التدبر

١١ وذلكم (ظنكم) الذي ظننتم بربكم (أرداكم)" كانت حياتهم مليئة بالشرك والآثام. لكن أصل بلائهم وضلالهم وخسارتهم هو سوء الظن بربهم الوقفة كاملة
١٢ حافظ القرآن، التالي له آناء الليل وأطراف النهار لا يشكو مللاً ولا فراغاً ولا سأماً، لأن القرآن ملأ حياته سعادة الوقفة كاملة
١٣ "والنجم إذا هوى" كم كانت صادمة لعربي لم يعهد في حياته أن سمع قسما فخما كهذا.. كم كانت مخرجة له من نمطه واعتياده..كم كانت مذهلة الوقفة كاملة
١٤ ﴿الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين﴾ كل صداقاتك هباء وخسران ، ما لم تُبنَ على تقوى من الله ورضوان . الوقفة كاملة
١٥ [ ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه] عندما تطلق بصرك ، عندما تطلق لسانك فانت اتبعت سخط الله واشتريت غضبه بيدك ! الوقفة كاملة
١٦ (وقال إني ذاهبٌ إلى ربي سيهدين) من كان في حياته لله ذاهب، أتتـه الهـداية والمواهـب!! الوقفة كاملة
١٧ ﴿فلما أسلما وتله للجبين﴾ ﴿إنا كذلك نجزي المحسنين﴾ كلما آثرت رضوان الله على الدنيا فزت برضوان الله وأتتك الدنيا وهي راغمة.. الوقفة كاملة
١٨ { أشحة عليكم }{ أشحة على الخير}البخل مع المؤمنين بالنفس والمال والجهد .والحرص على المصالح الشخصية دون نفع الناس من صفات المنافقين الوقفة كاملة
١٩ ( ففروا إلى الله ) الكل سوف يذهب إلى الله بعد وفاته ، والسعيد من ذهب إلى الله في حياته !! الوقفة كاملة
٢٠ وجزاهم بما صبروا جنة (وحريرا)" لقد عانوا من خشونة حياتهم وقسوة ظروفهم وتجعد مآسيهم فعوضهم باللين والنعومة والحرير الوقفة كاملة

تذكر واعتبار

١١ الموت وأحوال المحتضرين. على الإنسان أنْ يعمل في حال حياتِهِ من الأعمال الصَّالحة ما يجعلُهُ يُحسن الظَّن بالله -جل وعلا-، وما يكُونُ سبباً في حُسْنِ العاقبة وحُسْن الخاتِمة، والشَّواهد من المُحتضرين كثيرةٌ جدًّا على هذا وعلى ضِدِّهِ؛ فمن عاش على شيء مات عليه، وأهلُ العلم يقُولُون: الفواتِح عنوان الخواتم، فمن عاش على شيء مات عليه، ومن مات على شيء بُعِثَ عليهِ، من لزم الأعمال الصَّالحة ذكرها عند موتِهِ وكرَّرها وقت اختلاطِهِ وهَرَمِهِ وشَغِفَ بها وأحبَّها، وشواهد الأحوال كثيرة على هذا، كم من شخص يحصلُ لهُ ما يحصل من إغماء وهو من أهل القرآن يُردِّد القرآن وهو لا يعرفُ أحد، ولا يستطيع أنْ يتكلَّم بكلمة ومع ذلك يُسْمع منهُ القرآن واضح، وكم من مُؤذِّن إذا جاء وقتُ الصَّلاة سُمع منهُ الأذان وهو في حالة إغماء. وبالمُقابل من كان يُزاول الأعمال السَّيِّئة والجرائم و المنكرات تجدُهُ يُكررُها، وذكر ابن القيم -رحمه الله- تعالى في الجواب الكافي بعض القصص المُخيفة، فينتبه الإنسان لهذا، وإذا قيل لبعض النَّاس ممَّن شُغِف بالخمر قُل: لا إله إلا الله أجاب بما عاش فيه، إذا كان مشغُوفاًً بالغناء قيل لهُ: قُل: لا إله إلا الله ردَّد أُغنية، و إذا كان مشغُوفاً بالنِّساء إذا قيل لهُ: قُل: لا إله إلا الله ذكر بعض النِّساء المُومِسَات -نسأل الله السَّلامة والعافية-. فعلى الإنسان أنْ يعمر حياتهُ بطاعة الله -جل وعلا- ليستصحِبَها إلى وفاتِهِ، قد يكون في نفس الإنسان هواجيس وخواطر يُردِّدُها، وأماني تغلبُ على تفكيرِهِ، ذكر ابن القيم في عِدة الصَّابرين أنَّ كثير من النَّاس ممَّن غلبت عليهم هذه الهُمُوم و الهواجس إذا صار بحالةٍ من إغماء أو خرف أو تخليط صار يُردِّدُها عند النَّاس، وكلٌّ لهُ همُّه، فمن النَّاس من كان همُّهُ في الدين ونصر الدِّين يُردِّد هذا، ومن كان همُّهُ في الدُّنيا ردَّدَها، من كان همُّهُ بالأكل ردَّد الأكل إذا خَرِف، أدركت شخص من كبار السِّن من المُسلمين كُفَّ بصرُه وصار يجلس بالشَّارع وكُل من مر قال –بلهجتِهِ-: من يراهن على دجاجة ما فيه أحد يجيب دجاجة يأكلها كاملة، هذا أيام كان الدَّجاج قليل جدًّا لا يُوجد، فاستصحب هذا الأمر إلى أنْ خَرِف صار يُردِّد هذا الكلام، بعد أنْ وسَّع الله على المُسلمين و صار الدَّجاج يعني أكثر من التَّراب، لأنَّهُ عاش على هذا الأمر، ومن عاش على ذكر الله ردَّد الذّكر، ومن عاش على التِّلاوة ردَّد التِّلاوة وهكذا، والجزاءُ من جنس العمل، وتجد بعضُ من خرف يُحْجب عن الزَّائِرين حتَّى أقرب النَّاس إليه؛ لأنَّهُ يتكلَّم بكلام حقيقةً يُخجل السَّامِع فضلاً عن القريب، لماذا؟ لأنَّهُ كان يُردِّدهُ في حياتِهِ، وفرق بين من تدخل بالعناية المُركَّزة بالمُستشفى وتجد شخص يقرأ القرآن، وآخر يُؤذِّن، وثالث يلعن ويشتم ويسب من لا شعُور ما يدري عن شيء، شيء مُشاهد، ومن أراد أنْ يعتبر ويدَّكر كما قال القرطبي في تفسير {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ}[(1) سورة التكاثر] يقول: من أراد الاعتبار و الادكار يزُور المقابر، يقول: إنْ كان مع كثرة زيارتِهِ إلى المقابر قد قلَّ أثرُها في نفسِهِ وتأثيرُها عليهِ، فليحضُر المُحتضرين، حالة سُبحان الله العظيم من شاهدها لاشكَّ أنَّها تُؤثِّر من في قلبِهِ أدنى حياة؛ لكن الميِّت ما لجرحٍ بميِّتٍ إيلامُ، قلب الميِّت مالهُ حياة، ويُشارك في التَّغسيل ويحضر الجنائز، ومع ذلكم بعضُ النَّاس يشهد هذه المشاهد ولا تُؤثِّر فيه شيء، لاشكَّ أنَّ كثرة الإمساس و كثرة مُعاينة هذه الأُمُور قد تُخفِّفُها على النَّفس؛ ولكنْ يبقى أنَّها لابُدَّ من استحضار حال الإنسان في هذا الظَّرف، فمن استحضر حالهُ في هذا الظَّرف لابُدَّ أنْ يتأثَّر، وعُثمان -رضي الله عنه- إذا رأى القبر بكى بُكاءً شديداً يقول: هذا أوَّل منازل الآخرة، إذا نجينا من هذا المنزل خلاص عتقنا، ويُوجد الآن رأيَ العين من يُدخِّن على شفير القبر، موجُود وليس بشاب لا كهل نصف لحيته أبيض ويدخن على شفير القبر، فضلاً عمن يبيع ويشتري ومواعيد ونُكت في المقبرة، كل حالة لها لبوس، والله المُستعان. الوقفة كاملة
١٢ هَادِمْ اللَّذَّاتْ ومُفَرِّقْ الجَمَاعَاتْ. ((هاذم اللَّذات)) وجاء في بعض الألفاظ بالدَّال المُهملة هادم، وجاء في بعضها هازم، والفرق بين هذه الألفاظ أنَّ الهاذم هو القاطع، والهادم هو المُزيل كالذي يهدم البناء، والهازم هو الغالب، وإذا نَظَرْنا إلى الموت وجدنا فيهِ هذهِ الألفاظ كلها، فهو يقطع اللَّذات، والمُراد باللَّذات المحسُوسة من استمتاعٍ بمُتَعِ هذهِ الحياة، فَيَحُول بين المرءِ وبينها، فيقطعُهُ من الاستمتاع بالأكل والشُّرْبِ ومُعاشرة الأقرانْ، والنِّساء، وما أشْبَهَ ذلك، من مُتَعِ هذه الحياة الدُّنيا، على أنَّهُ قد ينقُلُ الإنْسَانْ إلى ما هو أشد مُتعةٍ ولذَّةٍ منها؛ لكنْ هذا بالنِّسبة لمُسْتَوى النَّاس كُلِّهِم الذي يشتركون فيه، في مُتَعِ هذهِ الحياة الدُّنيا؛ لكنْ من النَّاس من ينتقل إلى ما هو أفضل من حالِهِ وعَيْشِهِ، ومنهم من ينتقل إلى حالٍ سيِّئة نسأل الله السَّلامة والعافية، فهو قاطع وحائل بينَهُ وبين لذَّاتِهِ، وهو أيضاً هادم مثل ما يُهْدَم البِنَاء ويتحطَّم فهو مُزيل لهذهِ النِّعم، سواءً كانت حقيقتُهُ أو ذكرُهُ عند من أحيا الله قلبَهُ، هو مُزيل لهذا التَّلذُّذ بهذهِ النِّعم واللَّذَّاتْ، وهو أيضاً غالبٌ لها، ولذا يتقزَّز كثير من النَّاس من ذِكْرِ الموت أثناء الطَّعام! ويُنْكِر على من يذكر الموت في أوقات الفرح مثلا، في الأعياد، وفي الأفراح، في الأعراس، وفي غيرها، وأثناء الأكل والشُّرب، يُنْكِر من يقولها، النَّاس جاؤوا يَنْبَسِطُوا، يفرحوا، ويتلَّذُذون بحياتهم؛ لكنْ أولى ما يُذْكَر فيهِ الموت في هذهِ المواطن، مع أنَّهُ ينبغي أنْ يكون على لسان المُسْلِم؛ امتثالاً لهذا الحديث، وللمصلحة المُترتِّبة على ذِكْرِهِ؛ لأنَّ الإنسان الذِّي يُكْثر منْ ذِكْرِ الموت، الموت لا يُذْكَرْ في كثير إلا قَلَّلَهُ، ولا في قليل إلاَّ كَثَّره، إذا كانت عندك الأموال الطَّائلة إذا ذَكَرْتَ الموت؛ أمِنْتَ من الطُّغْيَان؛ لأنَّكَ رأيت أنَّكَ اسْتَغْنَيْتْ، فإذا عَرَفْتْ أنَّ ورائك موت؛ تأْمَنْ من هذهِ الآفة، وإذا كُنْتَ فَقِيراً لا تجدُ ما يكفيك؛ تكاد نفسُكَ تتقطَّع حسرات إذا رَأْيْت ما عند النَّاس من أموال ذكرت الموت؛ فهان عليك كل شيء!! هذا الأمر على المُسلم أنْ يمتثِله... لماذا؟ لئلاَّ يسترسل في اتِّباعِ شَهَواتِهِ ومَلَذَّاتِهِ، وينسَى ما أمامَهُ من أهوال، فإذا اسْتَحْضَر ذكر الموت؛ ارتاح ضميرُهُ، وعَمِلَ لما بعد الموت، لا يُذْكَرُ في كثيرٍ إلاَّ قَلَّلَهُ، ولا في قليلٍ إلاَّ كَثَّرَهُ، وجاء في بعضِ الألفاظ لهذا الحديث بعد الأمر بذكرهِ - أنَّ من أكثرَ ذِكْرَهُ؛ أحيا الله قلبَهُ - من أكثر ذكر الموت؛ أحيا الله قلبَهُ ومعناهُ صحيح، إذا تَصَوَّرت ما أمامك؛ عَمِلْتْ، وإذا نَسِيتْ ما أمامك؛ أهْمَلْتْ وغَفَلْت، فلا شكَّ أنَّ هذا الأمر على كُلِّ مُسلم أنْ يَمْتَثِله؛ لا سِيَّما من يَنْتَسِب إلى العلم وطَلَبِهِ، تَجِد النَّاس، ويُوجد هذا في مجالس طُلَّاب العلم أيضاً يَكْثُرُ فيها الهَزل، يكثُرُ فيها الضَّحك، ويَكْثُرُ فيها القِيل والقال؛ لكنْ لو ذُكِر الموت، الموت شبح أمام النَّاس كُلَّهم، مُخِيف؛ يَقِفُونَ عندَ حَدِّهم، واللهُ المُستعان. الوقفة كاملة
١٣ ورضوان من الله الوقفة كاملة
١٤ ﴿من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ) إن طيب الحياة اللازم للصالحين = إنما هو بنشاط نفوسهم ونُبلها وقوة رجائهم ، والرجاء للنفس أمر مُلِذّ ، فبهذا تطيب حياتهم ، وبأنهم احتقروا الدنيا فزالت همومها عنهم ، فإن انضاف إلى هذا مال حلال وصحة أو قناعة = فذلك كمال ، وإلا فالطيب فيما ذكرناه راتب . الوقفة كاملة
١٥ توقفت كثيرًا في" سورة يس " فوجدت فيها أمرًا ربما لا نلتفت إليه كثيرًا . ترتبط "سورة يس" بالموت . غالبًا ما تجد أهل المتوفي في بعض البلدان يعكفون على قراءة" سورة يس " يوم الوفاة لعل الله ينفع بها الميت . و منهم من يواظبون عليها عدة أيام بعد وفاة عزيز عليهم وهي بدعة كما أوضح ذلك الشيخ ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله وغيرهم من العلماء لكني التفتت إلى أمر مهم في" سورة يس" قال الله عن القرآن الكريم فيها : ( لينذر من كان حيّاً ) . ولم يقل لينفع من كان ميتًا ..! لست أناقش ها هنا موضوع انتفاع الميت بقراءة الحي للقرآن ، ولكني ألتفت إلى أننا أغفلنا الحكمة الأعظم من القرآن : ( لينذر من كان حيًا ) . ثم جعلت أتساءل : كم من الأحياء الذين قرءوا "سورة يس" انتفع بها ؟ كم منهم تعلم منها ولو معنى واحد ؟ كم منهم أثرت في حياته وغيرت منها شيئًا ؟ هؤلاء الألوف الذين يقرؤوها كل يوم .. ماذا صنعوا بها .. يا ترى؟ ثم سألت نفسي : ماذا صنعت أنت بها ؟ ووقفت قليلاً أتدبر السورة حقيقة لفت انتباهي فيها آيات كثيرة ، لكنّ أبرز ما لفت انتباهي هي: قصة القرية التي جاءها المرسلون لعل أكثرنا يعرفها ، لكن الذي استوقفني فيها شئ أدهشني في القصة : أن رجلاً من القرية اقتنع بما يدعو إليه المرسلون ، وقام ملهوفًا على قومه ( من أقصى المدينة ) ، جاء يحاور قومه ويدعوهم إلى ما اعتقد أنه سبيل الفوز والسعادة ، جاء يحمل الخير لهم ، جاء فزعاً إلى نضج أفكارهم، جاء بخطاب يمس العاطفة فيستميلها ، ويخاطب العقل فيقنعه وكانت مكافأته من قومه أن "قتلوه ، ليست قتلة عادية ، بل بطريقة حقيرة رديئة لا يزاولها إلا حيوان بريٌ لم يعرف شكلاً إلى التهذيب والتربية . تروي التفاسير أن قومه قاموا إليه فركلوه ورفسوه حتى خرج قَصُّهُ ( عظمة القص تصل ما بين الأضلاع ) من ظهره ثم يدهشك ما سيحدث بعد ذلك ....ـ يخبرنا القرآن أن هذا الرجل قيل له ( ادخل الجنة ) ... لو كنت مكانه لفكرت على الفور : " يا ربي والقتلة ألن تنتقم لي منهم ؟ ألن تعذبهم ؟ يارب سلط عليهم حميراً ترفسهم حتى يموتوا " . لكن الذي أدهشني هو أمنية الرجل: ( قال يا ليت قومي يعلمون - بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين ) .. حقيقة توقفت كثيرًا أمام هذه النفسية العظيمة نفس رحبة واسعة جدًا ، حتى أنها لم تحمل ضغينة على القتلة ، بل على العكس كانت أول أمنية له فور أن بشر بالجنة " لو أن هذا المجتمع القاسي الذي قابل الجميل بالقتل ، لو أنهم يعلمون المنقلب ، لو أنهم يطلعون على الخير الذي أعده الله للصالحين ( يا ليت قومي يعلمون ) .. أدهشني حرصه على الخير لقومه مع ما واجه منهم ... أدهشني تمسكه بالرغبة في إصلاحهم مع ما تبين من عنادهم ... أدهشني همته في دعوتهم للخير مع توقف مطالبته بالعمل ... أدهشني حبه الخير للآخرين ، حتى من آذوه... أدهشني ان تكون أول أمنية له لو أنهم يعلمون..! وبعد أيامٍ ... وقفت من سيرة رسول الله - صل الله عليه وسلم - على موقف مشابه ، رحلة الطائف ، ويأتيه ملك الجبال: " لو شئت أطبقت عليهم الأخشبين " . فيجيب : ( اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون ) وصلت إلى خلاصة .... - الكبار وحدهم هم الذين يتحملون سفاهة الناس من أجل هدف أسمى ... "هو إصلاحهم". - الكبار وحدهم هم الذين لا يعادون أحداً انتقاماً لأشخاصهم - الكبار وحدهم هم الذين تكون أمنياتهم بناء - الكبار وحدهم هم من يتقبلون دفع ضريبة حمل الإصلاح للناس - الكبار وحدهم هم الذين لا يعرف عامة المجتمع أقدارهم . اللهم اجعلنا منهم . الوقفة كاملة
١٦ الموعظة التي يبحث عنها الكثير وغيرت حياتهم سورة التكاثر اية 1 الوقفة كاملة
١٧ درر بازية أحل عليكم رضواني الوقفة كاملة
١٨ فيليب غرينيه طبيب وسياسي فرنسي دخل في الإسلام، ويعد أول برلماني فرنسي مسلم في التاريخ وقال عن سبب إسلامه عندما سُئل: «لقد كنتُ في أيام شبابي طبيباً بحرياً أُلازم البحر، وأعيش فيه بين السماء والماء، واِطلعتُ ذات مرة على نسخة من القرآن مترجمة للفرنسية بقلم السيد سافاري، فقرأت فيها آية من سورة النور تتضمن صفة الجاحد وتخبطه في جحوده كما يتخبط الغريق بين ظلمات الأمواج في يوم شاتٍ كثير السحاب، وهي قوله تعالى: Ra bracket.png أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ Aya-40.png La bracket.png، وكنت لما قرأت هذه الآية لَم أتشرف بعدُ بهداية الإسلام، ولا أعلم شيئاً عن المرشد الأعظم صلى الله عليه وسلم، فخُيّل إليَّ أن محمداً صلى الله عليه وسلم رجل عاش في البحار طول أيام حياته، ومع ذلك كنت أعجب كيف يتسنى لرجل أن يصف تخبط الضالين بمثل هذا الوصف الموجز الذي جُمع بكلمات قلائل أهوال البحار وحالتها الطبيعية، حتى يكاد الإنسان يشهد الحقيقة بحواسه كلها بأسلوب لا يستطيعه أبلغ مُمارس لأهوال البحار، فلما علمتُ بعد ذلك أن محمداً صلى الله عليه وسلم لَم يركب البحر قط، وأنه فوق ذلك كان أمياً، رجعت إلى القرآن فأطلت النظر في سورة النور، وفي سائر آيات هذا الكتاب الحكيم، فأيقنت أنه ليس من كلام البشر، وإنما من وحي الله، فأسلمت ولا أزال مغتبطاً بإسلامي الذي أراه دين الفطرة المعقول البعيد عن كل ما في الديانات الأخرى من بقايا الوثنية».[6 الوقفة كاملة
١٩ الإسلام دين الفطرة، دين الحنيفية السمحة، دين التسامح والمحبة والأخلاق العظيمة. والتسامح خلق الإسلام كدين منذ أن خَلَق الله الأرض ومن عليها، منذ أن بعث الأنبياء والرسل، فكانت رسالة السماء تُسمّى على مر العصور، وفي زمن كل الأنبياء بالحنيفية السمحة كدليل على التسامح والتواصل والمحبة. ثمّ جاء رسول الله _صلّى الله عليه وسلم_ حاملاً هذه الرسالة العظيمة المتضمنة لكل معاني القيم الإنسانية والحضارية، وفي طليعة هذه القيم التسامح، وقد جسّد هذا الخُلُق في مفاهيم عملية فحوّلها من مجرد قيمة إلى مفهوم عملي لازم حياته في جميع مراحلها، قبل البعثة وبعدها، في حالات الضعف كما في حالات القوة. لقد دعا رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ إلى إشاعة جو التسامح والسلام بين المسلمين، وبينهم وبين غيرهم من الأمم، واعتبر ذلك من مكارم الأخلاق، فكان في تعامله مع المسلمين متسامحاً حتى قال الله _تعالى_ فيه: " لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ" (التوبة:128) الوقفة كاملة
