التدبر

٢١ {فخرج منها خائفاً يترقَّب} رغم كل تضحياته من أجل بني إسرائيل خرج وحيداً لم يرافقه ولو واحد منهم...اعمل لربك ولا تعول على الرفاق. الوقفة كاملة
٢٢ ( ألا تعلوا علي و أتوني مسلمين ) عندما تركنا العزة في الدين ، ضاعت هيبتنا .. ! المداهنة بحياتها لن تكسب احترام الآخر لك . الوقفة كاملة
٢٣ وما يعقلها إلا العالمون " العلماء تاج الأمة ومنارتها هم روحها وماء حياتها وحين تعصف الأهواء وتكثر معاطن البلاء فهم مُلاَّحُها . الوقفة كاملة
٢٤ حياة المسلم الحقيقية تكون بعد الموت، وحياة الكافر قبله، وكلٌ يعمل لحياته (وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون) . الوقفة كاملة
٢٥ "ليتني لم أتخذ فلانا خليلا" لقد كانت حياته مليئة بالكثير بما يوجب الندم لكنه خص الأخلاء بالذكر لقد تبين له أنهم سبب خسارته الفادحة. الوقفة كاملة
٢٦ ﴿وقل ربّ ارحمهما كما ربياني صغيرا﴾ أثمن مايقدّمه الولد لوالديه الدعاء وهو عبادة ميسورة ومن أوفى البر في حياتهماوبعد مماتهما الوقفة كاملة
٢٧ الجادون في حياتهم، المتميزون في هممهم، هم أولئك الذين لا تختلف عزيمتهم في آخر العام عن أوله، ولو اختلف نوع العمل: ( يايحيى خذ الكتاب بقوة ) . الوقفة كاملة
٢٨ ‏﴿ ورضوان من الله أكبر ﴾ أكبر من كل ألم وأكبر من كل أمل أكبر حتى من الجنة ! اللهم اغفر لنا كل ذنب حال بيننا وبين رضاك عنا الوقفة كاملة
٢٩ "(كلما) دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا" كلما لم تكن مجرد كرامة عابرة بل عناية كلية دائمة مستمرة عناية الله تغمر حياتهم. الوقفة كاملة
٣٠ قال تعالى عن عيسى عليه السلام" ويُكلّم الناس في المهد وكهلاً" فحياته كلها معجزة. أولها بكلامه في المهد ،وآخرها بنزوله من السماء وكلامه وهو كهل." الوقفة كاملة

تذكر واعتبار

٢١ فوائد ترك الغضب: إذا كانت للغضب آثارٌ سيئة وأضرار كثيرة على الفرد والأسرة والمجتمع؛ فإن لتركه واجتنابه فوائد كثيرة ونتائج جليلة. ففي ترك الغضب واجتنابه اتقاء لغضب الله سبحانه: فإذا أردت أن تكون بعيدا عن غضب الله تعالى فلا تغضب على خلقه، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماذا يباعدني مِن غضب الله عز وجل؟ قال: «لا تغضب». رواه أحمد. وفي ترك الغضب واجتنابه عطاء وكرَم من الله تعالى لعباده يوم القيامة: فعن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كظم غيظا وهو قادر على أن يُنفذه، دعاه الله عز وجل على رءوس الخلائق يوم القيامة، حتى يخيره الله من الحور ما شاء». رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة، وحسنه الألباني في صحيح الجامع. وفي ترك الغضب واجتنابه قوة وعزة: فالإنسان القوي هو الذي يستطيع التغلب على نفسه، أما الذي ينساق وراء النفس وأهوائها وشرورها فهو ضعيف لا يمكنه الصمود في الأزمات والشدائد. لذلك قال نبينا صلى الله عليه وسلم: «ليس الشديد بالصّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب». متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما نقصَتْ صدقة مِنْ مال، وما زاد الله عبدا بعَفو إلا عِزّا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله». رواه مسلم. وفي ترك الغضب واجتنابه اقتداءٌ بالنبي صلى الله عليه وسلم واتباعٌ له: فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده، ولا امرأة ولا خادما، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه، إلا أن يُنتهَك شيء من محارم الله فينتقِمُ لله عز وجل". رواه مسلم. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما قال لي أفّ قط، ولا قال لي لشيء لم فعلت كذا؟ وهلا فعلت كذا؟. متفق عليه. علاج الغضب ومُسَكناته: أولا: الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم؛ فالشيطان يثير الغضب في نفس الإنسان، ويُشعِل فيها نار الانتقام، ليعُمّ لهيبها كل مكان، وهذه رسالة الشيطان ومهمته في الحياة، أن يوقع بين الناس العداوة والبغضاء، وقد أمرنا الله تعالى بالالتجاءِ إليه سبحانه والتعوذِ به من شر الشيطان وكيده، فقال عز وجل: ﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [فصلت: 36]. وعن سليمان بن صُرَدٍ رضي الله عنه قالَ: اسْتَبَّ رَجُلاَنِ عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس، وأحدُهما يسبّ صاحبه، مُغضَبا قد احمرّ وجهه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم». فقالوا للرجل: ألا تسمعُ ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: إني لستُ بمجنون. رواه البخاري ومسلم. فانظر كيف منعه الغضب من قبول النصيحة من خير الناصحين صلى الله عليه وسلم. ثانيا: السكوت وضبط اللسان عن الكلام أثناء الغضب؛ لأن الغاضب لا يتحكم في كلماته، لا يدري ما يقول، ولا يتأمل في عواقب كلامه، فالسكوت أسلم له من الكلام حتى يهدأ غضبه. لذا قال عليه الصلاة والسلام: «علموا، ويسروا، ولا تعسروا، وإذا غضب أحدكم فليسكتْ». رواه أحمد في مسنده، والبخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني في صحيح الجامع. ثالثا: تغيير وضعية الغاضب أثناء غضبه؛ فإن كان الغاضب واقفًا أثناء غضبه فليجلِسْ، وإن كان جالسا فليَضطجعْ، لأن القائم متهيئ للشر، والقاعد دونه، والمضطجع أبْعَد. وذلك ما أمرَ به رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: «إذا غضبَ أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع». أخرجه أحمد وأبو داود وابن حبان عن أبي ذر رضي الله عنه. رابعا: تذكرْ قدرة الله عليك عند قدرتك على غيرك؛ فإذا أغضبك أحد من الناس فلا تتسرّع في الانتقام والإهانة والتعذيب، وإذا غرتك قوتك فتذكر قوة الله فوقك. روى مسلم في صحيحه عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: كنت أضرب غلاما لي بالسوط، فسمعتُ صوتا من خلفِي: «اعلم أبا مسعود». فلم أفهَم الصوتَ من الغضب - قال - فلما دنا مني إذا هو رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو يقول: «اعلم أبا مسعود، اعلم أبا مسعود». قال: فألقيتُ السّوْط من يدي، فقال: «اعلم أبا مسعود أنّ الله أقدَرُ عليك، منك على هذا الغلام». قال فقلتُ: لا أضربُ مملوكا بعده أبدا. وفي رواية: فقلت يا رسول الله؛ هو حُرّ لوجه الله. فقال: «أما لو لم تفعل للفحَتْك النار، أو لمَسّتك النار». فمن تذكرَ قدرة الله لم يستعملْ قدرته وقوته في ظلم عباد الله. خامسا: تذكرْ ثواب العفو عند المقدرة؛ فكظمُ الغيظ مع العفو وترك الانتقام يقضي على بذور الفتن، ويفتح أبواب المحبة والتسامح بين الناس، ويسد أبواب الشيطان التي يمكن من خلالها أن يدخل بين المسلمين فيثير العداوة والبغضاء في صفوفهم. ثم إن لهذا الكظم والعفو أجراً عظيما عند الله، ورضواناً منه ومغفرة، يقول الله تعالى في تعداد صفات عباده المتقين المتسابقين إلى الخيرات: ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 134]. وبكظم الغيظ ومقابلة الإساءة بالإحسان تنقلب العداوة إلى صداقة، كما قال ربنا عز وجل: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [فصلت: 34 - 36]. فهذه النصوص - وغيرها كثيرة - تحثّ الغاضب على العفو والتسامح، والابتعاد عن التشفي والانتقام، وهي ضوابط إيمانية يلتزم بها المؤمن الصادق؛ لأنها تجعله صاحبَ نفس قوية، تستطيع الانتقام ولكنها تمتنع عنه طاعة لله وامتثالاً لقول نبيه صلى الله عليه وسلم، فتُرْسَى بهذه الضوابط دعائمُ الوحدة بين أبناء المجتمع، وترْسَخ فكرة التسامح والعفو التي تسمو بالنفس البشرية إلى أعلى مدارج السموّ والرّقي، إضافة إلى سدها منافذ الشيطان وإغلاقها مقاصدَه. فاتقوا الله عباد الله؛ واجتنبوا أسباب الغضب، من عجب، وافتخار، ومراء، ومزاح، واستهزاء، وتحاسد، وشهوة في الانتقام، وغير ذلك من دواعي الغضب ومثيرات الفتن. وخذوا بأسباب المحبة والمودة والإخاء، ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2]. وإذا غضبتَ فكنْ وَقورا كاظما للغيظِ تبصّرْ ما تقولُ وتسمعُ فكفى به شرفاً تبُصّرُ ساعةٍ يَرْضَى بها عنك الإلهُ ويَدْفَعُ نسأل الله تعالى أن يجنبنا الغضب وأسبابه، وأن يحفظنا من عواقبه ونتائجه، وأن يجعلنا من عباده الصالحين الكاظمينَ الغيظ العافينَ عن الناس. وصل اللهم وسلم وبارك على حبيبنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. الوقفة كاملة
٢٢ اعمل لدار البقاء رضوان خازنها الجار احمد والرحمن بانيها ارض لها ذهب والمسك طينتها والزعفران حشيش نابت فيها انهارها لبن محض ومن عسل والخمر يجري رحيقا في مجاريها والطير تجري على الاغصان عاكفة تسبح الله جهرا في مغانيها من يشتري الدار بالفردوس يعمرها بركعة في ظلام الليل يخفيها او سد جوعة مسكين بشبعته في يوم مسغبة عم الغلا فيها النفس تطمع في الدنيا وقد علمت ان السلامة منها ترك ما فيها اموالنا لذوي الميراث نجمعها ودارنا لخراب البوم نبنيها لا دار للمرء بعد الموت يسكنها الا التي كان قبل الموت يبنيها فمن بناها بخير طاب مسكنه ومن بناها بشر خاب بانيها والناس كالحب والدنيا رحى نصبت للعالمين وكف الموت يلهيها فلا الاقامة تنجي النفس من تلف ولا الفرار من الاحداث ينجيها تلك المنازل في الافاق خاوية اضحت خرابا وذاق الموت بانيها اين الملوك التي عن حظها غفلت حتى سقاها بكاس الموت ساقيها افنى القرون وافنى كل ذي عمر كذلك الموت يفني كل ما فيها نلهو ونامل امالا نسر بها شريعة الموت تطوينا وتطويها فاغرس اصول التقى ما دمت مقتدرا واعلم بانك بعد الموت لاقيها تجني الثمار غدا في دار مكرمة لا من فيها ولا التكدير ياتيها الاذن والعين لم تسمع ولم تره ولم يجر في قلوب الخلق ما فيها فيالها من كرامات اذا حصلت وياله من نفوس سوف تحويها الوقفة كاملة
