائدة طاعتين مستقلة طاعة خاصة لله وطاعة خاصة للرسول صلى الله عليه وسلم و فيها كلمة زيادة ما جاءت إلا هنا هي واحذروا هذا الأمر المهم إلا في هذا المكان في سورة المائدة (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا) أضاف كلمة واحذروا ، قلنا الأولى (أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ) فيما يبلغ به عن القرآن الكريم مجرد تبليغ هذا واحد (أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ) بإضافات النبي صلى الله عليه وسلم شرحاً وبياناً وإجمالاً وما إلى ذلك، (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) لا هنا طاعة خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم فيما شرعه عليه من سنن يعني النبي صلى الله عليه وسلم كما تعرفون له صلاحيات التحليل والتحريم وحرام محمد وحلال محمد حرام وحلال إلى يوم القيامة وحينئذٍ كما أن الله أمر النبي أن يبلغكم بكلامه حرفياً ثم سمح له أن يشرح بعض أو يبين بعض معضلاته ثم في هذه الآية الثالثة النبي صلى الله عليه وسلم له تصريف تصريف في الكتاب من حيث معناه وأسباب نزوله ومناحيه وبياناته وهذا علم أصول التفسير مليء في هذا الباب هذه (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا) قال (واحذروا) لأن هذه قمة الجهد المبيَّن والمبيِّن في هذه الفقرة أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وحده أطيعوا الله فيما أمركم به من كتابه وأطيعوا الرسول باعتباره مشرعاً مشرعاً للسُنّة نحن من أين أتى علمنا؟ كتاب وسنة (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) الحشر) هنا أضاف (واحذروا) هناك (أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ) نفس المعنى أيضاً فيها سنة هناك لكن هنا أضاف (واحذروا) لماذا أضافها؟ هنا القرآن الكريم بكلمة احذروا يلفت أنظارنا إلى أهمية الانتباه إلى منظومة الشهوات التي ينزلق إليها الإنسان متى ما غفل عن ذكر الله. هناك شهوات آسرة فأنت عندما تسمع كلام النبي صلى الله عليه وسلم (لعن الله شارب الخمر وحاملها وعاصرها وبايعها والمحمولة إليه وووالخ) (لعن الله من نظر إلى المرأة ومن اختلى بها ومن لمسها وووالخ) هذه المنظومة الهائلة من الشهوات الآسرة (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (14) آل عمران) قال (احذروا) تنزلقون بسرعة فكُن مع السُنة ما الذي يقوله لك النبي صلى الله عليه وسلم لا تختلي لا تهمس لا تكلم لا تلمس لا تخضعي بالقول انظر ماذا احتاط النبي صلى الله عليه وسلم في سنته لمنظومة الشهوات الآسرة والآية تقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (92) المائدة) إذاً (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا) وأطيعوا الرسول طاعة ثانية طاعة خاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم في سننه فيما أمر فيما شرع فيما نهى واحذروا عندما ينهاكم لأنه ينهاكم عن مزالق كثيرة. الأسلوب الرابع: في النساء أيضاً 59 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59) النساء) أطيعوا الله وأطيعوا الرسول لكن ليس وحده وأولي الأمر منكم أيضاً المرة الوحيدة رب العالمين جعل طاعتين طاعة لله وطاعة للرسول لكن طاعة الرسول مشترك هو وأولي الأمر. أطيعوا الله انتهينا وأطيعوا الرسول وأولي الأمر لأول مرة وآخر مرة يأتي الأمر بأن تطيع أولي الأمر مع طاعة النبي بالضبط من حيث أن طاعة هؤلاء أولي الأمر هي طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم .فهمنا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فهمناها أيضاً فيما شرّع فيما أمر ونهى فرب العالمين كما جعل أن طاعة الرسول من طاعة الله (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ (80) النساء) هنا من يطع أولي الأمر فقد أطاع الرسول (وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) من هم أولي الأمر؟ طبعاً من الناس من يقول هم الحُكام وهذا ليس صحيحاً فالكلام يتكلم عن الشرع حلال وحرام (العلماء ورثة الأنبياء) ولذلك قليل من العلم خير من كثير من العبادة وأنتم تعرفون (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ (28) فاطر) والكلام طويل في هذا فرب العالمين يقول أطيعوا الله هذا انتهينا هنا طاعة جديدة بحقل خاص للرسول وأولي الأمر الذي له مسألة الفتوى الحلال والحرام. والسؤال من هم أولي الأمر؟ طبعاً التفاصيل كثيرة موجزها أصحاب الدليل (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ (108) يوسف) يعني أرني دليلك وإلا كل واحد تعلّم آيتين وصار شيخاً ويُلحن كل وقت إن تلاها لا للعلم. العلم هو الذي يجعلك أنت أهلاً للفتوى من أولي الأمر الذين أنت من ورثة النبي تحلل وتحرم (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ (83) النساء) العلم وحينئذٍ أصحاب العلم هم الذين يملكون الدليل ويملكون البصيرة (قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ (104) الأنعام) أدلة على التوحيد والفقه (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي (108) يوسف) وحينئذٍ العلماء الذين لهم حق الفتوى هو الذي يملك الدليل والفتوى مصيبة المصائب النبي صلى الله عليه وسلم أول مفتي (وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ (127) النساء) الخ فمن يملك الدليل حجة على من لا يملك الدليل ولهذا إذا شاعت الفوضى وتصدى الجهلاء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا تقوم الساعة حتى يرفع العلم وينزل الجهل) كل واحد تكلم كلمتين حلوين صار مفتي ويحلل ويحرم على أن الفتوى خطيرة يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (أجرأكم على النار أجرأكم على الإفتاء) أصحاب النبي رضوان الله عليهم كنت تسأل الواحد عن سؤال يقول لك اذهب إلى فلان وفلان يقول لك اذهب إلى فلان وهكذا إلى أن تعود على الأول كانوا يتدافعونها لأنها المسؤولية الكبيرة من أفتاه فإنما اثمه على من أفتاه إذا أفتيت فتوى وعمل بها الناس وكانت خطأ بلا دليل ولا علم ولا أصول فقه ما عندك حجة على الله هوى اتبع الهوى كما فعل بلعم (وَاتَّبَعَ هَوَاهُ) فكلهم يعملون هم في السليم وأنت الذي تذهب في النار لأن إثم هؤلاء في النهاية عليك. الأسلوب الأخير: آخر أسلوب طاعة الرسول وحده في النور (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) هنا باعتباره حاكماً رئيس دولة قائد للجيوش في الحروب (حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ (152) آل عمران) ما عصوا حكماً شرعياً عصوا أن محمداً كان قائد عصوا قائدهم العسكري محمد صلى الله عليه وسلم قال أنتم الرماة ابقوا جالسين لا تتحركوا أمر عسكري (حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ)والله قال وقد عفا عنهم لأنه ما هو حكم شرعي وإنما خلل تكتيكي عسكري عصوا القائد وأعظم أسباب الإنكسارات العسكرية هو عصيان القائد أنت نفِّذ ثم ناقش هذه قاعدة معروفة .فهذه آخر أسلوب الرسول وحده (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) هذه في سورة النور 56 فقط من حيث كونه قائداً (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (54) النور) يعني فيها شيء من المرونة هكذا هذا هو أسلوب الأمر بالطاعة خمس أساليب كل أسلوب له معنى. الوقفة كاملة