٢٠ {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} (البقرة: 102) يقول العلامة الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي: ما هو السحر؟.. الكلمة مشتقة من سحر وهو آخر ساعات الليل وأول طلوع النهار.. حيث يختلط الظلام بالضوء ويصبح كل شيء غير واضح.. هكذا السحر شيء يخيل إليك أنه واقع وهو ليس بواقع.. إنه قائم على شيئين.. سحر العين لترى ما ليس واقعا على أنه حقيقة.. ولكنه لا يغير طبيعة الأشياء.. ولذلك قال الله تبارك وتعالى في سحرة فرعون: {سحروا أَعْيُنَ الناس واسترهبوهم وَجَآءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} [الأعراف: 116]. حقيقة السحر إذن فالساحر يسيطر على عين المسحور ليرى ما ليس واقعا وما ليس حقيقة.. وتصبح عين المسحور خاضعة لإرادة الساحر.. ولذلك فالسحر تخيل وليس حقيقة.. واقرأ قول الحق سبحانه وتعالى: {قَالَ بَلْ أَلْقُواْ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تسعى} [طه: 66]. إذن مادام الله سبحانه وتعالى قال: {يُخَيَّلُ إِلَيْهِ}.. فهي لا تسعى.. إذن فالسحر تخيل.. وما الدليل على أن السحر تخيل؟.. الدليل هو المواجهة التي حدثت بين موسى وسحرة فرعون.. ذلك أن الساحر يسحر أعين الناس ولكن عينيه لا يسحرهما أحد.. حينما جاء السحرة وموسى.. اقرأ قوله سبحانه: {قَالُواْ ياموسى إِمَّآ أَن تُلْقِيَ وَإِمَّآ أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ ألقى قَالَ بَلْ أَلْقُواْ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تسعى} [طه: 65-66]. عندما ألقى السحرة حبالهم وعصيهم خُيِّل للموجودين إنها حيات تسعى.. ولكن هل خيل للسحرة إنها حيات؟ طبعا لا.. لأن أحدا لم يسحر أعين السحرة.. ولذلك ظل ما ألقوه في أعينهم حبالا وعِصِيّاً.. حين ألقى موسى عصاه واقرأ قوله تبارك وتعالى: {وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صنعوا إِنَّمَا صَنَعُواْ كَيْدُ سَاحِرٍ وَلاَ يُفْلِحُ الساحر حَيْثُ أتى فَأُلْقِيَ السحرة سُجَّداً قالوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وموسى} [طه: 69-70]. هنا تظهر حقيقة السحر.. لماذا سجد السحرة؟ لأن حبالهم وعصيهم ظلت كما هي حبالا وعصيا.. ذلك أن أحدا لم يسحر أعينهم. ولكن عندما ألقى موسى عصاه تحولت إلى حية حقيقية.. فعرفوا أن هذا ليس سحرا ولكنها معجزة من الله سبحانه وتعالى.. لماذا؟ لأن السحر لا يغير طبيعة الأشياء، وهم تأكدوا أن عصا موسى قد تحولت إلى حية.. ولكن حبالهم وعصيهم ظلت كما هي وإن كان قد خيل إلى الناس أنها تحولت إلى حية. إذن فالسحر تخيل والساحر يرى الشيء على حقيقته لذلك فإنه لا يخاف.. بينما المسحورون الذين هم الناس يتخيلون أن الشيء قد تغيرت طبيعته.. ولذلك سجد السحرة لأنهم عرفوا أن معجزة موسى ليست سحرًا.. ولكنها شيء فوق طاقة البشر. السحر إِذن تخيل والشياطين لهم قدرة التشكل بأي صورة من الصور، ونحن لا نستطيع أن ندرك الشيطان على صورته الحقيقية، ولكنه إذا تشكل نستطيع أن نراه في صورة مادية.. فإذا تشكل في صورة إنسان رأيناه إنسانا، وإذا تشكل في صورة حيوان رأيناه حيوانا، وفي هذه الحالة تحكمه الصورة.. فإذا تشكل كإنسان وأطلقت عليه الرصاص مات، وإذا تشكل في صورة حيوان ودهمته بسيارتك مات، ذلك لأن الصورة تحكمه بقانونها.. وهذا هو السر في إنه لا يبقى في تشكله إلا لمحة ثم يختفي في ثوان.. لماذا؟ لأنه يخشى ممن يراه في هذه الصورة أن يقتله خصوصا أن قانون التشكل يحكمه.. ولذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تشكل له الشيطان في صورة إنسان قال: (ولقد هممت أن أربطه في سارية المسجد ليتفرج عليه صبيان المدينة ولكني تذكرت قَول أخي سليمان: {رب هب لي مُلْكاً لا ينبغي لأحد من بعدي} فتركته) الحديث لم يُخَرَّجْ. التوازن في الكون ومن رحمة الله بنا أنه إذا تشكل الشيطان فإن الصورة تحكمه.. وإلا لكانوا فزعونًا وجعلوا حياتنا جحيمًا.. فالله سبحانه وتعالى جعل الكون يقوم على التوازن حتى لا يطغى أحد على أحد.. بمعنى أننا لو كنا في قرية وكلنا لا نملك سلاحا وجد التوازن.. فإذا ملك أحدنا سلاحا وادعى أنه يفعل ذلك ليدافع عن أهل القرية، ثم بعد ذلك استغل السلاح ليسيطر على أهل القرية ويفرض عليهم إتاوات وغير ذلك، يكون التوازن قد اختل وهذا مالا يقبله الله. السحر يؤدي لاختلال التوازن في الكون.. لأن الساحر يستعين بقوة أعلى في عنصرها من الإنسان وهو الشيطان وهو مخلوق من نار خفيف الحركة قادر على التشكل وغير ذلك.. الإنسان عندما يطلب ويتعلم كيف يسخر الجن.. يدعي أنه يفعل ذلك لينشر الخير في الكون، ولكنها ليست حقيقة.. لأن هذا يغريه على الطغيان.. والذي يخل بأمن العالم هو عدم التكافؤ بين الناس. إنسان يستطيع أن يطغى فإذا لم يقف أمامه المجتمع كله إختل التوازن في المجتمع. والله سبحانه وتعالى يريد تكافؤ الفرص ليحفظ أمن وسلامة الكون.. ولذلك يقول لنا لا تطغوا وتستعينوا بالشياطين في الطغيان حتى لا تفسدوا أمن الكون. ولكن الله جل جلاله شاءت حكمته أن يضع في الكون ما يجعل كل مخلوق لا يغتر بذاتيته.. ولا يحسب أنه هو الذي حقق لنفسه العلو في الأرض.. ولقد كانت معصية إبليس في أنه رفض أن يسجد لآدم. إنه قال: {قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ} [الأعراف: 12]. إذن فقد أخذ عنصر الخلق ليدخل الكبر إلى نفسه فيعصي، ولذلك أراد الله سبحانه وتعالى أن يعلم البشر من القوانين، ما يجعل هذا الأعلى في العنصر وهو الشيطان يخضع للأدنى وهو الإنسان، حتى يعرف كل خلق الله أنه إن ميزهم الله في عنصر من العناصر، فإن هذا ليس بإرادتهم ولا ميزة لهم.. ولكنه بمشيئة الله سبحانه وتعالى.. فأرسل الملكين ببابل هاروت وماروت ليعلما الناس السحر. الذي يخضع الأعلى عنصراً للأدنى. واقرأ قوله سبحانه: {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ ولكن الشياطين كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ الناس السحر وَمَآ أُنْزِلَ عَلَى الملكين بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حتى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ}.. فالله تبارك وتعالى أرسل الملكين هاروت وماروت ليعلما الناس السحر.. ولقد رويت عن هذه الملكين قصص كثيرة.. ولكن مادام الله سبحانه وتعالى قد أرسل ملكين ليعلما الناس السحر.. فمعنى ذلك أن السحر علم يستعين فيه الإنسان بالشياطين.. وقيل إن الملائكة قالوا عن خلق آدم كما يروي لنا القرآن الكريم: {قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدمآء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} [البقرة: 20]. حينئذ طلب الحق جل جلاله من الملائكة.. أن يختاروا ملكين ليهبطا إلى الأرض لينظروا ماذا يفعلان؟ فاختاروا هاروت وماروت.. وعندما نزلا إلى الأرض فتنتهما امرأة فارتكبا الكبائر. هذه القصة برغم وجودها في بعض كتب التفسير ليست صحيحة.. لأن الملائكة بحكم خلقهم لا يعصون الله.. ولأنه من تمام الإيمان أن يؤدي المخلوق كل ما كُلِّف به من الله جل جلاله.. وهذان الملكان كلفا بأن يعلما الناس السحر.. وأن يحذرا بأن السحر فتنة تؤدي إلى الكفر وقد فعلا ذلك.. والفتنة هي الامتحان.. ولذلك يقول الحق تبارك وتعالى: {وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حتى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ المرء وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ الله}.. إذن فهذان الملكان حذرا الناس من أن ما يعلمانه من السحر فتنة تؤدي إلى الكفر.. وإنها لا تنفع إلا في الشر وفي التفريق بين الزوج وزوجه. وإن ضررها لا يقع إلا بإذن الله.. فليس هناك أي قوى في هذا الكون خارجة عن مشيئة الله سبحانه وتعالى. ثم يأتي قول الحق تبارك وتعالى: {وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشتراه مَا لَهُ فِي الآخرة مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ}.. إن الله سبحانه وتعالى يخبرنا أن تعلم السحر يضر ولا ينفع.. فهو لا يجلب نفعا أبدا حتى لمن يشتغل به.. فتجد من يشتغل بالسحر يعتمد في رزقه على غيره من البشر فهم أفضل منه.. وهو يظل طوال اليوم يبحث عن إنسان يغريه بأنه يستطيع أن يفعل له أشياء ليأخذ منه مالاً، وتجد شكله غير طبيعي وحياته غير مستقرة وأولاده منحرفين. وكل من يعمل بالسحر يموت فقيرًا لا يملك شيئًا وتصيبه الأمراض المستعصية، ويصبح عبرة في آخر حياته. مصير الساحر إذن فالسحر لا يأتي إلا بالضرر ثم بالفقر ثم بلعنة الله في آخر حياة الساحر.. والذي يشتغل بالسحر يموت كافرا ولا يكون له في الآخرة إلا النار.. ولذلك قد اشتروا أنفسهم بأسوأ الأشياء لو كانوا يعلمون ذلك.. لأنهم لم يأخذوا شيئا إلا الضر.. ولم يفعلوا شيئا إلا التفريق بين الناس.. وهم لا يستطيعون أن يضروا أحدا إلا بإذن الله. والله سبحانه وتعالى إذا كانت حكمته قد اقتضت أن يكون السحر من فتن الدنيا وابتلاءاتها.. فإنه سبحانه قد حكم على كل من يعمل بالسحر بأنه كافر.. ولذلك لا يجب أن يتعلم الإنسان السحر أو يقرأ عنه.. لأنه وقت تعلمه قد يقول سأفعل الخير ثم يستخدمه في الشر.. كما أن الشياطين التي يستعين بها الساحر غالبا ما تنقلب عليه لتذيقه وبال أمره وتكون شرا عليه وعلى أولاده.. واقرأ قوله سبحانه وتعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإنس يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الجن فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} [الجن: 6]. أي أن الذي يستعين بالجن ينقلب عليه ويذيقه ألوانا من العذاب. الوقفة كاملة

التساؤلات

١١ س: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ماتفسير الآيات 97.98.99من سورة المائدة وجزاك الله خيرا ج: امتنَّ الله على عباده بأن جعل الكعبة البيت الحرام صلاحًا لدينهم،وأمنًا لحياتهم؛وذلك حيث آمنوا بالله ورسوله وأقاموا فرائضه، وحرَّم العدوان والقتال في الأشهر الحرم (وهي ذو القعدةوذو الحجةوالمحرم ورجب)فلايعتدي فيها أحد على أحد،وحرَّم تعالى الاعتداء وحرَّم تعالى الاعتداء على ما يُهدَى إلى الحرم من بهيمة الأنعام،وحرَّم الاعتداء على القلائد،وهي ما قُلِّد إشعارًا بأنه بقصد به النسك؛ ذلك لتعلموا أن الله يعلم جميع ما في السموات وما في الأرض،ومن ذلك ما شرعه لحماية خلقه بعضهم من بعض، وأن الله بكل شيء عليم،فلا تخفى عليه خافية" "ثم اعلم أن الله جل وعلا شديد العقاب لمن عصاه، وأن الله غفور رحيم لمن تاب وأناب. ثم يبيِّن الله تعالى أن مهمة رسوله صلى الله عليه وسلم هداية الدلالة والتبليغ، وبيد الله -وحده- هداية التوفيق، وأن ما تنطوي عليه نفوس الناس مما يُسرون أو يعلنون من الهداية أو الضلال يعلمه الله" الميسر . الوقفة كاملة
١٢ س: ما مقاصد السورة؟ ج: طهماز: النبي عليه السلام وازواجه في سورة الاحزاب المختصر : عناية الله بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وحماية جنابه وأهل بيته التفسير المباشر: الآداب الاجتماعية وموقف المؤمنين عند الشدائد والمحن. جميلة خليف: نماذج للاستسلام ( المجتمع الصغير وبيت النبوة ) عدنان عبد القادر: صون النبي عليه الصلاة والسلام وتشريفه وتطهيره وآله وزوجاته وذريته من كل أذى. نظم الدرر: الحث على الصدق في الإخلاص في التوجه إلى الخالق, من غير مراعاة بوجه ما للخلائق, لأنه عليم بما يصلحهم, حكيم فيما يفعله. عبد الله شحاتة: إعادة تنظيم الجماعة الإسلامية, وإبراز ملامح الشخصية المسلمة وتثبيتها في حياة الأسرة والجماعة وبيان أصولها من العقيدة والتشريع, وتعديل الأوضاع والتقاليد أو إبطالها وإخضاعها إلى التصور الإسلامي الجديد. أول مرة أتدبر القرآن: الاستسلام لأمر الله وشرعه الرسائل الجامعية: الأحكام والتشريعات والتوجيهات والآداب الإسلامية, والحديث عن غزوتي الأحزاب وبني قريظة. (إعداد الطالب: عبد الرحمن أحمد حسن نصر. إشراف: د. عثمان عبد المهدي صديق حاج بلال) . الوقفة كاملة
١٣ س: ما مقاصد السورة؟ ج: طهماز: بشائر النصر المختصر : الوعد الإلهي بالفتح والمكين لنبيه صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين الصادقين في نصرة الدين جميلة خليف:رؤية الأحداث بميزان الله عدنان عبد القادر: دعوة لنصرة النبي عليه الصلاة والسلام ومؤازرته وتوقيره وملازمة محبة أصحابه والإعجاب بهم (لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه). نظم الدرر:إظهار الدين على الدين كله. فلوة الراشد:ثناء على المؤمنين وليس فيها أي ذم لهم. تكررت كلمة السكينة عليهم. أنزلت رحمات الله. من ظواهر هذه السورة بيعة الرضوان وهي منقبة عظيمة في حياة الصحابة وبالمقارنة بسورة محمد (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم) فكأن السورتان تعرضان (قبل، وبعد) أول مرة أتدبر القرآن: الفتوحات والعطاءات الربانية للنبي صلى الله عليه وسلم وأمته الرسائل الجامعية: وعد الله بنصر المؤمنين وإظهار دين الإسلام على الدين كله ولو كره الكافرون.( رسالة ماجستيرإعداد الطالب: إبراهيم مليسي إشراف: د. جمال النجار.) الوقفة كاملة
١٤ س: في الآية 27 من سورة الحديد يقول تعالى (....و جعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة و رحمة ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها ... ) ما معنى ابتدعوها .. إلا ابتغاء رضوان الله. ج: أي : ماافترضنا تلك الرهبانية عليهم إِلا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ لكنهم ابتدعوها ابتغاء رضوان الله فهم ابتدعوها أولا ثم كتبت عليهم ابتغاء رضوان الله على ظاهر نيتهم كما في الصحيحين "أما بعد فإنه لم يخف علي شأنكم الليلة ولكني خشيت أن تفرض عليكم صلاة الليل فتعجزوا عنها ". الوقفة كاملة
١٥ س: ما مقاصد السورة؟ ج: موقع حصاد: ملازمة التعب للإنسان في حياته طهماز: اقتحام العقبة المختصر : الإنسان بين كبد الكفر والعذاب وبين الصعود لسلم الرحمة والإيمان في الدارين التفسير المباشر: تعظيم بيت الله الحرام في نفوس المسلمين وفي نفوس المشركين. جميلة خليف: الطبيعة البشرية عدنان عبد القادر: مهما بلغ العبد من مكانة فإنه سيواجه جبالاً من الصعاب. نظم الدرر: نفي القدرة عن الإنسان وإثباتها لخالقه الديان. أول مرة أتدبر القرآن: الدنيا دار بلاء ومشقة الوقفة كاملة