٢٣ دعاء لسعادة القلب .. السعادة هي هدف كل إنسان على وجه الأرض وأمنية لكل إنسان ولكي يكون الإنسان سعيدا يجب أن يعرف مفهوم السعادة التي وصفها الخبراء بأنها هي صفاء النفس والشعور بالراحة والسكينة والطمأنينة، ويمكن الحصول على ذلك الشعور الإيجابي عن طريق عمل موازنة بين المطالب الروحية والجسدية والراحة الشخصية للإنسان ذاته، وراحة غيره من الأشخاص المتواجدين حوله، وبين عمارة الحياة الدنيا والآخرة. ودعاء لسعادة القلب يجب ان يكون صادقا من القلب ويكون لديك يقين تام ان طاعة الله والمواظبة على الأذكار واتقان العمل ومحاسبة النفس من وقت لآخر اهم ما يجلب السعادة للإنسان وقد يختلف مصدر السعادة من إنسان لآخر . ودعاء لسعادة القلب ليس له صيغة محدده أو كلمات معينة فيمكن الدعاء بما تشاء . دعاء لسعادة القلب اللهم راحة تلامس قلبي في كل حين، اللهم جملني بعقل حكيم، وقلب رحيم، ونفس صبورة، اللهم راحة البال. اللهم بحرا من التسخير و بحرا من التوفيق و بحرا من السعادة و الطمأنينة و راحة البال والرضا. اللهم غيث من السعادة يسقي الفؤاد فيزهر السعادة والطمأنينة والسلام لقلوبنا أينما حلت. اللهم راحة البال والطمأنينة لقلوبنا. اللهم ابعد عنا جميعا كثرة التفكير وحيرة القلق وارزقنا راحة البال. اللهم اياما مليئه بالخير و التفاؤل و الهدوء اللهم السكينه اللهم الراحه اللهم الإطمنان اللهم راحه البال اللهم الرضا اللهم الأمان اللهم السعاده. اللهم حقق أحلامنا وأمنياتنا، ويسر لنا كل أمر فيه خير لنا، وارزقنا الخير في الدنيا والاخرة، وافتح لنا ابواب السعادة والرزق من حيث لا نحتسب وات قلب كل منا مسألته وأجب دعوته، وامنحنا راحة البال. دعاء جلب السعادة لا إله إلا أنت الحليم العظيم، لا إله إلا أنت رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، لك الملك ولك الحمد وأنت على كل شيء قدير، اللهم لك الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، اللهم لك الحمد والشكر على جميع النعم التي أنعمت بها علينا، اللهم إني أستغفرك من جميع الذنوب والخطايا ما علمت منها وما لم أعلم، اللهم اجمعنا في جناتك جنات النعيم، ولا تفرقنا وأهلنا وأحبائنا بعد الممات يا رب العالمين، اللهم اقسم لي من خشيتك ما تحول به بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغني به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا”. “اللهمّ بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرًا لي، اللهم إني أسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الرضاء والغضب، وأسألك القصد في الغنى والفقر، وأسألك نعيمًا لا ينفد، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضاء بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين”. اللهم يا فاطر السماوات والأرض ويا عالم الغيب والشهاده، أسألك اللهم أن تشرح صدري وتغفر ذنبي، اللهم إني أسألك بأنك أنت الله مالك الملك وأنك على كل شيء قدير، أن تفرج الهموم والكروب، وأن تنشر السعادة في قلوبنا يا أرحم الراحمين”. “ربّ امنحنا من سعة القلب، وإشراق الروح، وقوة النفس ما يعيننا على ما تحبه من عبادك؛ من مواساة الضعيف والمكسور والمحروم والملهوف والحزين، واجعل ذلك سلوة حياتي، وسرور نفسي، وشغل وقتي، وقرة عيني” كيف تجلب السعادة الصبر والتسبيح، فالتحلي بالصبر والإكثار من التسبيح والتهليل والحمد من اهم الأسباب المؤدية للتحقيق السعادة والفرح، وذلك لقوله تعالي”فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ”. العفو عن الناس والتحلي بالتسامح والأخلاق الفاضلة، فذلك يعمل على تحقيق الراحة النفسية ويجعل الإنسان يشعر بالسعادة، فالعفو يعمل علي زيادة من الحب والمودة والترابط بين الأشخاص بعضهم البعض، كما أن الإعراض عن الجاهلين من أهم الطرق المؤدية للسعادة، لقوله تعالي “وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ”. التمسك بالقرآن الكريم، والالتزام بقراءة ولو جزء صغير منه وعدم هجره لأي سببا من الأسباب، فالقرآن شفاء للصدور وسببا لتحقيق السعادة والحصول عليها، فالابتعاد والإعراض عنه سببا للشقاء وعدم الراحة. دعاء يريح النفس لم يرد بالكتاب او السنة ما يؤكد وجود دعاء يريح النفس ولكن يمكن لأي شخص الاستعانة بدعاء تفريج الهموم والكروب او أذكار الصباح والمساء التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، من هذه الأدعية : اللهم آت نفسي تقواها وزكّها أنت خير من زكّاها، أنت وليّها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع وقلب لا يخشع ونفس لا تشبع، ودعوة لا يستجاب لها، اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل، وأعوذ بك من شر ما علمت ومن شر ما لم أعلم، اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك. لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلى العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات السبع و رب العرش العظيم. ربّ إني أسألك أن تريح قلبي وفكري، وأن تصرف عنّي شتات العقل والتفكير، ربّ إنّ في قلبي أمورًا لا يعرفها سواك فحققها لي يا رحيم، ربّ كن معي في أصعب الظروف وأرني عجائب قدرتك في أصعب الأيام. اللهم إنا نسألك زيادة في الدين، وبركة في العمر، وصحة في الجسد، وسعة في الرزق، وتوبة قبل الموت، وشهادة عند الموت، ومغفرة بعد الموت، وعفوًا عند الحساب، وأمانًا من العذاب، ونصيبًا من الجنة، وارزقنا النظر إلى وجهك الكريم، اللهم ارحم موتانا وموتى الموحدين واشفِ مرضانا ومرضى الناس أجمعين. اللهم إنا نسألك زيادة في الدين، وبركة في العمر، وصحة في الجسد، وسعة في الرزق، وتوبة قبل الموت، وشهادة عند الموت، ومغفرة بعد الموت، وعفوًا عند الحساب، وأمانًا من العذاب، ونصيبًا من الجنة، وارزقنا النظر إلى وجهك الكريم. اللّهم ارحم موتانا وموتى المسلمين، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين. لا إله إلّا الله الملك الحق المبين، لا إله إلّا الله العدل اليقين، لا إله إلّا الله ربنا ورب آبائنا الأولين، سبحانك إنّي كنت من الظالمين، لا إله إلّا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو حيٌّ لا يموت، بيده الخير وإليه المصير وهو على كل شيء قدير. الوقفة كاملة
٢٤ إن مدار الطاعة على القلب، فلا يُوفق للطاعة إلا صاحب القلب السليم، الذي يُقبل على الله تعالى بكليته. ومن أراد التوفيق في حياته والنجاح في دينه ودنياه فليستوهب من ربه قلباً عامرًا؛ كي يُحسن استقبال الطاعة والتلذذ بها والإقبال بها على ربه. وأول هذه الخمس التي تراجعها مع نفسك: أولًا: أن تبرأ من حولك وقوتك. اجعل دائماً لسانك حالك: اللهم إني أبرأ إليك من حولي وقوتي وألوذ بحولك وقوتك، فلا حول ولا قوة إلا بك سبحانك. فوالله لا تحول لنا من حال إلى حال إلا بحول الله وقوته؛ بل لا استطاعة لنا بنطق حرف واحد إلا بحول الله وقوته. وهذا التبرأ من الحول والقوة إلى حول الله وقوته يعقبه طلب استعانة من ربك أن يعينك على الطاعة. ولعنا نستشعر معنى قوله سبحانه في سورة الفاتحة: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5]، فلنستعن به سبحانه على الطاعة، الصلاة، الذكر، قراءة القرآن، الدعاء، صلة الأرحام، ولنكثر من سؤاله سبحانه ذلك، فالله يُحب أن يُسئل، لإالح على ربك في الطلب والدعاء. ثانيًا: تخيل أن هذه آخر طاعة لك في حياتك. لك أن تتخيل هذا الأمر، فكم سيكون إتقان هذه الطاعة وحُسنها وإخلاصها، تخيل أن هذه العشر لا تعود إلا مرة في العام، فهل يُحسن أن نضيعها؟ بالتأكيد لا. بل تخيل أنها قد لا تعود مرة أخرى، كما أن الطاعة فيها أفضل من أيام العام كله، فاعمل فيها الطاعة كأنها طاعة مودع. ثالثًا: ابتعد عما يُلهيك عن الطاعة. ابتعد عن عن كل ما يٌشغلك عن طاعة ربك، حتى ولو كان من المباحات، فهذا وقت الجد والاجتهاد، ولا بأس أن تجعل لنفسك ترويحة تستعين بها على الطاعة، لكن القصد ألا يكون يومك كله في مباحات تبعدك عن الطاعة، أما ما يعينك على الطاعة فلا بأس به، كأن يكون لك راحة بين الطاعة وأختها، وهكذا. رابعاً: اقطف من كل بستان زهرة. فليكن لك من كل طاعة نصيب، إن استطعت، وليكن نصيبك من الطاعات التي يخشع لها قلبك، والتي تعينك على الطاعة بعدها، ولا تقتصر على طاعة واحدة، فأكثر من الذكر، والدعاء، وقراءة القرآن، واجعل لك نصيباً من الصيام إن استطعت. خامسًا: إياك وأن تُعجب بطاعتك. فالعُجب قد يدحض ثواب الطاعة، كما أنه غير معين للإكثار من الطاعات، فالإنسان الذي يُعجب بطاعته، يظن أنه قد أدى ما عليه، فلا يبدأ في الطاعة التي تليها، وإنما يقف عند الطاعة التي أُعجب بها، وهذا أعظم ما يُهلك الإنسان. بل الإنسان المؤمن هو الذي يتهم نفسه دائماً بالتقصير، فيكون ذلك دافعاً له على الإكثار من الطاعات. نسأل الله عز وجل أن يُعيننا على الطاعة في هذه العشر المباركات الوقفة كاملة
٢٥ كنز لايفنى قال أحد الصالحين: "لو أن رجلًا سافر من أقصى الشام إلى أقصى اليمن فحفظ كلمةً تنفعه فيما يستقبل من عُمُره؛ رأيتُ أن سفره لم يَضِع". وصنَّف أحد العلماء كتابًا وسمَّى بابًا فيه: "بابٌ من العِلم يحفظه الرجل لصلاح نفسه وصلاح مَن بعده؛ أفضل من عبادة عام". وقد سمع أحد الصالحين كلمةً فانتفع بها مدة ثلاثين عامًا. فتأمَّل أهمية الكلمة النافعة، سواء قلتَها لشخص فانتفع بها، أو سمعتَها من أحد فانتفعتَ بها؛ وكم من إنسان سمع كلمةً -ولو مُصادَفةً في مكان عام- وكان لها أثر كبير في تحسين حياته، لا لشيء إلا لأنه تدبَّرها وتأمَّلها وأصَرَّ على الانتفاع بها ولم يُمرِّرها مرورًا عابرًا الوقفة كاملة
٢٦ قال أحد الصالحين: "لو أن رجلًا سافر من أقصى الشام إلى أقصى اليمن فحفظ كلمةً تنفعه فيما يستقبل من عُمُره؛ رأيتُ أن سفره لم يَضِع". وصنَّف أحد العلماء كتابًا وسمَّى بابًا فيه: "بابٌ من العِلم يحفظه الرجل لصلاح نفسه وصلاح مَن بعده؛ أفضل من عبادة عام". وقد سمع أحد الصالحين كلمةً فانتفع بها مدة ثلاثين عامًا. فتأمَّل أهمية الكلمة النافعة، سواء قلتَها لشخص فانتفع بها، أو سمعتَها من أحد فانتفعتَ بها؛ وكم من إنسان سمع كلمةً -ولو مُصادَفةً في مكان عام- وكان لها أثر كبير في تحسين حياته، لا لشيء إلا لأنه تدبَّرها وتأمَّلها وأصَرَّ على الانتفاع بها ولم يُمرِّرها مرورًا عابرًا الوقفة كاملة