٧٦ آية (٥٧) : (فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) * الفرق بين يذّكرون ويتذكرون : لغويًا: يذّكرون أصلها يتذكرون في اللغة صار فيها إبدال، يتذكر أطول ومقاطعه أكثر، يتذكّر فيها تضعيف واحد ويذّكّر فيها تضعيفان والتضعيف يدل على المبالغة والتكثير. بيانيًا: القرآن الكريم يستعمل يتذكر لما يحتاج إلى طول وقت ويستعمل يذّكّر لما فيه مبالغة في الفعل وهزة للقلب وإيقاظه. في النازعات (فَإِذَا جَاءتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (٣٤) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَى (٣٥)) يتذكر أعماله وحياته كلها فيها طول. في الأنفال (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ * فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) هؤلاء يحتاجون إلى هزة، توقظهم وتخيفهم وترهبهم وليس تذكراً عقلياً فقط وإنما هذا تذكر فيه شدة وتكثير ومبالغة في التذكر. الوقفة كاملة
٧٧ * كيف أحيا عيسى الموتى مع أن الشهيد يطلب العودة ليقتل في سبيل الله فلا يؤذن له؟ (د.حسام النعيمى) عيسى ما أحيا الموتى من عند نفسه.الله سبحانه وتعالى لا يعيد الميت إلى حياته في الدنيا لكن هذه معجزة. الله سبحانه وتعالى لا يجعل العصي أفاعي لكنه جعلها أفعى معجزة لموسى. الله سبحانه وتعالى لا يجعل الشجرة تمشي لكنه جعلها تمشي وتأتي إلى الرسول  هذه معجزة ولذلك لما ننظر في الآية 49 من سورة آل عمران (وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49)) يقول تعالى على لسان عيسى قال: بآية من ربكم ما قال من عندي وهي علامة وأمارة على صدق نبوته (بإذن الله) فالله سبحانه وتعالى يعطّل قوانينه لأجل الأنبياء. ألم يعطل إحراق النار لإبراهيم؟ النار تحرق هذا قانون لكن عطّل القانون. الوقفة كاملة
٧٨ (إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيى (74)) انظر إلى قوله تعالى (فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ) فقد جعل الباري جهنم للمجرمين مستحقة وكأنها لهم وهم صائرون إليها لا محالة وعذابهم فيها متجدد. ولذلك وُصِف المجرم بأنه لا ميّت ولا حيّ. وهذا في ظاهره يوحي بتناقض ولكن الله أراد أن يسلب عنهم خصائص الحياة الكريمة. فحياتهم مليئة بالكدر والعذاب والألم. الوقفة كاملة
٧٩ *لماذا وردت آية الحفاظ على الصلاة بين آيات الطلاق؟ قال تعالى في سورة البقرة (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238)) العلماء وقفوا متعجبين لماذا ذكرت الصلاة والحفاظ عليها بين آيات الأحوال الشخصية والأقوال اختلفت بين: أن الذي لا يحافظ على صلاته لن يحفظ زوجته وهذه اشارة لكل أبٍ يتقدم لابنته خاطب أن يتحرى أنه لا يضيع الصلاة أو رب العالمين من قلبه لأنه بهذا يطمئن أن هذا الرجل لن يضيّع ابنته. قال عمر بن الخطاب: إذا كان المرء للصلاة مضيّعاً فلغيرها أضيع. فمن ليس فيه خير لربّه فكيف يكون فيه خير لغيره؟ وبعض العلماء يقولون إنها جملة اعتراضية. ولقد وردت آية الحثّ على الصلاة في سورة البقرة ثلاث مرات: 1. (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)) بين آيات خطاب بني اسرائيل. 2. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)) بين آيات الحج. 3. (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238)) بين آيات الأحوال الشخصية . فلماذا يصرّ القرآن على وضع الصلاة بين هذه الآيات؟ هذا له معنى واحد وهو أنه لن تقوم للإنسان علاقة بالله تعالى إلا عن طريق الصلاة لأن الصلاة: 1. الصلاة تعلّم الانسان على الانضباط والله تعالى يريد أن يتعلم الناس الانضباط في حياتهم الزوجية قلا قيام لهذا الانضباط إلا بالانضباط في الصلاة. 2. أُمِر الانسان بالمحافظة عليها فالذي يحافظ عليها سيحافظ على زوجته. 3. الصلاة بركة تملأ المكان والعقل والجسد والله تعالى يريد للجسدين المتقاربين أي الزوج والوزجة أن تعمّهما بركة الصلاة. 4. الصلاة صِلة بين العبد وربّه وعقدة الزواج علاقة بين ثلاثة أطراف : الله تعالى والزوج والزوجة. 5. الصلاة فيها خشوع والله تعالى يريد أن لا يتجبّر الزوج على زوجته. 6. الصلاة فيها خضوع والله تعالى يريد من الزوجة أن تخضع لزوجها. 7. الصلاة فيها استغفار والله تعالى يريد لكل من الزوجين أن يغفر للآخر. فالصلاة إذن فيها كل شيء وحياة زوجية بلا صلاة لا خير فيها ويجب أن تكون العلاقة بين الزوجين مبنية على الدين والصلاة هي أساس الدين وعلاقة بدون صلاة يعني علاقة بدون طهارة وعلاقة فيها بُعد عن الله تعالى. وفي الحديث الشريف: " رحِم الله امرأة قامت إلى زوجها فأيقظته فتأبّى عليها فنضحت وجهه بالماء فباتا الليلة وقد غفر الله لهما". فيجب العودة إلى الله تعالى حتى تعود البركة على حياة الناس. والله تعالى في آية المحافظة على الصلاة يلفت نظرنا ويرشد الأُسر إلى أنه من أراد أن يبارك الله تعالى في حياته فعليه بالمحافظة على الصلاة وهل الذي يمشي مكبّاً على وجهه أهدى أم الذي يمشي سوياً على صراط مستقيم؟ (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (22) الملك) . ولقد شُبّهت الصلاة بعمود الخيمة " الصلاة عماد الدين" وفي رواية أخرى " الصلاة عمود الدين من أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين" "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر" والعلماء انقسموا في حُكم تارك الصلاة فمنهم من قال من تركها متعمّداً منكراً لها فقد كفر أما من تركها متكاسلاً فهو فاسق وسواء كان فاسقاً أو كافراً فكلاهما في خطر. وعلى الانسان أن لا يسوّف ويبادر إلى الصلاة لأننا بغيرها نكون بلا قيمة فهي التي تحفظنا. جمع الصلوات (حافظوا على الصلوات) وإفرادها (والصلاة الوسطى). الصلاة أهم ركن ولها ثلاثة أحوال وعلى هذه الأحوال يترتب العقاب: شخص غير معترف بالصلاة حُكمه كافر خارج عن المِلّة عقابه جهنم (إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِينَ مَآَبًا (22) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25) جَزَاءً وِفَاقًا (26) إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27) وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كِذَّابًا (28) النبأ). شخص معترف بالصلاة لكنه متكاسل عنها حُكمه فاسق أو عاصي وعقابه في الآخرة سقر وهو واد في جهنم (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) المدثر). شخص يصلي ويسهى ويصلي فرضاً ويترك آخر أو يجمع كل الصلوات في وقت واحد أو يؤديها متقطعة عقابه في الآخرة ويل وهو واد في جهنم (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الماعون). فترك الصلاة عاقبته وخيمة وأمره خطير جداً والرسول  لن يشفع يوم القيامة لتارك الصلاة وإنما سيشفع لمن استحق الشفاعة ولن تنفع تارك الصلاة شفاعة الشهداء والصديقين والصالحين (فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48)) فعلى كل تارك للصلاة أن يبادر ويسارع بالتوبة ويبتعد عن التسويف لأن الأمر في منتهى الخطورة "اغتنموا خمساً قبل خمس: صحتك قبل مرضك، حياتك قبل موتك، فلاغك قبل شغلك، شبابك قبل هرمك، دنياك قبل آخرتك" والناس يوم القيامة ستندم على ساعة مرت عليهم لم يذكروا الله تعالى أو يقوموا بعبادة لله أو يتنافسوا في طاعة الله وفي الحديث عن رسول الله " ما من أحد مات إلا ندم قالوا وما ندامته يا رسول الله؟ قال يندم المسيء على إساءته ويندم المحسن على أنه لم يستزد من إحسانه". ويقول تعالى في الحديث القدسي : " يا ابن آدم خلقتك بيدي وربّيتك بنعمتي وأنت تهجرني وتعصيني فإن هجرتني وعصيتني حلمت عليك حتى تتوب لإغن تبت إلي قبلتك فإن قبلتك غفرت لك فإن غفرت لك أدخلتك الجنة وأنجيتك من النار فمن أين تجد لك رباً مثلي وأنا الغفور الرحيم". الذي لا يصلي لا يؤتمن على زوجته وعائلته وأولاده. الوقفة كاملة
٨٠ * (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً (97) النحل) (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) طه) لما عبّر عن المؤمن الذي عمل صالحاً قال حياة طيبة ولما عبّر عن الذي أعرض عن ذكر الله تعالى قال معيشة ضنكاً، عبّر بالمعيشة ولم يقل حياة فما اللمسة البيانية والفرق بين الحياة والمعيشة؟ (د.فاضل السامرائى) من حيث اللغة المعيشة أو العيش هي الحياة المختصة بالحيوان أما الحياة فتستعمل للأعمّ والله تعالى يقول نبات حيّ ونبات ميّت. إذا أردنا أن نصف النبات بأنه حيّ نقول حيّ ولا نقول عائش، ربنا يوصف بأنه حيّ (الحي القيوم). إذن المعيشة الحياة المختصة بالحيوان هو أخص من الحياة أما الحياة أعمّ للحيوان والنبات وتستعمل في صفات الله سبحانه وتعالى. المعيشة خاصة بالحيوان فقط أما الحياة فعامة وتستعمل للحياة المعنوية المقابل للضلال (أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ (122) الأنعام). المعيشة هي لما يُعاش به (نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا (32) الزخرف) ليس حياتهم وإنما ما يُعاش به من طعام وشراب (وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ (10) الأعراف) أي ما تأكلون. عرفنا الفرق بين معيشة وحياة من حيث اللغة. يبقى كيف استعملها؟ في سورة طه لما ذكر الجنة وطبعاً الخطاب لآدم قال (فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119)) يعني أسباب المعيشة أكل وشرب ولباس، إذن هذا سيكون مناسباً لذكر المعيشة (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا (124)) من أعرض عن ذكر الله سيتعب حتى يحصّل المعيشة على أساس أن الله تعالى ذكر معيشة أبينا آدم قبلاً فهذه مقابل تلك. وقسم يقول المعيشة الضنك هي حياة القبر وقسم قالوا المعيشة الضنك هي الحرص على الدنيا والخوف من فواتها،الذي يعرض عن ذكر الله يكون متعلق بالدنيا ويخشى أن تزول مهما كان في نعمة يفكر في زوالها ولا يستمتع بها إذن سيكون هناك ضنك بمعنى ضيق. لو كان أنعم الناس ولكنه يعلم أنه سيفارقها وأنها تزول منه يعيش في ضنك، الحرص على الدنيا فهي مناسبة من حيث ما ذكرنا أنها جاءت بعد ذكر الجنة (إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119)) فناسب فيها المعيشة. أما الآية الأخرى قال (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (97) النحل) لم يذكر فيها أسباب المعيشة وإنما ذكر الإيمان والعمل الصالح قسم قال الحياة هي حياة الجنة، وقسم قالوا هي الرضى بقضاء الله وقدره يعني يستقبل كل ما يقع وما يأتي عليه بنفس راضية مطمئنة خاصة إذا علم أن هذا سيكون في ميزان حسناته. الوقفة كاملة


إظهار النتائج من 71 إلى 80 من إجمالي 314 نتيجة.