١٦ السؤال ما حكم تضمين الكلام بعض آيات القرآن الكريم؟ الجواب إذا كان مراد السائل الاستدلال على ما يأتي به من كلام من كتاب الله -جل وعلا- فهذا مطلوب، فالاستدلال بالقرآن الكريم على ما يورد من الكلام هذا مطلوب وكذلك من السنة، وأما إن كان المراد به التكلُّم بكلام الله -جل وعلا- في الأمور العادية كأن يُسأل عن مسألة عادية من الأمور اليومية، أو ما يريد أن يتكلم به في أي مجال غير العلم ثم ينطق بآية على أنها موافقة للحال، أو أنها كما أُثِر عن عجوز في كتب الأدب يقولون: إنها لا تنطق إلا بالقرآن في حياتها كلها، هذا لا يجوز بحال؛ لأن القرآن ما أُنزل لمثل هذا، وبعضهم يمنع من استعمال القرآن في المناسبات، فإذا جاء إنسان في الوقت المحدد قال: {جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى} [طـه:40]، هذا ممنوع؛ لأنه تنزيل للقرآن في غير موضعه، وامتهان للقرآن بحيث يُستعمل بمثابة كلام الناس العادي، فهذا لا يجوز، وإذا كثُر كما ذُكِر عن هذه المرأة العجوز في كتب الأدب كان المنع أظهر، وأما إيراد القرآن الكريم لتدعيم الكلام العلمي والاستدلال له من كتاب الله -جل وعلا- هذا هو المطلوب. {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ} [يــس:69]، فأنت تُعيد كلامه إلى أن يكون شعرًا؟! أنا لا أرى مثل هذا جائزًا، وكتاب الصنعاني (نظم بلوغ المرام) مطبوع ومتداول، وحفظ (بلوغ المرام) أسهل من حفظ هذه المنظومة، لكن قد يقول قائل: إن ثبوت النظم في الحافظة أقوى من ثبوت النثر، لكن هذا غير مبرِّر. إجابة الشيخ عبد الكريم الخضير الوقفة كاملة
١٧ السؤال ما القولُ الصحيحُ في الأحرف السبعة؟ وهل هي القراءات السبع؟ وما أفضل كتاب يفيدني في هذا الموضوع؟ الجواب الأحرف السبعة اختُلف فيها اختلافًا كثيرًا، وأطال العلماء في بيان المراد بها، واختلفت نظراتهم إلى هذا الحديث، لكن الذي يظهر -والله أعلم- أن المراد بها لغات القبائل ولهجاتهم في أول الأمر؛ لأن القرآن نزل على الصحابة وفيهم بل أكثرهم كبار سن لا تطاوعهم ألسنتهم أن يقرؤوا على حرف واحد، فقريش لها لغة إن شئت فقل: لهجة، وهذيل كذلك، وثقيف كذلك، فإذا أراد الهذلي أن يقرأ بلغة قريش قد لا يتسنى له ذلك لا سيما إذا كان كبير السن وهو في الأصل أمي. ومثَّل أهل العلم للقراءات السبع بمثل: تعال، وهلم، وأقبل، وهذا هو الأقرب، هذا بالنسبة للأحرف السبعة. أما القراءات السبع وهي الباقية إلى الآن بعد أن جمع عثمان –رضي الله عنه- المصاحف وجعلها على حرف واحد، على الحرف الأخير الذي تمت عليه العرضة الأخيرة بين جبريل والنبي -عليه الصلاة والسلام-، وبقي خطُّه ورسمه يحتمِل هذه القراءات السبع التي هي الباقية إلى الآن، وأما الأحرف السبعة التي فيها اختلاف كبير في اللفظ مثل: أقبل، وهلم، وتعال، هذه ارتفعت بالعرضة الأخيرة، وأجمع الصحابة -رضوان الله عليهم- على عدم إثباتها في المصحف، وفعله عثمان -رضي الله عنه- ولم ينكره منهم أحد، وهو الحق -إن شاء الله تعالى-، هذا لا يتردد فيه مسلم أن الموجود بين الدفتين هو القرآن لا يَنقص منه شيء ولا يَزيد عليه شيء، مصون من الزيادة والنقصان {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: ٩]، والأمة معصومة قطعًا من أن تُفرِّط بشيء من دينها ومما أوجب الله عليها، أي معصومة من أن تُجمع على ذلك، كما أجمعوا على ترك الأحرف ما عدا حرف واحد أثبته عثمان –رضي الله عنه- في المصاحف التي كتبها وبعث بها إلى الأمصار، فالصحابة أجمعوا على ما أثبته عثمان في المصحف الإمام وما بعث به إلى الأمصار. وأما الكتب في هذه المسألة، فقد أُلِّف فيها كتب خاصة، وأيضًا بُحثت المسألة في كتب علوم القرآن كـ(البرهان) و(الإتقان) وغيرهما، وأيضًا في مقدمات التفاسير لا سيما المطولة كـ(تفسير الطبري)، وقد أبدع الإمام الطبري -رحمه الله تعالى- في بحث هذه المسألة، وكذلك ابن كثير في المقدمة، وغيرهما. إجابة الشيخ عبد الكريم الخضير الوقفة كاملة
١٨ السؤال يَكثر أن نقرأ في سير بعض التابعين -رحمهم الله- أن فلانًا صُعِق لما سَمِع آية من كِتاب الله، وربما قيل: إن فلانًا الآخر توفي، وغيرها من أشباهها، فلماذا لم يُروَ عن بعض الصحابة مثل ذلك؟ الجواب يقرر أهل العلم ومنهم شيخ الإسلام أن القرآن قويّ وثقيل ووقعه على القلوب شديد، لكنه نزل على قلبه -عليه الصلاة والسلام- وهو في حال من القوة تحتمل هذا القرآن، وتحتمل هذا القول الثقيل، وكذلك صحابته -رضوان الله عليهم- فهم يستشعرون عظمة القرآن، وفي قلوبهم من القوة ما يحتمل هذا القول الثقيل، فلما ذهب الصحابة وجاء بعدهم التابعون، وهم من الفضل والدين والعلم والاستشعار لعظمة هذا القرآن بالمنزلة الرفيعة العالية، يستشعرون عظمة هذا القرآن وثِقله، ومع ذلك قلوبهم ضَعُفتْ ليست كقلوب الصحابة، فنزل هذا القول الثقيل على قلوب أضعف من قلوب الصحابة، فحصل لهم ما حصل من الغُشِيّ، وقد يحصل لبعضهم من الصَّعق ما يحصل. يُذكر في ترجمة زُرَارَة بن أَوْفَى أنه سمع الإمام يقرأ في صلاة الصبح: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} [المدثر: 8] فصُعِق فمات. على أن مِن أهل العلم من يُنكر وجود مثل هذا، حتى إن ابن سيرين قيل له مثل هذا القول، فقال: يُوضع هذا الشخص على جدار، ثم يُقرأ عليه القرآن، إن سقط من الجدار فهو صادق. كأنه يُشكك في وجود مثل هذا، لكن كثرة الحوادث والوقائع التي حصلت في عهد التابعين تدل على أن له أصلًا. ولا شك أن القرآن عظيم وثقيل: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} [المزمل: 5]، وهذا الثقل لا يحتمله أي قلب مع استشعار عظمته وثقله، لا سيما مع ضعف القلوب. قد يقول قائل: هل قلوب المتأخرين أقوى من قلوب التابعين؟ نقول: لا، بل أضعف، لكنها لا تستشعر عظمة هذا القرآن، وقد قال قائل: في أول مرة يسمع زُرَارَة بن أَوْفَى الآية، أو أول مرة يتلوها، لماذا لم يمت؟ نقول: سمع هذه الآية وتلاها، لكن الإيمان يزيد وينقص، فقد يزيد في وقت من الأوقات ويصل إلى حد يتأثر صاحبه أكثر من وقت آخر. فهذا وُجِد، وشيخ الإسلام يقرُّ به ويقرره ويحمله على هذا المحمل، ومن نفاه كابن سيرين له رأيه ووجهة نظره، وعلى كل حال هذا يدل على صدق وعلى يقين وعلى قوة إيمان واستشعار لعظمة الله ولعظمة كلامه وتعظيم لشعائره، بخلاف ما حصل عند المتأخرين الذين يُقرأ عليهم القرآن فلا يتأثرون، قد يتأثر بعض الناس ويبكي، ثم بعد ذلك -بعد وقت يسير- كأن شيئًا لم يكن، ومعلوم أن التأثر بالقرآن عند الصحابة يستمر الوقت الطويل، ويمرض بعضهم ويُعاد بسبب ما سمع وتأثر به، لكن القلوب غطى عليها الران، بسبب التخليط في المكاسب وفي المطعم: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: 14]. فنسأل الله -جل وعلا- أن يمدنا بعفوه وغفرانه، وزيادة الإيمان به، والركون إلى كتابه وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-. والسبيل الوحيد إلى حياة القلوب وإقبالها على كتاب الله والتأثر به أن يُقرأ القرآن على الوجه المأمور به بالتدبر والترتيل، وشيخ الإسلام يقول: قراءة القرآن على الوجه المأمور به تزيد القلب يقينًا وطمأنينة، وتزيد الإيمان وتُمِدُّه بشيء لا يُدركه إلا من فعله، وابن القيم -رحمه الله- يقول: فتدبرِ القرآنَ إن رُمتَ الهدى فالعلم تحت تدبر القرآن. إجابة الشيخ عبد الكريم الخضير الوقفة كاملة
١٩ س/ ما تفسير الآية (وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة)؟ ج/ يخبرنا تعالى أن من اتبع عيسى عليه السلام حق الاتباع، وهم من آمن به في حياته، وآمن برسول الله محمد بعد بعثته، أنهم فوق الذين كفروا بالحجة والبرهان إلى يوم القيام ؛ فحجتهم أتم، وغلبتهم ظاهرة . الوقفة كاملة
٢٠ س/ (ما زاغ البصر وما طغى) هل لهذا الادب النبوي تطبيقات في حياة المسلم المعاصرة؟ وهل له علاقة بكلام السلف حول الحد من فضول النظر؟ ج/ المفسرون أخذوا ذلك من التوسع في دلالة الآية على كمال أدبه ﷺ في هذا الموقف العظيم المهيب. وإلا فليس فيها دلالة مباشرة خاصة بحفظ النظر من الفضول في سائر الشؤون، ولكن ذلك ثبت في أدلة أخرى مثل (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم). ومن أخلاق النبي ﷺ في حياته كلها، حيث كان غاضاً لبصره. الوقفة كاملة

أسرار بلاغية