٢٧ إن أعلى مراتب توفيق الله لعَبْدِهِ أن يحبب إليه الإيمان والطاعة، ويُكَرِّهَ إليه الكفر والمعصية، وهي المرتبة التي نالها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وامتن الله بها عليهم في قوله تعالى: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ﴾ [الحجرات: 7]. قال ابن القيم رحمه الله: يقول سبحانه لم تكن محبتكم للإيمان وإرادتكم له، وتزيينه في قلوبكم منكم، ولكن الله هو الذي جعله في قلوبكم كذلك، فآثرتموه ورضيتموه، ... فلولا توفيقه لكم لما أذعنت نفوسكم للإيمان. والتوفيق لا يُطْلَبُ إلا من الله، فلا يقدر عليه إلا سبحانه، ومن طلبه من سواه محروم. قال شعيب عليه السَّلام: ﴿ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود: 88]. لذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائماً ما يدعو: «اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فَلا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ». السنن الكبرى للنسائي (101412). من أعظم أسباب حرمان التوفيق، ألا يكون القلب مؤهلاً لتوفيق الله له، وذلك بسبب كثرة المعاصي، وإيلاف الذنوب، وثقل الطاعة. وعندها يكون أفضل علاج لحرمان التوفيق هو أن تستوهب من ربك قلباً، أن تطلب من الله أن يهبك قلباً من عنده تعبده به. وهذا من كمال توحيد الله عز وجل، فتسأل الله عز وجل في كل أمور حياتك، صغيرها وكبيرها. وحينها يوفقك الله في حياتك، فحينما يُعرض عليك الخير، فإنك تقبله، وتجده سبحانه يختم لك بالأعمال الصالحة حياتك. ومنها أن يوفقك سبحانه لعمل يسير أجره عظيم عند الله، وغيرها من علامات التوفيق في الدنيا والآخرة. فاسألوا الله كل شيء في حياتكم، فمن وجد عدم توفيق في حياته فليلجأ إلى ربه وليسأله التوفيق والهداية. ومن ظن أنه إن حصل في الدنيا منصباً ومالاً وجاهاً فهذا علامة التوفيق، فهو مخطئ، إنما علامة التوفيق أن تستعمل ما رزقك الله إياه في طاعته، وإنما مجرد تحصيل المنصب والمال والجاه لا يعد علامة توفيق، فاستعمل ما وهبك الله إياه في طاعته ومرضاته، يكن ذلك علامة على توفيق الله لك الوقفة كاملة
٢٨ أخي الحاج والمعتمر، هذه مجموعة من الأدعية المأثورة في الحج، وهي أدعية مختارة يمكن أن تدعو بها، وإلا فادعُ بما شئت وبما تحفظ، وما يفتح الله به عليك، وبما كتبناه لك هنا من الأدعية التي جعلناها لك في عرفات وفي أي موطن من مواطن الإجابة، وهناك لا تنسنا من صالح دعائك: المسافر للمقيم: أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه دعاء السفر الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ* وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البرّ والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هوِّن علينا سفرنا هذا واطوِ عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقَلَب في المال والأهل والولد. وهذا الدعاء من بين الأدعية المأثورة في الحج. بعد الإحرام  لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك, إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك. عند دخول الحرم من بين الأدعية المأثورة في الحج، الدعاء عند دخول الحرم : أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم باسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك. عند رؤية الكعبة “اللهم زِدْ هذا البيت تشريفًا وتعظيمًا وتكريمًا ومهابة، وزِدْ من شرَّفه وكرَّمه ممَّن حجَّه أو اعتمره تشريفًا وتكريمًا وتعظيمًا وبرًّا، اللهم أنت السلام، ومنك السلام، فحَيِّنَا ربنا بالسلام”. وهذا الدعاء من بين الأدعية المأثورة في الحج. بين الركن والحجر الأسود ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. عند صعود الصفا  يقرأ قوله تعالى: “إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ”، ثم يقول بعدها (أبدأ بما بدأ الله به)، ثم يرقى على الصفا حتى يرى الكعبة فيستقبلها ويرفع يديه كما يرفعها عند الدعاء ويقول: الله أكبر الله أكبر الله أكبر, لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده. وهذه الأدعية هي من بين الأدعية المأثورة في الحج عند صعود المروة من بين الأدعية المأثورة في الحج أيضا دعاء عند صعود المروة، حيث يقرأ قوله تعالى: “إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ”، ثم يقول بعدها (أبدأ بما بدأ الله به)، ثم  يرقى على المروة حتى يرى الكعبة فيستقبلها ويرفع يديه كما يرفعها عند الدعاء، ويقول:  الله أكبر الله أكبر الله أكبر, لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده.  عند العودة من السفر  قال دعاء السفر وزاد عليه: آيبون، تائبون، عابدون، لربنا حامدون. أدعية عامة ومن جملة الأدعية المأثورة في الحج، هناك عدة أدعية عامة: –  رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ. –  رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ، رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. –  رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ، رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَار، رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ. –  رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. –  رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِين. –  ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ. –  رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ. – رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء، رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَاب.ُ –  رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا. –  رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ. –  رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ. – رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ. –  رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. –اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي. اللهم استر عوراتي, وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي, وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي, وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي.  – اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي, اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت. – اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، وأعوذ بك من عذاب القبر, لا إله إلا أنت.  – اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك, وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت, أعوذ بك من شر ما صنعت, أبوء لك بنعمتك عليّ, وأبوء بذنبي, فاغفر لي, فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. – اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن, وأعوذ بك من العجز والكسل, وأعوذ بك من الجبن والبخل, وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال. – اللهم اجعل أول هذا اليوم صلاحًا، وأوسطه فلاحًا, وآخره نجاحًا, وأسألك خيري الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين. – اللهم إني أسألك الرضى بعد القضاء, وبرد العيش بعد الموت, ولذة النظر إلى وجهك الكريم, والشوق إلى لقائك, في غير ضرّاء مضرة, ولا فتنة مضلة, وأعوذ بك أن أَظلم أو أُظلم, أو أَعتدي أو يُعتدى علي, أو أكتسب خطيئة أو ذنبًا لا تغفره. – اللهم إني أعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر. – اللهم اهدني لأحسن الأعمال والأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت. – اللهم أصلح لي ديني, ووسّع لي في داري، وبارك لي في رزقي. – اللهم إني أعوذ بك من القسوة والغفلة والذلة والمسكنة، وأعوذ بك من الكفر والفسوق والشقاق والسمعة والرياء، وأعوذ بك من الصمم والبكم والجذام وسيئ الأسقام. – اللهم آتِ نفسي تقواها, وزكّها أنت خير من زكاها, أنت وليها ومولاها. – اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع, وقلب لا يخشع, ونفس لا تشبع, ودعوة لا يستجاب لها. – اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت, ومن شر ما لم أعمل, وأعوذ بك من شر ما علمت, ومن شر ما لم أعلم. – اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك, وتحول عافيتك, وفجاءة نقمتك, وجميع سخطك. – اللهم إني أعوذ بك من الهدم والتردي ومن الغرق والحرق والهرم, وأعوذ بك من أن يتخبطني الشيطان عند الموت, وأعوذ بك من أن أموت لديغًا, وأعوذ بك من طمع يهدي إلى طبع. – اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء, وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر العدو وشماتة الأعداء. – اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري, وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي, وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي, واجعل الحياة زيادة لي في كل خير, واجعل الموت راحة لي من كل شر, ربّ أعني ولا تعن علي, وانصرني ولا تنصر علي, واهدني ويسر الهدى لي. – اللهم اجعلني ذكّارًا لك, شكّارًا لك, مطواعًا لك, مخبتًا إليك, أواهًا منيبًا, رب تقبل توبتي, واغسل حوبتي, وأجب دعوتي, وثبّت حجتي, واهدِ قلبي، وسدِّد لساني, واسلل سخيمة صدري. – اللهم إني أسألك الثبات في الأمر, والعزيمة على الرشد, أسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك, وأسألك قلبًا سليمًا, ولسانًا صادقًا, وأسألك من خير ما تعلم, وأعوذ بك من شر ما تعلم, وأستغفرك مما تعلم, وأنت علام الغيوب. – اللهم ألهمني رشدي, وقني شر نفسي. اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات, وحب