١١ آية (٤٩) : (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ) * ربنا تعالى في سورة البقرة قال (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ) وبعدها قال (وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ) : هناك فرق بين فعّل وأفعل ، نجّى يفيد التمهل والتلبّث والبقاء مثل علّم وأعلم ، علّم تحتاج إلى وقت أما أعلم فهو إخبار، فعّل فيها تمهل وتلبّث ، (وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ) لأنهم لم يمكثوافي البحر طويلاً فقال أنجيناكم ، أما عندما عدّد الله تعالى النعم على بني إسرائيل (إذ نجيناكم) لأنهم بقوا في العذاب فترة . * (آلِ فِرْعَوْنَ) وليس أهل فرعون ، الآل هم الأهل والأقراب والعشيرة وكلمة آل لا تضاف إلا لشيء له شأن وشرف دنيوي ممن يعقل فلا تستطيع أن مثلاً أن تقول آل الجاني بل تقول أهل الجاني . * (يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ) ما معنى يسوم؟ يقال سام فلان خصمه أي أذله وأعنته وأرهقه وهي مأخوذة من سام الماشية تركها ترعى وعندما يقال إن فرعون يسوم بني إسرائيل سوء العذاب معناها أن كل حياتهم ذل وعذاب . * ما هو السوء؟ إنه المشتمل على ألوان شتى من العذاب كالجلد والسخرة والعمل بالأشغال الشاقة . * في سورة البقرة (يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ) وفي سورة إبراهيم (يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ) : في سورة البقرة جعل سوء العذاب هو تذبيح الأبناء (بَدَل) من يسومونكم ، البدل يكون في الأسماء والأفعال والجُمَل ، هذه الجملة بدل لما قبلها فسّرتها ووضحتها ، ما هو سوء العذاب؟ (يذبحون أبناءكم) تبيين لسوء العذاب فنسميها جملة بَدَل. في سورة إبراهيم ذكر أمران (يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ) سوء العذاب بالتذبيح وبغير التذبيح، سيدنا موسى عليه السلام يقول لبني إسرائيل أن الله سبحانه تعالى أنجاهم من آل فرعون من أمرين: يسومونهم سوء العذاب هذا أمر والتذبيح هذا أمر آخر. كان التعذيب لهم بالتذبيح وباتخاذهم عبيداً وعمالاً وخدماً ، إذن يسومونكم سوء العذاب هذا أمر، ويذبحون أبناءكم هذا أمر آخر . * الفرق بين (يُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ) في سورتي البقرة وإبراهيم و(يُقَتِّلُونَ أَبْنَآءَكُمْ) في (١٤١) الأعراف : الذبح غير القتل ، فالذبح لابد فيه من إراقة دماء وعادة يتم بقطع الشرايين عند الرقبة ولكن القتل قد يكون بالذبح أو بغيره كالخنق والإغراق ليس شرطا فيه أن تسفك الدماء. في قوله (يُقَتِّلُونَ أَبْنَآءَكُمْ) أراد فرعون أن ينتقم من ذرية بني إسرائيل كأن الهكسوس كانوا موالين لبني إسرائيل لأن ملك الهكسوس اتخذ يوسف وزيراً ، وعندما انتصر الفراعنة انتقموا من بني إسرائيل بكل الوسائل قتلوهم وأحرقوا عليهم بيوتهم . أما (يُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ) سبب الذبح هو خوف فرعون من ضياع ملكه فلقد رأى رؤيا قال له الكهان في تأويلها أنه يخرج من ذرية إسرائيل ولد يكون على يده نهاية ملكك ، فأمر بذبح كل مولود ذكر من بني إسرائيل ، ولكن قوم فرعون الذين تعودوا السلطة خشوا أن ينقرض بني إسرائيل وهم يقومون بالخدمات لهم ، فجعل الذبح سنة والسنة الثانية يبقون على المواليد الذكور ، وفرض الذبح حتى يتأكد قوم فرعون من موت المولود في الحال فلا ينجو أحد ولو فعلوه بأي طريقة أخرى قد ينجو من الموت . * لم يقل الحق تبارك وتعالى يذبحون أبناءكم ويستحيون بناتكم لأنه يريد أن يلفتنا إلى أن الفكرة من هذا هو إبقاء عنصر الأنوثة يتمتع بهن آل فرعون وذلك للتنكيل ببني إسرائيل . * الفرق بين الأبناء والأولاد أن الأبناء أي الذكور جمع إبن بالتذكير مثل (يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ) أما الأولاد فعامة للذكور والإناث وهي جمع ولد (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ) . الوقفة كاملة
١٢ آية (٤٤) : (فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ) * في كلمة فتحنا قراءتان: فتحنا و فتّحنا التشديد للمبالغة في الفتح فالتشديد يدل على المضاعفة في العمل. * جمع الله (أَبْوَابَ) ولم يقل باب كل شيء ليصور لك كثرة الخيرات وأنواعها التي عمّت حياتهم. الوقفة كاملة
١٣ آية (٢٠٧) : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ) * الفرق بين الرضوان والمرضاة: الرضوان هو أعظم الرضى وأكبره والرضوان مصدر وهو الرضى ولم يستعمل في القرآن إلا من الله تعالى أما المرضاة فليست مختصة بالله تعالى وإنما تأتي لله تعالى ولغيره (تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ (١) التحريم). * الفرق بين الرأفة والرحمة: الرأفة أخصّ من الرحمة، الرأفة مخصوصة بدفع المكروه وإزالة الضرر تقول أنا أرأف به عندما يكون متوقعاً أن يقع عليه شيء. الرحمة عامة ليست مخصوصة بدفع مكروه (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (١٠٧) الأنبياء)، (فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا (٦٥) الكهف). الرحمة عامة (وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا (٤٨) الشورى). عندما نقول في الدعاء يا رحمن ارحمنا هذه عامة أي ينزل علينا من الخير ما يشاء ويرفع عنا من الضر ما يشاء وييسر لنا سبل الخير عامة. * أفردت الرأفة عن الرحمة في موطنين فقط في القرآن كله في سورة البقرة (والله رؤوف بالعباد) وفي سورة آل عمران (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ (٣٠)) ما قال تعالى رؤوف رحيم. لو لاحظنا السياق الذي وردت فيه الآيتان: في سورة البقرة قال تعالى (وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (٢٠٦) وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ (٢٠٧)) لما يقول (فحسبه جهنم) السياق لا يناسب ذكر الرحمة. في آل عمران (لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ (٢٨)) مقام تحذير والتحذير يعني التهديد ولا يتناسب التحذير مع الرحمة. الوقفة كاملة
١٤ آية (٢٣٨) : (حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ) * (حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ) توسطت آيات الطلاق والوفاة فما دلالة هذا؟ الأمر بالصلاة بين آيات الطلاق لها سببان أولاً حتى لا ينشغل الزوجين بالمشكلات العائلية الطلاق أو الوفاة عن الصلاة فيتركوها والثاني لئلا يحيف أحدهما على الآخر والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولو نظرت إلى الآية قبلها لرأيت أنها ختمت بقوله تعالى (وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ (٢٣٧)) وهذه دعوة من الله سبحانه وتعالى إلى خُلُق حميد وهو العفو عن الحقوق وبما أن النفس جُبِلت على اللؤم وطبع الشُحّ دلّنا الله تعالى على خُلُق ناجع ووصف لنا دوائين: الأول دنيوي فقال (ولا تنسوا الفضل بينكم) فأرشدنا إلى أن العفو يقرّب منك البعيد ويصيّر عدوك صديقاً، والثاني دواء روحاني وهو الصلاة فهي تنهى عن الفحشاء والمنكر. وقد قال عمر بن الخطاب: إذا كان المرء للصلاة مضيّعاً فلغيرها أضيع. فمن ليس فيه خير لربّه فكيف يكون فيه خير لغيره؟ * وردت آية الحثّ على الصلاة في سورة البقرة ثلاث مرات (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (٤٥)) بين آيات خطاب بني اسرائيل و(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (١٥٣)) بين آيات الحج و(حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (٢٣٨)) بين آيات الأحوال الشخصية لأنه لن تقوم للإنسان علاقة بالله تعالى إلا عن طريق الصلاة لأن الصلاة: 1. الصلاة تعلّم الانسان على الانضباط والله تعالى يريد أن يتعلم الناس الانضباط في حياتهم الزوجية. 2. أُمِر الانسان بالمحافظة عليها فالذي يحافظ عليها سيحافظ على زوجته. 3. الصلاة بركة تملأ المكان والعقل والجسد والله تعالى يريد للزوجين أن تعمّهما بركة الصلاة. 4. الصلاة صِلة بين العبد وربّه وعقدة الزواج علاقة بين ثلاثة أطراف : الله تعالى والزوج والزوجة. 5. الصلاة فيها خشوع والله تعالى يريد أن لا يتجبّر الزوج على زوجته. 6. الصلاة فيها خضوع والله تعالى يريد من الزوجة أن تخضع لزوجها. 7. الصلاة فيها استغفار والله تعالى يريد لكل من الزوجين أن يغفر للآخر. الوقفة كاملة
١٥ آية (٢٦٠) : (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) *ما اللمسة البيانية في كلمة (وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) على لسان إبراهيم : إبراهيم عليه السلام في هذا الطلب كان يناجي ربه وربه يخاطبه إذن المسألة لا علاقة لها بقوة الإيمان لأن إيمانه لا شك فيه فمخاطبة الله عز وجل هي أعلى ما يمكن أن يكون من أسباب الإيمان، فلا يحتاج إلى دليل، الله سبحانه وتعالى يعلم أنه مؤمن، والتساؤل (أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى) هو لتقرير أمر للسامعين لأن السامع لما يسمع سؤال إبراهيم عليه السلام سيسأل : ألم يكن إبراهيم كامل الإيمان؟ إذن أثبت الإيمان لإبراهيم عليه السلام حتى لا يخطر في قلوبنا أنه طلب هذا الأمر ليثبت إيمانه. إذن ما موضع الإطمئنان هنا؟ علماؤنا يقولون أن إبراهيم عليه السلام كان يتطلع إلى أن يرى سر الصنعة الإلهية كيف تكون؟ والقلب نقول أنه غير مطمئن إذا كان يشغله شيء. (أَرِنِي) أريد أن أرى رؤية العين لأن إحياء الموتى لا يُرى فهو كان يتطلع إلى أن يرى هذا الشيء . والله تعالى لم يجبه لِماذا تريد أن ترى؟ فالأنبياء مقرّبون إلى الله سبحانه وتعالى هو يختارهم فلا يفاجئهم بردٍ يضربهم على أفواههم، ولذلك قيل له: خذ أربعة من الطير ويبدو أن الجبال التي حوله كانت أربعة (فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ) أي إحملهن إليك حتى تتعرف إليهن وترى أشكالهن وهي أيضاً تشم رائحتك وتتعرف من أنت. ما قال القرآن قطّعهن لأن هذا معلوم من كلمة (ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا). إذن أربعة طيور قسمهن أربعة أقسام ومن كل طير وضع قسماً على جبل فاجتمعت. جميعاً بمجرد أن ناداها وجاءت إليه مسرعات (يَأْتِينَكَ سَعْيًا). في موقف شبيه في قصة العزير أراه مثالاً في نفسه هو. مسألة إحياء الموتى كانت تداعب أذهان وفكر الكثيرين من باب الإطلاع على الشيء ولمعرفته وليس للشك لأنه كان هناك يقين بأن الله تعالى يحيي الموتى وهذا هو الإيمان. * (من) في قوله (مِّنَ الطَّيْرِ) تدل على التبعيض وهذا يضيف معنى آخر وهو التعدد والاختلاف خلافاً لقولنا أربعة طيور التي لا تدل على تعدد أنواعها فقد تكون من صنف واحد وحتى لا يتوهم مشكك بأن بعض الأنواع أهون بالإحياء والبعث من بعض. * (ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ) (ثم) تفيد الترتيب والتراخي والفاء تدل على التعقيب، (ثم) في الآية تفيد معنيين: - حتى يجعل لإبراهيم متسعاً في الحركة وينتقل من جبل إلى جبل فصعود أربعة جبال يحتاج وقتاً. - هذا أدل على قدرة الله لأنه بمرور الزمن اللحم قد يفسد وكلما كان أقرب للذبح سيكون أسرع في الحياة، لكن حتى يبين أنه حتى لو تأخر الوقت سيحصل الأمر وستأتيك الطيور مسرعة، بينما لو جاء بالفاء لم يفد هذين المعنيين. *(يَأْتِينَكَ سَعْيًا) : - السعي هو نوع من أنواع المشي لا من أنواع الطيران ولكن خصّ ربنا تعالى إجابة الطيور بالسعي لا بالطيران مع أن هذا مخالف لطبيعة الطير ليكون دليلاً وآية على عودة الحياة بعد موت والحياة التي رُدّت إليهن مخالفة لحياتهن السابقة ولذلك عجزن عن الطيران لأنه غير معهود بهذه الحياة الجديدة. - (سَعْيًا) لم يقل ساعيات مع أنها حال وهذا يفيد المبالغة فعندما تقول أقبل راكضاً، راكضاً يدل على الحدث وصاحب الحدث، أقبل ركضاً تحوّل الشخص إلى مصدر، هو صار ركضاً. ولذلك ما قال ساعيات اي ليس فيهن شيء يُثقلهن من المادة يتحولن من أقصى الهمود إلى حركة أي هنّ أصبحن سعياً. * دلالة ختام الآية (وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) وليس على كل شيء قدير: - أولاً سياق الآية قد يحسم الأمر لدى المتكلم حسب ما يريده على ماذا يريد أن يركز؟ فقبلها كان الكلام عن إبراهيم عليه السلام لما قال (رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ) ألا يعلم الآن أن الله على كل شيء قدير؟ يعلم. واستدل بذلك على ما سبق من الآيات (قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ) إذن هو يعلم، (قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) إذن هو يؤمن وإنما الآن يريد أمراً آخر. - الآيات جاءت في سياق النمرود لما قال (قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ) جاء بشخصين قتل واحد وأطلق الآخر، هو معتز بحكمه عزيز وحاكم لذا قال (وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) ربنا هو العزيز الحكيم والخطاب في الآية موجه إلى إبراهيم عليه السلام . - جاء قبل هذه الآية (وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ) والطاغوت كل رأسٍ ظالم يعتز بحكمه ويخرج الناس بالبطش والإنكال والتنكيل من النور إلى الظلمات، فالسياق يقتضي (أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) لا الطاغوت المتجبر ولا الظالم إنما الله. - يقول المفسرون أن الله تعالى إذا خرق الناموس والأسباب فلعزته وحكمة يريدها هو، والذي يفعل هكذا هو الحاكم والقادر والعزيز فالله تعالى لا يفعل ذلك إلا لحكمة يريدها ولعزّته سبحانه فأراد ربنا لا أن يبين قدرته لأن إبراهيم يعلمها لكنه أراد أن يبين عزّته وحكمته. الوقفة كاملة
١٦ * من خصوصية الاستعمال القرآني أنه استعمل اللآئي في حالتي الظِهار والطلاق فقط وفيما عدا ذلك يستعمل اللاتي، وهو اختيار عجيب فاللغة لا تفرق بينهما، ولكن نجد أنّ الهمزة ثقيلة في اللغة فاستعمل اللآئي في حالتي الظِهار والطلاق التي هي ثقيلة على الإنسان كأنها متقاربة في اللفظ مع اللائي التعب والإبطاء والاحتباس والجهد والمشقة والشدة، والمظاهِر والمطلق مبطئ عن امرأته بعيد عنها وفيها مشقة على الطرفين، اختيار عجيب.أما الباقي فاستعمل اللآتي . * الفرق بين يتوفى و يدركه الموت : - ورد في سورة النساء (فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ) التوفي هو أخذ الشيء كاملاً غير منقوص لأن الموت معناه إنقضاء العمر الذي يؤدي إلى أن تؤخذ روحه وافية غير منقوصةالموت ليس هو الذي يأخذ الروح لكنه إيذان بانتهاء العمر، ما بقي لهذا الإنسان من عمره شيء فهو ميّت. الفاعل الحقيقي لهذا التوفي هو الله سبحانه وتعالى، والملائكة وسيلة والموت سبب. -- وفي سورة النساء (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ (١٨)) التوبة المرفوضة هي التي تكون حين يشرف الإنسان على الموت ويدرك أنه صار قريباً منه كأن الموت لم يقع بعد بدليل أنه استطاع أن يتكلم فهو لم يمت بعد. وعلى هذا نقول أن كلمة (حضر) عندما تأتي مع الموت فيها معنى القرب والمشاهدة وكأنه فيها نوع من التجسيد للموت كأن الموت حيٌّ يحضر مع من يحضر حوله من أهل الذي ينازع فيشهد هذا الموت. - وفي سورة النساء أيضاً (أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ (٧٨)) الآية كأنما تصور من ينتقل من مكان إلى آخر هرباً من الموت والموت يسعى وراءه حتى يدركه أينما كان ولو كان متحصناً في بروج مشيدة قوية الجدران محكمة الأبواب، يُفهم من الآية أنه يموت قطعاً، وفيه صورة الملاحقة، حتى في المجاز تقول أدركت ما يريد فلان أي تتبعت عباراته بحيث وصلت إلى الغاية من عبارته. - وكذلك في سورة النساء (وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ (١٠٠)) هو مهاجر فراراً بدينه وحياته إلى الله ورسوله كأن الموت يسعى وراءه (ثم يدركه الموت) الخارج من بيته مهاجراً إنما خرج فراراً بدينه من أن يفتنه الكفار فهو فارٌ منهم لكن الموت يتبعه ويدركه في طريق الهجرة وهذا أجره عظيم فقد وقع أجره على الله . الوقفة كاملة