المساكين, وأن تغفر لي وترحمني, وإذا أردت بعبادك فتنة, فتوفني إليك منها غير مفتون. – اللهم إني أسألك حبك, وحب من يحبك, وحب كل عمل يقربني إلى حبك. – اللهم إني أسألك خير المسألة, وخير الدعاء، وخير النجاح, وخير الثواب, وثبتني وثقل موازيني, وحقق إيماني, وارفع درجتي, وتقبل صلاتي, واغفر خطيئاتي, وأسألك الدرجات العلى من الجنة. – اللهم إني أسألك فواتح الخير, وخواتمه, وجوامعه, وأوله وآخره, وظاهره وباطنه والدرجات العلى من الجنة، اللهم إني أسألك أن ترفع ذكري, وتضع وزري, وتطهر قلبي, وتحصن فرجي, وتغفر لي ذنبي, وأسألك الدرجات العلى من الجنة, اللهم إني أسألك أن تبارك في سمعي, وفي بصري, وفي روحي, وفي خَلقي, وفي خُلقي, وفي أهلي, وفي محياي, وفي عملي, وتقبل حسناتي, وأسألك الدرجات العلى من الجنة. – اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء, ودرك الشقاء, وسوء القضاء, وشماتة الأعداء, اللهم مقلِّب القلوب, ثبت قلبي على دينك. – اللهم مصرِّف القلوب والأبصار, صرِّف قلوبنا على طاعتك. اللهم زدنا ولا تنقصنا, وأكرمنا ولا تهنا, وأعطنا ولا تحرمنا, وآثرنا ولا تؤثر علينا. اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها, وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة. – اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك, ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك, ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا, ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا, واجعل ثأرنا على من ظلمنا, وانصرنا على من عادانا, ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا. – اللهم إني أسألك موجبات رحمتك, وعزائم مغفرتك, والغنيمة من كل بر, والسلامة من كل شر, والفوز بالجنة, والنجاة من النار. – اللهم لا تدع لنا ذنبًا إلا غفرته, ولا عيبًا إلا سترته, ولا همًّا إلا فرجته, ولا دينًا إلا قضيته, ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة هي لك رضًا ولنا صلاح إلا قضيتها يا أرحم الراحمين. – اللهم إني أسألك رحمة من عندك, تهدي بها قلبي, وتجمع بها أمري, وتلم بها شعثي, وتحفظ بها غائبي، وترفع بها شاهدي, وتبيّض بها وجهي, وتزكي بها عملي, وتلهمني بها رشدي, وترد بها الفتن عني, وتعصمني بها من كل سوء. – اللهم إني أسألك الفوز يوم القضاء, وعيش السعداء, ومنزل الشهداء, ومرافقة الأنبياء، والنصر على الأعداء. – اللهم إني أسألك صحة في إيمان, وإيمانًا في حسن خلق, ونجاحًا يتبعه فلاح, ورحمة منك، وعافية منك، ومغفرة منك ورضوانًا. – اللهم إني أسألك الصحة والعفة, وحسن الخلق, والرضاء بالقدر. اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي, ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها, إن ربي على صراط مستقيم. – اللهم إنك تسمع كلامي, وترى مكاني، وتعلم سري وعلانيتي, ولا يخفى عليك شيء من أمري، وأنا البائس الفقير, والمستغيث المستجير, والوجل المشفق المقر المعترف إليك بذنبه، أسألك مسألة المسكين, وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل, وأدعوك دعاء الخائف الضرير, دعاء من خضعت لك رقبته, وذلّ لك جسمه, ورَغِم لك أنفه. – إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفًا، وما أنا من المشركين، قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعًا، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك. – اللهم إني أسألك الطيبات، وفعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تتوب عليّ، وتغفر لي وترحمني، وإذا أردت بعبادك فتنة فتوفني إليك غير مفتون، اللهم وأسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربني إلى حبك. – اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة. – اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا. – اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي، اللهم أسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الغضب والرضا، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيمًا لا ينفد، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك لذة النظر إلى وجهك، وأسألك الشوق إلى لقائك من غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين. – ربّ أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي، وامكر لي ولا تمكر علي، واهدني ويسر الهدى لي، وانصرني على من بغى علي، رب اجعلني لك شكارًا، لك ذكارًا، لك رهابًا، لك مطواعًا، لك مخبتًا، إليك أواهًا منيبًا، رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، وسدد لساني، واهدِ قلبي، واسلل سخيمة صدري. – اللهم إنا نسألك لأولادنا الصلاح والعافية، وحفظهم كتابك الكريم والعمل به وسنة نبيك الأمين، اللهم إنا نسألك لهم الرفقة الصالحة التي تذكرهم إذا نسوا، وتنبهم إذا غفلوا، وتعلمهم إذا جهلوا، وتهديهم إذا ضلوا. – اللهم اجعل حبك أحب إلي من نفسي وأهلي ومالي وولدي ومن الماء البارد على الظمأ، اللهم حببني إليك وإلى ملائكتك وأنبيائك وجميع خلقك. – اللهم إني أسألك عيشة هنية، وميتة سوية، ومردًا غير مخز ولا فاضح. – اللهم فارج الهم، كاشف الغم، مجيب دعوة المضطرين، رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك. – اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا فنعجز ولا إلى الناس فنضيع. – اللهم جمّل أمري ما أحييتني، وعافني ما أبقيتني، وبارك لي فيما خولتني، واحفظ عليّ ما أوليتني، وارحمني إذا توفيتني، وآنس وحشتي إذا أقبرتني، وتفضل عليّ إذا حاسبتني، ولا تسلبني الإيمان وقد عرفتني. – اللهم اجعلني أخشاك حتى كأني أراك، وأسعدني بتقواك، ولا تجعلني بمعصيتك مطرودًا، ورضني بقضائك، وبارك لي في قدرك. – اللهم ألبسني العافية حتى تهنيني بالمعيشة، واختم لي بالمغفرة حتى لا تضرني الذنوب، واكفني كل هول دون الجنة حتى تبلغنيها برحمتك يا أرحم الراحمين. الوقفة كاملة
٢٩ كنز لايقدر بثمن قال أحد الصالحين: "لو أن رجلًا سافر من أقصى الشام إلى أقصى اليمن فحفظ كلمةً تنفعه فيما يستقبل من عُمُره؛ رأيتُ أن سفره لم يَضِع". وصنَّف أحد العلماء كتابًا وسمَّى بابًا فيه: "بابٌ من العِلم يحفظه الرجل لصلاح نفسه وصلاح مَن بعده؛ أفضل من عبادة عام". وقد سمع أحد الصالحين كلمةً فانتفع بها مدة ثلاثين عامًا. فتأمَّل أهمية الكلمة النافعة، سواء قلتَها لشخص فانتفع بها، أو سمعتَها من أحد فانتفعتَ بها؛ وكم من إنسان سمع كلمةً -ولو مُصادَفةً في مكان عام- وكان لها أثر كبير في تحسين حياته، لا لشيء إلا لأنه تدبَّرها وتأمَّلها وأصَرَّ على الانتفاع بها ولم يُمرِّرها مرورًا عابرً الوقفة كاملة
٣٠ مسؤولية الكلمة في وسائل التواصل الاجتماعي   الخطبة الأولى الحمد لله الرحيم الرحمن، علم القرآن، خلق الإنسان، علمه البيان، أحمده تعالى وأشكره حمدا كثيرا كما يحب ويرضى، أحمده وهو المحمود بكل حال، وكل يوم هو في شأن، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله الله تعالى بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته إلى يوم الدين،  أما بعد: فاتقوا الله أيها المسلمون، اتقوا الله حق التقوى ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ﴾ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 70، 71]. عباد الله، قد أخبرنا ربنا – عز وجل – بأنه وكل مع كل إنسان ملكين يكتبان كل كلمة يتكلمها، وكل حركة يعملها، يقول ربنا – عز وجل - : ﴿إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ﴾ [ق: 17] هما ملكان أحدهما قعيد عن يمينه، والآخر قعيد عن شماله ﴿مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق: 18] أي: رقيب على ما يقوله، عتيد: أي حاضر ومعد لذلك، ويقول ربنا – عز وجل - : ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ  * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الانفطار: 10، 11، 12]. ويقول النبي – صلى الله عليه وسلم – : «إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يهوي بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب» رواه مسلم. عباد الله، والكتاب كالخطاب، فمن كتب كتابة فهو مآخذ عليها كمن تلفظ بها، وقد ذكر الفقهاء أن من كتب بأن زوجته طالق فإنها تطلق بذلك، ومن هنا فإنما يكتبه الإنسان فهو مآخذ به ومحاسب عليه كما لو نطق به، وقد تحول البيان لدى كثير من الناس في وقتنا الحاضر تحول من اللسان إلى الكتابة بالأصابع عبر وسائل التواصل الاجتماعي من أجهزة الهاتف، والحاسب الآلي بأنواعها، وعبر برامج هذه التواصل من التويتر، والفيس بوك، والواتس أب، وغيرها.. والحديث عن وسائل التواصل الاجتماعي حديث واسع ومتشعب، ولكن حسبنا الحديث عن المسئولية فيما يكتب في وسائل التواصل الاجتماعي.  إن الإنسان مسئول مسئولية كاملة عن جميع ما يكتبه عبر برامج هذه الوسائل، ومحاسب على ذلك يوم الحساب، وإن استشعار هذه المسئولية يجعل الإنسان يحسب ألف حساب قبل أن يكتب تغريدة في التويتر، أو غيرها مثلا، وأن يسأل نفسه قبل أن يكتب هل هذه الكتابة يلحق الإنسان بسببها الإثم، ويكتب عليه الوزر؟ فإن كان قد يلحقه الإثم بسببها أحجم عنها، ثم يسأل نفسه سؤالا آخر هل في هذه الكتابة مصلحة راجحة، هل فيها خير؟ فإن كان فيها خير وإلا أحجم عنها، كما أرشد النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى هذا المنهج بقوله: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت». وإن استشعار مسئولية الكلمة كما هو مطلوب من المسلم قبل أن يتلفظ وينطق بالكلمة ينبغي أن يكون مسئولية استشعار الكلمة ينبغي أن تكون قبل أن تتحرك أصابعه في الكتابة في وسائل التواصل الاجتماعي، وإن الإنسان ليعجب عندما يدخل بعض المواقع الشخصية في وسائل التواصل الاجتماعي فلا يرى في بعض المواقع إلا السباب، والشتم، والسخرية، والهمز واللمز، والغيبة، والقذف، والبذيء من القول، والأعجب من ذلك أن هؤلاء مسلمون يصلون الجمعة والجماعات، ويصومون مع المسلمين، ويزكون، ويتصدقون، ويحجون ولكن مسئولية الكلمة في وسائل التواصل الاجتماعي لديهم قد ضعفت أو انعدمت، فما أعظم مصيبتهم أمام الله تعالى، وما أعظم حسراتهم يوم القيامة عندما يرون أن أجور الطاعات التي عملوها لله – عز وجل – من صيام، وصلاة، وصدقات، وغيرها.. تذهب تلك الأجور في موازين حسنات غيرهم بسبب ما اقترفته أيديهم من كتابة البذيء من القول. أخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له، ولا متاع، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : إن المفلس من أمتي يوم القيامة يأتي بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياه فطرحت عليه، ثم طرح في النار». عباد الله، ومن صور السلوكيات المحرمة في الكتابة عبر وسائل التواصل الاجتماعي كتابة الأكاذيب، والأراجيف، والشائعات، وبثها عبر هذه الوسائل في المجتمع، فيكتب بعضهم تغريدة في التويتر كلها كذب وافتراء، أو يصنع صورة مزورة فيها قلب للحقائق فتبلغ كذبته أو صورته الآفاق، تبلغ الآفاق في دقائق معدودة، وربما تضرر بسببها أناس أبرياء، فما أعظم جرم هذا الناشر للأكاذيب والأراجيز، وقد جاء في حديث الرؤيا التي رآها النبي – صلى الله عليه وسلم – وأنه أتاه الليلة آتيان وقال له: «انطلق انطلق، ورأى في تلك الرؤيا رأى عجبا، وكان مما رأى ورؤيا الأنبياء حق، أنه مر على رجل مستلق لقفاه، وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد، وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه، فيشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول، فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان، ثم يعود إليه فيفعل مثل ما فعل في المرة الأولى، ثم أخبراه فيما بعد بأنه الرجل يغدو من بيته، فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق». عباد الله، وينبغي أن يعلم بأن الناقل لما يكتب في وسائل التواصل الاجتماعي من كتابات سيئة أن الناقل شريك للكاتب سواء أكان ذلك بإعادة تغريدة، أو بنقله المكتوب أو المقطع في الواتس أب أو غيره.. كل ذلك يشترك الناقل فيه مع الكاتب، فالناقل عليه مسئولية كما على الكاتب مسئولية، ولذلك لم يعذر الله تعالى الصحابة الذين نقلوا ما سمعوه من غيرهم من حديث الإفك من قصة أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – يقول ربنا – عز وجل - : ﴿إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ﴾ [النور: 15] وقوله: ﴿إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ﴾ معلوم أن الذي يتلقى الحديث هو الأذن، ولكن بسبب السرعة في نقل ما سمعوه جعل التلقي وكأنه باللسان. وقد جلد النبي – صلى الله عليه وسلم – بعض أفاضل الصحابة، وبعضهم ممن شهد بدرا جلدهم حد القذف ثمانين جلدة، مع أنهم لم ينشئوا ذلك القذف، وإنما هم مجرد نقلة لما سمعوه من غيرهم، ولا يعفي الإنسان من المسئولية أن ينقل كلاما سيئا، ثم يعقب عليه بكلمة منقول، فكما أن النطق والكتابة مسئولية، فكذلك النقل والنشر مسئولية كذلك في الدنيا والآخرة. وعلى من يكون في مجموعة في وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي أن ينكر ما يراه من منكرات، أو يغادر تلك المجموعات التي يكون فيها منكرات، إن المجموعات الالكترونية في وسائل التواصل الاجتماعي كالمجالس للناس، فكما أن الإنسان إذا كان في المجلس وسمع فيه منكرا، فيجب عليه أن ينكر المنكر، أو يغادر ذلك المجلس، وإلا كان شريكا معهم في الإثم، فكذلك المجموعات الالكترونية، يقول الله – عز وجل - : ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ﴾. عباد الله، ومن المسائل المتعلقة بالكتابة في وسائل التواصل الاجتماعي مسألة إنشاء الوسم، أو ما يسمى بالهشتاق في التويتر فينشئه شخص، ويكون هذا الوسم مفتوحا لكل من أراد الكتابة فيه، وقد تصل التغريدات فيه للآلاف، فإذا كان ذلك الوسم متعلق بشخص من الأشخاص، فقد يكتب فيه كتابات سيئة من قذف، وسخرية، واستهزاء بذلك الشخص، وحينئذ فإن منشأ هذا الوسم يكون عليه من الآثام والذنوب مثل جميع آثام وذنوب من كتب في هذا الوسم كتابات سيئة لكونه قد تسبب في هذه الكتابات السيئة بإنشائه لهذا الوسم، وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم - : «من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا» وأخذ أهل العلم من هذا الحديث أن كل من تسبب في وقوع غيره في معصية فيكون على المتسبب مثل آثام من وقع في تلك المعصية.  فاتقوا الله أيها المسلمون، واستشعروا مسئولية الكلمة فيما تتلفظون به، وفيما تكتبونه، وفيما تنقلونه، واستحضروا دوما قول ربنا – عز وجل - : ﴿إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق: 17، 18].  بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول قولي هذا، واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه؛ إنه هو التواب الرحيم. الوقفة كاملة

التساؤلات

٢١ س/ قول الله تعالى: (قد كانت لكم أسوة حسنة…) إلى قوله: (إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك ..) هل ذلك يشمل النهي عن الدعاء للأب الكافر الحي أم المقصود فقط الدعاء للكافر الميت؟ ج/ النهي عن الاستغفار، أما الدعاء له بالهداية فلا مانع منه أثناء حياته. وما ورد في حديث "اغفر لقومي"؛ فإن المقصود بذلك: اهدهم إلى الإسلام الذي تصح معه المغفرة، أو يكون المعنى: اغفر لهم إن أسلموا، أو أن ذلك كان قبل النهي. والله أعلم. الوقفة كاملة
٢٢ س/ في قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ • سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ﴾ ما المقصود بـ (سيهديهم ويصلح بالهم) وهم قتلوا؟ ج/ المقصود سيوفقهم أيام حياتهم في الدنيا إلى طاعته ومرضاته، ويُصْلح حالهم وأمورهم وثوابهم في الدنيا والآخرة. الوقفة كاملة
٢٣ س/ عن قوله تعالى : ﴿مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا...﴾ يوجد في أحد التفاسير أن له خيرا يأتي إليه من تلك الحسنة؛ ما الرأي في هذا التفسير؟ ج/ هذا تفسير صحيح ثابت عن ابن عباس: (فله خير منها) فمنها وصل إليه الخير، قال الطبري يعني ابن عباس بذلك: من الحسنة وصل إلى الذي جاء بها الخير، وبه قال جماعة من السلف غيره. لأن الحسنة عند عامة المفسرين الايمان والتوحيد ولا شيء خير منه، وقيل: فله خير منها للتفضيل، أي ثواب الله خير من عمل العبد وقوله وذكره، وكذلك رضوان الله خير للعبد من فعل العبد، وقيل: يرجع هذا إلى الإضعاف فإن الله تعالى يعطيه بالواحدة عشرا؛ وبالإيمان في مدة يسيرة الثواب الأبدي. الوقفة كاملة
٢٤ س/ قال الله تعالى في سورة الزخرف: ﴿أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ﴾ قرأت تفسير هذه الآية لكن لم أفهم معناها، هل توضحونه لنا؟ ج/ الصحيح في تفسيرها النساء اللاتي ينشأن على لبس الزينة ويغلب عليهن لنعومة حياتهن ونحو ذلك الضعف في المحاججة في الخصومة وهذا لا ينقص من قدرهن بل يزيد. الوقفة كاملة
٢٥ س/ ﴿وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا…﴾ هل معنى الآية أنهم ابتدعوا الرهبانية ابتغاء رضوان الله ثم أثبتها الله عليهم فما رعوها حق رعايتها؟ ج/ لا وإنما معنى الآية أنهم ابتدعوا هذه الرهبانية من عند أنفسهم ولم يكتبها الله عليهم، وإنما أمرهم بطاعة الله واتباع رضوانه ولكنهم لم يرعوا ذلك ولم يلتزموا به. الوقفة كاملة
٢٦ س/ ذكر القرآن النفس ﴿لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ﴾ و ﴿النَّفْسِ اللَّوَّامَةِ﴾ و ﴿النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴾، هل تلازم الثلاثة الإنسان في حياته، وعند الموت يختم بالمطمئنة؟ ج/ الأظهر أنها نفس واحدة، لكن لها صفات متعددة، فتوصف بما يغلب عليها، ولا يلزم أن تكون نفسه مطمئنةً عند موته، نسأل الله حسن الختام. الوقفة كاملة
٢٧ س/ ما معنى قول الله: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا﴾؟ ج/ المعيشة الضنك تكون ملازمة للمعرض عن ذكر الله، بخلاف المؤمن فإن ما يصيبه من ضيق وبلاء وشدة أمرٌ عارض يزول عنه في حياته أو بموته. الوقفة كاملة
٢٨ س/ ما معنى الآيتين (٢٦) ، (٢٨) من سورة محمد؟ ج/ في الأولى: كرهوا ما أنزل الله، وفي الثانية: اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه. فكلٌّ منها سبب لإحباط العمل بمفرده. الوقفة كاملة
٢٩ س/ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ﴾ وهو يشمل كلامه في حياته وبعد مماته، هل من رفع صوته فوق كلام الله يخشى عليه من حبوط العمل، أم هو مخصوص بكلام النبي صلى الله عليه وسلم؟ ج/ نبّه الإمام ابن القيّم على حالة خطيرة قريبة مما سألت عنه، وهي ما جاء في قوله -رحمه الله -: (فإذا كان رفع أصواتهم فوق صوته سببا لحبوط أعمالهم؛ فكيف تقديم آرائهم وعقولهم وأذواقهم وسياساتهم ومعارفهم على ما جاء به ورفعها عليه؟ أليس هذا أولى أن يكون محبطا لأعمالهم؟!). الوقفة كاملة
٣٠ س/ ﴿وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا﴾ ما الراجح في تفسير الكهل وما صورة كونها معجزة أو المقصود غير ذلك؟ ج/ ذكر تكليمه كهلا ردا على نصارى نجران في أنه كبني آدم في أحوال حياته كلها إلا أن الله أنطقه في الصغر آية ومعجزة له. الوقفة كاملة

أسرار بلاغية

٢١ * (وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا) حذف جواب الشرط أحيانُا يأتي للتفخيم وأحيانُا لأنه يكون معلومًا مثل الآية هنا. * الفرق بين كلمتى معاد و ميعاد: المعاد من عاد اسم مكان وهو بلد الرجل الذي يعيش فيه من العَوْد، لأنه يسافر ثم يعود إليه فهو معاده، قسم قال المعاد هو الحشر والجنة باعتبار الناس يعودون أو الجنة لأنه تعود إليهم حياتهم. الميعاد من وعد أصلها موعاد (مفعال) سكن حرف العلة وقبلها كسرة فيصير ميعاد، الميعاد هو الموعد (إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) يعني لا يخلف الموعد ولا يصح أن يقال لا يخلف المعاد. الوقفة كاملة
٢٢ آية (٧٤) : (إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى) * (فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ) جعل الباري جهنم للمجرمين مستحقة وكأنها لهم وهم صائرون إليها لا محالة وعذابهم فيها متجدد. ولذلك وُصِف المجرم بأنه لا ميّت ولا حيّ، وهذا في ظاهره يوحي بتناقض ولكن الله أراد أن يسلب عنهم خصائص الحياة الكريمة، فحياتهم مليئة بالكدر والعذاب والألم الوقفة كاملة
٢٣ *ما دلالة الربط على القلب فى الآية(وربطنا على قلوبهم) ؟(د.حسام النعيمى) هؤلاء أعلنوا إيمانهم وقفوا أمام الناس وأعلنوا إيمانهم قالوا(وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14)) فاشتُهِر أمرهم فالله سبحانه وتعالى صبّرهم على هذا الإيمان لأن أصل هو الربط الشدّ والتقوية عندما تشد شيئاً تقويه. بمعنى قوّينا قلوبهم بالصبر على الإيمان حين ققالوا هذا الكلام . والربط على القلب هو التقوية لأن إعلان إيمانهم هذا كان يمكن أن يودي بحياتهم ويموتوا ولذلك بعد أن أعلنوا تركوا البلد وفرّوا بدينهم وذهبوا إلى الكهف لكن العلماء يقولون المسلم إذا علِم أن في موته حياة للآخرين في ثباته وموته حياة للآخرين كما قال الإمام أحمد رحمه الله لما كان يُجلد فقيل له: قُل كما يقول المأمون فقال: إن ثباتنا ثبات المسلمين وتحمّل. *ما دلالة استخدام كلمة (الكذب) معرّفة وقد وردت نكرة في مواضع أخرى؟ (د.فاضل السامرائى) التعريف في النحو هو ما دلّ على شيء معيّن (إزالة الإشتراك عن الشيء) أما التنكير فهو عام. في الآيات القرآنية التي وردت كلمة (الكذب) فيها بالتعريف هي آيات خاصة بأمر معين أما التي وردت فيها كلمة (كذب) بالتنكير فهي تتعلق بأمر عام. مثال في استخدام كلمة (الكذب) بالتعريف في القرآن قوله تعالى في سورة آل عمران (كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {93} فَمَنِ افْتَرَىَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ {94}) الكذب هنا متعلق بالمسألة في الآية أما في قوله تعالى في سورة الكهف (هَؤُلَاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً {15}) ليس هناك أمر خاص وإنما هو أمر عام لذا جاءت كلمة (كذب) بالتنكير. الوقفة كاملة
٢٤ آية (25): *ما الفرق بين العام والسنة ؟(د.حسام النعيمى) العام هو لما فيه خير والسنة لما فيه شر. العلماء يقولون الغالب وليست مسألة مطلقة. لكن في الإستعمال القرآني أحياناً يستعمل (تزرعون سبع سنين دأباً) (ثم يأتي عام فيه يغاث الناس) الزرع فيه جهد في هذه السنين. في قصة نوح (فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً) كأن الخمسين عاماً هي الخمسين الأولى عام الأولى من حياته التي كان مرتاحاً فيها وبقية السنين الـ 950 كان في مشقة معهم حتى بلغ أن يقول (ولا يلدوا إلا فاجراً كفّارا) هذه تجربة. هذا الغالب ومن أراد أن يلتزم الإستعمال القرآني يحرص على إستعمال السنة في جدب وقحط والعام لما فيه خير لكن إذا وجد شاعر يستعمل نصاً عن السنة مختلف لا يستغرب. الرسول  في حديث لا ندري مداه من الصحة "اللهم إجعلها عليهم سنيناً كسنين يوسف" سنوات قحط وشر. هذا في كتب النحو والأحاديث التي في كتب النحو يستفاد منها في الشواهد النحوية واللغة وليس في تأصيل الحديث من حيث الصحة. في سورة الكهف ذكر القرآن (ثلاثمئة سنين وإزدادوا تسعا) لم يقل وازدادوا تسعة أعوام. بعض الحاسبين يقول هذه 300 سنة في الميلادي توافق 309 في الهجري. إذا جاءت موافقة فهي موافقة لكن هي لون من ألوان التعبير أن يقول ثلاثمئة وازدادوا تسعا. لما كانوا يعانون منه وقد يقول القائل لم تكن كلها سنين قحط. الأمر ليس هذا ولكنه الغالب. *كيف نفهم (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25) الكهف)؟(د.فاضل السامرائى) يقولون سنين شمسية وقمرية. سنين بدل، لو أضفنا نقول مائة سنة لكن هنا ليست مضافة، ثلاث مائة لم تضفها حتى تقول ثلاث مائة سنة، هذا بدل وليس تمييز عدد. (سنين) بدل لأن تمييز العدد له أحكام بعد المائة والألف يكون مفرد مضاف إليه (فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا (14) العنكبوت) (بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ (259) البقرة) (ثَلَاثَ مِائَةٍ) نوّن لأن هذا أمر عجيب فنوّن، هذا تنوين التمكين لكن الغرض منه، لماذا لم يضف؟ لأن الأمر يدعو إلى العجب والتعجيب (ثَلَاثَ مِائَةٍ) أبهمت ويسمى الإيضاح بعد الإبهام. إذا قلنا (ثَلَاثَ مِائَةٍ) السامع لا يتوقع أو لا ينتظر منك شيئاً آخر لأنه لو أردت أن تضيف لأضفت بعد المائة، إذن انتهى السائل فإذا جئت بالبدل تكون أتيت بشيء جديد ما كان يتوقعه قالوا الإيضاح بعد الإبهام. *وفي الكهف (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25)) فما المقصود في استخدام (أو) بدل الواو؟(د.فاضل السامرائى) (أو) تأتي بمعنى (بل) تقول سأرحل أو أمكث، سأذهب إلى المقهى أو أقيم، تترك الأمر إذن هذا التوجيه الأول بمعنى بل يزيدون. والتوجيه الآخر أنه بحسب ما يراه الرائي يعني بالنسبة للرائي إذا نظر إليهم يقول مائة ألف أو يزيدون. فهي إما أنها بمعنى بل أو ترجيح بالنسبة للرائي وليس بالنسبة لله سبحانه وتعالى أما الواو فتعني ازدادوا قطعاً. * لماذا جمع السنة على سنين في آية سورة الكهف (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25)) ولم يقل ثلاثمائة سنة؟(د.فاضل السامرائى) هنا بدل (ثلاثمائة سنين) جاءت هذه بعد تمام الكلام (ولبثوا في كهفهم ثلاث مائةٍ سنينَ) هذا تنوين قطع لأن الجملة انتهت، ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة، ثم يبين سنين هذا إيضاح بعد الكلام هذا يكون في الأشياء المراد لفت النظر إليها. إما يقال ثلاثمائةِ سنة، البدل يمكن إحلاله محل الأول المُبدل منه يمكن أن نقول ولبثوا في كهفهم سنين. سنين: هي بدل من العدد منصوب (ملحق جمع مذكر سالم). الوقفة كاملة
٢٥ *ما الفرق بين (هُدًى لِلنَّاسِ ﴿185﴾ البقرة) – (هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴿2﴾ البقرة) - وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿203﴾ الأعراف) - (وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴿89﴾ النحل) - (وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴿102﴾ النحل) - (هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿2﴾ النمل) - (هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ ﴿3﴾ لقمان)؟ قال تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ﴿185﴾ البقرة) هدىً للناس وعندنا هدىً للمتقين (الم ﴿1﴾ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴿2﴾ البقرة) وعندنا أيضاً في سورة الأعراف (وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿203﴾ الأعراف) بالنحل أيضاً (وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى للمسلمين ﴿89﴾ النحل) وبالنحل أيضاً (وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴿102﴾ النحل) وفي سورة النمل (هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿2﴾ النمل) وفي سورة لقمان (هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ ﴿3﴾ لقمان) مرة هدى للناس مرة للمؤمنين مرة للمتقين مرة لقومٍ يؤمنون ومرة لقوم يتقون ومرة للمسلمين ومرة للمحسنين هو هدىً لمن؟ هدىً لهؤلاء جميعاً. طبيعة هذا القرآن أنه للناس كافة كلٌ يأخذ منه على قدر حاجته الأميّ يأخذ على قدر حاجته، الفيلسوف يأخذ على قدر حاجته، الحاكم على قدر حاجته، صاحب العقل البسيط يأخذ، العبقري العالم المفكر المتدبر يأخذ، كل واحد يجد في هذا القرآن هدايته من أجل ذلك نقول لماذا رب العالمين قال هذا وهذا وهذا وهذا؟ وما الفرق؟ ما الفرق بين المحسنين والمسلمين والمؤمنين والمتقين؟ لا بد أن يكون هناك فرق. (هُدًى لِلنَّاسِ) كلمة الناس لا تعني جميع المخلوقات البشرية الناس المصطلح القرآني ومصطلح اللغة العربية الناس هم أصحاب التأثير في المجتمع يعني الطبقات المتنفذة الفعالة البناءة المهمة، هذا الناس. السفهاء ليسوا من الناس المخربون ليسوا من الناس، الناس هم الصفوة الفعالة كما قال لما النبي صلى الله عليه وسلم لما انتصروا في بدر أحد الصحابة كان يمزح وقال ما كأنها حرب وجدنا خرافاً فنحرناها فقال له (لا يا بني إنهم الناس) هؤلاء وجهاء قريش الذين قتلناهم ليسوا أيّ كلام (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ ﴿173﴾ آل عمران) (إنهم النَّاسُ) الناس أي عِليَة القوم (إِنَّ النَّاسَ) أي الوجهاء والقادة. فرب العالمين يقول هذا القرآن (هدىً للناس) أصحاب النفوذ والفكر المؤثرين الذين لديهم أراء في المجتمع فعالين بُناة المجتمع هؤلاء الناس . هذا القرآن (هدىً للناس) الذي نزل في رمضان واقتران رمضان بالقرآن اقتران غريب عجيب ولهذا المسلمون جميعاً عندما يأتي رمضان يتركون أعمالهم وأشغالهم وكل شيء وينشغلون بالقرآن الكريم لأن شهر رمضان اسمه شهر القرآن، هذا للناس. (لِلْمُسْلِمِينَ) المسلم نوعان المسلم من قال لا إله إلا الله خلاص انتهى صار مسلماً هذا مسلم عام المسلم الخاص هو الذي أسلم كل أعماله وأفكاره وحركاته لله تسليماً كاملاً هذا شأن الأنبياء (وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ ﴿12﴾ الزمر) (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿161﴾ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿162﴾ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴿163﴾ الأنعام) يعني جميع الأنبياء والصالحون أمروا أن يكونوا من المسلمين فهذا الإسلام النهائي الذي قال عنه (وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) هذا واحد. المؤمنون نوعان أيضاً مؤمن عام يؤمن بالله ويصلي ويصوم والخ أيّ كلام لكن صحيحة