١٧ * الفرق بين جنات وجنات عدن: جنات مطلقة، جنات عدن أي جنات الإقامة، عَدَن في المكان أي أقام، والإقامة تحتاج إلى سكن فإذا ذكر مساكن يذكر عدن. * اللمسة البيانية في اختلاف نهاية الآيات (٧٢) (٨٩) (١١١) : (هو) ضمير الفصل يفيد القصر والتوكيد، كل ما جاء فيه آكد مثل الآية (٧٢) زاد المساكن الطيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر فقال (ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) لأنه لما زاد النعيم أكّد وحصر، على عكس الآية (٨٩) (أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) بدون (هو)، وفي الآية (١١١) (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ... فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، لم يبق لهم أنفس ولا أموال، والجزاء على قدر التضحية فلما كانت التضحية أكبر وبيع وشراء كان الجزاء أكبر فأكّدها (وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) . * الفرق بين (ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) و (وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) و (ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) و (وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) و (إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) : في المائدة (ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) خبر فقط، الجنة لهؤلاء الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه (قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١١٩)) خبر فقط لمن آمن وكان صادقاً في عباداته وهذا أساس الجنة. في النساء أضاف واو (وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) تلك حدود الله، من دخل الجنة فاز، والفوز أنواع وهناك فوز عظيم لكن هناك أعظم منه والأعظم منه هو الذي فيه واو (وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) هذا لمن يطيع الأحكام في الكتاب والسنة حلال وحرام هذه هي التقوى قال (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٣)). في التوبة أضاف هو بدون واو في قوله (ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) من هم هؤلاء؟ الذين هم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ (٧١)) (هُوَ) خصّصّ أن هذا الفوز فوز فريد لا فوز غيره في مقامه (ذَلِكَ هُوَ) لكي يبين أن هذا فوز متميز لأن فيه طاعة الحلال والحرام. في التوبة في موضع آخر أضاف الواو والهاء (وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) هذه للشهداء (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١١١)) قطعاً أن فوز الشهداء أقوى من فوز الذين يتبعون الحلال والحرام لأن هذا إضافة، فالحلال والحرام أنت ملزم به لكن هذا لم يكن ملزماً به فنال الشهادة فقال (وَذَلِكَ) جاء بالواو وهو معاً، الله سبحانه وتعالى يقسم بأن هذا هو الفوز الفريد المتميز جداً لماذا؟ لأن فيها شهادة. في الصافات قال (إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) إنّ مؤكِّدة ثم لام توكيد ثم هو، متى هذا؟ هذا عندما دخل الناس الجنة ورأوا النعيم المقيم وفازوا فوزاً عظيماً وأدركوا هذه النعمة العظيمة حين اطلعوا على أهل النار وإذا به يرى صاحبه الذي كان سيُضِله (قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (٥٤) فَاطَّلَعَ فَرَآَهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ (٥٥) قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (٥٦) وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (٥٧) أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (٥٨) إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (٥٩) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٦٠)) يعني نحن لن ندخل جهنم ولن نموت ولن نحاسب مرة أخرى! الوقفة كاملة
١٨ آية (٧٤) : (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ) * قدّم ذهاب الروع على البشرى لأن ذهاب الروع أهم بالنسبة للخائف على نفسه، هو خائف وتقول له ستأتيك أموال! ربما لن يستمع للبشرى، فينبغي أن يؤمن أولًا على حياته لكي يستمتع بالبشرى. * الحوار دار بين سيدنا إبراهيم عليه السلام والملائكة لكنه سبحانه لم يقل يجادل رسلنا: هم جاءوا بالأمر من الله سبحانه وتعالى (إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ) من أرسلهم؟ الله، فالجدال مع الرسل لكن الأمر كأنه مجاز أي يجادل في أمر الله كأنما يجادل صاحب الأمر. الوقفة كاملة
١٩ آية (٨١) : (قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ) * الفرق بين كلمتى معاد وميعاد وموعد: المعاد من عاد من العوْد إسم مكان، بلد الرجل معاده لأنه يسافر مهما ذهب يعود إليه. الميعاد من وعد (مفعال - موعاد) أصلها موعاد سكن حرف العلة وقبلها كسرة فيصير ميعاد. الموعد هذا من ميعاد. قسم قال المعاد هو الحشر والجنة باعتبار الناس يعودون أو الجنة لأنه تعود إليهم حياتهم. نقول نعود إلى المعاد في الميعاد. الوقفة كاملة
٢٠ آية (١١٢) : (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ) * قال (بِأَنْعُمِ اللّهِ) جاء بجمع القلة ولم يقل (نِعَم) لأن كفرهم بالقليل أذاقهم لباس الجوع والخوف فماذا لو كفروا بالكثير؟!. * قال (فَأَذَاقَهَا) للدلالة على المباشرة لأن الإذاقة مباشرة الشيء. * اللباس يشتمل على الإنسان (لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ) أي شملهم الجوع والخوف كاللباس. * قدّم الأمن على الرزق فقال (آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا) ثم قدم الجوع على الخوف أي الرزق على الأمن فقال (لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ) : - الرزق لا يأتي إلا إذا كانت السُبُل والمدن آمنة فقال (آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا) هذا أمر طبيعي فقدم الأمن على الإتيان. - (فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ) الإنسان يحتاج إلى الطعام أكثر من الأمن لأنه به دوام حياته حتى لو كان خائفاً فقدّم ما هو أولى في كلا الموضعين. * (بِمَا) تحتمل أمرين بصنعهم وبالأشياء التي يصنعونها. إذن ذكر جملة أمور أدت إلى ما هم فيه. * (يَصْنَعُونَ) لم يقل يعملون أو يكسبون لأن الصنع هو إحسان العمل فهم كانوا يصنعون السوء وراسخون في هذه الصنعة. * الحديث على قرية مفرد مؤنث آمنة مطمئنة يأتيها رزقها، فكفرت، فأذاقها ، ثم قال (بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) بالجمع: هذا نوع من الإلتفات، فالكلام على أهل القرية لكن بدأ بهذا العموم (كَانَتْ آمِنَةً) حتى يشير إلى أن القرية بكاملها فيها أمان، (فَكَفَرَتْ) نسب الكفران إليها إستمراراً للسياق، كفرت بعقلائها لأن غير عقلائها لا ينسب إليهم الكفر (فَأَذَاقَهَا) ما قال فكفروا فأذاقهم لأنه سيصير أذاقهم للعقلاء فقط بينما لباس الجوع والخوف أصاب القرية كلها حتى حيواناتها، لكن لما ورد إلى سبب الخسران إلتفت ليبين السبب الحقيقي فيما أصاب القرية (بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) ما قال بما كانت تصنع لأن الصناعة التي أدت إلى غضب الله سبحانه وتعالى خاصة بالعقلاء. ولم تكن من صُنع القرية بعامّتها. الوقفة كاملة


إظهار النتائج من 11 إلى 20 من إجمالي 314 نتيجة.