وليست باطلة المؤمن الخاص (أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ﴿4﴾ الأنفال) هذا مؤمن حق الذي يؤدي الفرائض والطاعات أداءاً ممتازاً (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴿1﴾ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴿2﴾ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ﴿3﴾ المؤمنون) إلى آخر الآيات تتكلم عن كيف أن هذا المؤمن دقيق في أداء ما أوجب الله عليه سبحانه وتعالى. أيضاً قال (لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ ﴿6﴾ يونس) المتقي هو المسلم زائد المؤمن يساوي المتقي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ ﴿278﴾ البقرة) المؤمن الحق هو الذي يؤدي الطاعات بشكل رائع المُتقي هو الذي يجتنب النواهي بشكل رائع مُطلق قلبه محفوظ ولسانه محفوظ وعينه محفوظة هذا المتقي (الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿63﴾ يونس) إذاً التقوى بعد ذلك. يأتي بعد ذلك قال (لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ) وليس للمتقين لقومٍ يتقون وليس للمؤمنين قال (لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) المتقي خلاص صار بطلاً في التقوى مثل شخص رياضي لعب بالأولمبياد بالصين أخذ ميدالية هذا رياضي لكن نحن كل صبح نمشي شوي ونلعب حركات بسيطة نحن نلعب رياضة لكن نحن لسنا أبطال رياضة فلقومٍ يتقون يتقي يوماً ويخربط يوماً ويتقي يوم ويخربط يوم يعني لم يصبح بطلاً لكن يحاول قدر الإمكان هذا (لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ)، هناك للمتقين (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ ﴿9﴾ العنكبوت) سنجعله بطلاً في الصلاح. حينئذٍ هؤلاء جميعاً هذا القرآن الكريم بشرى وهداية لهم كل واحد يستطيع أن يأخذ له منهجاً مفصلاً عليه (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ﴿48﴾ المائدة) ولذلك إياك أن تغتر وتحسب نفسك متقي أو من المؤمنين الكبار أو من العلماء الكبار وتزدري شخصاً مُبْتَدِءاً يؤدي الصلوات ثق هذا إذا كان يعترف أنه مازال في البداية وأنت ترى نفسك أحسن منه فهو أحسن منك بألف مرة فإياك هذا مستواه . عيب على واحد طالب في الجامعة يحتقر طالباً في الصف الأول الابتدائي يا أخي هذا هو مستواه ما ينفع إلا يمر بهذه المرحلة لكن أن تحتقره لأنه في الابتدائي أنت أيضاً كنت في الابتدائي حينئذٍ هذا (لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ). رمضان إذاً (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ﴿48﴾ المائدة) في منهاج ابتدائي وثانوي وكلية ودكتوراه وماجستير الخ كل هؤلاء كل واحد له منهجه. من أجل هذا عليك أن يكون القاسم المشترك بينكما القرآن من أجل هذا إذا احتقرت أحداً فقد هلكت. الله يقول لك (وعزتي وجلالي لأدخلنه الجنة وأدخلنك النار مكانه) هذا هو السر في أن الله قال (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ). باختصار شديد بقيت دقائق أقول لكم شيء كلنا خطاءون نعم (ولو لم تذنبوا لذهب الله بكم) وأخطاؤنا بقدر السموات . الفرصة الأخيرة والأكيدة والتي لا نقاش فيها رمضان إن لم يغفر لك في رمضان فمتى؟ والله إن لم يغفر لنا في هذا الشهر فلا أمل. من أجل هذا الكيّس منا عليه أن يعتبر ويفترض أن هذا الرمضان آخر رمضان في حياته وراءها سأموت وكل الذين يسمعونني الآن عدد كبير سيموتون قبل رمضان القادم، بعد رمضان إلى رمضان القادم مليون واحد نص مليون ربع مليون سيموتون إذاً افترض أنت واحد منهم وهذا محتمل "إذا أصبحت لا تنتظر المساء وعُدّ نفسك من الموتى" طيب أنت هذا الشهر الذي هو آخر رمضان في حياتك ما أتقنته بحيث تؤدي به ثلاث شروط أساسية الأول أن يكون أبواك راضيين عنك لا أمل في مغفرة ولا قبول للصيام ولا قيمة لرمضان إذا لم يكن أبوك وأمك يحبوك أو تحبهم يعني راضين عنك لا يوجد رحمة واحد فإذا أبوك زعلان أو أمك زعلانة رُح الآن وقبل أحذيتهم قل يا أبي جاء رمضان وذنوبي بقدر السموات أعف عني يعفوان عنك قطعاً، ثانياً ألا تقطع الرحم لا يوجد بينك وبين رحمك قاطعهم يعني مرحباً سلام عليكم خالتي عمتي ابن عمي خالي ما عندك قطيعة رحم واحد جوعان تعطيه واحد محتاج تساعده، ثالثاً ليس بينك وبين مسلم قطيعة (أخوان متصارمان) هذا الاثنين المتخاصمين لا يتحدثان لا يُغفَر لهم في رمضان ولا ليلة القدر ولا على عرفة الله يقول (دعوهما حتى يصطلحان) فإذا بينك وبين واحد خصومة ارفع التلفون مرحباً يا أخي سلام عليكم غداً رمضان ورمضان ما يقبل إذا نحن متخاصمان يا أخي مرحباً يا أخي إذا قال لك أهلين فلان قسمت بينكم سبعون رحمة إذا قفل التلفون كل السبعين رحمة لك وأنت حينئذٍ تفوز فوزاً عظيماً يوم القيامة. فإكسر نفسك لله واخزِ الشيطان وإذا قابلت شخصاً أنت متعدي عليه أو هو متعدي عليك لا يهم لكن لا تتخاطبون وعندما تلتقون لا أحد يسلِّم على الثاني قل له يا أخي نحن بكرة رمضان الله يخليك سامحني حتى يقبل صيامنا فإذا وافق فبها وإذا لم يوافق أنت الذي فزت بها. والشيء المهم هذا اللسان من أول رمضان إلى آخره لا تغتب فيه أحد ترى هذه ليست سهلة فمن الآن جرِّبها جرب غداً وبعد غد انتبه إذا اغتبت أحداً أو ذكرته بالسوء أو حتى بأيّ كلام ستكتشف أنك كم تغتاب ولا تدري! تعودنا على الغيبة بحيث لا تلفت النظر! اضبط لسانك إذا جاءوا بذكر فلان ذكرهم بأن هذه غيبة وفلان غير موجود إذا اغتبت في رمضان فلا رمضان لك (رمضان جنة ما لم يخترق قالوا: بمَ يخترق يا رسول الله؟ قال: بالغيبة) إذاً بر الوالدين رضا الوالدين رضا الرحم صلح بين اثنين متخاصمين وأن لا تغتاب والذي بعث محمد بالحق كما قال صلى الله عليه وسلم ينتهي رمضان وليس عليك ذنب واحد. هذا واحد المكسب الثاني رب العالمين يضيف إلى رصيدك رصيد 83 سنة قيام ليلها كامل وصيام نهارها كامل وكأنك تصلي خمس أوقات في الجامع وما أذنبت ذنباً 83 سنة يضاف إلى رصيد حسناتك التي هي ليلة القدر (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴿3﴾ القدر) كل هذه المغانم العظيمة تضيعها على والله فلان لا أتكلم معه، تغتاب فلان وهو غير موجود، أمك وأبوك غير راضين عنك أو واحد منهم لماذا؟ يا مسكين وراءك قبر، وراءك حساب وكتاب ولهذا يا أولاد الحلال هذا الرمضان افترضوا أنه آخر رمضان فاتقوا الله في أنفسكم يكون ما يأتي أخر يوم من رمضان إلا وأنت مغفور لك والنبي يقول (رغم أنف عبدٍ أدرك رمضان ولم يغفر له) إن لم يغفر له في رمضان فمتى؟ والسلام عليكم. الوقفة كاملة
٢٦ آية (١٧٦-١٧٨) : (وَلاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئًا وَلهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ) *(يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ) ولم يقل إلى الكفر فقد شبّه حال أهل الكفر والنفاق وحرصهم وجدّهم في تكفير الناس وإدخال الشك على المؤمنين بحال الطالب المسارع إلى تحصيل شيء يخشى أن يفوته فإنهم لم يكتفوا بالكفر بل توغلوا في أعماقه. * الفرق بين خواتيم الآيات الثلاث: العذاب متحقق في الثلاثة لكن كل واحدة تناسب ما قيل فيه ومن قيل فيه: في الأولى هؤلاء يسارعون في الكفر فربنا هددهم بأنه لن يجعل لهم حظاً في الآخرة فذكر العذاب العظيم وهو أشد العذاب. في الثانية الذي يشتري بضاعة يطلب الربح فإذا خسر يتألم، فالذين تركوا الإيمان واشتروا الكفر خسروا ولهم عذاب أليم. في الثالثة هؤلاء أملى لهم ما هو خير لهم في ظاهره من المال والرزق والسعة ما يفخرون به وما يعتزون به وقد يستطيلون على خلق الله، هذا المستطيل يُهان فجاء بصفة ضد ما كان يصنع في حياته الدنيا فقد كان يعتز ويفخر فيهان. الوقفة كاملة
٢٧ (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) ..وهكذا يرينا الحق سبحانه، أن كل منافق له أكثر من حياة يحرص عليها، والحياة لكي تستقيم، يجب أن تكون حياة واحدة منسجمة مع بعضها البعض، ولكن انظر إلى هؤلاء.. مع المؤمنين يقولون آمنا، ويتخذون حياة الإيمان ظاهرا، أي أنهم يمثلون حياة الإيمان، كما يقوم الممثل على المسرح بتمثيل دور شخصية غير شخصيته تماماً.. حياتهم كلها افتعال وتناقض، فإذا بعدوا عن الذين آمنوا، يقول الحق تبارك وتعالى: { وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَىا شَيَاطِينِهِمْ }. وانظر إلى دقة الأداء القرآني، الشيطان هو الدس الخفي، الحق ظاهر وواضح، أما منهج الشيطان وتآمره فيحدث في الخفاء لأنه باطل والنفس لا تخجل من حق أبدا، ولكنها تخشى وتخاف وتحاول أن تخفي الباطل. إن منهج الشيطان يحتاج إلى خلوة، إلى مكان لا يراك فيه أحد، ولا يسمعك فيه أحد، لأن العلن في منهج الشيطان يكون فضيحة، ولذلك تجد غير المستقيم يحاول جاهدا أن يستر حركته في عدم الاستقامة، ومحاولته أن يستتر هي شهادة منه بأن ما يفعله جريمة وقبح، ولا يصح أن يعلمه أحد عنه، ومادام لا يصح أن يراه أحد في مكان ما، فاعلم أنه يحس أن ما يفعله في هذا المكان هو من عمل الشيطان الذي لا يقره الله، ولا يرضى عنه. ولابد أن نعلم أن القيم، هي القيم، حتى عند المنحرف، وقوله تعالى: ( وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُوا آمَنَّا ) معناها أنهم عندما يتظاهرون بالإيمان يأخذون جانب العلن، بل ربما افتعلوه، وكان المفروض أن يكون المقابل عندما يخلون إلى شياطينهم أن يقولوا: لم نؤمن. وهناك في اللغة جملة اسمية وجملة فعلية، الجملة الفعلية، تدل على التجدد، والجملة الاسمية تدل على الثبوت، فالمنافقون مع المؤمنين يقولون آمنا، إيمانهم غير ثابت، متذبذب، وعندما يلقون الكافرين، لو قالوا لم نؤمن، لأخذت صفة الثبات، ولكنهم في الفترة بين لقائهم بالمؤمنين، ولقائهم بالكافرين، الكفر متجدد، لذلك قالوا: ( إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ). الوقفة كاملة
٢٨ آية (٦) : (إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ) * (غَيْرُ مَلُومِينَ) الذي يعتدي على أعراض الناس ملوم على ما فعل، وبالإضافة إلى ذلك فإنه يفيد أنه: - ملوم من نفسه على ما أحدث فيها من أوجاع وعاهات مستديمة. - ملوم من الناس لما يحدث في نفسه وفيهم من أضرار وأمراض. - ملوم على ما أحدث في زوجه وعائلته. - ملوم من ولده الذي لا يزال جنينًا في بطن أمه قد يصيبه من عقابيل ذلك ما يجعله شقيًا معذبًا طوال حياته. - ملوم من المجتمع على ما أحدثه في نفسه وعلى ما يحدثه فيهم من أمراض معدية مهلكة. فمن حفظ فرجه فهو غير ملوم، وإلا فهو ملوم أشد اللوم. الوقفة كاملة
٢٩ *(مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18) البقرة) – (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ (171) البقرة) ما الفرق بين المثالين؟ قال تعالى (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا (18) البقرة) وفي آية أخرى (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ (171) البقرة) الأول مثل المنافقين (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16) مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18)) هذا عن الذي أمام ومعك ينافقك يجاملك ويفعل هذا الأمر مع كل الناس لا تعرف له حقيقة له وجهان، تعِب قلق يحاول إرضاء الجميع هذا الإنسان هو الذي يفسد الحياة ورب العالمين ضرب له مثل في غاية الدقة، قال مثل الذي استوقد ناراً هو ليس عنده هو في ظلام وإنما طلب من الآخرين أن يضيؤا له نوراً ففعلوا أعطوه ضوءاً أعطوه نوراً صار عنده شيء من الرؤية الواضحة (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17)) في قمة الإضاءة وهو في غاية السعادة وفي غاية النور ويظن أنه فعل الصواب وأنه هو الأفضل والأحسن على حين غرة ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون صم بكم عمي فهم لا يرجعون. برغم كل هذا الذي جرى له لا يعود إلى الحق أو النور الذي كان عليه. مثل المنافقين ابو الوجهين أمامك بلسان وخلفك بلسان يضمر الكفر ويظهر الإيمان، يضمر العداوة ويظهر لك المحبة وهذا أو هذه شريحة عريضة في الدنيا من ساسة وتجار وجيران وأقارب، هذه قضية من قوانين هذه الدنيا ليس كل من يبتسم بوجهك حبيباً قد يبتسم بوجهك وقلبه يتقطع عليك غيظاً وفي الظاهر هو ناصح ويبطن لك الشر ويحقد عليك هذا موجود وهناك الصادقون. رب العالمين شبه هذا المنافق كالذي كان في ظلمة ثم طلب شيء من النور استوقد ناراً فجاءته النار وأبصر وعرف أين الحق وأين الباطل وأين موقعه فكان المفروض أن يرجع عن هذا الغي الذي هو فيه لكن رب العالمين لا أدري لماذا لم ييسر له هذه الرجعة قال (ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ) ما قال أذهب الله نورهم لأن معناها أن الله بقي معهم، لا لرداءتهم ولسوئهم أخذ الله النور وذهب عنهم وتركهم في هذه الظلمات يتخبطون ليس لهم من معين لا من خالق ولا من مخلوق. (صم بكم عمي فهم لا يرجعون) لا يسمع ولا يرى ولا ينطق لأنه في ظلمة تائهة. التاريخ مليء بهذه الأمثال عاد وثمود وإلخ. والأمثال في القرآن نوعين (ضرب الله مثلاً) و (كذلك نصرف الآيات) ضرب المثل عام كوني ينطبق على كل الأمم، تصريف الأمثال موضعي المسلمين مثل الإنجليز مثل الأميركان مثل يعني قواعد كونية ثابتة لكن مفصلة على بيئات محلية مثل ضرب العملة وتصريف العملة، ضرب العملة العملة الرئيسية كالدولار واليورو هذه عملة تتعامل بهذا العالم هذا يسمى ضرب العملة جزئياتها تصريف العملة يعني أنت تتعامل بها داخلياً. رب العالمين سبحانه وتعالى يضرب لنا مثلاً في كل الحالات نضرب مثلاً الإتحاد السوفياتي الذي كان شيوعياً يقولون ما في الله ما في خالق والإنسان يموت وتنتهي حياته كلام معروف وساد ما يقارب القرن والإتحاد السوفياني ليقيم علاقات مع العالم كان يتعامل مع المسلمين بوجه ومع اليهود بوجه ومع النصارى بوجه كل من يتعتمل معه يحاول أن يتقولب معه حتى يرضيه ولذلك عاش في قلق مستمر دائم لا تعرف ما هو لونه إلى أن الله رب العالمين ذهب بنورهم. ما معنى ذهب بنورهم؟ أي فعلوا شيئاً مثلهم كمثل استوقد ناراً فعلاً جاءتهم أفكار يعملون دولة قوية كبيرة عندها من القوة والمنعة سببت التوازن في العالم بين الشرق والغرب لم تعد تستطيع أن تظلم العالم ظلماً هائلاً كما هو الآن هناك قوة كبيرة استفردت بالعالم ومزقت دولاً ودماعات وأصابت الناس بكارثة مالية، لما كان الإتحاد السوفياتي لم يكن هذا موجوداً كان هناك توازت قوى إذن هم حققوا شيئاً (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17)) لما أضاءت ما حوله استعمل القتل قتل جمهوريات وناس واستعملوا الإبادة فذهب الله بنورهم أخذه الله وذهب عنهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون صم بكم عمي فهم لا يرجعون عن غيهم ولهذا برغم ما أصاب الإتحاد السوفياتي من إنهيار بقي الناس شيوعيين في كوبا وفي بعض الدول مثل الصين صم بكم عمي مع أن هذه النظرية أصبحت ساقطة بكل المقاييس ومع هذا فإن بعض الدول والرجال والساسة والقادة ما زالت تتبنى هذا الفكر وهذه من معجزات القرآن الكريم أن صور هذه الحالة تصويراً هائلاً، هذا المنافق الذي يأتيك بوجه وخلفك بوجه ثاني. الوثني اذي يكرهك ظاهراً وباطناً قال (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (171) البقرة) واحد يعبد الصنم والآخر يعبد شخصاً والآخر يعبد شيخاً والآخر يعبد قبراً هذا عطّل عقله بالكامل لا يفكر في كل قضايا الكون إلا عن طريق هذا الذي يعبده هذا الكاهن أو هذا الشيخ أو هذا المرجع هو الذي يفكر نيابة عنه هذا أسلم عقله له من أجل هذا كان بلا عقل هذا لا يرجع. إذن هكذا هو الأمر إن هذا الصنف من البشر الذي ينافق في كلامه ويخفي غير ما يبطن وينقض العهد (أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (100) البقرة) لا يلتزم بشيء هذا هو الذي يفسد الحياة (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ (41) الروم) (إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ (120) آل عمران) ولو شيء قليل و(وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا (120) آل عمران) وهذه لما يسود العالم السياسية بالغرائز والأهواء والرغبات وليس بالقوانين، العالم الآن قوانين والأمم المتحدة موجودة ولكنها معطلة وكانت في يوم من الأيام الناس يحتكمون إليها والآن يحتكمون إلى الغرائز والرغبات كل واحد عنده قوة يفعل ما يشاء يكذب على شعبه وعلى الدول والأمم ويدمر ويكسر ويدعي دعوات ويفسد الحياة ويفشل كل شيء ويقف العالم على حافة الهاوية ولا يستطيع أحد أن يقول لا وهذا هو الفرق بين الحالتين ضرب الله مثلاً لكل حالة بمثل دقيق لو تأملنا فيه شارحين لاستغرق ذلك ساعات تتأمل في الايتين (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا) هؤلاء لا يرجعون يبقى منافقاً مع فشله الذريع والثاني (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً) تأمل في الآيتين ترى هذا الفرق بين من استوقد ناراً وبين الذي ينعق فرق هائل من حيث طبيعة هذا الإنسان عن هذا الإنسان ونسبة ضرره على العالم. ما المقصود بـ(ينعق)؟ الحيوان يتبع بالغريزة عندما ينعق له الراعي يمشي خلف الراعي لا يملك أي خيار الذي يقوله الراعي هو وراءه. هناك ناس ممن يعبدون أشخاصاً وأحجاراً أو إماماً أسقط عقله بالكامل وكل شيء يقوله له هذا المرجع يقول نعم وحينئذ هذا أصبح حيواناً ليس له تفكير وإنما ألغى عقله ويفكر بعقل هذا الذي يعبده وإلا واحد عبقري شخصية مهمة يعبد صنماً؟! يعبد حجراً؟! أين عقله؟! طبعاً هو تنازل عن عقله قال له هذا إلهك. الوقفة كاملة
٣٠ *ما الفرق بين (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴿25﴾البقرة) – (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ﴿100﴾ التوبة) ؟ خمس وثلاثون آية في القرآن تقول من تحتها الأنهار الجنات في الدنيا والآخرة يتكلم رب العالمين عن جنات في الدنيا فرعون وغيره (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي﴿51﴾ الزخرف) كثير في الدنيا والآخرة جنات تجري من تحتها الأنهار لكن مرة واحدة في سورة التوبة جاءت (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ﴿100﴾ التوبة) تحتها الأنهار من غير (من)، ما الفرق؟ تجري من تحتها الأنهار يعني على الكورنيش يعني أنت بيتك على الكورنيش على النهر على فرات على دجلة وهي في الحقيقة من أعذب السكن أن يكون بيتك على شاطئ نهرٍ عذب، الفرات والنيل ودجلة وكثير هذه تجري من تحتها كما قال فرعون (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي) يعني أنا أطلع من بيتي على النهر على طول على النيل هذا من تحتك فأنت بيتك منذ أن تخرج من باب البيت على النهر على طول هذا من تحتك لو فرضنا أن لك قصر داخل الماء تصور ماذا يعني أن يكون لك قصر في الماء؟! هذا قصر مشيد فقط لهذه الزمرة الأنصار والمهاجرون والذين اتبعهم بإحسان هؤلاء يوم القيامة الذين قال عنهم الله (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) ثمن هذا الرضى ونتائجه أن الله يجعل بيوتهم وجناتهم داخل الماء وطبعاً الملوك أحياناً يعمل القصر داخل الماء هذا بحاجة إلى تكاليف هائلة لكي ترسي قواعده وهذا في العالم كله موجود. فالذي بيته داخل الماء يقال تجري تحته الأنهار، إذا كان على الكورنيش يعني هو على اليابسة لكن مباشر على الماء يقال تجري من تحته الأنهار. إذاً هذا الفرق بين (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) وبين (تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ) فهذه الزمرة العظيمة الأنصار والمهاجرون والذين اتبعوهم الذين هم الرضوانيين أصحاب بيعة الرضوان ثلاث أصناف هم قمة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم المقدسون الذي حبهم فرضٌ وكرهم نفاق كما قال تعالى في القرآن كرههم نفاق قال هؤلاء تجري تحتهم الأنهار من حيث أن بيوتهم داخل الماء. الوقفة كاملة


إظهار النتائج من 21 إلى 30 من إجمالي 314 نتيجة.